ناشئة الشارقة تختتم برنامج التبادل الثقافي الشبابي
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
تأكيداً لدورها الحيوي الفعّال في دعم التنوع الثقافي بين شباب العالم؛ اختتمت ناشئة الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، أنشطة وفعاليات برنامج التبادل الثقافي الشبابي، الذي نظمته في إطار سعيها إلى تعزيز التعلّم الثقافي المتبادل بين منتسبيها وشباب العالم، والذي استضاف في نسخته الأولى وفداً شبابياً من وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمملكة المغربية، ضمن برنامج ثقافي سياحي ثري يحقق التعارف ويعزز التواصل الفكري والحضاري بين الأجيال الصاعدة من شباب البلدين.
وباسم وزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الشباب «مديرية الشباب» بالمملكة المغربية، توجهت نزهة الأمين، رئيسة الوفد المغربي، بجزيل الشكر للقائمين على مؤسسة ناشئة الشارقة، على حسن الاستقبال والاستضافة وتسخير كافة الإمكانات والاستجابة لمقترحات الشباب أعضاء الوفد، وأشادت بجهود فريق عمل ناشئة الشارقة في تنظيم هذا البرنامج المتميز الذي جاء في إطار التبادل الثقافي بين شباب البلدين، والذي كان حافلاً بالعديد من الأنشطة والزيارات والجولات للعديد من المعالم الثقافية والسياحية ذات الطابع الديني والتاريخي، بما أتاح لأعضاء الوفد فرصة التعرف إلى ثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
بناء قيادات شبابية
قالت نزهة الأمين: «نتمنى أن نسعد باستضافة وفد ناشئة الشارقة في المملكة المغربية خلال العام المقبل، في إطار التبادل الثقافي الشبابي بما يحقق الأهداف المستقبلية المشتركة في بناء قيادات شبابية قادرة على النهوض والارتقاء بمستقبل أوطانها».
وضم جدول البرنامج مجموعة من الزيارات الاستكشافية لأهم المعالم الثقافية في الشارقة، حيث شارك أعضاء وفد المملكة المغربية في مجموعة متنوعة من الزيارات والجولات كان أبرزها زيارة منطقة قلب الشارقة ومتحف بيت النابودة، بالتعاون مع هيئة الإنماء التجاري والسياحي وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، حيث استمتعوا بالتعرّف إلى تاريخ الإمارة من قلبها.
التاريخ الإسلامي
في رحلة ثقافية مشوّقة ارتحل المشاركون بين أهم فترات التاريخ الإسلامي خلال زيارتهم لمتحف الشارقة للحضارة الإسلامية، حيث تعرفوا إلى مجموعة واسعة من المقتنيات كالمسكوكات والوثائق الإسلامية، والعملات المعدنية الخاصة بكل حقبة تاريخية، بالشكل الذي يثير فضول المشاركين ويحفزهم على البحث والاطلاع، هذا إلى جانب زيارة مجموعة من المتاحف التابعة لهيئة الشارقة للمتاحف، إضافة إلى زيارة مجمع الشارقة للقرآن الكريم، ما أتاح للمشاركين الفرصة في خوض تجربة ثقافية كان لها بالغ الأثر في تعزيز التواصل ودعم التنوّع الثقافي والتفاعل الحضاري البنّاء في مختلف الجوانب المشتركة بين البلدين.
فنون ومهارات
ضمن مساعي ناشئة الشارقة الرامية إلى إبراز وترسيخ الدور الريادي لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، في إعداد وتأهيل كوادر شبابية قادرة على المشاركة في صنع المستقبل، زار الوفد المغربي مركز ناشئة واسط أحد مراكز ناشئة الشارقة الثمانية المنتشرة في الشارقة، إضافة إلى مراكز ربع قرن التخصصية للمسرح وفنون العرض، والمهارات الحياتية، واطلع الوفد على جهود هذه المؤسسة والمراكز التخصصية في إعداد الأجيال المبدعة للمستقبل، من خلال ما تطرحه من أنشطة وبرامج متنوعة تهدف إلى تنمية مهارات وقدرات الأجيال من المنتسبين في كافة مراحلهم العمرية.
