ماذا وراء التغييرات التركية الجديدة بخصوص اللاجئين السوريين؟
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
كشف وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا عن تغييرات جديدة تخص اللاجئين السوريين ووضعهم القانوني، موضحاً أن من بين الإجراءات تغيير بطاقة الحماية المؤقتة (الكمليك) التي تمنح للاجئين السوريين إلى بطاقة مزودة بشريحة إلكترونية.
وأضاف لوسائل إعلام تركية أن حكومته ستمنح فرصة أخيرة للسوريين الذين لم يتم الوصول إلى عنوانهم أو لم يقوموا بتحديث عناوينهم، مشيراً إلى أنه "سيتم تعليق الدعم الاجتماعي والخدمات العامة لأولئك الذين لا يحدثون عناوينهم، أما من لم يسجلوا أي معلومات أو نشاطات تثبت إقامتهم في تركيا خلال السنوات الخمس الماضية، فسيتم شطبهم من السجلات".
وتابع الوزير بأن سلطات إنفاذ القانون أجرت عملية مسح لعناوين السوريين في البلاد، ووجدت أنه "من بين 3 ملايين و103 آلاف و606 سوريين، تبين أن 731 ألفاً و146 منهم ليسوا في عناوينهم المسجلة، وأعطيناهم مهلة 90 يوماً، وعند انتهاء المهلة، سيبدأ فترة ثانية مدتها 60 يوماً، سنرسل دعوة ثانية لهم، وبعد ذلك، سنعلق تقديم الخدمات العامة لهم".
أكثر تشدداً مع اللاجئين
وتشير تصريحات يرلي كايا، من وجهة نظر الكاتب والمحلل السياسي التركي عبد الله سليمان أوغلو، إلى التشدد أكثر في ضبط تواجد السوريين ومنع حالات الهجرة غير الشرعية ومعالجتها.
وأضاف لـ"عربي21" أن تغيير بطاقة الحماية المؤقتة، يساعد بمنع حالات التوزير، وكذلك يسهل التأكد من هوية صاحبها عبر الشريحة في البطاقة أو قراءة الكود الموجود عليها كما في الهوية التركية.
ويشتكي اللاجئون السوريون من كبر حجم البطاقة المؤقتة، وقابليتها للتلف، وعن ذلك يقول سليمان أوغلو، " بالفعل يصعب حمل البطاقة في الجيب وثنيها يؤدي إلى تلفها بسرعة والحاجة إلى تغييرها كل فترة، ما يعني إيجابية الخطوة".
وتواصل تركيا حملات ترحيل اللاجئين السوريين بدعوى "مخالفة" قانون الحماية المؤقتة، والإعلان عن التغييرات الجديدة تؤشر إلى مضي تركيا بترحيل اللاجئين إلى بلادهم، رغم الانتقادات الحقوقية.
قوننة الوجود السوري
أما الصحفي المهتم بقضايا اللجوء السوري، أحمد طالب الأشقر، يقول إن: "هذه الاجراءات غرضها تقنين وضع اللاجئين في تركيا، رغم أنها في الظاهر قد تبدو خطوة إيجابية لوضع حد للتجاوزات والاخطاء الإدارية، لكن الخشية من أن تكون ذات أبعاد سلبية على السوريين او على الأقل على فئة كبيرة منهم".
وأضاف لـ"عربي21"، نحن أمام مزيد من التضييق وضبط حركة وتنقلات اللاجئين"، مضيفاً أن "تركيا تتعامل مع التواجد السوري على أنه "مؤقت" بمسمى الضيوف، أي ما على الضيف إذا طالت اقامته إلا الرحيل".
وقبل نحو شهر بدأت تركيا حملة ترحيل واسعة بحق اللاجئين السوريين في ولاية غازي عنتاب، والولايات المجاورة.
وكان مدير مركز دراسات الهجرة بجامعة أنقرة مراد أردوغان، توقع أن ينخفض عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى 2.4 مليون.
وسبق وأن قال والي اسطنبول داوود غول، إن 31 ألفا و765 سوريا عادوا من اسطنبول إلى سوريا خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي 2024، وردت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأنها لا تشجع العودة الطوعية على نطاق واسع للسوريين حاليا، نظراً للظروف الأمنية والمادية اللازمة للعودة غير متوفرة بعد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية تغييرات اللاجئين تركيا سوريا سوريا تركيا اللاجئين تغييرات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اللاجئین السوریین
إقرأ أيضاً:
الرئيس السوري أحمد الشرع يصل إلى تركيا
وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة التركية أنقرة ، اليوم ، في أول زيارة رسمية له إلى تركيا، حيث سيلتقي خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،تأتي هذه الزيارة في وقت حساس يتزامن مع العديد من التغيرات في الوضع السوري، وتعد خطوة هامة في سياق إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين بعد سنوات من التوترات.
ووفقًا لما أكده فخر الدين آلتون، رئيس دائرة الإعلام والاتصال في الرئاسة التركية، فإن المحادثات ستتناول آخر التطورات في سوريا من جميع الجوانب، حيث ستناقش كيفية تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الاستقرار الأمني والاقتصادي،وأضاف آلتون في منشور على منصة "إكس": "المحادثات ستشمل تقييم الخطوات المشتركة التي يجب اتخاذها لتحقيق التعافي الاقتصادي والاستقرار والأمن المستدام في المنطقة".
كما ستتناول اللقاءات سبل الدعم التي يمكن تقديمها للإدارة الانتقالية السورية والشعب السوري، من خلال المنصات الدولية متعددة الأطراف،تسعى تركيا إلى تعزيز دورها الإقليمي في الملف السوري، خاصة في ظل التغيرات الجارية في العلاقات بين دمشق والدول العربية وغير العربية.
تعد هذه الزيارة خطوة هامة للرئيس السوري أحمد الشرع، حيث إنها تأتي بعد أول زيارة رسمية له إلى المملكة العربية السعودية، والتي التقى خلالها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قصر اليمامة بالعاصمة الرياض،وبهذا، تكون تركيا أول دولة غير عربية يستقبل فيها الشرع، ما يعكس تحولات في العلاقات الإقليمية والدولية تجاه سوريا.
في وقت سابق من يناير الماضي، استقبل الرئيس التركي أردوغان وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز المخابرات العامة أنس خطاب،وكانت تلك الزيارة تمهيدًا لهذا اللقاء المرتقب بين أردوغان والشرع، مما يعكس استئناف التواصل بين الحكومتين بعد سنوات من القطيعة.
وتستمر التطورات السياسية في المنطقة في تشكيل واقع جديد، حيث يأمل العديد في أن تسهم هذه المحادثات في تحقيق مزيد من الاستقرار الأمني والاقتصادي لسوريا، والبحث في حلول مستدامة للأزمة السورية عبر التعاون الإقليمي والدولي.