من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. الطاغية والكون
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
#الطاغية_والكون …
من أرشيف الكاتب .. #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. الخميس 14 / 7 / 2022
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي ببالغ الانبهار صورة عالية الدقة للفضاء من تلسكوب ” #جيمس_ويب”..وسألت نفسي لم كل هذا الاندهاش ، نعم ، لأن الناس عادة لا ينظرون إلى السماء،لا يتأملون ، لا يطلقون أبصارهم لكائنات القبّة العملاقة في وضح النهار أو في عمق الليل الحالك ، أنهم ينظرون إلى أقدامهم او في مواضعها حيث الرزق والجري اليومي خلف الرغيف الدائري.
**
شخصياً لست بحاجة إلى تلسكوب “جيمس ويب” حتى أخرّ ساجداً لعظمة الخالق ، تدهشني كفّي أكثر من صورة #الكون الحديثة لأن في كفّي خارطة الكون الحقيقية ، الخطوط المخفية ،التعرّجات ،وظيفة كل إصبع ، الرموز المشكّلة في تجاعيد الجلد، كم حركة تقوم بها اليد ، تباين طول الأصابع، نمو الأظافر ،استكشاف الأجسام بمجرد اللمس الخ ..لا داعي أن يدهشك كوكب يبعد ألاف السنين الضوئية عن ألأرض ، تفكّر في خلق عينيك ، البؤبؤ، الحدقة، القنوات الدمعية ، الشبكية ،القرنية..ردّة الفعل اللا إرادية بجزء من الثانية ، الرموش حراس البصر الخ ..
**
الصورة التي انتشرت حديثاً من تلسكوب “جيمس ويب”، تثبت أن كوكبنا مجرّد ذرة تراب في هذا الفضاء السابح، ولك أن تتخيّل عزيزي الإنسان أن الذي تسميه وطناً هو جزء من هذه الذرة الكونية ، وللمصادفة المؤلمة ، يحكمه طاغية يستبد بجزء صغير من هذه الذرة الكونية معتبراً نفسه الآمر الناهي و محور الكون ،ولك ان تتخيّل أنك تخاف هذا الشيء الصغير جداً جداً المسّمى “طاغية” الذي يحكم هذا الجزء الصغير جداً جداً المسمى وطناً ، في ذرة كونية صغيرة جداً جداً تسمّى كوكب الأرض..في هذا الفضاء غير المحدود المزدحم بآلاف المجرات والنجوم والكواكب والمخلوقات الكونية..
**
ولك أن تتخيل أن خثرة دم صغيرة بحجم رأس الدبوس ، تطيح بمخلوق صغير صغير صغير سمّى نفسه زعيماً لجزيء الجزيء في الذرة الكونية وتحيله الى مواد عضوية قبل أن تحتفي عائلته بأربعينيته..
عن أي قوّة تتكلّمون؟؟؟..
مقالات ذات صلة معاريف: نتنياهو قرر إقالة غالانت 2024/08/16احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
أحمد الزعبي: ما بين حريتين ومنفى
#أحمد_الزعبي: ما بين حريتين ومنفى
#شبلي_العجارمة
عند سرد حكايات وجع القضبان المحلاة بسكر اللامبالاة ، هناك موطن وجعٍ ونزفين ونصف آه ثكلى، والقصة أكبر من سجنٍ وحرية ، حين قطعت حقيقة سجنه أي شكٍ في خرافة البوق التي تشدق بها الكثير ، بأن ابن كرمة العلي لديه خط عريض أن يكتب بدغدغة خاصرتين نقيضتين ؛ خاصرة الحكومة وخاصرة الشعب الثقل بكل العذابات المتخيلة وغير المتخيلة ، هنا وشح صفحة الرماد بتوقيعه فتى حوران وجذعها السامق العتيق بحريته ، حين غيبت القضبان قلمه وأنفاسه ، ومغزل الوجع الذي كان يشكله لنا بعرائس دمى من السكر على مسرح صباحنا والتقاط أنفاس مساءات شقائنا.
كيف سيروي أحمد الزعبي كل هذا الألم لأطفاله بان الوطن ليس أفعى تعض بطنها ، كيف سيحكي قصةً ما بين وجعين بسردية الضحك ؟ ، كيف سلون لنا غيابه بأنه استراحة المحارب المغصوب فكره وقلمه ورئة بوحه ؟ ، كيف سيشرب كل هذه العذابات ويقنع مرآته الصباحية وهو يجفف ذقنه بأن الأحرار يغصون بالشهد ويتقيأون العسل ؟.
لكن الحاكورة التي استعمرها الجفاف ،وحاصرها فضول العشب وتطفل الندى ، سيداعب كبدها بفأسه ومحراثه ، سوف ينفض غبار الشرفة العجوز ، ويحلم في ليلةٍ ربيعية قمراء وهو يتجاذب أطراف الحديث مع فوانيس اللبل ،وهو يتلحف فروته ، وسيلمع دراجته الهوائية التي ابتاعها مستخدمة من أحد الباعة الذي أكرمه بخصم خاص ؛ منفاخ هواء للعجلات وبوق ألماني بنغمة الطوووووط ، وسيركب شروق شمس البساتين ؛ ليعود محملًا بحكايا طازجة ، كحريته الطازجة ووطنيته الأبدية العتيقة.