وكان أعضاء الوفد على موعد مع المشاركة في مجموعة من الأنشطة التفاعلية والورش المهارية الإبداعية ضمن معسكر ربع قرن للمهارات الحياتية، لتنمية مهاراتهم الشخصية والمهنية، بما يسهم في تعزيز التواصل والتعارف وتبادل الأفكار والخبرات بين شباب البلدين، وتفعيل أدوارهم في خدمة مجتمعاتهم، كان من أبرزها برامج: التفكير الإبداعي، وإدارة الذات والذكاء العاطفي، والتصوير الاحترافي، صناعة الألواح الشمسية، وصناعة النافورة، إضافة إلى صناعة الطاولات، والتشكيل بالسجاد، والتيراريوم، وفنون إعداد الأطباق الصحية، إلى جانب برامج الإعلامي الواعد «الظل الوظيفي»، وإنتاج المحتوى الصوتي «بودكاست»، وذلك إسهاماً في تحقيق أهداف ناشئة الشارقة من برنامج التبادل الثقافي الشبابي، في بناء قيادات شبابية ذات فكر استراتيجي تتسم بالعلم والمعرفة وإتقان المهارات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل وفق أعلى المعايير.
=========
جانب ترفيهي
=======
ضم البرنامج جانباً ترفيهياً تشكّل في مجموعة من الرحلات الترفيهية الموجهة، والتي تسهم في تحقيق المتعة والفائدة للمشاركين، منها: زيارة الغرفة الماطرة، ومركز حيوانات شبه الجزيرة العربية الذي أتاح لهم فرصة استكشاف التنوع المذهل لأكبر مجموعة من الحيوانات البرية في العالم العربي، علاوة على الاستمتاع بمختلف الأنشطة الرياضية بنادي الشارقة للجولف والرماية، وحلبة سباق السيارات المعروفة دولياً بـ«الكارتينج»، والعديد من الوجهات الترفيهية في الدولة.
وعبّر المشارك محمد رضا عشوبة، عن سعادته بالمشاركة في برنامج التبادل الثقافي الشبابي الذي أتاح له الفرصة في اكتساب العديد من المهارات، والتعرف إلى أصدقاء جدد من الإمارات بشكل عام ومن إمارة الشارقة على وجه الخصوص، وتبادل الأفكار والخبرات معهم.
وتسعى ناشئة الشارقة من خلال برنامج التبادل الثقافي الشبابي إلى تحقيق الارتباط بالنماذج الشبابية القيادية من مختلف الدول ومعايشة تجاربهم الثرية، تمهيداً لمستقبل حافل بالبرامج الثقافية المشتركة بينها وبين دول العالم التي تسهم في بناء أجيال واعية ومؤثرة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات ناشئة الشارقة شرطة الشارقة ناشئة الشارقة مجموعة من ربع قرن
إقرأ أيضاً:
سلطنة عُمان تختتم مشاركتها في منتدى الشباب الدولي بالأمم المتحدة
اختتمت سلطنة عُمان، ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب، مشاركتها الناجحة في النسخة الرابعة عشرة لمنتدى الشباب الدولي 2025، بمقر الأمم المتحدة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث شارك الوفد العُماني في الجلسات الرئيسية وعدد من الورش وحلقات العمل، وساهموا ووضعوا بصمتهم في إثراء المشاركين الشباب وصناع القرار من مختلف دول العالم، وقدّم الوفد المشارك أربعة بيانات لسلطنة عُمان تتعلق بالمبادئ الأساسية للمشاركة الشبابية الهادفة، وبيان تمكين الشباب وإشراكهم في الدور المتطور للعلوم والتكنولوجيا، وبيان تمكين المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين، ورابعًا بيان الشراكات والتمويل للشباب - إطلاق إمكانات الاقتصاد الأخضر.
وأشاد سعادة الدكتور فيليبي بوليي الأمين العام المساعد لشؤون الشباب بالأمم المتحدة بجهود سلطنة عُمان بإشراك وتمكين الشباب العُماني في كافة القطاعات، جاء ذلك خلال استقبال سعادته في مقر الأمم المتحدة بنيويورك وفد سلطنة عُمان المشارك في أعمال منتدى الشباب الدولي 2025 برئاسة أحمد بن خلف بن ناصر العدوي مستشار وزير الثقافة والرياضة والشباب للتخطيط والدراسات، بحضور سعادة المندوب الدائم لسلطنة عُمان في الأمم المتحدة.
