“غرف دبي” تنظم منتدى أعمال في الصين لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
تنظم غرف دبي فعاليات منتدى دبي للأعمال – الصين يومي 21 – 22 أغسطس الجاري، بهدف استعراض أهم الفرص الاستثمارية المتنوعة في الإمارة، واستقطاب الشركات متعددة الجنسيات والشركات المليارية “يونيكورن” والشركات الناشئة سريعة النمو من الصين إلى دبي.
وقالت غرف دبي في بيان صحفي اليوم، إن المنتدى يأتي في إطار تعزيز العلاقات والشراكات الاقتصادية، بين مجتمعات الأعمال في دبي والصين، بالإضافة إلى دعم المستثمرين والشركات الصينية، لعقد شراكات واعدة مع نظرائهم في الإمارة، وتعزيز حركة التجارة والاستثمارات البينية.
وأكد مسؤولون ومديرون في شركات صينية، أهمية إمارة دبي باعتبارها مركزا حيويا للفرص، ومنصة مثالية لتوسع الأعمال في الأسواق الإقليمية والعالمية، وذلك بفضل مقوماتها التنافسية المتكاملة وبيئتها الاستثمارية الجاذبة، مشيرين إلى أن الإمارة تزخر بالفرص الواعدة، وتتمتع بثقة راسخة لدى مجتمع الأعمال الصيني نظرا لدورها المحوري على خارطة الأعمال العالمية.
وقال غافل فانغ، الرئيس التنفيذي لشركة “ميوريانت”إن دبي تعتبر عاصمة المعارض في منطقة الشرق الأوسط والأسواق الرئيسة في آسيا وأفريقيا، وهي الخيار الأفضل كمركز تجاري للشركات الصينية التي تتطلع إلى توسيع أعمالها إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ يتيح موقعها الاستراتيجي للشركات الصينية فرصة مثالية للوصول إلى الأسواق العالمية.
وأضاف :” نعتبر شراكتنا مع غرف دبي ضرورية لمساعدتنا على فهم توجهات السوق وديناميكيات التجارة المتغيرة”.
من جانبه، قال أليكس يانغ، الشريك المؤسس ورئيس العمليات التنفيذي لـ “تويا سمارت”، المزودة لخدمات الحوسبة السحابية عالميا: ” عملت دبي خلال العقود القليلة الماضية على بناء منظومة شاملة تعزز الابتكار والتعاون، وتتناغم مبادئ الحياة الذكية والحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، التي تركز عليها أجندة دبي الاقتصادية D33 مع قيمنا في شركة “تويا سمارت”، ما يعزز ثقتنا بأهمية التعاون مع دبي التي تمتلك القدرة على تطوير الذكاء الاصطناعي، وإرساء ممارسات معيارية عالمية لهذا القطاع، ونُقدّر عاليا دعم غرف دبي لنا في رحلتنا هذه”.
بدوره قال الدكتور جوسونغ شيا، رئيس الأعمال الدولية في شركة “يونايتد إيميجينج هيلث كير” المتخصصة في تكنولوجيا الرعاية الصحية ، إن بيئة الأعمال المواتية، والسياسات الاقتصادية الداعمة، إلى جانب كفاءة آليات التسجيل والترخيص في قطاع الرعاية الصحية، تأتي ضمن العوامل الرئيسية الجاذبة للشركات الصينية إلى الإمارة، ولعبت هذه المقومات دوراً رئيسياً في قرار إنشاء مقرنا الإقليمي في دبي.
وأضاف : ” تلعب شبكة علاقاتنا في دبي، دوراً محورياً في جهودنا التوسعية، حيث تشكل أساس خططنا المستقبلية للاستثمار في مجال البحث والتطوير مع تقدمنا في ابتكار خدمات الرعاية الصحية، ونتطلع إلى الاستفادة بشكل أكبر من الموارد والفرص التي توفرها غرف دبي لترسيخ حضورنا، وتعزيز عملياتنا التشغيلية في المنطقة وخارجها”.
ويشكل منتدى دبي للأعمال الذي يعقد تحت شعار “شراكات اقتصادية عابرة للحدود” ملتقى حيويا، يجمع الشركاء من القطاعين العام والخاص من دبي والصين لبحث الارتقاء بالتعاون، وتطوير العلاقات الثنائية واستكشاف فرص الفرص الواعدة التي توفرها أجندة دبي الاقتصادية (D33).
