بلحاج: هذا سر صمت العرب عن مجازر غزة وهذا موقفي من رئاسيات الجزائر (شاهد)
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
رأى القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر الشيخ علي بلحاج، أن سر صمت الأنظمة العربية عن المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق غزة وفلسطين، هو أنها أنظمة غير شرعية ولم تقم نتاجا لاختيارات شعبية حقيقية.
جاء ذلك في كلمة نشرها بلحاج أمس الخميس تعليقا على انطلاق الحملة الانتخابية استعدادا للرئاسيات المرتقبة في 7 من أيلول / سبتمبر المقبل، التي رأى أنها نموذج لفرض قيادات معلومة بذاتها على الشعب دون شرعية حقيقية.
وقال بلحاج: "ما يجري في غزة من مآسي ومن دمار ومن قتل للقادة من قنص واغتيال لو أننا دققنا في الأمر لماذا عجزت الدول الإسلامية على نصرة هؤلاء الإخوة في الدين والذين استنصرونا في الدين، الشعوب لو وجدت مجالا للانتصار ما بخلت بذلك، ولكن الذي يسجن هذه الشعوب هي الأنظمة العربية، ولأن الشعوب علمناها الفرائض الفردية ولم نعلمها الفرائض التي تصون كيان الأمة فضاعت حتى الفرائض الفردية".
وتابع: "وصل عدد الشهداء اليوم أربعون ألف، هؤلاء ليسوا أرقاما بل بشر تم تدميرهم تحت مرأى وسمع العالم، ولم يجدوا من يساندهم، والسبب أن أمريكا والغرب هم من يحاربونهم في غزة بإمدادهم المالي والإعلامي والسياسي، والدول العربية والإسلامية لها جيوش وخيرات وقدرات، لماذا هي صامتة؟ هي صامتة لأنها لا تمتلك مشروعية في الحكم، هذا جاء بالوراثة والآخر بحد السيف، والآخر بإسناد من الغرب.. ولهذا لن تكون للشعوب العربية كلمة في العالم إلا إذا عرفت كيف تختار حكامها وكيف تدافع عن خيارها؟".
وأكد بلحاج أنه "مما لا شك فيه شرعا وسياسة وأخلاقا أن الأمم والشعوب لا بد لها من سائس يسوسها، وهذه حقيقة موجودة عند جميع الشعوب والأمم بغض النظر عن أديانها ومللها ونحلها، فلا بد من حاكم يحكم في الناس ويحكم للناس ويحكم بالناس.. وبما أن الشعب الجزائري شعب مسلم يشترط في من يسوسه ويقوده ويختارونه حكما عليهم جملة من الشروط، إذا توفرت فأهلا وسهلا وإذا لم تتوفر فلا يجوز إعطاء الاختيار لمن لا يستحق.".
وذكر بلحاج أنه "لا بد للشعوب من حاكم يحكمها ولا بد أن يتم اختياره بحرية، والأدلة بالنسبة إلينا معشر المسلمين من كتاب الله وسنة نبيه.. ولكن أن يتم إسناد الأمر إلى أهله وليس إلى غير أهله.. وأن يتم بالاختيار وليس بالتعيين".
وقال: "لقد كانت حادثة سقيفة بني ساعدة والحديث في البخاري وفي كتب السنن، والجدل بين الأنصار والمهاجرين، ووقع خلاف وعرض كل جانب حجته، ووقع خلاف وتعالت الأصوات وكادت أن تكون مشادة، يعني أول برلمان في تاريخ البشرية يحدث فيه خلاف، لأن الشورى لم تكن قائمة وقتها، وكانت عبارة عن امبراطوريات.. وانتهت الأمور إلى خلافة أبي بكر الصديق، كما هو معروف".
وأشار بلحاج إلى أن الجزائر تقدم أحد نماذج فرض الحكام على الشعب، وذلك من خلال ما قال إنه انتخابات رئاسية يجري الإعداد لها على مقاس المخابرات الحاكم الفعلي في الجزائر.