تم خلال المقابلة استعراض الجهود في إشراك الشباب وإدماجهم في الخطط التنموية منها مشاركتهم في إعداد وصياغة "رؤية عُمان 2040" في مراحلها الأولى، وما يقوم به مركز الشباب من خدمات وبرامج تهدف إلى تعزيز تنمية وبناء قدرات الشباب وتمكينهم في جميع المحافظات، إضافة إلى الحديث عن برنامج سفراء الشباب والشراكة مع كلٍّ من وزارة الخارجية ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث "اليونتار"، كما تطرقت المقابلة إلى الجهود التي تقوم بها مختلف مؤسسات سلطنة عُمان ومؤسسات القطاع الخاص لتمكين الشباب اقتصاديًّا وفتح فرص العمل، كالبرامج التي تقدمها الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتمويل المشروعات الابتكارية من صندوق عمان المستقبل، وما تقوم به البنوك المحلية ومؤسسات القطاع الخاص في دعم مشروعات الشباب والصناعات الإبداعية، وجرى خلال المقابلة مناقشة سبل التعاون مع الأمم المتحدة لشؤون الشباب في تطوير البرامج والمؤشرات الدولية المعنية بتنمية الشباب والمؤشرات التي تسهم في تشكيل اتجاهاتها العالمية.
تجدر الإشارة إلى أن سلطنة عُمان تقدمت في مؤشر تنمية الشباب إلى المرتبة 33 عالميًّا من بين 138 في عام 2024.
منهج تشاركي
وقدَّم أحمد العدوي، مستشار وزير الثقافة والرياضة والشباب للتخطيط والدراسات، رئيس الوفد المشارك في النسخة الرابعة عشرة لمنتدى الشباب الدولي 2025، بيانًا للأمم المتحدة أشار فيه إلى المبادئ الأساسية للمشاركة الشبابية الهادفة، حيث قال العدوي: يحظى شباب سلطنة عُمان بالرعاية السامية الكريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - سلطان عُمان -، والذي أكد في النطق السامي على أن "الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب، وسواعدها التي تبني، وهم حاضر الأمة ومستقبلها"، وانطلاقًا من هذه الرؤية حرصت سلطنة عُمان على الاستماع للشباب، وتلمُّس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم، وأشركتهم في خططها وبرامجها التنموية، وأولت الحكومة جُل عنايتها ورعايتها بشباب عُمان، موفِّرة البيئة المناسبة، ومسخِّرة كافة الإمكانيات والموارد اللازمة، بما يُسهم في مشاركة الشباب وتمكينهم في شتى مناحي الحياة ضمن رؤية "عُمان 2040".
وأضاف العدوي: تبنّت سلطنة عُمان منهجًا شاملًا وتشاركيًا في إعداد خططها المستقبلية، ويعد هذا المنهج دليلًا على الإيمان الراسخ بأهمية مشاركة جميع فئات المجتمع في تحديد الأولويات الوطنية وبناء مستقبل واعد، مما أتاح مزيجًا غنيًا من الأفكار والتطلعات. فمنذ انطلاق مراحل إعداد رؤية "عُمان 2040"، حرصت سلطنة عُمان على تبني نهج تشاركي شامل، ضم جميع فئات المجتمع، من الأكاديميين والخبراء إلى المواطنين والشباب، وشهدت عملية إعداد الرؤية أكثر من مليون مساهمة، الأمر الذي عكس عمق التزام سلطنة عُمان بالتخطيط التنموي القائم على الاستدامة والشمولية. وفي هذا السياق برز الدور الحيوي الذي قام به الشباب العُماني، حيث كان لهم حضور في صياغة رؤية "عُمان 2040"، سواءً من خلال الورش والندوات الحوارية أو عبر منصات الحوار الرقمي، وأسهم الشباب بأفكار مبتكرة واستراتيجيات بنّاءة لتطوير السياسات المتعلقة بالتكنولوجيا، والتعليم، والصحة، والبحث العلمي، والابتكار، وريادة الأعمال، والتي تُمثّل ركائز أساسية في رؤية "عُمان 2040"، والتي هي في الأساس تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة لبرنامج الأمم المتحدة 2030.
