قبلان: المفاجأة الكبرى هي لدى المقاومة
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أشار فيها إلى "إننا نعيش لحظة تاريخية".
وقال :" ما يجري في غزة وباب المندب وجبهة لبنان والعراق وسوريا فضلا عن إغراق المنطقة بالأساطيل، يضعنا أمام معادلة جديدة في المنطقة تصب في صالح مشروع القوة السيادية الجديدة للمنطقة، والعين الآن على وقف العدوان على غزة، أو الذهاب إلى كارثة مدوية ستصيب المنطقة كلها".
وأضاف:" لتأكيد اللحظة التاريخية هذه أقول: إسرائيل التي قدمتها واشنطن كأكبر قوة في المنطقة انتهت بهزيمة شنعاء في قطاع غزة وباقي المحاور، رغم الوحشية التي مارستها أميركا وبريطانيا وإسرائيل، فإسرائيل لم تسترجع أسراها بالقوة، ولن تستطيع ذلك، ولم تستطع تدمير حماس، ولن تتمكن، بل أذعنت لمفاوضة حماس والفصائل، وأقرت بتفوق أنفاق حماس على قدراتها، وانتهت بالجلوس مذعنة لشروط حماس على طاولة المفاوضات، لتنكشف معها إسرائيل عن ضعف لا سابق له. والأهم أن إسرائيل في هذه الحرب بدت مجرد قوة تعيش على الدعم المطلق من واشنطن والأطلسي، ومعه انتهت مرحلة إسرائيل الذاتية، بل جولات القتال الآن تطال تركيبة إسرائيل بوضعيتها الدولية، وما كان مستحيلا بالأمس صار ممكنا اليوم، وهو زوال إسرائيل من الوجود".
وأكد المفتي قبلان أن "ما نريده داخليا، ملاقاة الثنائي المقاوم بتسوية رئاسية تليق بتضحيات المقاومة السيادية، ومصالح لبنان الإقليمية. والهروب من الحقيقة والواقع لا يفيد أحدا، وانتظار المستحيل لن يغير الواقع الداخلي والدولي الذي يصب في مصالح لبنان والعمل السيادي للمقاومة ومحورها. وليس هناك مفاجآت لدى إسرائيل، إنما المفاجأة الكبرى هي لدى المقاومة".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
اسرائيل والاسئلة الكبرى
لا يختلف اثنان على ان اسرائيل لديها رغبة دائما، ولاسباب توسعية وعقائدية بالذهاب نحو حروب ابادة وتدمير وقتل، لكن هذه الحروب ليس كفيلة وحدها بتحقيق المصلحة الاسرائيلية، فتحقيق الامن والامان للمستوطنين بات منذ "طوفان الاقصى" هدفاً اساسياً لتل ابيب، وان لم تستطع تحقيقه فهي ستعاني من ازمة وجودية مهما وصلت قوتها وقدرتها العسكرية والتدميرية.
تقدمت اسرائيل في لبنان بشكل لافت علما انها فشلت فشلا كبيرا في الحرب البرية، لكنها وبالنظر الى كامل المشهد تقدمت بالنقاط على "حزب الله" وهذا ما كرسته في مرحلة الهدنة التي امتدت لستين يوما، الا ان الامر فتح بالباب امام سؤال كبير وخطير، يقول انه في ظل كل الاغتيالات والفرصة التي لا تتكرر بالخروق التكنولوجية والبشرية واستهداف بنية "حزب الله" العسكرية والصاروخية، لم يستطع الجيش الاسرائيلي السيطرة على الخط الامامي، فماذا سيحصل في الحالات التي يكون الحزب هو المتفوق فيها؟
حدة هذا السؤال مردها كل المسار الذي دفع بإسرائيل للحصول على حرية حركة ما في جنوب لبنان، لكن مع وقف اطلاق النار في غزة، وبالرغم من الدمار الهائل والمجازر التي لا توصف خرجت حماس بصورة المنتصر، ان كان ميدانيا او عسكريا او لناحية القدرة التنظيمية، وهذا جعل الصحافة الاسرائيلية تتحدث بشكل علني عن هزيمة عسكرية كاملة في غزة.
بعد ايام تنتهي مهلة الايام الستين في لبنان من دون ان يعود مستوطنو الشمال الى الجليل اقله بغالبيتهم العظمى.ومن الواضح ان شكل الاتفاق في غزة سيجعل من سكان غلاف غزة امام ازمة ومخاوف مرتبطة بتكرار "طوفان الاقصى" مجددا علما انه من الصعب لعقود تكرار هذه التجربة.
لم تتمكن اسرائيل من احتلال اي ارض بمعنى البقاء فيها، وها هم حلفاؤها يعيدون بناء انفسهم وفق اعترافات الاعلام الاسرائيلي الذي يقول ان "حزب الله" يُدخل مكونات الصواريخ الى لبنان مجددا ويرمم قدراته العسكرية، وهذا سيتكرر مع حماس من خلال اعادة التصنيع واعادة بناء الانفاق.
اسئلة جدية ستطرحها اسرائيل على نفسها امام كل فائض القوة وفائض الانجازات التي حققتها في المرحلة الماضية خصوصا ان كل ذلك لم يؤد الى انهاء التهديدات المحيطة فيها بل كانت مجرد محطة في الصراع الطويل المستمر، فهل يعاد بحث الحلول السياسية وحصول التنازلات ام ان اصرار تل ابيب على رفض اي كل جذري سيفتح الباب مجددا على الحروب؟ المصدر: خاص "لبنان 24"