وقال بلحاج: "لقد رغبت اليوم أن أذهب إلى أحد الساحات الرئيسية في العاصمة، وأن أسمع من الناس ويسمعوا مني مباشرة، وليس عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي لكنني لم أتمكن من ذلك، وتم منعي بالقوة العمومية حتى من ركوب القطار من دون أي قانون".
وأشار بلحاج إلى أنه يرغب في التواصل مع الجزائريين لتوضيح سبب مقاطعته للانتخابات الرئاسية المقبلة، على اعتبار أن المقاطعة مثلها مثل المشاركة موقف سياسي.
وأضاف مخاطبا الرئيس عبد المجيد تبون الذي تعهد بالدفاع عن كل جزائري: "لديك جزائريون ممنوعون من حقهم في المشاركة السياسية، وآخرون معتقلون، فماذا أنت فعال لهم؟.. نحن نعرف أن الرئيس لا موقف له، وأن الأمر بيد المخابرات التي أتت به.. ولذلك نحن نقاطع الانتخابات.. وهذا ما كان أيام الاستعمار كان الناس يشاركون ويقاطعون، ولما يئس الناس من التغيير عبر المشاركة انضموا للعمل الثوري لتحرير البلاد".
وأكد بلحاج أن السلطات الحاكمة في الجزائر تسعى لتنظيم انتخابات على مقاسها، وأكد أن هذا الخيار لا يجدي نفعا، وأن الرئاسيات ليست هي المخرج من الأزمة التي تعيشها البلاد..
وانتقد بشدة غياب الدعاة والمفكرين عن القيام بدورهم في شرح الموقف من الانتخابات باعتبارها آلية لاختيار القيادة، والتعلل بأن الجزائر مستهدفة، وهو تبرير غير مقنع ولا أساس له من الصحة في شيء، وفق قوله.
وانطلقت، أمس الخميس، في الجزائر، الدعاية الانتخابية للرئاسيات المبكرة المقررة في 7 سبتمبر/ أيلول المقبل، والتي تشهد تنافس 3 مترشحين سيشرعون في إقناع الناخبين ببرامجهم وأفكارهم.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن فترة التجمعات الشعبية والاجتماعات العمومية التي سينظمها المترشحون لمنصب رئيس الجمهورية، بدأت وستتم تحت إشراف السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.
ويتنافس في هذا الاستحقاق الذي ينظم بشكل مبكر، كل من الرئيس عبد المجيد تبون، بصفته "مترشحا حرا"، ورئيس حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي) عبد العالي حساني، والسكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية (أقدم حزب معارض) يوسف أوشيش.
واختار المترشح تبون، شعار "من أجل جزائر منتصرة"، وستستهل الأحزاب الداعمة له وهي: جبهة التحرير الوطني (الحاكم سابقا)، والتجمع الوطني الديمقراطي (وطني/ قومي)، وجبهة المستقل (وطني/ قومي)، وحركة البناء الوطني (إسلامي)، دعايتها الانتخابية بعقد تجمعات بمحافظات مستغانم (غرب)، والعاصمة الجزائرية، وتمنراست بأقصى الجنوب وتندوف أقصى الجنوب الغربي.
أما المترشح حساني، الذي يضع شعار "فرصة" فبدأ نشاطه في إطار الدعاية الانتخابية، بجولة بالعاصمة، على أن ينتقل عقب الظهيرة إلى محافظة البليدة المجاورة، حيث سيزور بيت وأحباب مؤسس الحركة الشيخ محفوظ نحناح.
وبدأ المترشح أوشيش، حملته الدعائية بشعار "رؤية للغد"، وفضل النزول إلى أكبر حي شعبي بالعاصمة هو باب الوادي، من أجل التواصل المباشر مع الناخبين.
وستجرى فترة الدعاية الانتخابية على مدار 20 يوما، أي إلى غاية منتصف ليل 3 سبتمبر/ أيلول المقبل، وتحكم بنصوص قانونية واضحة تمنع أية تجاوزات لفظية أو أخلاقية، وتجرم استعمال المال مجهول المصدر.