وجاء في البيان أيضا: تبنّت سلطنة عُمان العديد من الخطوات والإجراءات التنفيذية لتمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم الفاعلة للقيام بذلك الدور الذي يرسم مستقبلهم ويُلبي تطلعاتهم. فبجانب الجهود الكبيرة التي بذلتها سلطنة عُمان فيما يتعلق بالتعليم والصحة والعمل، فقد تبنّت العديد من الجهات مبادرات وبرامج لإشراكهم في العمل التنموي، والاستماع إلى ملاحظاتهم ومقترحاتهم لتطوير السياسات الحكومية. كذلك تحرص الحكومة على تنظيم "مؤتمر معًا نتقدم" سنويًّا، يشارك الشباب في اختيار محاوره، ومناقشتها مع المسؤولين ومتخذي القرار. كذلك تتبنّى العديد من الجهات العديد من البرامج لتمكين الشباب، وتعزيز مشاركتهم؛ فمركز الشباب يُقدّم العديد من الملتقيات والجلسات الحوارية في جميع محافظات سلطنة عُمان، إضافة إلى الجلسات الإعلامية مع المسؤولين الحكوميين. كما قامت الحكومة، بالتعاون مع القطاع الخاص، بتبني بعض البرامج لتطوير قدرات الشباب، كبرنامج المواهب الريادية، وجائزة الإجادة الشبابية، وبرامج الصناعات الإبداعية، وبرنامج سفراء الشباب، وبرامج الأعمال التطوعية.
وأشار البيان إلى أن سلطنة عُمان تعمل على تمكين الشباب في كافة المجالات، وذلك من خلال إدراج أولوية وطنية تُعنى بالشباب في الخطط الخمسية التنموية، مما أنبثق منها العديد من المبادرات التي تتوافق مع تطلعات "رؤية 2040"، تُعنى بحوكمة قطاع الشباب مثل الاستراتيجية الوطنية للشباب، ولائحة عمل المبادرات الشبابية وتأطير العمل التطوعي في سلطنة عمان، وبرامج تُعنى بتعزيز المشاركة الشبابية.
تمكين الشباب في العلوم
وفد سلطنة عمان المشارك في منتدى الشباب الدولي 2025، قدم بيانا آخر في تمكين الشباب وإشراكهم في الدور المتطور للعلوم والتكنولوجيا، جاء فيه، نحن في سلطنة عمان نؤكد على أهمية ديناميكية تطوير العلوم والبحث والابتكار في سبيل خدمة ورخاء البشرية جمعاء، والعمل على توظيفها لتحسين جودة الحياة والخدمات والحفاظ على الأمن، مع تأكيدنا على وجود تشريعات دولية متفق عليها تحفظ خصوصية وأمن الإنسان، وتحمي مقدرات الأوطان.
وأشار البيان أيضا إلى أن "رؤية عمان 2040 " أكدت على أهمية البحث العلمي والابتكار ووضعتها كأولوية وطنية؛ ترتكز مبادراتها وبرامجها على تأسيس مجتمع معرفي، واقتصاد يقوم على التقنية والابتكار لزيادة التنافسية ورفع القيم المضافة لسلاسل الإنتاج والخدمات بما يسهم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحرص الرؤية على تلبية وملامسة تطلعات الشباب؛ وذلك من خلال تطوير المؤسسات وقدرات الشباب العلمية ورعاية البحث والتطوير ودعم المبدعين والمبتكرين؛ للوصول إلى تأسيس "منظومة وطنية متكاملة للبحث العلمي والإبداع والابتكار"، توجد فرص العمل وتمكن الشباب لتأسيس مؤسسات خاصة قائمة على المعرفة والابتكار؛ تسهم في تنويع الاقتصاد المستدام.
إضافة إلى ما تقدّم، تبنّت الجهات المعنية معايير الاعتماد الأكاديمي في جميع مراحل التعليم في سلطنة عُمان، واعتمدت الخطوات التنفيذية للاستراتيجية الوطنية لمهارات المستقبل، وأُطلق البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي، كما أُنشئت دائرة لرعاية المجيدين تتبع وزارة الثقافة والرياضة والشباب، تُعنى بتطوير وبناء قدراتهم في كافة المجالات، ومنها الصناعات الإبداعية التي أصبحت أحد محركات الاقتصاد عالميًا. ومن جانب آخر، تقوم هيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وبنك التنمية العُماني، وصندوق عُمان المستقبل التابع لجهاز الاستثمار العُماني، والصندوق العُماني للتكنولوجيا، وبنوك القطاع الخاص، بتقديم تمويلات مالية ومساعدات فنية لمشاريع الشباب الناشئة القائمة على المعرفة والابتكار والتميّز، إضافة إلى إطلاق جوائز ومسابقات تُشجّع الشباب على ريادة الأعمال.
