أعلنت اليونان اليوم حالة تأهب تحسبا لحرائق الغابات، فيما تستمر جهود السلطات التركية في مكافحة حرائق غابات مستعرة في ثلاثة أقاليم في شمال غرب البلاد.

وجاء إعلان السلطات اليونانية مع ارتفاع درجات الحرارة في البر الرئيسي إلى 42 درجة مئوية، وبلوغ الرياح قوة العاصفة في أجزاء من بحر إيجه.

وذكرت وكالة الأنباء اليونانية أن هناك مخاطر واسعة من نشوب حرائق في أثينا ومنطقة “آتيكا” المحيطة بها، بالإضافة إلى بيلوبونيز وجزر، بما في ذلك كريت وإيفيا.

يأتي ذلك بعد أيام قليلة من نجاح السلطات اليونانية في إخماد حريق ضخم، عند ضواحي العاصمة، لكن مازال هناك 29 حريق غابات مستمرة.

وكانت قافلة تضم نحو 75 من رجال الإطفاء والإنقاذ من جمهورية التشيك وصلت إلى أثينا في وقت مبكر صباح أمس الخميس، من أجل تقديم العون في عمليات إخماد حرائق الغابات الكبيرة التي اندلعت بالقرب من العاصمة اليونانية يوم الأحد الماضي.

وفي تركيا، قال وزير الزراعة والغابات التركي إبراهيم يومقلي إن رجال الإطفاء يحاولون احتواء حرائق غابات مستعرة في ثلاثة أقاليم في شمال غرب البلاد.

وأضاف أن 14 طائرة و31 طائرة هليكوبتر و265 مركبة برية تشارك في جهود مكافحة الحرائق، إلى جانب نحو 1400 من العاملين في قطاع الغابات.

واندلعت النيران في منطقة إيجيابات بإقليم جاناكلي ومنطقة جوينوك بإقليم بولو ومنطقة جورديس بإقليم مانيسا.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

النهر الذي يغلي في الأمازون.. ما الذي يقوله عن مستقبل الأرض؟

تزدهر الحياة بأشكالها المتنوعة في أعماق غابات الأمازون الاستوائية المطيرة، إلا أنها تخفي بين جنباتها إحدى أندر البيئات الطبيعية المتمثلة في نهر جارٍ يغلي بفعل حرارته المرتفعة، يُعرف باسم "شاناي-تيمبيشكا"، الذي يعني في اللغة المحلية "النهر المغلي بحرارة الشمس".

يقع هذا النهر في شرق وسط البيرو، حيث تتجاوز درجة حرارة مياهه 93 درجة مئوية، ويرجع ذلك إلى تصدعات في قشرة الأرض تطلق كميات هائلة من الحرارة، مما يجعل منه بيئة قاسية لا تستطيع سوى قلة من الكائنات الحية التكيف معها.

ورغم ظروفه القاسية، يرى العلماء في هذه الظاهرة الجيولوجية الفريدة فرصة نادرة لدراسة تأثير ارتفاع درجات الحرارة على النظم البيئية الاستوائية، والتنبؤ بالتغيرات التي قد تطرأ عليها في ظل الاحترار العالمي.

وفي عام 2021، زار فريق من علماء الأحياء بجامعة ميامي نهر شاناي-تيمبيشكا، مؤمنين بقدرته أن يكون مختبرا طبيعيا لدراسة المناخ، ومع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، يُتوقع أن تواجه غابات الأمازون تغييرات بيئية جوهرية، ومن الممكن أن يمنحهم هذا النهر المغلي لمحة مسبقة عن هذه التحولات المستقبلية.

ويقول الباحث الرئيس رايلي فورتير في بيان صحفي رسمي صادر من الجامعة: "يوفر لنا هذا الموقع نافذة على المستقبل، لأن الأمازون سيزداد سخونة سواء أعجبنا ذلك أو لا، مما يسمح لنا بفهم تأثير ارتفاع درجات الحرارة على تركيبة الغابات حول العالم".

إعلان

وقد سعى الفريق البحثي إلى تحديد الأنواع النباتية التي قد تختفي، وكيف يمكن أن تتغير بنية الغابات في ظل الحرارة الشديدة، في الدراسة الحديثة المنشورة في دورية "غلوبال تشانج بيولوجي".

