سودانايل:
2024-09-11@12:08:11 GMT

المواقف: ما بين الخرمجة واللامعقول

تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT

فيصل بسمة

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

مواقف بعض/كثير من السياسيين و الناشطين تجاه الحرب الدآئرة الآن في بلاد السودان تصيب المرء بالمَنَخُوليَا و الإِستَنقَلِينَا المصحوبتين بإحساس/شعور عجيب هو خليط من: الإندهاش و الإرتباك و الإستغراب...
و عموماً تتراوح هذه المواقف ما بين إيقاف الحرب و الإستمرار فيها ، و لكن الأمر ليس بهذه البساطة ، فالأرآء و الأفكار و المقترحات المطروحة كثيرة و بالغة التعقيد و التركيب إختلط فيها كثيراً الحابل بالنابل و حدث فيها تداخل و خلط عظيمين للمعطيات بدرجة كبيرة و مربكة تجاوزت في لامعقوليتها كل حدود الفهم/الإدراك/الإستيعاب.

..
و مما يزيد من مَخوَلَة الأدمغة هو إستشهاد و إستدلال الفرقآء بذات المعطيات لتقوية وجهات النظر و تبرير المواقف المتناقضة ، إن محاولات التدليس و الخلط المتعمد للأوراق و المواقف تفاقم كثيراً من الإرتباك العقلي و ربما تدفعُ بعضاً من الناس إلى مرحلة شد الشعور و خبط الرؤوس و محادثة الهوآء و ركل الأشيآء!!!...
و ما يتسبب في تعاظم تلك الأحاسيس الضبابية/الإزدواجية في المعايير و محاولات الكيزان و أذيالهم ، المستميتة و السمجة ، تجميل القبيح و قلب الموازين و رمي اللوم في إشعال الحرب على القوى المدنية المشاركة في الفترة الإنتقالية و تبرئة جماعة الكيزان المجرمة و المسيئة و وكلآءهم في الطآئفتين الباغيتين المتقاتلين: الجيش الكيزاني و مليشيات الجَنجَوِيد صنيعة الكيزان...
و الشاهد هو أنه هنالك من يحاول جاهداً إفشال مشروع الثورة و الترويج للبضاعة الكيزانية البآئرة/الفاسدة و تمرير عودة قيادات جماعة الكيزان من خلف كواليس العمل السري و التمثيل على خشبة مسرح عرآئس قيادات الجيش الكيزاني و أذيالهم من موظفي الجهاز التنفيذي و الخدمة المدنية و الدفع بهم إلى المقدمة و كراسي الحكم من جديد بدعاوى إعادة هيبة الدولة و الإصطفاف خلف الجيش في ”معركة الكرامة“ و إستغلال فريتي ”الإستنفار“ و ”المقاومة الشعبية“ و إسآءة توظيفهما في قمع و قتل الخصوم السياسيين...
و يجتهد كثيرون في إرباك المواقف و خلط الأوراق و تبني المواقف الغير مقنعة تجاه قيادات الجيش الكيزانية الفاسدة و التغاضي عن حقيقة أن الجيش السوداني ليس سوى منظومة عسكرية كيزانية مترهلة و فاسدة و عاجزة ، و أن الإنضمام إلى صفوف الجيش و الترقي و التدرج في مراتبه و البقآء في سجلات رتبه العليا و صفوف الضباط العظام خلال عقود حكم الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) لا يتم إلا عبر بوابة و توصيات قيادات و منظومات/منظمات الحركة الإسلامية (الكيزان) الفاسدة...
و هنالك من يحاول الإستثمار الرديء في تعنت قيادات الجيش الكيزانية و إحجامها عن مفاوضات إيقاف الحرب لصالح ”الأشاوس“ و ”القآئد“ حِمِيدِتِي ”رجل السلام“ و إقناع السودانيين بأن مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) ، الصنيعة الكيزانية ، قوات نظامية بحسبان أنها قد أنشأت بموجب قانون أجازه البرلمان الكيزاني متغاضين عن حقآئق أن النظام الكيزاني الفاسد قد أتى عن طريق إغتصاب السلطة بقوة إنقلاب عسكري و أن ذلك النظام الطاغي الباغي الذي أنشأ الدعم السريع نظامٌ فاسد و كذا الحال مع جميع مشاريعه و قوانينه و مؤسساته بما فيها البرلمان...
و هنالك من السياسيين و الناشطين من ساقته إدعآءات قآئد مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) حول مساندة الثورة و مدنية الحكم و إعادة تشكيل دولة ستة و خمسين (٥٦) و ”جنوحه“ للسلم (و ربما أسباب أخرى) إلى محاولة إقناع السودانيين بإعادة قرآءة الأحداث بصورة مغايرة و تناسي جميع الإنتهاكات و الفظاعات التي إرتكبتها تلك المليشيات الباطشة خلال ثورة ديسمبر ٢٠١٨ ميلادية و إعتصامات القيادة العامة و إبان الفترة الإنتقالية و أثنآء الحرب الدآئرة الآن في بلاد السودان و التي تسببت في حالات الموت و الدمار و الخراب و ضياع الممتلكات و المدخرات و النزوح الجماعي و اللجوء إلى دول الجوار بأعداد و صور و طرق غير مسبوقة ، هذا عدا الإبادات الجماعية في إقليم دارفور و حوادث قمع إحتجاجات الجماهير في الأقاليم الأخرى...
