ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة قال فيها: "البداية من المفاوضات التي تجري في الدوحة، والتي نأمل أن تفضي إلى اتفاق ينهي مسلسل المجازر اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وأدت إلى سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعوقين، والتدمير للمباني السكنية والمدارس والجامعات والمستشفيات والمؤسسات العامة والخاصة وكل معالم الحياة في القطاع".


 
وأضاف: "أصبح واضحا أن هناك رغبة بإنجاح هذه المفاوضات عبرت عنها المقاومة الفلسطينية وأبدت كل الإيجابية والمرونة لإنجاحها وكذلك الدول الداعية لها".
 
وتابع: "الخشية تبقى من رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، فهو إن سار بها فلتخفف من الضغوط التي تتعرض لها الحكومة الصهيونية، سواء من الداخل والتي تقوم بها قيادات سياسية وعسكرية وأمنية وفئات شعبية واسعة تريد وقف الحرب على خلفية انسداد الأفق أمام تحقيق الأهداف التي لأجلها أوقدت هذه الحرب، أو من الخارج من الدول التي باتت محرجة أمام شعوبها التي خرجت إلى الشوارع تدعوها إلى إيقاف نزيف الحرب، لكن نتنياهو لا يريد أن يمنح الشعب الفلسطيني أبسط حقوقه المشروعة، بإيقاف دائم لإطلاق النار وفتح المعابر لرفع الحصار عن قطاع غزة والسماح له بحرية التنقل داخله، فهو يريد أن يحقق بالمفاوضات ما لم يستطع أن يحققه في الميدان باستعادة أسراه ومن دون أن يقدم أي ضمانات لوقف حرب الإبادة". 

أضاف : "ولعل من المفارقة، هنا أن نشهد دعوة الإدارة الأميركية إلى هذه المفاوضات وإبداء حرصها على إنجاحها تجنبا لحرب إقليمية واسعة لا ترى مصلحة لها في اندلاعها ولحسابات انتخابية، بعدما ارتفعت الأصوات المؤيدة للقضية الفلسطينية في الداخل الأميركي، وعبرت عنها الجامعات فيها. ولكنها في الوقت نفسه تعلن دعمها لهذا الكيان في أي حرب يخوضها، ولذلك تنشر بوارجها في البحر، وفي الوقت نفسه تعلن عن إمدادها له بصفقة أسلحة جديدة تقدر بعشرين مليار دولار، والتي من الطبيعي أن تجعل هذا الكيان يتشدد في المفاوضات وقد يتنصل منها، ليستكمل مشروعه مستفيدا من هذا الدعم".
 
وتابع :"وعلى هذا الصعيد، فإننا نجدد دعوتنا للدول العربية والإسلامية، بأن يكون دورها فاعلا ومؤثرا وحاسما لخيارات الشعب الفلسطيني في المفاوضات الجارية وعدم تركه وحيدا في معركته هذه لتحصين موقعه ودعمه وعدم الوقوف على الحياد خلالها، ونحن على ثقة أن الدول العربية والإسلامية قادرة على ذلك إن هي توحدت وقررت أن تقوم بهذا الدور تجاه الشعب الفلسطيني".

وأردف فضل الله: "وكما قلنا سابقا، نؤكد اليوم أن السماح للكيان الصهيوني أن يحقق أهدافه، سيؤدي لجعل هذا الكيان يزداد طغيانا وعدوانية، وهو لن يوفر أي بلد عربي أو إسلامي عندما تقتضي مصالحه ذلك".

وقال :"في هذه الأثناء تستمر الضغوط الدولية على الجمهورية الإسلامية والمقاومة في لبنان لمنعهم من الرد على العدوان الصهيوني، وهي لذلك تحشد الأساطيل التي تهدف من ورائها إلى دعم هذا الكيان، ولمنع ممارسة الحق الطبيعي برد الاعتداء الذي مس بأمنها وسيادتها.
ونعود إلى لبنان حيث يستمر العدو الصهيوني بتصعيد اعتداءاته والتي تتصاعد وتيرة استهدافه للمدنيين، وهو يستعمل في ذلك أسلحة جديدة ونوعية ليحاول من خلالها ترويع اللبنانيين وللضغط على المقاومة لتقديم تنازلات لحسابه وعلى حساب السيادة اللبنانية، في وقت لا تزال المقاومة تواجه العدو بالمثل وتعده بمفاجآت نوعية إن هو أقدم على أي مغامرات تجاه أمن هذا البلد وسيادته، ما يدعو اللبنانيين إلى التكاتف والوقوف معا في مواجهة اعتداءات هذا الكيان ومغامراته، والذي يثبت الواقع أنه لا يفرق فيها بين بلدة وأخرى أو بين طائفة وطائفة أوبين مذهب ومذهب".
 
وهنا نقدر كل الأصوات التي انطلقت لتمنع هذا العدو من تحقيق أهدافه في إحداث شرح بين اللبنانيين إن على الصعيد الطائفي أو السياسي". وندعو مجددا إلى مزيد من التكافل لمواجهة أعباء النزوح، ونشيد بكل الذين فتحوا قلوبهم وبيوتهم لأخوتهم في الوطن دونما حسابات ليؤكدوا بأن الوطن لا يزال بخير من خلال هذه المبادرات الحية والتي ترتقي إلى مستوى الأصالة الوطنية الحقيقية التي نراها القاعدة الكبرى التي تبني الوطن وتنهض به مجددا لنواجه العدو من خلالها بالوقوف على أرض صلبة وثابتة".
 
