“المثقف الذي يلوذ بالصمت أكثر خراباً من النظام الديكتاتوري والقمعي الذي يمارس القتل ضد أبناء شعبه” - تشي جيفارا

في ظل الحديث عن دور المثقف والمصلح الاجتماعي في المجتمعات الحديثة، عليه يمكن القول أن هناك تقاطعات واختلافات في المهام والمسؤوليات التي يتحملها كل منهما. فكلاهما يسعى إلى تحسين المجتمع بطرق مختلفة، ولكنهما يؤديان أدوارهما من منطلقات فكرية ومهنية مختلفة.

في هذا النص سنقوم بتوضيح الفرق بين المثقف والمصلح الاجتماعي، مع الإشارة إلى النقاط المشتركة بينهما.

دور المثقف:

1.البحث عن الحقيقة:
•المثقف مسؤول عن السعي وراء الحقيقة من خلال دراسة الأدلة والمعطيات بعمق، وعليه أن يعلنها بلا خوف من العواقب.
2.التنوير والتوعية:
•يلتزم المثقف برفع مستوى الوعي في المجتمع عبر نشر المعرفة والأفكار النقدية التي تساعد الأفراد على التفكير بعمق.
3.الاستقلالية:
•يجب أن يكون المثقف مستقلاً في تفكيره وأحكامه، رافضًا لأي ضغوط تمارس عليه من أجل تحقيق مصالح ضيقة.
4.العدالة والإنصاف:
•يقع على عاتق المثقف مسؤولية الدفاع عن العدالة والمساواة، من خلال الاهتمام بالحقائق التي تدعم قضايا حقوق الإنسان.

دور المصلح الاجتماعي:

1.إحداث التغيير الاجتماعي:
•يركز المصلح الاجتماعي على تغيير الأوضاع الاجتماعية غير العادلة، والعمل على تحسين حياة الأفراد والجماعات.
2.التنظيم المجتمعي:
•يسعى إلى تنظيم المجتمع وتحفيز العمل الجماعي لتحقيق أهداف الإصلاح الاجتماعي.
3.التأثير السياسي والاجتماعي:
•يعمل المصلح الاجتماعي على التأثير في السياسات والقرارات العامة لتحقيق العدالة والمساواة.
4.التركيز على الفئات المهمشة:
•يركز جهوده على دعم الفئات المهمشة والمظلومة، والعمل على تحسين أوضاعهم المعيشية والاقتصادية.

التقاطعات بين المثقف والمصلح الاجتماعي:

•مواجهة الظلم:
•كلاهما يلتزم بكشف الحقائق ومحاربة الظلم والفساد.
•العدالة والإنصاف:
•يشتركان في الالتزام بمبادئ العدالة والمساواة والإنصاف.
•التحديات المشتركة:
•يواجهان تحديات وضغوطًا سياسية واجتماعية تسعى لتقويض جهودهما.

الفروق بين المثقف والمصلح الاجتماعي:

•التركيز والنهج:
•يركز المثقف على البحث والتحليل ونشر الوعي النظري، بينما يركز المصلح الاجتماعي على العمل الميداني والتنظيم المجتمعي لتحقيق التغيير العملي.
•النطاق والتطبيق:
•المثقف قد يبقى في إطار التنظير والنقد الفكري، بينما يسعى المصلح الاجتماعي إلى إحداث تغييرات ملموسة وواقعية على الأرض.

المثقف الحقيقي:

1.البحث عن الحقيقة:
•المثقف الحقيقي يسعى بكل نزاهة إلى البحث عن الحقيقة من خلال التحقق من الأدلة والمعطيات.
2.الاستقلالية:
•يمتنع المثقف عن التجارة بقلمه، ولا يرهنه لمصالح غير مشروعة أو ضغوط.
3.العدالة والإنصاف:
•يركز على الحقائق التي تساند المضطهدين وتدعم القضايا العادلة.
4.الشجاعة:
•يتحلى المثقف بالشجاعة في التصريح بالحقائق، دون الخوف أو السعي وراء مكاسب شخصية.

التحديات التي تواجه المثقف في المجتمع:

1.الضغوط السياسية والاجتماعية:
•يواجه المثقف تحديات من السلطات والقوى الاجتماعية التي تحاول فرض قيود على حريته الفكرية.
2.التهميش والإقصاء:
•يمكن أن يتعرض المثقف للإقصاء من وسائل الإعلام أو الدوائر الرسمية إذا كانت آراؤه تتعارض مع المصالح السائدة.
3.الصراع الداخلي:
•قد يواجه المثقف صراعًا داخليًا بين التمسك بمبادئه ورغبته في الحفاظ على مكانته الاجتماعية.
4.التحديات الاقتصادية:
•يواجه المثقف تحديات اقتصادية تؤثر على قدرته على ممارسة دوره بحرية واستقلالية.