تمكين المرأة
المشاركة إيثار الخروصية ألقت بيان سلطنة عُمان في تمكين المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين، حيث قالت الخروصية: تحظى المرأة العُمانية في بلادي، سلطنة عُمان، بمكانة رفيعة، واهتمام سام لدورها المحوري في المجتمع، وكشريك أساسي وفاعل نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ولذلك، كفلت التشريعات والقوانين حقها في التعليم، والصحة، والعمل، والمشاركة في صنع القرار، فتبوأت المناصب في القطاعين العام والخاص، مواصلة دورها التاريخي المشهود عُمانيًّا، والذي أصبح محل إشادة من قبل المنظمات والهيئات الراعية لشأن المرأة.
وأضافت: تضمّن النظام الأساسي لسلطنة عُمان موادًا تدعم تمكين المرأة وتعزز مبدأ المساواة بين الجنسين، أبرزها المساواة في الحقوق، حيث نص النظام على أن جميع المواطنين، بغض النظر عن جنسهم، يتمتّعون بحقوق متساوية، بما في ذلك المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما يؤكّد النظام على أهمية تعليم المرأة، وتوفير الرعاية الصحية، والفرص الوظيفية لها. كما تدعم القوانين الوطنية الأخرى، مثل قانون الحماية الاجتماعية وقانون العمل، حقوق المرأة لتعزيز دورها ومكانتها في المجتمع.
وأشارت الخروصية في بيانها إلى أن سلطنة عُمان حققت العديد من الإنجازات في مجال تمكين المرأة وتعزيز تكافؤ الفرص بين الجنسين. ومن أبرزها: التعليم، حيث تجاوزت نسبة التحاق الفتيات في التعليم الأساسي والثانوي نسبة الذكور، الأمر الذي يعكس جهود الحكومة في تعزيز فرص التعليم للإناث. أما على صعيد المشاركة السياسية، فتبوأت العديد من النساء المناصب القيادية في القطاعين العام والخاص، ويشغلن أعضاءً في مجلسي الشورى والدولة، والذي يمثّل غرفتي البرلمان في سلطنة عُمان، وذلك تعزيزًا لمشاركة المرأة في صُنع القرار. وعلى مستوى الصحة والرعاية الاجتماعية، يتم تقديم الخدمات والرعاية الصحيّة لتحسين صحة وسلامة المرأة. أما على مستوى البرامج والمبادرات، فقد أُطلقت العديد من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تمكين المرأة اقتصاديًا، كدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومشاريع الأسرة المنتجة التي تديرها النساء. كما تعمل أكثر من (46) جمعية معنية بشؤون المرأة في جميع محافظات سلطنة عُمان لتقديم خدماتها التوعوية في شؤون الأسرة والأمومة، وخدمات العمل التطوعي والمشاركات المجتمعية.
كما أشهرت وزارة الثقافة والرياضة والشباب "نادي المرأة الرياضي والإبداع الثقافي" كإحدى المبادرات الهادفة إلى تشجيع المرأة على الإبداع الثقافي والرياضي، وتعزيزًا وتقديرًا لمكانتها ودورها الأساسي في التنمية الشاملة. كما خصصت للمرأة العُمانية مقعدًا إلزاميًا في مجالس إدارات الاتحادات والهيئات الرياضية في سلطنة عُمان. وتقديرًا لدور المرأة وإبرازًا لمساهماتها الوطنية، تحتفل سلطنة عُمان سنويًا بيوم المرأة العُمانية، والذي يصادف 17 أكتوبر من كل عام.
الاقتصاد الأخضر
المشارك محمد الجنيبي قدم بيانًا عن الاقتصاد الأخضر جاء فيه أن انعقاد هذه الجلسة والتطرق إلى "الاقتصاد الأخضر" يعد موضوعًا في غاية الأهمية، فمشاركة الشباب في تبني سياسات تسهم في بناء حوكمة بيئية ناجزة، وتمكينهم على إقامة مشروعات اقتصادية مستدامة، وتبني مفاهيم الابتكار والتقنيات المتقدمة، سوف يساعد على حماية البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية ويسهم في مواجهة تحديات تغير المناخ.