وتستعرض جلسات المنتدى الفرص الناشئة في قطاعات رئيسة تشمل التكنولوجيا الخضراء، والتجارة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى الرعاية الصحية والطاقة المتجددة.
وبهدف تعزيز التدفقات الاستثمارية والتجارية من الصين إلى دبي، ودعم توسع الشركات العاملة في الإمارة إلى الأسواق الصينية، تدير غرفة دبي العالمية، 3 مكاتب في الصين بكل من شنغهاي وشنزن وهونغ كونغ، وذلك ضمن شبكة مكاتبها التجارية الخارجية التي تضم 31 مكتبا حول العالم.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الرعایة الصحیة غرف دبی
إقرأ أيضاً:
أثر ترجمة «رحلة ابن بطوطة» إلى الصينية في تعزيز العلاقات العربية الصينية
د. كلثوم لغدايش **
يُعَدّ ابن بطوطة، المعروف باسمه الكامل محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن يوسف اللواتي، والمتحدّر من قبيلة لواته البربرية، أحد أعظم الرحّالة العرب بل ومن أبرز الرحّالة في العالم. فقد كان مغربيًّا أمازيغيًّا مُسلمًا، ومؤرّخًا وقاضيًا وفقيهًا، واشتهر بكونه السبّاق إلى التّعريف ببلاد الصّين والهند في زمنٍ لم يكن يُعرف عنهما إلّا القليل. بل إنَّ تجربته في بلاد الصين ساعدت في تشكيل صورة إيجابية عنها في ذهن القارئ العربي وغير العربي. ويشهد كتابه الشهير المعروف بـ"رحلة ابن بطوطة" على الرّوابط التّاريخية العريقة بين العرب والصّين في القرن الرابع عشر، مبرزًا عمق العلاقة التي كانت تربط هاتين الحضارتين آنذاك.
وقد عاش ابن بطوطة في القرون الوسطى وقام برحلات طويلة وسجل تجاربه في كتابه المسمى "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، الذي يُطلق عليه باختصار "رحلة ابن بطوطة"، والذي لقي إقبالًا كبيرًا لدى الشرقيين والغربيين، بفضل غِنى المعلومات التي يُقدمها عن الحضارات والشعوب وطقوسها وعاداتها في تلك الحقبة الزمنية.
وقد طاف ابن بطوطة في بلاد المغرب العربي ومصر والحبشة والشام والحجاز وتهامة والعراق وبلاد فارس واليمن وعمان والبحرين وتركستان وما وراء النهر والهند والصين والجاوة وبلاد التتار وأواسط أفريقيا والأندلس، في رحلة دامت تسعًا وعشرين سنة ونصف السنة.
وتكمن أهمية ترجمة كتاب "رحلة ابن بطوطة" إلى الصينية في كونها مرجعًا تاريخيًا يُستشهد به في توثيق العلاقات العربية الصينية، مما يجعله دليلًا على التبادل الحضاري بين الثقافتين العربية والصينية عبر العصور، ومفتاحًا في الدبلوماسية الثقافية اليوم.
وعمومًا، تكتسب الترجمة بين اللغتين الصينية والعربية قيمة خاصة، نظرًا لدورها الكبير في ربط العلاقات وتقريب المسافات بين الصين والعالم العربي. ومنذ فجر التاريخ، احتلت العلاقات العربية-الصينية مكانة بارزة، وتعاظم دورها في القرن الحادي والعشرين، الأمر الذي يُبرز الحاجة الملحّة إلى تعزيز الحوار والتواصل البنّاء بين الجانبين.
ونجد تَأكيد الرئيس الصيني شي جين بينغ في مقترح الأعمال الثمانية المشتركة على أهمية التبادل الثقافي الصيني العربي، وعلى ضرورة العمل المشترك لتعزيز الحوار بين الحضارات، الذي أعلن عنه في القمة الصينية العربية الأولى التي عقدت في الرياض، ثم أعاد التأكيد على ذلك مُجددًا في مبادرة الحضارة العالمية.
