صحيفة التغيير السودانية:
2025-03-10@18:41:34 GMT

الرقص بنعم!!

تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT

الرقص بنعم!!

أطياف

صباح محمد الحسن

طيف أول:

في حقول الليل ومتاهته

قد تنحسر شمس الحقيقة

تعتكف في صمت

ومن ثم تخرج

أن كيف لها أن تكتب غيابها

وهي أكثر حاجة للإشراق والحضور!!

والبيت الأبيض يكشف بالأمس أن الأزمة السودانية تتصدر قائمة أولوياته، وأنه مستمر في مباحثات جنيف، وينطق بيان يؤكد فيه (أنه لا يزال التركيز منصبا على إعادة طرفي الصراع في السودان إلى طاولة المفاوضات.

ومن جانبه جدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الدعوة إلى الفريق عبد الفتاح البرهان، وأكد له الحاجة الملحة لإنهاء الحرب في السودان، حسبما ذكر البيان عن وزارة الخارجية الأميركية. وبلينكن أعاد تأكيد ضرورة المشاركة في محادثات السلام الجارية في سويسرا لتحقيق التنفيذ الكامل لإعلان جدة بشأن حماية المدنيين في السودان.

لكن الفريق شمس الدين الكباشي قال إنهم لن يشأ كوا في جنيف؛ لأن الجيش لا يريد توسعة منبر جدة، وأنه يرفض مخاطبة بلينكن للبرهان بالجنرال، وأنهم متمسكون بوفد يمثل الحكومة، ولا يمثل الجيش.

وكل ما ذكره الكباشي يكشف أن الجيش ما زال أسيرا لفلول النظام البائد، فمن المعيب أن يرفض فريق ورجل ثانياً في المؤسسة العسكرية مطالبة الوساطة بوفد يمثل قوات الشعب المسلحة التي ينتمي إليها ويقودها، ويتمسك بأن يكون التمثيل للحكومة فالقائد العسكري، يجب أن يكون رفضه، وتحفظه إن حدث العكس، وطالبت أمريكا بوفد حكومي لا يمثل الجيش!!

فالقوات المسلحة ترفض أن تمت تسمية الحرب بحرب الكيزان، وفي التفاوض تصر على مشاركة حكومتهم!!

وهذا يثبت ويؤكد ما يتم نفيه دائما.

الفعل والقول الذي يكشف جليا أن قادة المؤسسة العسكرية ما هم إلا واجهات للنظام البائد لا فرق بينهم وعلي كرتي إلا بالزي العسكري همهم إرضاء الحكومة غير آبهين برغبة ورضا الشعب الذي ينتظر بوقف الحرب

ويطالب الكباشي بمنبر جدة وهو أول الرافضين له، ولو عادت الوساطة إلى جدة، ودعت الجيش للتفاوض لطالب الجيش بمنبر آخر.

ويرفض الجيش الحوار في سويسرا باعتبارها مهبط المنظمات الحقوقية الدولية الخاصة بحقوق الإنسان الممسكة بقلم التحقيق في كل الانتهاكات وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لذلك لا يريد قادة الجيش النظر في مرآة جرائمهم التي ستجعلهم في دائرة (الجريمة والعقاب)

والولايات المتحدة غادرت منبر جدة إلى جنيف لتعود بما يضمن لها نجاح المفاوضات فيه لذلك لن تعود إليه ما لم تضع مسودة عقاب لمحاصرة المتسببين في ما حدث من انتهاكات أي أن الوساطة.

أرجأت جدة باعتبارها منبراً تفاوضي (ناعم) أهدرت فيه المؤسسة العسكرية عشرات الفرص لذلك أن ما يطلبه الجيش الآن من عودة إلى الوراء قد ترى أمريكا أنها تجاوزته.

ولكن، بالرغم من التصريحات الرافضة لجنيف من قبل الجيش الواقع على الأرض يؤكد أن الجيش مرحب بها فهو المعلن بالأمس عن فتح معبر “أدري” لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفاشر وتعد الخطوة استجابة واضحة لمنبر جنيف الإنساني في المقام الأول الذي يضع فتح الممرات واحدة من أهم أهدافه التي يعمل لتحقيقها، وهذا هو الرفض بنعم!!

