سودانايل:
2025-01-24@23:16:02 GMT

قرع طبول الحرب من الجهل أم الخوف

تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

وصلت إلي في الواتساب؛ العديد من البوسترات، و المقالات، و التصريحات، بعض منها يطرح استفسارات، و بعض أخر يرسلها باعتبارها تهديدا أمريكيا، و بأن التهديد سوف يكون نتيجة رفض ذهاب السلطة في السودان للمفاوضات في جنيف، و البعض الأخر متخوف من الدخول في مخاشنات مع أمريكا تؤثر سلبا على السودان، و البعض الأخر يهدد أيضا بالغزو الأمريكي و الدولي أو مساندة أمريكية لقوات أفريقية مع دعمها من قبل أمريكا و الغرب.

. الأمر الذي يؤكد ان الذين يطرحون التساؤلات هدفهم الوصول لطريق الوعي الذي ينمو و يتوسع من خلال الحوار العقلاني، و هناك البعض قصدهم التهديد، لكن للأسف أن أدوات التهديد نفسها تفتقد المنطق، و الجهل بالسياسة الخرجية الأمريكية، و حتى الجهل بالمواثيق الدولية و كيفية استخدامها و تطبيقها، و أيضا جهل بالصراع الإستراتيجي الدولي في العالم..
أن مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية للسودان توم بيرييلو، جاء لكي يكون مشرفا على العملية السياسية التي كانت تقوم بها من قبل مساعدة وزير الخارجية الأمريكي " مولي في" صاحبة فكرتي " الاتفاق الإطاري" كحل للمشكلة السياسية قبل الحرب، و أيضا فكرة " ورشة نقابة المحاميين" كان الهدف منها توسيع قاعدة المشاركة في "الاتفاق الإطاري" من القوى السياسية التي حضرت ورشة المحاميين. و عينت أمريكا لها سفير في السودان جون غودفيري لكي يكون متابعا في " الرباعية و الثلاثية" بعد الحرب تم إنهاء دور السفير و كذلك "مولي في" و أصبح بيرييلو هو الذي يمثل الإدارة الأمريكية في القضية السودانية.. للأسف أنه بدأ عمله بإطلاق التصريحات و التلويح بالعصى و الجزرة و غيرها، و أصبح متجولا بين عدد من عواصم الدول التي تجاور السودان، لكنه لم يحضر للسودان للسماع من المسؤولين، أو من المواطنين السودانيين داخل السودان..
فكرة جنيف من خلال الأجندة المطروحة، هي مختصة بتوصيل الإغاثة للمحتاجين لها داخل السودان، مع وقف لإطلاق النار يسهل عملية مرور الإغاثة.. و أمريكا بدعم سويسري و توافق سعودي؛ هم الذين هندسوا مفاوضات جنيف، و هم الذين حددوا الدول المنظمات التي تحضر المفاوضات، دون استشارة السلطة السودانية، هو التعامل بفرض الأمر..يقول الفريق أول شمس الدين الكباشي عضو مجلس السيادة و نائب القائد العام للجيش في لقاءه مع الوفد الإعلامي المصري لبورتسودان قال (رفضنا مخاطبة بلينكن للرئيس البرهان بجنرال ، تمسكنا بوفد يمثل الحكومة، كما نرفض توسعة منبر جدة و لا نريد وسطاء جدد غير السعودية و أمريكا و الاتحاد الأفريقي كما كان الحال في جدة، و أكد أن أمريكا غير حريصة على تنفيذ اتفاق جدة، و هي تراوغ و نحن نريد أتفاق سلام عادل يحقق مطلوبات الشعب.. و ليس هناك جهة تستطيع أن تملي علينا قرارأ ) بين الرؤيتين يتبين أن الخلاف عميق و هناك هوة بين الطرحين..
أن أتصال وزير الخارجية الأمريكي بلينكن برئيس مجلس السيادة البرهان يحثه على إرسال ممثلين لمفاوضات جنيف، تؤكد فشل المبعوث الأمريكي في مهمته، و هذا الفشل تحاول بعض الجهات التي تعمل لصالح الميليشيا إعلاميا أن تروج بأن رفض السودان إرسال مفاوضين سوف يجعله في مواجهة مع أمريكا، و الذين يروجون للتدخل الخارجي و يلوحون بالعصى الأمريكية، هؤلاء يؤكدون جهلهم بالسياسة الأمريكية، و كيفية اتخاذ القرار فيها، و جهلهم حتى بالمواثيق الدولية، مما يؤكد حالة الحيرة التي هم فيها.. تيم برييلو لا يستطيع أن يدخل في مناكفات، و هو يعلم أن وظيفته لا تعطيه حق التلويح بالعصى.. و حتى إذا خرجت منه كلمة تشير لذلك يلحقها بأخرى لكي تغطي عليها.. اليس هو الذي قال في القاء مع سعد الكابلي أن الميليشيا ليس لها مستقبلا في السودان.. و اشاد من قبل بالجيش الذي عمره مائة عام..
خرجت هناك مقولة نسبت إلي المبعوث الأمريكي، بأنه قال: أن حضور الأمارات كمراقب في مفاوضات جنيف جاء بطلب من القوى المدنية.. و لكنه لم يعرف من هي القوى المدنية التي قبل طلبها، ورفض طلب الجهة التي تمثل الدولة السودانية، و التي ترفض حضور الأمارات، و توسعة منبر جدة.. أن أصرار بيرييلو على حضور الأمارات ليس رغبته الشخصية، أنما هي رغبة أمريكا، حتى لا تتضرر الأمارات مستقبلا من مشاركتها مع الميليشيا في تدمير البني التحتية للسودان، و نهب و سرقة ممتلكات المواطنين و قتلهم.. فالصراع في السودان خرج من دائرة السياسة إلي إنتهاك حرمة البلاد و ضرب وحدته، و دخول عشرات الآلاف من المرتزقة من دول الجوار بغرض النهب و السرقة و الاغتصابات و غيرها من الجرائم..
ليس هناك جديدا في مفاوضات جنيف، خاصة أن السودان متمسك بمنبر جدة دون مشاركة أي دول أخرى غير السابقة.. لكن أصرار أمريكا على جنيف و توسيع المنبر، يؤكد أنها ليس ساعية من أجل توصيل الإغاثة بهدف نجدة السودانيين الذين هم في امس الحاجة إليها، أنما هي تريد أن تخرج الأمارات من مأزقها إذا طلب منها المثول أمام المنظمات و المحاكم الدولية بعد وقف الحرب، و إلا أن الأمارات سوف تعترف بكل الدول التي كانت وراء جدار، تقدم الدعم المادي و اللوجستي و الاعلام و الخبرات الفنية و العسكرية للميليشيا، و تبين حدود المؤامرة التي أحيكت ضد السودان و شعبه.. أما الذين ينتظرون الغزو الخارجي أيضا عليه أن يتدربوا على كيف الإمساك و تعلق بأجنحة الطائرات عند إقلاعها.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