ويضمن قانون الانتخابات، وصول المترشحين بالتساوي إلى فضاءات التجمعات الشعبية والاجتماعات العامة، وكذا الوصول على نفس القدر من المساواة لوسائل الإعلام بشتى وسائطها وخاصة السمعية البصرية.
وتعتبر رئاسيات 7 سبتمبر المقبل، ثاني موعد انتخابي رئاسي يتم تحت إشراف كلي لسلطة مستقلة للانتخابات بعد استحقاق 2019، بعدما كان تحت إشراف وزارة الداخلية وصلاحيات أقل "للهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات".
وأكد رئيس سلطة الانتخابات محمد شرفي، في مؤتمر صحافي، الأربعاء على "الجاهزية التامة" للهيئة لتنظيم هذه الانتخابات وذلك في إطار التزاماتها الدستورية المتمثلة في ضمان "الحياد والشفافية والحفاظ على حرية خيار الناخب".
وأحصت سلطة الانتخابات 24 مليون و351 ألفا و551 مسجلاً في القوائم الانتخابية، منهم 23 مليون و486 ألف و61 داخل الوطن، و865 ألف و490 في الخارج.
وفي يونيو/ حزيران الماضي أعلنت الرئاسة أن الرئيس تبون، قرر إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في سبتمبر بدلاً من موعدها المحدد في ديسمبر/ كانون الأول.
إقرأ أيضا: الجزائر على أبواب الانتخابات الرئاسية.. هل نجحت السلطة في إخماد المعارضة؟
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الجزائر انتخابات تصريحات الجزائر انتخابات سياسة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الجزائر
إقرأ أيضاً:
شهر على عودة الرئيس ترامب.. الأيام الثلاثون التي هزت العلاقات بين ضفّتي الأطلسي
شهر واحد فقط مرّ بالكاد على عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لكن دونه زلازل وتقلبات أصابت العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مقتل.
تشهد العلاقات بين ضفتي الأطلسي حالة من التقلبات وقد مرّ شهر بالكاد على تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية في 20 يناير/كانون الثاني الماضي. حيث ألقت هذه العودة أحجارا لا حجر واحدا في مياه العلاقات الدولية، فما هي تلك الأحجار؟
الرسوم الجمركيةوكانت التجارة هي نقطة الخلاف الأولى. فقد فرض الرئيس الأمريكي رسومًا جمركية بنسبة 25% على الصلب والألومنيوم.
بعدها، أعلن الملياردير عن رسوم جمركية متبادلة، انطلاقا من مبدأ يعتنقه ألا وهو العين بالعين والسنّ بالسنّ مما رفع الحرب التجارية إلى مستوى أعلى.
وأعلن الرئيس الأمريكي:"فيما يخص التجارة، قررت، حرصًا على العدالة، فرض رسوم جمركية متبادلة، بمعنى أن جميع الدول التي تفرض رسومًا جمركية على الولايات المتحدة... سنفرض عليها رسومًا جمركية".
وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، تبحث القارة العجوز عن ردّ.
إذ توعدّت رئيسة المفوضية الأوروبية بأن "الرسوم الجمركية غير المبررة المفروضة على الاتحاد الأوروبي لن تمر دون رد".
وأكدت أورسولا فون دير لاين في مؤتمر ميونيخ للأمن قائلة: "نحن أحد أكبر الأسواق في العالم. سوف نستخدم أدواتنا لحماية أمننا ومصالحنا الاقتصادية، وسوف نحمي عمالنا وشركاتنا ومستهلكينا في جميع الأوقات".