ولكن يظل السؤال لماذا يحرص الجيش علي تصدير الخطاب الرافض للمباحثات!! لأنه يعلم فوضى الميدان الذي لا يخضع القرار فيه لقادة الجيش فإعلان الترحيب المباشر بمباحثات جدة قد يفتح نافذة إزعاج إن لم نقل خطر على “الجنرال” ولجنته الأمنية لذلك قلنا من قبل أنه، وربما أعطى البرهان أمريكا الموافقة السرية للاستمرار في مباحثاتها، وأنه سيعود إلى السودان لرفع شعار لا للتفاوض، ولهذا تمضي قدما في ما بدأت لذلك فإن نتائج المباحثات وما يترب عليها قد لا تكون مفاجئة للقوات المسلحة، ولكن ربما تكون صادمة لفلول النظام البائد.

طيف أخير

ولأن مباحثات سويسرا ثقيلة على قلب الحكومة

قال جبريل إبراهيم الحكومة السودانية لن تقبل وساطة مفروضة “قهراً” وبالرغم من أن رأى جبريل لا وزن له.

ولكن الشعب يقول نعم لقهر الحكومة وأهلا بالسلام!!

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صباح محمد الحسن

إقرأ أيضاً:

عادل الباز يكتب: لماذا ستفشل الحكومة “المزازية”؟

1 السبب المباشر هو سوء التقدير الناجم عن الغباء، مما أدى إلى الفشل في كل شيء منذ بداية الحرب حتى الآن. ولا يزال “الكفيل” يتخبط في متاهته (يعمهون). لقد فشل الانقلاب، رغم توافر كل ما يلزم له من جنود وسلاح وإمدادات لا تنقطع، كما جُنِّدت له الأجهزة الإعلامية، وصُرف عليه ببذخ لا يخشى معه أصحابه الفقر ولا حساب الله! فما كانت النتيجة؟ فشل الانقلاب، فقاد إلى الحرب، وفشلت الحرب، فقادت إلى الغزو، وفشل الغزو، فقاد إلى الانتقام والتدمير، ثم فشل الانتقام والتدمير في إخضاع الشعب، فلجأ “الكفيل” إلى محاولة تقسيم البلاد!
2
سارع “الكفيل” إلى تدبير أمر حكومة لقيطة لتغطية الهزائم المستمرة لمليشياته في الميدان، فبدلًا من أن يركز الإعلام على تلك الهزائم وانهيار الروح المعنوية لأوباش المليشيا وتشريدهم، خطط “الكفيل” لتوجيه الإعلام نحو مهزلة الحكومة اللقيطة في نيروبي. لكن الخطة فشلت؛ فبينما كانت الكاميرات تغطي حفل التفاهة في قاعة “كنيتا”، كانت في الوقت نفسه ترصد معارك وسط الخرطوم وشرق النيل، والانتصارات التي يحققها الجيش في كردفان. فلم يأبه كثيرون بالراقصين على مسرح التفاهة.
3
الهدف الثاني من مساعي تشكيل حكومة لقيطة هو تطبيق النموذج الليبي: تشكيل حكومة بأي طريقة، ثم السعي لنيل الاعتراف بها على المستويين الإقليمي والدولي. لكن هذا الهدف أُحبط أيضًا، وسيؤول إلى لا شيء مهما فعل “الكفيل”، لماذا؟
4
حين كانت مليشيات “الكفيل” تسيطر – وفقًا لادعائها – على 80% من أرض البلاد، لم تستطع إقامة حكومة في أي جزء مما احتلته. وحتى المناطق التي سيطرت عليها في قلب معاقلها، فرّ أهلها منها وتركوها فارغة للجنجويد. وحين حاولت المليشيات أن تنشئ إدارة مزيفة في المناطق التي احتلتها، مثل الجزيرة، فشلت، وكذلك الأمر في الخرطوم، حيث قدمت نموذجًا باهرًا للحكومة اللقيطة بقيادة “بقال”، “حاكم عموم الخرطوم”!
5
حكومة “التعايشي” والمعتاشين عليها لا أحد يعرف لها مكانًا يمكن أن تؤسس فيه سلطتها المدعاة، لتنفيذ دستورها “العلماني القميء”، ولجمع شتات هوامها ومرتزقتها. كل مكان يمكن أن تتخذه مقرًا في دارفور سيكون هدفًا للجيش، الذي يزحف الآن ليطوّق كل المدن التي احتلتها المليشيات. لذا، فدارفور ليست مكانًا آمنًا لحكومة “التعايشي”.
6