و هنالك من يتحاشى إدانة التدخل الخارجي الصارخ في الحرب و يدعو إلى التغاضي عن تدخلات دول بعينها و إمداداتها للمليشيات المتمردة بالعتاد و السلاح و المؤن و كذلك دعمها السياسي و إحتضانها لقوى مدنية سياسية شاركت في فشل الفترة الإنتقالية و خلق الأزمة الحالية ، قوى ما تزال تحاول المشاركة في البحث عن الحلول لما تسببت فيه من أزمات!!!...
و هنالك من يريد إعادة إنتاج و تدوير قيادات سياسية فشلت/عجزت عن إثبات صلاحيتها/فعاليتها أبان الفترة الإنتقالية ، و أن يرغموا السودانيين على تناسي أن أفراداً و قوى سياسية قد ساهمت بصورة مباشرة في إرباك و إفشال الفترة الإنتقالية بضعف الأدآء و ميوعة المواقف و لين التعامل مع المسيئيين و التهاون/التغافل/التغاضي عن معاقبتهم و إسآءة إستخدام الزخم الثوري و عدم توظيفه في تحقيق أهداف الثورة و إحداث التغيير...
و هنالك من يحاول جاهداً/مستميتاً إعادة تجميل قيادات حركات ”التحرير المسلح“ المتناسلة و ترفيعها حتى يكون لها دور في الحرب و إدارة فترة ما بعد الحرب ، بالإضافة إلى التسويق و الترويج لأرتال من جماعات الأرزقية و السواقط الحزبية و الطفيلية السياسية و الإقتصادية التي ظهرت فجأة في منابر إعتصام القيادة و مع إرهاصات نجاح الثورة و عقب خلع البشير و أثنآء محاصصات جوبا ، ذات الشخصيات التي في يومٍ ما دبرت إعتصام القصر (الموز) و روجت للإنقلاب على الثورة و التنصل من المواثيق و ضخمت حميدتي (صاحب البَلِف) و قدمته و جعلته رجل السلام و مفكر الإقتصاد و راعي العمل التطوعي و الرياضي و حكيم الإدارة الأهلية و الرباني خادم شيوخ الطرق الصوفية!!!...
و هنالك من السودانيين و الأجانب من لا يثقون و يشككون في مقدرة السودانيين على حل الأزمة الحالية بأنفسهم ، و يعولون كثيراً على التدخل الدولي و يروجون له بحسبان أنه العصا السحرية التي سوف تحل جميع المشاكل ، و يبدوا أنهم لا يعلمون أو يتجاهلون عمداً إنعدام الدليل الملموس على نجاحات التدخلات الدولية السابقة في الأزمات و أراضي الدول حول العالم ، و أن سجل التدخلات الدولية السابقة في شئون الدول في الوقت المعاصر و الماضي القريب غير مشرف و لم يستخدم إلا لخدمة المصالح الغربية و تحديداً مصالح الولايات المتحدة الأمريكية و الصهيونية...
الختام:
إن كلا الطآئفتين الباغيتين: مليشيات الجَنجَوِيد و الجيش قد بغوا و تسببوا في إرهاق الشعوب السودانية كثيراً بإشعالهم الحرب و إرتكابهم المجازر و الإنتهاكات و الفظاعات ، و الموقف الحالي في بلاد السودان غير مطمئن على الإطلاق و محزن و محبط و غير مبشر ، و هنالك نذر و شواهد تدل على أن أمد الحرب سوف يطول ، و أن ليس من منتصر ، و أن مآسي الحرب سوف تتفاقم ، و أن الحرب لن يوقفها سوى التعب و الإرهاق و نفاد صبر الداعمين لها...
و أنه لا بد أن تتفق الأذهان التي أشعلت الثورة عن أفكار و وسآئل جديدة تقتلع زمام المبادرة من الطآئفتين الباغيتين و تعيده إلى الثوار ، أصحاب المصلحة الحقيقية في إستمرار الثورة السودانية و في إحداث التغيير ، الثوار الذين لن تعجزهم قتامة الحرب و مآسيها عن تسيد المواقف و الشوارع و الساحات من جديد و دافعهم إلى ذلك الإيمان العميق بالأهداف...
إن حتمية نجاح الثورة و إستعادة الزخم لن يكونا إلا عن طريق تقديم القيادات السياسة الحقيقية التي لا تتنازل عن المباديء ، القيادات القوية القادرة على تأسيس دولة القانون و المؤسسات التي تحقق: العدالة و تخدم الأمن و الإستقرار و الإنتاج و النمو و الرفاه ، القيادات التي تأكد/تحقق رغبات الشعوب السودانية في أن:
- لا دور في الدولة السودانية الجديدة لعسكر الجيش الكيزاني و الصنيعة الكيزانية: مليشيات الجَنجَوِيد
- لا بد من المحاسبة القانونية و العقاب لكل المتورطين المتسببين في الحرب و الإبادات و المجازر و بقية الفظاعات و الإنتهاكات
- لا بد من حل مليشيات الجَنجَوِيد و جميع المليشيات و الكتآئب حيث أنه قد إنتفت الحوجة إلى خدماتهم
- لا بد من إعادة تكوين الجيش حتى يصبح جيشاً قومياً ، محترفاً و مهنياً يلتزم بالقوانين و النظم و اللوآئح العسكرية المتعارف عليها في حفظ الأمن و حماية الحدود و الدستور ، و ينأى عن تدبير الإنقلابات و ممارسة السياسة و أمور الحكم و خدمة الطغاة و المستبدين
- لا بد من تفكيك و تصفية نظام الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية و محاسبة و محاكمة كل من شارك في ذلك الإنقلاب و معاقبة المسيئيين و المجرمين و الفاسدين و المفسدين
و الحمدلله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الفترة الإنتقالیة هنالک من لا بد من