بعد أحداث الجزيرة .. أصوات شبابية ترفض عاصفة الكراهية في السودان

 

اعتبر أحمد جوكس أن ما حدث في الجزيرة هو امتداد لسياسات التصفية العرقية التي استمرت لأكثر من ثلاثة عقود مؤكدا في حديثه لـ”التغيير” أن الشباب يجب أن يكونوا في مقدمة الصفوف لمواجهة خطاب الكراهية

التغيير: فتح الرحمن حمودة

مع اقتراب إكمال الحرب الدائرة في السودان، عامها الثاني، دخلت البلاد مرحلة جديدة من العنف والتصفيات على أساس الهوية والعرق. وفي تصعيد خطير شهدت ولاية الجزيرة جرائم وانتهاكات جسيمة بعد سيطرة الجيش السوداني عليها، وأصبحت مسرحًا لأعمال عنف طالت شبابا من لجان المقاومة وسط تصاعد مشاعر الرفض في أوساط الشباب لهذه الممارسات وخطاب الكراهية المتنامي.

يرى الشاب عامر إدريس أن الوضع تجاوز مرحلة الخطورة مؤكدا في حديثه لـ”التغيير”على دور الشباب في مواجهة هذا الخطاب من خلال تكثيف الجهود نحو التكاتف الاجتماعي وإيجاد حلول تقلل من خطاب الكراهية مشددا على أهمية تعزيز التعايش السلمي في ظل التحديات الراهنة.

أما ريان حسن فوصفت ما يجري بأنه أمر مؤسف ومقلق مشيرة إلى أن التركيز ينبغي أن يكون على بناء مجتمع متماسك بدلا من الانقسامات المتزايدة. وأكدت لـ”التغيير” أن الشباب يمتلكون القوة ليكونوا صوتا للسلام عبر منصات التواصل الاجتماعي والمبادرات المجتمعية داعية إلى الحوار والتفاهم كوسائل لتجاوز الخلافات دون اللجوء للعنف.