وأشار في بيانه إلى أن سلطنة عمان تؤكد على أن الاقتصاد الأخضر أصبح ضرورة تضمن للأجيال القادمة بيئة مواردها مستدامة، وتحقق التوازن بين تحقيق مستهدفات النمو الاقتصادي والعيش الكريم، وتجدد سلطنة عمان دعمها للجهود الرامية إلى حماية البيئة وصون مواردها ومواجهة تغيرات المناخ من منطلق إيمانها بذلك وانسجاما مع التزاماتها الدولية.
وأضاف الجنيبي إلى أن حماية البيئة وصون مواردها يعد أحد أهم محاور رؤية عمان 2040، ويهدف إلى تعزيز نمو الاقتصاد المستدام بموارد متجددة تعتمد على الابتكار والتقنيات المتقدمة، وبناء اقتصاد متنوع يحمي البيئة ويخلق فرصا اقتصادية واسعة للأجيال في الحاضر والمستقبل.
وأشار كذلك إلى أن سلطنة عُمان تولي اهتمامًا متزايدًا للتوجه نحو الاقتصاد الأخضر، فقد أُطلق البرنامج الوطني للحياد الصفري الكربوني 2050، وتم إنشاء مركز عُمان للاستدامة، واعتمدت السياسة الوطنية البيئية للطاقة. كما أُقيمت العديد من مشاريع إنتاج الطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية والرياح، وكذلك التوسع في إنتاج الصناعات الخضراء، واتُخذت الإجراءات التنفيذية لإنتاج الهيدروجين الأخضر. كما اعتمدت حكومة سلطنة عُمان سلسلة من الإجراءات مثل الإعفاء الضريبي والجمركي للسيارات الكهربائية.
منصة عالمية
وبعد ختام المشاركة العمانية في هذا المحفل العالمي، قال أحمد بن خلف بن ناصر العدوي، مستشار وزير الثقافة والرياضة والشباب للتخطيط والدراسات، رئيس الوفد المشارك في النسخة الرابعة عشرة لمنتدى الشباب الدولي 2025 بمقر الأمم المتحدة في الولايات المتحدة الأمريكية: "شاركت سلطنة عُمان في النسخة الرابعة عشرة للمنتدى، وذلك للمرة الثالثة على التوالي، وذلك حرصًا من وزارة الثقافة والرياضة والشباب على مشاركة الشباب العماني، والالتقاء بنظرائهم من دول العالم في المنتديات الدولية، وذلك بهدف تمكينهم واطلاعهم على أفضل التجارب والممارسات العالمية في قضايا التنمية الشاملة ومستهدفات الاقتصاد المستدام. كما تُعد هذه المشاركة ضمن حزمة مشاركات دولية وعربية وخليجية تنفذها المديرية العامة للشباب ضمن برامجها الوطنية، بهدف إبراز الشباب المُبدع العُماني في مختلف المحافل، وتسليط الضوء على الإنجازات التي حققها الشباب العُماني ودورهم الفاعل في تحقيق التنمية المستدامة، وفتح آفاق تعارف وتعاون مع أقرانهم الشباب حول العالم."
وأضاف العدوي: يُعد المنتدى منصة عالمية تجمع الشباب من مختلف أنحاء العالم للتفاعل مع ممثلي الدول وصناع القرار، بهدف مشاركة وجهات نظرهم وأفكارهم حول القضايا العالمية، وتقديم حلول مبتكرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، كما يسعى المنتدى للمساهمة في صياغة السياسات الدولية التي تؤثر على مستقبلهم. كما ناقش المؤتمر، واضعًا الشباب في مقدمة المتحدثين، أهم القضايا الدولية التي تتعلق بمواضيع الفقر والجوع والمناخ والشراكات الاستراتيجية، لجمع التوصيات وتقديمها للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة لتحقيق التكامل والوقوف عند تطلعات جيل الشباب لرسم ملامح مستقبل عالمي أفضل، وتعودت سلطنة عُمان المشاركة سنويًا في هذا المنتدى حرصًا على تحقيق الأهداف المشتركة بما يتناسب مع تطلعات المجتمع الدولي في مشاريع أهداف التنمية المستدامة.