أثناء تجول أحد الباحثين عبر منطقة النهر المغلي في غابات الأمازون المطيرة في البيرو (جامعة ميامي) الغطاء النباتي يتغير بوتيرة غير مسبوقة

وقد عاد الفريق مجددا إلى البيرو في عام 2022، حيث أجرى مسحا دقيقا للنباتات والأشجار المنتشرة على امتداد النهر، في 70 موقعا تبدأ من المنبع حيث درجات الحرارة أقل، وصولا إلى المناطق الأشد حرارة، حيث تجاوزت درجات الحرارة الجوية 43 درجة مئوية.

وكشفت النتائج عن انخفاض ملحوظ في التنوع النباتي بالمناطق الأشد حرارة، إذ تراجع تنوع الأشجار بنسبة 11% لكل ارتفاع بمقدار درجة واحدة في الحرارة، ولم تتمكن سوى الأنواع المتكيفة مع الحرارة العالية من البقاء قرب النهر المغلي.

ويضيف فورتير: "بشكل عام، أصبحت تجمعات الأشجار أقل تنوعا، إذ نجد عددا أقل من الأنواع في المناطق الأشد حرارة. كما أن تركيبة الغابات أصبحت أكثر تجانسا في هذه المناطق، في حين كانت أكثر تنوعا في المواقع الأكثر برودة".

وهذا يشير إلى أنه مع استمرار الاحترار العالمي، قد تفقد غابات الأمازون جزءا كبيرا من تنوعها البيولوجي، لتصبح مهيمنة على عدد محدود من الأنواع المتكيفة مع الحرارة الشديدة.

وكان من بين أكثر الاكتشافات إثارة للدهشة هو التغير السريع في الغطاء النباتي على امتداد النهر، ففي حين أن النظم البيئية للغابات المطيرة عادة ما تُظهر تغيرا تدريجيا في تركيبة الأنواع عبر مسافات طويلة، فإن نهر شاناي-تيمبيشكا أظهر تحولا مفاجئا. فقد كانت المناطق الأشد حرارة أكثر جفافا، وتكاثرت فيها النباتات المتسلقة والنباتات الشجرية القصيرة، مما جعلها أشبه بالمناطق الانتقالية بين الغابات والسافانا، وكل ذلك ضمن نطاق لا يتجاوز كيلومترين من الغابة الاستوائية الكثيفة.

إعلان دلالات مستقبلية

تحمل هذه النتائج دلالات هامة لمستقبل الأمازون والغابات الاستوائية في جميع أنحاء العالم. فمع تفاقم التغير المناخي، قد تشهد مساحات شاسعة من الغابات المطيرة تحولات مشابهة لتلك التي لوحظت حول النهر المغلي. وإذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع، فقد تعاني العديد من أنواع الأشجار الحالية لأجل البقاء.

ويخطط فريق جامعة ميامي لمواصلة أبحاثه في هذا الموقع الفريد، نظرا لما يمكن أن يكشفه عن كيفية استجابة الغابات الاستوائية للاحترار المستقبلي.

وكما يوضح فورتير عن الميزة الفريدة لهذا النهر المثير: "لا يمكن تسخين غابة بأكملها بشكل اصطناعي، وهو ما يجعل نهر شاناي-تيمبيشكا نظاما مميزا للغاية، فهو يتيح لنا عزل تأثير الحرارة كعامل رئيس يؤثر على الغطاء النباتي بأكمله".

مقالات مشابهة

  • مطاردة نمر لخنزير تنتهي بوقوعهما في بئر معا
  • سلسلة هزات جديدة تضرب جزيرة سانتوريني اليونانية
  • بعد حرائق لوس أنجلوس.. تحديات تواجه إعادة بناء أكثر من 100 ألف منزل
  • الإطاحة بثلاثة تجار للمخدرات في نينوى
  • عقد بين المنيا و"إيكو" للتنمية الزراعية لزراعة 2500 فدان غابات شجرية
  • النهر الذي يغلي في الأمازون.. ما الذي يقوله عن مستقبل الأرض؟
  • شاهد| حملات تطوعية لاستزراع المنجروف في 5 مدن ساحلية
  • حالة تأهب بقيادة المنطقة الوسطى ونشر للقوات بعد عملية تياسير
  • سباق الهروب.. ماذا يحدث في «جزيرة سانتوريني» اليونانية؟
  • وكالة الاستخبارات تطيح بثلاثة دواعش في صلاح الدين