تصفية عرقية

من جانبه اعتبر أحمد جوكس أن ما حدث في الجزيرة هو امتداد لسياسات التصفية العرقية التي استمرت لأكثر من ثلاثة عقود مؤكدا في حديثه لـ”التغيير” أن الشباب يجب أن يكونوا في مقدمة الصفوف لمواجهة خطاب الكراهية الذي يهدد مستقبل البلاد وشدد على ضرورة تنظيم حملات إعلامية توعوية لمناهضة الخطاب العنصري والدعوة للسلام.

وبنبرة تحذيرية قالت إيمان ضين لـ”التغيير” إن ما يحدث هو محاولة لزرع الفتن بين القبائل في حين أن الجزيرة لم تكن تعاني من أي مشاكل قبل الحرب وأكدت أن الحل يكمن في زيادة الوعي المجتمعي بأهمية التعايش السلمي مع ضرورة تسليم الجناة للعدالة للحيلولة دون توسع دائرة الانتقام.

خطاب الكراهية

بدوره أشار محمد الصافي زكريا بحسب حديثه لـ”التغيير” إلى أن خطاب الكراهية أصبح ظاهرة معقدة تفاقمت بسبب وسائل التواصل الاجتماعي مما يحتم على الشباب قيادة جهود التوعية عبر ورش العمل والحملات الإعلامية لتعزيز قيم التعايش المشترك.

بينما رأت يسرى النيل أن تصاعد العنف القائم على الهوية مؤشر خطير على تفكك النسيج الاجتماعي مؤكدة أن هذه الظاهرة ناتجة عن غياب العدالة الاجتماعية وتدهور الأوضاع الاقتصادية واستغلال الهوية في الصراع السياسي.

وأوضحت  لـ”التغيير” أن الشباب بحاجة إلى دعم المجتمع والمؤسسات المختلفة للحد من حدة الانقسامات.

أما أكرم النجيب فقد اعتبر أن العنف في الجزيرة هو نتيجة طبيعية للحرب المستعرة التي استغلت فيها الأطراف المتصارعة خطاب الكراهية لحشد المزيد من الأنصار وأكد في حديثه لـ”التغيير” أن الشباب يمكنهم لعب دور حاسم في الحد من الاستقطاب عبر النقاشات المفتوحة والمبادرات التوعوية في المجتمعات المحلية مع ضرورة الدعوة إلى وقف الحرب كخطوة أولى لمعالجة الأزمة.

 

منصات التواصل

وعلى منصات التواصل الاجتماعي عبر العديد من الناشطين الشباب عن رفضهم لما يحدث في مناطق ولاية الجزيرة حيث أدانوا الحرق والقتل والتهجير الذي يتعرض له المواطنون تحت ذرائع واهية.

وأكدوا أن تحقيق العدالة يجب أن يكون عبر الجهات المختصة بعيدا عن التصفيات العرقية والجغرافية.

ويتفق معظم الشباب السودانيين الذين يعارضون الحرب الحالية على ضرورة وقفها فورا خوفا من انزلاق البلاد إلى أتون الحرب الأهلية وقد شهدت الفترة الماضية بروز العديد من الأجسام الشبابية المناهضة لخطاب الكراهية، التي تنادي بإنهاء الحرب وتحقيق السلام والانتقال المدني الديمقراطي كسبيل وحيد للخروج من الأزمة.

وفي ظل هذه الظروف المعقدة يبقى الشباب في طليعة القوى الساعية إلى علاج الصدع الاجتماعي وسط تحديات جسيمة تتطلب إرادة حقيقية من الجميع للحد من الكراهية وإعادة بناء السودان على أسس العدالة والمواطنة المتساوية.

الوسومالجيش السوداني انتهاكات الجيش مدني

مقالات مشابهة

  • بعد أحداث الجزيرة .. أصوات شبابية ترفض عاصفة الكراهية في السودان
  • السودان ودولة الحرب العميقة
  • هل أشعلت الحرب عقول الشباب السوداني؟
  • الـ”جارديان”: الإمارات هي من تأجج الحرب في السودان
  • مليون شخص فروا إلى جنوب السودان جراء الحرب في السودان المجاور
  • عاجل: هل دقت طبول الحرب؟.. الأهلي يكشف مصير كولر بعد تراجع النتائج (خاص)
  • مليون شخص فروا من السودان جراء الحرب إلى جنوب السودان  
  • عضو الحزب الجمهوري الأمريكي: الصين تثير مخاوف أمريكا تجاه مستقبل قناة بنما
  • الهجرة الدولية: أكثر من 15 مليون نازح جرّاء الحرب في السودان
  • الفشل الأمريكي الإسرائيلي.. وواقعية المسيرة