إقرأ أيضاً:

المبعوث الأميركي يرسل إشارات لإحياء المشاورات مع الجيش السوداني

أرسل المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، عقب وصوله إلى القاهرة، الثلاثاء، إشارات يؤكد فيها حرص واشنطن على إعادة إحياء المشاورات مع قادة القوات المسلحة السودانية، فيما يتعلق بمسار الحل السلمي لوقف الحرب في البلاد.

والتقى بيرييلو ليل الاثنين - الثلاثاء نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، في العاصمة الرياض، في إطار جولة للبحث في فرص إنهاء الحرب في السودان، ومن المقرر أن يتوجه لاحقاً إلى أنقرة.

المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو خلال مؤتمر صحافي في جنيف 12 أغسطس (إ.ب.أ)
ووفق الخارجية السعودية، فقد بحث اللقاء مستجدات الأوضاع في السودان، كما ناقش القضايا ذات الاهتمام المشترك في الملف نفسه.

وقال بيرييلو في تدوينة على حسابة بمنصة «إكس» إن اللقاء جاء «من منطلق الالتزام المشترك بحل الأزمة في السودان وتنفيذ إعلان جدة».

وأضاف: «مع الإلحاح المتجدد لإنهاء الحرب، فإننا ملتزمون بالعمل من أجل إنقاذ الأرواح والسلام في السودان، وبينما نخطط للجمعية العامة للأمم المتحدة والجهود الأخرى، فنحن ملتزمون مع المملكة العربية السعودية».

وقالت الخارجية الأميركية، إن بيرييلو، يواصل «الجهود الطارئة لإنهاء الحرب الدائرة في السودان والمجاعة الناتجة منها». وأضافت في بيان صدر قبل ساعات من توجه بيرييلو إلى محطته الأولى الرياض «إن هذه الجولة تهدف للبناء على النجاح الأخير الذي حققته مبادرة مجموعة التحالف من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان».

وذكر البيان، «أن الأولويات الدبلوماسية مستمرة لحث القوات المسلحة السودانية و(قوات الدعم السريع)، على توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية وضمان حماية المدنيين، التزاماً بإعلان جدة، والسعي إلى إنهاء الأعمال العدائية». وأكدت التزام واشنطن، بالعمل مع الشركاء الدوليين «للتخفيف من معاناة السودانيين، والتوصل إلى اتفاق لإنهاء الأعمال العدائية بين الطرفين المتحاربين».