الوضع في السودان بعد سقوط نظام البشير:

1.ظهور كتاب دعائيين:
•بعد سقوط النظام، برزت فئة جديدة من الكتاب يركزون على “كعوبية” الكيزان دون تقديم تحليلات موضوعية أو إضافات فكرية.
2.فقدان الموضوعية:
•اتسمت هذه الفئة بنقص في الموضوعية، حيث كانت إنتاجاتهم مجرد دعاية لا تقدم قيمة تحليلية حقيقية.
3.تحزب الكتاب:
•كشف انهيار النظام عن كتاب يفتقرون إلى الاستقلالية والأمانة الفكرية، ويعملون بمنهجية حزبية بحتة.

الختام:

ينبه الكاتب الي عدم الانزلاق في فخ الدعاية المتحزبة، ويدعو إلى ضرورة التمسك بالحقيقة والموضوعية في التحليل والكتابة. يجب على المثقف الحقيقي أن يكون بعيدًا عن الأهواء الشخصية والجماعية، متمسكًا بكشف الحقيقة وخدمة العدالة والإنصاف.

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة

osmanyousif1@icloud.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: العدالة والإنصاف

إقرأ أيضاً:

رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس لـالحرة: تقرير الانسحاب من أفغانستان هدفه كشف الحقيقة

انتقد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، مايكل ماكول،  هجوم الديمقراطيين على تقرير صدر، الاثنين، بشأن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان عام 2021، واصفا عملية الانسحاب بأنها كانت "فوضوية".

وألقى التقرير باللوم على إدارة الرئيس، جو بايدن، في ما يتعلق بـ "الأخطاء" التي رافقت خروج القوات الأميركية من أفغانستان.

وقال ماكول في مقابلة مع قناة "الحرة" إن التقرير، الذي اعتبره "وثيقة مهنية جدا،  أراد الوصول للحقيقة والتأكد من أن هذا لن يحدث ثانية".

يقول التقرير إن إدارة بايدن اتخذت القرار بشأن إجلاء غير المقاتلين "في وقت متأخر للغاية وفشلت في إجراء تواصل بين الإدارات في واشنطن وبين المسؤولين بأفغانستان".

والاثنين، اعتبر، جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أن التقرير "لا يأتي بجديد".

ويقول ماكول إن "الخطأ القاتل بشأن عملية الانسحاب من أفغانستان هو أن الجيش الأميركي كان على الأرض يقوم بعمله والمنظومة الاستخباراتية كانت ترفع تقارير، لكن الظروف على الأرض لم تكن جيدة، حيث أن الجيش الأفغاني لم تكن لديه أي فرصة" للصمود أمام حركة طالبان.  

وأضاف أن "القانون الفيدرالي الأميركي يتطلب من وزارة الخارجية أن تبدأ خطط إخلاء، ولكنهم كانوا مترددين وقاوموا ذلك، لأنهم اعتقدوا أن هذا يبدو كفشل، وانتظروا إلى أن قامت حركة طالبان بالاستيلاء على كابول قبل أن يبدأوا عملية الإخلاء"، معتبرا أن هذا تسبب في "فوضى وترك أميركيين وحلفاء أفغان من الذين عملوا مع الولايات المتحدة في البلاد".

وحمل ماكول سفير الولايات المتحدة في كابول في ذلك الوقت، روس ويلسون، "الإخفاق في خطط الإجلاء"، وقال إنه "لم يشأ أن يفعل ذلك"، مضيفا أن "22 برقية جاءتنا تطلب المساعدة، وإلى أن تمت السيطرة على كابول لم يفعلوا شيئا".

وتابع أن "السفير ويلسون ترك وراءه حوالي 100 من الموظفين الأفغان المحليين لموتهم. كانوا في المطار وأبعدهم وكان عليهم أن يحرقوا جوازات سفرهم، وكل هذا أدى إلى الفوضى".

وأضاف أن حركة طالبان أنشأت نقطة تفتيش قبل الوصول إلى المطار، "ولو رأوا حليفا أفغانيا، لم يتركوه يمر".

وسيطرت حركة طالبان التي تتولى السلطة في أفغانستان حاليا، على العاصمة كابول في 15 أغسطس 2021، بعد انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.

وانتقد ماكول التعامل مع معلومات استخباراتية بشأن هجوم انتحاري أدى إلى مقتل 13 جنديا أميركيا و170 أفغانيا في مطار كابول المزدحم بحشود تهافتت في مسعى للفرار من البلاد في 26 أغسطس 2021.

وقال ماكول: "كنا نعلم أنه سيكون هناك هجوم وعلمنا بالتوقيت، لكن لم يتم عمل أي شيء لإيقاف الهجوم".

وهاجم ماكول وصف نائبة الرئيس، كامالا هاريس، عملية الانسحاب من أفغانستان بـ"الشجاعة"، معتقدأ أنه كان بمثابة " فشل كارثي وضخم"، مضيفا أن "الشيء المحزن أنه كان بالإمكان منعه".