وأشار أحمد العدوي في حديثه إلى أن المنتدى أتاح الفرصة للمشاركة في 10 جلسات حوارية متفرقة أسهمت في تبادل الأفكار المُلهمة والحلول المتكاملة لمواجهة التحديات التي تؤثر على الشباب ومستقبلهم، كما ناقش المنتدى أسس الحوار البنّاء ورفع مستوى الوعي لديهم بالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية ذات الصلة وهي تمثل ركائز التنمية المستدامة لبرنامج الأمم المتحدة 2030، كذلك أقام المنتدى عددا من الجلسات تركزت على أهم القضايا التي تشغل العالم وتحتاج إلى إيجاد حلول مستدامة ومبتكرة ومرنة تدعم الخطط المستقبلية، ومواضيع أخرى مختلفة مثل كيفية القضاء على الفقر والجوع، لا سيما في حال الأزمات التي تقع على بعض الدول، وأُسس الحفاظ على البيئة، وأهمية نشر السلام والعدالة، وكذلك تحديد الشراكات للعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتنفيذ الفعّا،. كما شارك الوفد كذلك في الجلسات الحوارية التي أقامتها مملكة البحرين ودولة قطر، وكذلك المشاركة في الجلسة الحوارية التي أقامتها المجموعة العربية.
وأكد مستشار وزير الثقافة والرياضة والشباب للتخطيط والدراسات رئيس الوفد خلال المشاركة إلى أن سلطنة عُمان بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - تولي اهتماما بالغا بقطاع الشباب في كل المجالات، وسخرت له كافة الإمكانيات للنهوض به وتمكينه، وعملت على إشراك الشباب في خططها وبرامجها التنموية الشاملة.
قضايا استراتيجية
محمد الجنيبي، أبدى سعادته الغامرة بالمشاركة في هذه النسخة من المنتدى، حيث قال: أنا سعيد جدا بتمثيل سلطنة عُمان في هذا المنتدى العالمي، وبلا شك أنها فرصة رائعة للتفاعل مع القادة الشباب من مختلف أرجاء العالم، ومناقشة قضايا حيوية تتعلق بمستقبلنا، وجاءت مشاركتنا في هذا المحفل الدولي ضمن حرص واهتمام صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب الذي يولي اهتمامًا خاصًا بتمكين الشباب ودعمهم، وقد ناقشنا خلال المنتدى العديد من القضايا الاستراتيجية المتعلقة بإشراك الشباب في وضع الاستراتيجيات الوطنية وتمكينهم، حيث تم تسليط الضوء على التجربة الشبابية وجهود سلطنة عُمان في دعم الشباب وتمكينهم.
تطلعات مستقبلية
من جانبه، قال المشارك مُهند البوصافي: "تُعد مشاركتي في المنتدى العالمي للشباب من أبرز المشاركات في مسيرتي بسبب احتواء هذا المنتدى على مواضيع وقضايا إقليمية وأخرى عالمية تخص الشباب بالدرجة الأولى. وخلال أيام المشاركة، شاركت في الاجتماعات الرئيسية للمنتدى التي تناولت العديد من المواضيع الرئيسية حول تمكين المرأة، والعمل اللائق، والمبادئ الأساسية للشباب، وأيضًا دور الشباب في تعزيز الاقتصاد. إضافة إلى ذلك، كان هناك دور بارز للفعاليات المصاحبة للمنتدى، حيث شاركت في حضور بعضها مع التطرق إلى مناقشة مواضيع عديدة تهمنا نحن الشباب من أجل إيجاد أرض مشتركة تجمعنا نحن الشباب والرقي بمجتمعاتنا نحو تطلعات مستقبلية أفضل. وأقدم الشكر لصاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، وزير الثقافة والرياضة والشباب، لدعمه المستمر والسخي للشباب العُماني الطموح، وتيسير السُبل من أجل الارتقاء بمستوى مشاركة الشباب المحلية والدولية. والشكر موصول إلى أحمد العدوي، مستشار وزير الثقافة والرياضة والشباب للتخطيط والدراسات ورئيس الوفد المشارك في النسخة الرابعة عشرة للمنتدى، ولباقي أعضاء الوفد الإداري، وذلك على جهودكم وتفانيكم في جعل المشاركة أكثر فاعلية وتكامل، وحرصكم على دعمنا التام للخروج باستفادة كبيرة من هذه المشاركة."