قد تسعى المليشيات، وحليفها الجديد عبد العزيز الحلو، إلى جعل تلك الحكومة اللقيطة تتخذ من إحدى “كراكير” الجبال مقرًا لها. يُقال إن هناك 99 جبلًا بها آلاف “الكراكير”، وقد تجد حكومة المليشيا “كركورًا” تختبئ فيه، لتدير أعمالها فيما تبقى من “كراكير” الجبال لصاحبها الحلو! لا أدري لماذا تخيلت “النور حمد” جالسًا بين الحلو و”دقلو” و”برمة”، في أحد “الكراكير”، يحاضر الحلو عن “الرسالة الثانية”، ويشرح لعبد الرحيم دقلو ماهية “العقل الرعوي”، ويوضح لبرمة ناصر رأي الأستاذ محمود في الطائفية!
7
لكن للأسف، حتى هذا الحلم يبدو مستحيلًا؛ إذ سيثور أهل الجبال ضد الحلو، لأنهم لا يثقون بالجنجويد. وقد بدأت بالفعل ردة فعل من شباب وسياسيي الجبال، حيث رفضوا هذه الخطوة، وهم يتجهون الآن لتأسيس تحالف سياسي – عسكري ضد الحلو، سيكون له تأثير يغيّر موازين القوى في الجبال.
8
كان رهان المليشيا وداعميها أن تجد تلك الحكومة اللقيطة اعترافًا فوريًا من العالم، مما يمكنها من ممارسة سلطتها وتنفيذ مخططها لتقسيم السودان. لكن المفاجأة كانت في ردة فعل أربكت حساباتهم؛ فأفريقيا تكاد تُجمع على رفض وإدانة الحكومة الموازية. وكان آخر المواقف ما صدر عن اجتماع دول البحيرات العظمى، حيث أكد رفض تشكيل حكومة موازية في السودان، وكذلك فعلت جامعة الدول العربية، إضافة إلى رفض دول وازنة في المنطقة، مثل مصر والسعودية وقطر، فضلًا عن موقف دولي حاسم؛ حيث رفض الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاعتراف بالحكومة الموازية، كما اعرب بالامس أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم إزاء توقيع ميثاق لإنشاء سلطة حاكمة موازية في السودان.وأكدوا التزامهم القوي بسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه
وتبع موقف مجلس الأمن الحكومة الأمريكية، التي أعلنت أن تشكيل حكومة موازية سيزيد من الصراع ولن يساعد على تحقيق الاستقرار والسلام في السودان. كما عبرت بعض الدول الأوروبية عن قلقها من هذا الاتجاه.
9
حتى الصين وروسيا ترفضان مبدأ تشكيل حكومة موازية في السودان. إذن، من يعترف بهذه الحكومة ويتعامل معها، وهي أصلًا حكومة كونتها قوى متهمة بالإبادة الجماعية؟ هناك أربع دول مرشحة للاعتراف بها، وهي تشاد، وأفريقيا الوسطى، وليبيا، وربما كينيا. أما الإمارات، فقد تتعامل معها دون اعتراف رسمي، وكذلك جنوب السودان. لكن في النهاية، لن يطمع المعتاشون على تلك الحكومة في أي اعتراف من أي منظمة دولية أو إقليمية.
10
وهكذا، سيصبح “التعايشي” رئيسًا لحكومة مثل حكومة “بقال”، يحمل عصاه، ويجوب الأزقة و”الكراكير”، من حارة إلى حارة، يبشر الناس بعلمانية “الحلو”، وديمقراطية “الجنجويد”، والحريات التي سيوفرها “برمة ناصر” رئيس
مجلس السيادة، في دولته الطائفية العلمانية الجنجودية، تحت الرعاية الكاملة لـ”الكفيل الديمقراطي”!

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مي عمر ترد على اتهامات "إش إش" بهدم قيم المجتمع
  • حرب العاشر من رمضان.. القوات الجوية تدمر مواقع العدو والبحرية تفرض حصارا والدفاع الجوي يسقط ثلث طائرات الجيش الذي لا يقهر
  • ذكرى انتصارات العاشر من رمضان.. جنود مصر يحطمون أسطورة «الجيش الذي لايقهر»
  • حكايات المؤسسين (4): حكاية جيش التأسيس – الحلم الذي اقترب من أن يصبح حقيقة
  • تجمع قوى تحرير السودان يدعو للاصطفاف خلف الجيش وتعزيز الجبهة الداخلية
  • هل تلاحظون الصمت الذي ضرب على خيمة خالد سلك؟!
  • أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني يرفضون الحكومة ” الموازية”
  • أي دور للإمارات في حرب السودان بين الجيش و”الدعم السريع”؟
  • السودان: توسيع عمليات الجيش وسط الخرطوم
  • عادل الباز يكتب: لماذا ستفشل الحكومة “المزازية”؟