واعتبر ماكول أن "تأثير السياسة الخارجية لهذه الكارثة كان ضخما لأنه يعكس الضعف، وشجع بوتين على غزو أوكرانيا وهناك تهديد صيني لتايوان وهناك حماس وحزب الله"، وقال إن "كل هذا متصل بعضه ببعض وله صلة بأفغانستان".

وأبرز الجمهوريون في التقرير المخاوف التي أعرب عنها مسؤولون عسكريون اعتبروا أنه من الضروري الحفاظ على وجود عسكري في أفغانستان، التي دخلتها القوات الأميركية عام 2001.

وبشأن حديث التقرير عن أن ظروف الانسحاب سمحت بأن تكون أفغانستان "أرضا خصبة للإرهاب، وعودة نشوء وحدات من داعش"، قال ماكول إنه "من الصعب قتل الآيديولوجية، ولكن إذا حرمت هذه الأيديولوجية من مكان لتحكمه، فإنها ستعاني مثلما فعلنا ذلك في محاربة خلافة داعش في سوريا والعراق".

وأضاف قوله: "مررنا بمسار في أفغانستان، ولكن الآن الأمور في تراجع، وهناك آلاف من عناصر داعش أفرج عنهم من السجون".

وأشار إلى أن "هناك صعودا لتنظيم داعش حاليا في مناطق طاجيكستان وأفغانستان حيث أن "داعش-خراسان تعمل هناك"، محذرا من أن هذا يؤثر على الأمن القومي للولايات المتحدة.

وأكد ماكول أن الهدف من التقرير هو "التأكد من أن هذا لن يحدث في المستقبل، وأن لدينا تشريعات لإصلاح الموقف. يجب أن يكون هناك إصلاح كامل".

وتابع بالقول: "لقد مات كثيرون وأنا رأيت طفلا مات في أفغانستان نتيجة سوء التغذية والوضع على الأرض في أفغانستان كان محزنا".

من جهته، انتقد المعسكر الديموقراطي التقرير قائلا إنه صدر "بهدف التأثير على الانتخابات الرئاسية" المقررة في الخامس من نوفمبر.

وتساءل وزير النقل، بيت بوتيجيج، السبت، قبل صدور التقرير "إذا كانت لديهم ثلاث سنوات لتقييم ما حدث، لِمَ قدموا تقريرا بعد عيد العمال (الذي يحتفل به في أول اثنين من أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة)، في عام الانتخابات الرئاسية؟".

وأضاف لشبكة "سي أن أن"، "اتخذت إدارة (جو بايدن) قرارا بعدم ترك هذه الحرب كإرث لرئيس خامس وإنهاء هذا الصراع".

واعتبر واضعو التقرير أن قرار بايدن تنفيذ الانسحاب بهذه الطريقة "استند إلى وجهة نظره التي كانت لديه منذ فترة طويلة والمتعنّتة بأن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تكون موجودة في أفغانستان بعد الآن".

وأضافوا أن قرار بايدن "لم يستند إلى الوضع الأمني" ولا إلى "اتفاق الدوحة" الذي وُقّع مع طالبان عام 2020 في عهد دونالد ترامب ونص على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، ولا إلى نصيحة "خبراء الأمن القومي" أو "حلفائه".

وتعرّض بايدن لانتقادات بسبب المضي قدما في الانسحاب المتفق عليه في الدوحة دون إلزام طالبان بشروط مثل وقف لإطلاق النار بين المسلحين والحكومة في كابول التي أطيحت في نهاية المطاف.

كما أن هجمات طالبان تزايدت بعد توقيع الاتفاق.

مقالات مشابهة

  • الجناح البلجيكي في “ويتيكس” 2024 يركز على حلول إزالة الكربون والطاقة النظيفة واستدامة المياه
  • تعيين العميد حمدي شكري قائداً لقوات الحزام الأمني في عدن..إليك الحقيقة
  • غالانت: فيديو نفق حماس في رفح يؤكد أهداف الحرب التي يخوضها الجيش
  • الحقيقة عارية
  • «ويكيبيديا» تنشر تاريخ وفاة سيد درويش خطأ.. ونجله يكشف الحقيقة
  • رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس لـالحرة: تقرير الانسحاب من أفغانستان هدفه كشف الحقيقة
  • تقدم تسعي للسلام عن طريق مفاوضات تقصي الجهة التي تحارب
  • أونروا: الظروف التي نعمل بها في غزة مليئة بالتحديات منذ بدء الحرب حتى هذه اللحظة
  • عنبة يرد على شائعات ارتباطه ويكشف الحقيقة
  • بين الحقيقة والتزييف: الاتحاد اليمني يكشف موقفه النهائي من إعادة مباراة السعودية!