وتأتي جولة المبعوث الأميركي وهي الثالثة له في المنطقة، في أعقاب محادثات جنيف في أغسطس (آب) الماضي، التي شاركت فيها «قوات«الدعم السريع»، وقاطعها وفد القوات المسلحة السودانية.

وقال دبلوماسي سوداني سابق شغل منصباً رفيع المستوى، إن تحركات المبعوث الأميركي بزيارة الدول الثلاث في الوقت الحالي تركز على مسألة معالجة الأوضاع الإنسانية، لكن في الوقت نفسه، يأمل في أن تمارس تلك الدول المزيد من التأثير على الجيش السوداني. وألمح، إلى أن «هنالك تنافساً إقليمياً ودولياً على السودان بعد تعثر منبر جدة، الذي دفع بعض الدول للتدخل للعب دور أكبر».

ووفقاً للدبلوماسي الذي فضّل حجب اسمه، فإن المبعوث الأميركي سيلتقى الخميس وفداً من تحالف «الكتلة الديمقراطية» الموالية للجيش السوداني لتأثيرها الكبير عليهم.

من جهة ثانية، قالت مصادر إن المبعوث الأميركي، أكد بعد وصوله إلى القاهرة الثلاثاء، «حرص الإدارة الأميركية على التواصل مع قادة الجيش السوداني، لاستئناف المشاورات التي أُلغيت في وقت سابق».

وقال بيرييلو: «إن الجيش السوداني لا يملك الإرادة في اتخاذ قرار المضي قدماً في عملية التفاوض للحل السلمي، وإنه أضاع فرصة بعدم المشاركة في محادثات جنيف، لكن السعي سيستمر في تلك المحادثات لإنهاء الحرب».

بدوره، قال المحلل السياسي، الجميل الفاضل، إن المبعوث الأميركي اختار زيارة العواصم الثلاث الرياض والقاهرة وأنقرة؛ لما يمكن أن تلعبه من تأثير على طرفَي النزاع في السودان بأشكال مختلفة لدفعهما إلى طاولة المفاوضات... لمصر وتركيا تأثير أكبر على الجيش السوداني، والإدارة الأميركية قصدت من هذه الجولة الاستفادة من علاقاتها الوطيدة بالبلدين؛ من أجل تقريب المسافات وتليين موقف الجيش المتشدد من عملية التفاوض.

لكنه عاد وقال إنه «ربما يكون الهدف من جولة المبعوث الأميركي هو استخدام سياسية العصا لإيصال رسائل إلى قادة الجيش السوداني في بورتسودان، مفادها أن الخطوات المقبلة لن تكون في صالحهم».

ورأى المحلل السياسي في حديث لـ«الشرق الأوسط» الجولة الجديدة لمبعوث الرئيس الأميركي، جو بايدن في هذا التوقيت قبل فترة قليلة من الانتخابات الرئاسية، «توضح مدى الأهمية الكبيرة للتعامل بجدية لحسم ملف إنهاء الحرب في السودان».

وقال إن الإدارة الأميركية «تسابق الزمن لإحراز نجاح في وقف الحرب بالسودان، وهذا ما ظل يشير إليه المبعوث الأميركي، من أن الملف السوداني يحظى باهتمام كبير من الرئيس بايدن، ومرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة، كامالا هاريس، وأن الإدارة الحالية تسعى لإحداث اختراق قبل أن تتوجه إلى خطوات أخرى قد لا تكون في صالح الجيش السوداني».

الشرق الاوسط:  

مقالات مشابهة

  • يا سيادة القائد العام البرهان ومساعديك وحاخامات الكيزان، تذكروا مواقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وكل هؤلاء خصمائكم
  • غالانت: فيديو نفق حماس في رفح يؤكد أهداف الحرب التي يخوضها الجيش
  • المبعوث الأميركي يرسل إشارات لإحياء المشاورات مع الجيش السوداني
  • حرب مازالت تستهدف المواطن
  • تقدم تسعي للسلام عن طريق مفاوضات تقصي الجهة التي تحارب
  • الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة شمال غرب غزة
  • أونروا: الظروف التي نعمل بها في غزة مليئة بالتحديات منذ بدء الحرب حتى هذه اللحظة
  • إتحدوا .. فالقادم أصعب !!
  • السيد خامنئي: تضخيم القدرات أساس الحرب النفسيّة للأعداء ضدّ الشعوب
  • فيلم ما يزال هنالك غد.. أمل وطموح لعائلة إيطالية في ظل الحرب بالأبيض والأسود