وبالتالي، فإنَّ ترجمة الأعمال الأدبية والفكرية والعلمية بين اللغتين الصينية والعربية هي بمثابة بوابة لفهم ثقافة وتاريخ الآخر، وهي وسيلة لبناء جسور التواصل والتفاهم بين الشعوب.
كما تُسهم الترجمة في زيادة التفاهم بين الأفراد والمجتمعات، وخلق بيئة مناسبة للتعاون في مختلف المجالات. من هنا، فإنَّ الترجمة ليست مجرد عملية نقل للكلمات من لغة إلى أخرى، بل هي عملية ثقافية بامتياز.
وبحسب إحصائيات المحقق عبد الهادي التازي، فقد تُرجم كتاب "رحلة ابن بطوطة" لأكثر من خمسين لغة منها، ما تُرجم مباشرة عن اللغة العربية، ومنها ما تُرجم عبر لغات وسيطة. ومن بين هذه اللغات الخمسين نجد اللغة الصينية، التي شهدت ثلاث ترجمات صينية مختلفة للكتاب. وهذا يشير إلى القيمة الكبيرة التي يعرفها الكتاب في أوساط المجتمع الأكاديمي الصيني، وخصوصًا في مجال التاريخ، والجغرافيا، الإثنولوجيا والديانات.
وأول الترجمات الصينية الثلاث نجد الترجمة الجزئية الصادرة سنة 1912 للمترجم والباحث الصيني البروفيسور تشانغ شينغلانغ، المتخصص في علم التاريخ، والذي قام بترجمة جزئية للكتاب إلى الصينية، ولا سيما الجزء المتعلق بالصين والهند. من ثم نجد ترجمة الأستاذ ما جين بنغ الصادرة سنة 1985، والأخرى هي ترجمة للأستاذة لي قوانغ بين الصادرة سنة 2004، صدرت ترجمتها عن أكاديمية المملكة المغربية عام 1997، وبتحقيق عبد الهادي التازي.
وقد أُهدي الملك الراحل الحسن الثاني نسخة من الترجمة الصينية لكتاب "رحلة ابن بطوطة" في الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الصيني إلى المغرب سنة 1987، والذي وضع في متحف الهدايا في القصر الملكي، نظرًا للقيمة الكبيرة للكتاب.
ولترجمة كتاب "رحلة ابن بطوطة" إلى اللغة الصينية أهمية بالغة وقيمة كبيرة، لأنها عززت العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين العربي والصيني، وذلك من خلال فتح قنوات الحوار بين الطرفين. فقد ذكر لنا ابن بطوطة أحوال الصين في القرن الرابع عشر، وتحدث عن ازدهار الصناعات في الصين، مثل صناعة الفخار التي لا مثيل لها، وتَصَدُّرُ الصينِ المرتبة الأولى في صناعة السُّفن، وذكر الأمن والأمان الذي لم يرَ مثله في أي مكان، وكذا حُسْن الضيافة وحُسْن التعامل مع الغرباء مثله، وتحدث عن ازدهار التجارة في الصين، وغير ذلك من الشواهد في الكتاب التي أُعجب بها الصينيون، وأصبحت لهم دليلًا يشهد على تاريخ العلاقات العربية الصينية القديمة، ويؤكد على قوتها وخلوها من أية شوائب. وهذا الفهم للتاريخ المشترك بين الصين والعرب، يُشَجّع الحوار، والحديث عن الاختلافات والأهداف المشتركة وتعزيز العلاقة بين الطرفين في الحاضر. كما أن صدور الترجمة الصينية للكتاب فتح لمعاهد الدراسات الشرقية في الصين بابا للدراسات الاستشراقية لكون الرحلة ذكرت الكثير من التفاصيل عن العالم الإسلامي، والذي لم يكن معروفًا عنه الكثير في الصين، وبالتالي ملأت هذه الترجمة الفراغ الذي كان يعرفه هذا النطاق، وفتح صفحة جديدة في الصداقة العربية الصينية وأوجد جسرًا في الدبلوماسية الثقافية، بفضل التبادل والتواصل الثقافيين وبالتالي ساهم في تعزيز الحوار الحضاري والعلاقات بين الدول العربية والصين
** باحثة ومترجمة مغربية مختصة بالدراسات الصينية
يُنشر بالتعاون مع مركز الدراسات الآسيوية والصينية