واقعية واشنطن تجاه نفوذ الحزب... وحارة حريك تمنحها فرصة قبل الرد على إسرائيل
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
في وقت تزداد فيه المخاوف من اندلاع حرب واسعة بين إيران وحزب الله من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، والقائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر بغارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، يعول البيت الابيض على نجاح الجولة الجديدة من المفاوضات في الدوحة والهادفة لتحقيق هدنة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس.
وترى المصادر أن ايران وحزب الله تعمدا تأجيل الرد لإعطاء فرصة لواشنطن، اقتناعا منهما أن احتمالات الحرب الاقليمية اليوم أصبحت أكبر مما كانت عليه مع عملية "طوفان الاقصى". ومن هنا تجهد واشنطن لتحقيق تقدم في مسار المفاوضات، فهي وفق مصادر مطلعة على الأجواء الأميركية ليست مستعدة لأي حرب إسرائيلية على لبنان، خاصة وأن أي حرب قد تحصل ستكون هي ، بطبيعة الحال، طرفاً فيها إلى جانب اسرائيل، هذا فضلا عن أن واشنطن تدرك جيداً أن الحزب يحظى بنفوذ في المنطقة وهناك ارتباط عقائدي بينه وبين حركة انصار الله والمجموعات الشيعية في افغانستان وباكستان والمقاومة العراقية التي سوف تشارك إلى جانب الحزب في حال عمدت إسرائيل إلى توسيع نطاق حربها على لبنان.
وسط ما تقدم يطرح مراقبون أسئلة حول العلاقة بين حزب الله والولايات المتحدة ربطاً بالعلاقات الإيرانية – الأميركية التي مرت وتمر بمد وجزر.
ويقول مصدر سياسي بارز ومعني بالملف الأميركي إن بحث علاقة حزب الله بالولايات المتحدة عبر أربعة عقود ليست خاضعة لمعادلة أو تقييم واحد بل تتغير مع الأوضاع العالمية وانعكاسها على لبنان. فصراع الولايات المتحدة مع أصدقاء الاتحاد السوفياتي كان الهم الأساس للسياسة الأميركية في الشرق الاوسط في الثمانينيات، وكان الصراع في لبنان جزءا لا يتجزأ من الحرب الباردة. وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي ودخول العالم في العصر الأحادي، انكفأ الحزب بتوجيه ايراني عن عمليات الخطف واستهداف الأميركيين في لبنان. وبدأ عصر التفاهمات الأميركية - الإيرانية في التسعينيات بعد حرب العراق الأولى حيث توقف تهديد المصالح الأميركية وتوجه الحزب نحو إسرائيل كحركة مقاومة للاحتلال، وكحزب سياسي في الداخل.
لا شك أن مسار الحزب في الداخل اللبناني، بحسب المصدر نفسه، عكس العلاقات الإيرانية - الأميركية إلى حد بعيد. ومع بداية العقد الثالث جاءت حرب العراق الثانية والتي قضت على ألد أعداء الجمهورية الإسلامية فاستفادت إيران من "التطرف السني" بعد 9/11/2001 لتحسن صورتها حيث تعاونت مع الغرب في أفغانستان، وأظهرت نفسها وكأنها مع الغرب في خندق واحد ضد التكفيريين. هذا التوجه الذي بدأ مع جورج بوش من خلال التعاون في أفغانستان والعراق، تزامن مع دخول الحزب في الحياة السياسية اللبنانية بشكل أقوى وانتهى بتقاسم النفوذ مع حركة أمل على أسس سوية.
إن التفاهم السوري - الأميركي قبل العام 2005 كان على أساس تنظيم العلاقة مع الحزب الذي كبحت جناحه سوريا حتى العام 2005 (العام الذي شهد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري). وبعد ذلك لم ينجح فريق14 آذار ليكون بديلاً فعالا للنفوذ السوري في ضبط إيقاع حزب الله الذي استفاد من خروج سوريا من لبنان عسكرياً وسياسياً وأصبح هو من يضبط النفوذ السوري في لبنان، يقول المصدر نفسه.
ويتابع المصدر نفسه: العقد الثالث للحزب كان ذهبياً بانتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة في العام 2008 وهو الذي أولى العلاقة مع إيران أهمية قصوى واعتبرها الحليف الأهم في محاربة الأصولية السنية. ومن اجل إبرام الاتفاق النووي مع ايران اعتمد صمتا مطبقا تجاه تظاهرات طهران المليونية في 2009، ومنع تسليح المعارضة السورية، وانعكس هذا قبول الولايات المتحدة التفاهم بين الجيش اللبناني وحزب الله خاصة في محاربة الإرهاب. وفي هذه الفترة كانت الولايات المتحدة تتجاهل تمدد الحزب في أميركا اللاتينية وتغض النظر عن نفوذ الحزب في سوريا والعراق.