Relatedمن الولايات المتحدة إلى ألمانيا.. كيف أصبح ماسك لاعبًا سياسيًا مؤثرًا؟فانس: الهجرة غير الشرعية تهدد الغرب.. والسلام في أوكرانيا "على الطاولة"ترامب يصف زيلينسكي ب "الديكتاتور" وينصحه بالتحرك بسرعة "وإلا لن يبقى له بلد"ترامب يحمل أوكرانيا مسؤولية الحرب التي دمرت أراضيها ويدعو لإجراء انتخابات إيلون ماسك يهاجم ستارمر وشولتس.. هل تعكس تصريحاته استراتيجية أمريكية جديدة تجاه أوروبا؟ فانس: الخطر الحقيقي الذي يواجه أوروبا يأتي من داخلها لا من روسيا ولا الصينالحرب في أوكرانياعلى هامش محادثات السلام في أوكرانيا، بدأ وفد أمريكي مفاوضات ثنائية مع موسكو في السعودية يوم الثلاثاء الماضي، مما فتح الباب أمام تقديم العديد من التنازلات لفلاديمير بوتين
وقال دونالد ترامب:"لا أرى كيف يمكن لدولة في موقف روسيا أن تسمح لهم (أوكرانيا) بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي" .
وأضاف:"أعتقد أن هذا هو سبب اندلاع الحرب" ، مرددًا خطاب موسكو.
في الجانب المقابل، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى رصّ الصفوف وتوحيد المواقف للحديث بصوت واحد.
فقد أكد أنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي، في مؤتمر ميونيخ للأمن،"سنواصل دعم أوكرانيا في المفاوضات، من خلال تقديم ضمانات أمنية، وفي إعادة الإعمار وباعتبارها عضوا مستقبليا في الاتحاد الأوروبي" .
وقد ذهب دونالد ترامب إلى أبعد من ذلك في الأيام الأخيرة ، حيث شكك في شعبية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واتهمه بأنه "ديكتاتور"، مما أثار سيلا من الانتقادات من قبل الأوروبيين.
إذ ردت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك على قناة ZDF التلفزيونية العمومية بالقول: "إنه أمر سخيف تمامًا. لو لم تكن متسرّعا في التغريد (على منصة إكس تويتر سابق، لكنت رأيت العالم الحقيقي وكنت عرفت من في أوروبا يعيش للأسف في ظل ظروف ديكتاتورية: إنهما شعبا روسيا وبيلاروسيا"،
وأضافت بايربوك:"الشعب الأوكراني مع إدارته يناضل كل يوم من أجل الديمقراطية في أوكرانيا".
في الفترة التي تسبق الانتخابات المبكرة في ألمانيا يوم الأحد، انتقد نائب الرئيس الأمريكي ما يُقال عن تراجع حرية التعبير في أوروبا.
قالجي دي فانس نائب الرئيس الأمريكي: "إن أكثر ما يقلقني أن التهديد الذي يواجه أوروبا ليس روسيا أو الصين أو أي طرف خارجي آخر. بل ما يقلقني هو التهديد من الداخل- تراجع أوروبا عن بعض قيمها الأساسية، وهي قيم مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية".
وأثارت تلك التصريحات حفيظة برلين، إذ ندد المستشار الألماني أولاف شولتز بالتدخل الأجنبي قائلا: "لن نقبل أن يتدخل أشخاص ينظرون إلى ألمانيا من الخارج، في ديمقراطيتنا وانتخاباتنا ولا في المسار الديمقراطي لتشكيل الرأي.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يفعل فيها "الترامبيون" ذلك. ففي 9 يناير، أي قبل عشرة أيام من تنصيب دونالد ترامب، كان الملياردير الأمريكي والصديق المقرب من الرئيس المنتخب إيلون ماسك قد حدد النغمة بالفعل من خلال الدردشة المباشرة على شبكته الاجتماعية X مع أليس فايدل، مرشحة حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف.
وبهذا يبدو أن صفحة جديدة قد طُويت. فوفقًا لدراسة أجريت مؤخرًا، يعتبر الأوروبيون الآن الولايات المتحدة "شريكًا ضروريًا" وليس "حليفًا".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول إن مصدر العبوات جاء من الضفة الغربية الكشف عن ورشة سرّية لتزوير الأعمال الفنية في إيطاليا ترامب يصف زيلينسكي ب "الديكتاتور" وينصحه بالتحرك بسرعة "وإلا لن يبقى له بلد" الغزو الروسي لأوكرانيادونالد ترامبالاتحاد الأوروبيالولايات المتحدة الأمريكيةأمن