وختم السيد فضل الله :"وأخيرا مر علينا الرابع عشر من آب، الذكرى الثامنة عشرة للانتصار الذي تحقق في العام 2006، والذي استطاع اللبنانيون من خلاله أن يفشلوا الأهداف التي سعى العدو الصهيوني لتحقيقها. ونحن في هذا اليوم، نجدِّد دعوتنا إلى اللّبنانيين لإنعاش ذاكرتهم بكلِّ صور البطولة والإقدام والتضحية التي نقلتها الشاشات والإذاعات ووسائل التواصل التي عاشوها في ذلك الوقت، لا لكي نزهو بتلك الإنجازات، أو لنعيش عليها، أو لندخلها في بازار الصراع الداخلي، بل لتعزز فينا الأمل، بإمكان الانتصار على العدو في مواجهة أي عدوان جديد، ولتزيدنا وعيا وإحساسا بضرورة الحفاظ على ما صنع من إنجازات، بألا نفرط فيها، ولتكون سبيلا لتحقيق إنجازات أخرى".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی هذا الکیان فضل الله

إقرأ أيضاً:

نصائح مهمة لدوام الصلاة والتغلب على التقصير فيها .. الإفتاء توضح

تلقت دار الإفتاء العديد من التساؤلات حول مشكلة التقطيع في الصلاة والشعور بالضيق الناتج عن ذلك، وكان من بينها سؤال ورد إلى الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى، من شخص يعاني من عدم الانتظام في الصلاة والشعور المستمر بالضيق، متسائلًا عن الحل.

أجاب الشيخ شلبي موضحًا أن من يشعر بالضيق وغير مواظب على الصلاة، عليه الإكثار من الاستغفار، وسماع القرآن الكريم، والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لما لها من تأثير كبير في إزالة الهموم والكروب. 

كما نصح بمرافقة الصالحين، لأن الصحبة الصالحة تساعد على الثبات في الصلاة، حيث يشعر الإنسان بالخجل من تقصيره أمامهم، مما يشجعه على المواظبة عليها. وأكد أن الصلاة فرض لا يسقط بأي حال من الأحوال، وهي أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة.

حكم الإكثار من الحلف دون داعٍ وهل له كفارة ؟ الإفتاء توضححكم الخُلع وهل يحتسب طلقة واحدة أم ثلاث.. أمين الإفتاء يوضحدار الإفتاء توضح حكم الإسراع في الصلاة قبل دخول وقت الأخرىهل يجوز التصوير أثناء ملامسة الكعبة وأداء العمرة.. الإفتاء ترد

وفي سياق متصل، أجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، على تساؤل مشابه خلال بث مباشر عبر الصفحة الرسمية للدار، حيث شدد على أن ترك الصلاة من أكبر الكبائر، وعلى المسلم أن يستحضر أنه واقف بين يدي الله عند أدائها، حتى لا يستهين بها.

 وأوضح أن من يريد المحافظة على الصلاة، يجب أن يعيشها بقلبه وروحه، وليس فقط كأداء روتيني، لأن الصلاة ليست مجرد واجب، بل عبادة تمنح الإنسان لذة الإيمان.

علاج التقطيع في الصلاة 

وأشار إلى قول أبي يزيد البسطامي عندما سألوه: "لماذا لا نجد لذة العبادة؟" فأجاب: "إنكم عبدتم العبادة، ولو عبدتم الله لوجدتم لذة العبادة". 

ونصح الدكتور ممدوح من يعاني من التقطيع في الصلاة بأن يتوضأ قبل موعدها بقليل، وينتظر الأذان، ثم يؤديها فور سماعه، مضيفًا أنه في حال كان الشخص في وسيلة مواصلات، فعليه عقد النية للصلاة فور وصوله. كما أكد على أهمية الاستعاذة بالله من الشيطان عند الشعور بالكسل، مع الإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي.

أما الشيخ عويضة عثمان، فقد أكد أن أفضل وسيلة للمحافظة على الصلاة هي أداؤها في وقتها دون تكاسل، مشيرًا إلى أنها نور للمسلم في الدنيا والآخرة.

 كما أنها وسيلة لتكفير الذنوب والسيئات، حيث يمحو الله بها خطايا العبد بين كل صلاة وأخرى.

وأضاف أن الصلاة تُعد أفضل الأعمال بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، كما أنها ترفع درجات العبد، وتُعد سببًا في دخوله الجنة، حيث اعتبرها النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الأعمال، ووصف انتظار الصلاة بأنه رباط في سبيل الله.

مقالات مشابهة

  • وكالات عالمية: اليمن بات قوة استراتيجية يصعب على الكيان وقف تهديداته
  • المملكة تدعم الإجراءات التي اتخذتها لبنان لمواجهة العبث بأمن مواطنيها
  • المملكة تعرب عن دعمها الكامل للإجراءات التي اتخذتها الجمهورية اللبنانية لمواجهة محاولات العبث بأمن مواطنيها
  • نصائح مهمة لدوام الصلاة والتغلب على التقصير فيها .. الإفتاء توضح
  • استنكاراً للتدخل الاسرائيلي... اعتصام شعبي لـحزب الله عند طريق المطار القديمة (فيديو)
  • ضمن المهلة الزمنية.. الجيش الاسرائيلي يستعد للانسحاب من لبنان  
  • تحليق للطيران الاستطلاعي.. وتحركات لآليات العدو الاسرائيلي في صور
  • حكم صيام يوم الجمعة منفردًا.. حالات يجوز فيها
  • ما هي التلال الاستراتيجية التي تنوي اسرائيل البقاء فيها؟
  • بعد الغارات.. بيان للجيش الاسرائيلي