لكن وصول دونالد ترامب إلى البيت الابيض شكل، بحسب المصدر نفسه، ضربة كبيرة لايران ومصالحها في المنطقة، وإن بقيت المصالح الأميركية بعيدة عن أي استهداف، علما أن المسؤولين الأميركيين أدركوا جيداً أن المعارضة للحزب قد تلاشت مع تفاهم رئيس تيار المستقبل سعد الحريري و حزب الله وانفراط 14 اذار. وعودة الدفء إلى علاقة رئيس الحزب التققدمي الاشتراكي ( في ذلك الحين) وليد جنبلاط وحزب الله شكلت الدليل الأكبر أن الجبهة الوسطية التي كانت ضد الحزب (ولم تكن مع الولايات المتحدة) قد تلاشت.
جاء عهد الرئيس الحالي جو بايدن ليثبت العلاقة مع إيران وفق الأسس التي وضعها أوباما. ففي اسوأ الظروف، تدافع الولايات المتحدة عن إسرائيل لكنها لا تهاجم ايران والعكس صحيح. فالإدارة الحالية تتعاطى مع الوضع في لبنان بواقعية نفوذ الحزب الذي هو صاحب القرار. فالوسيط الأميركي آموس هوكشتاين يوافض الحزب وليس الدولة. أما اجتماعه مع المعارضة فهو للذكرى، مع تأكيد المصادر أن هوكشتاين لم ينقل أي تهديدات إنما جاء للبحث في اليوم التالي لوقف إطلاق النار لجهة تطبيق القرار 1701 وانتشار الجيش في الجنوب.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الولایات المتحدة المصدر نفسه وحزب الله الحزب فی حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تواصل العربدة وتقصف جنوب لبنان.. والوسطاء يتحدثون عن "بعض التقدم" في مفاوضات غزة
◄ استهداف مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت
◄ الرئيس اللبناني يدعو فرنسا وأمريكا إلى إجبار إسرائيل على وقف هجماتها
◄ قطر: محادثات وقف إطلاق النار في غزة أحرزت بعض التقدم
◄ الوسطاء: الاتفاق حول إنهاء الحرب لا يزال صعبا
◄ آل ثاني يشير إلى عدم وجود "هدف مشترك" بين الطرفين
◄ إسرائيل ترفض تقديم رؤية واضحة لإنهاء الحرب
الرؤية- غرفة الأخبار
تواصل إسرائيل ممارستها الإجرامية سواء في غزة أو في الضفة الغربية أو في لبنان، دون الالتفات إلى القوانين الدولية أو الاتفاقيات المبرمة بضمانات أوروبية وأمريكية.
وبالأمس، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قصف مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، مدعيا أنه يُستخدم لتخزين صواريخ دقيقة التوجيه تابعة لحزب الله اللبناني، وذلك على الرغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار "الهش" بين إسرائيل والحزب.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان إن "صواريخ حزب الله دقيقة التوجيه تشكل تهديدا كبيرا لإسرائيل". ولم يصدر تعليق بعد من حزب الله على هذه الضربة.
ودعا الرئيس اللبناني جوزاف عون الولايات المتحدة وفرنسا، بصفتهما ضامنتين لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر الماضي، إلى إجبار إسرائيل على وقف هجماتها فورا.
وقال: "استمرار إسرائيل في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها".
وفي سياق آخر يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأحد، إن الجهود المبذولة للتوصل لوقف جديد لإطلاق النار في قطاع غزة أحرزت بعض التقدم، لكن لا يظل الاتفاق بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس صعبا.
وأوضح: "شهدنا يوم الخميس بعض التقدم مقارنة بالاجتماعات الأخرى، لكننا بحاجة إلى إيجاد إجابة للسؤال الأهم: كيف ننهي هذه الحرب؟ هذه هي النقطة المحورية في المفاوضات كلها".
وذكر موقع أكسيوس الأسبوع الماضي أن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" دافيد برنياع توجه إلى الدوحة يوم الخميس للقاء رئيس الوزراء القطري وسط الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار جديد في غزة.
ولم يذكر المسؤول القطري أي جوانب من محادثات وقف إطلاق النار شهدت إحراز تقدم في الأيام القليلة الماضية، لكنه قال إن حماس وإسرائيل لا تزالان على خلاف بشأن الهدف النهائي للمفاوضات.
وقال إن الحركة مستعدة لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين إذا أنهت إسرائيل الحرب في القطاع. لكنه أضاف أن إسرائيل تريد من حماس إطلاق سراح الرهائن دون تقديم رؤية واضحة لإنهاء الحرب.
وأشار في مؤتمر صحفي بالدوحة إلى أنه "عندما لا يكون هناك هدف مشترك بين الأطراف، أعتقد أن فرص إنهاء الحرب تصبح ضئيلة للغاية".