شكرا بنتنا الفاضلة ثريا الفاضل على هذا الموضوع الذي يفتح الف نافذة للنقاش
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
شكرا بنتنا الفاضلة ثريا الفاضل على هذا الموضوع الذي يفتح الف نافذة للنقاش لما يحمل من وجاهة ومن علامات الاستفهام التي تستاهل أن توضع نقطعها علي الحروف .
إلي ابنتنا الفاضلة الأستاذة ثريا الفاضل.
لك التحية وقمة التقدير والتهنئة باختيارك لهذا الموضوع عالي الأهمية الذي في اعتقادي الراسخ أنه صمم حصريا للسودانيين لأنهم من دون أهل الأرض جميعا يتدخلون تدخلا سافرا في اختيارات أبناءهم وبناتهم للدراسة الجامعية أو للوظيفة الحكومية أو العمل الحر أو حتي في السياحة والسفر واختيار شريكة الحياة !!.
هذا التدخل السافر في أخص خصوصيات الأبناء والبنات نتج عنه مشاكل لا حصر لها ربما تصل إلي حد القطيعة !!..
نعطي أمثلة لنقرن القول بالعمل وهذه قصة واقعية بطلها اب من الرعيل الاول من السودانيين الذين نالوا تعليما عاليا في بريطانيا وشغل وظائف إدارية مهمة إبان الحقبة الاستعمارية وبعد الاستقلال وشهد له بالكفاءة وكان يتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة أذهلت الخواجات أنفسهم ... هذا الإداري الفذ بعث بابنه البكر لمصر لدراسة الطب ولكن دراسة الطب لم تجد هوي في نفس الابن وكان أن حول أوراقه لكلية الموسيقي وانخرط في الدراسة بكل حماس لأن هذه رغبته وهوايته ... تصوروا أن الأب رغم استنارته ونهله من الحضارة الأوربية التي تتيح للأبناء حق اختيار نوع الدراسة التي يرغبوها والعمل الذي يريدون مزاولته دون ترهيب بل بكامل التشجيع والتقدير ... هذا الأب رغم كل ماحصله من دراسة في أوروبا غلبت عليه الجينات الوراثية السودانية التي تجعل للاباء حق احتكار مستقبل أولادهم وجعلهم نسخة منهم فالطبيب المعروف يريد ابنه مثله وكذلك المهندس الشاطر والزراعي المتمكن كلهم يريدون فلذات أكبادهم صورة كربونية منهم ويتجاهلون تماما ميول وهوايات الجيل الذي حتما هو ليس من جيلهم ويريد أن يشق طريقهم في زمن ظهرت فيه علوم ومعارف جديدة لم تكن موجودة من قبل مثل الذكاء الاصطناعي ...
تصوروا أن هذا الأب وفي لحظة غضب مضرية طرد ابنه من المنزل وطلب منه إلا يعود إليه إلا بعد أن يتراجع عن قراره ويعود لدراسة الطب حتي يفتخر به والده بين أقرانه ...
المهم أن الابن كان عنيدا وواثقا من نفسه ولا نقول إنه كان عاقا لوالده فهو لم يرتكب ذنبا يدخله في دائرة العقوق بل مارس حقه في أن يدرس العلم الذي يرتاح إليه ويمكن أن يبدع فيه ...
بعد الدراسة هاجر الابن الي امريكا وصار موسيقيا يشار إليه بالبنان وتحسن وضعه المالي كثيرا وأصبح العائل رقم واحد لأسرته بعد انتقال الاب للرفيق الاعلي .
ومثال ثاني حدث عندما جاءت أحدي البنات الأولي في امتحان الشهادة السودانية وكانت امها تريد لها دراسة الطب ولكنها اختارت كلية غير الطب وكان هذا الاختيار مفاجأة للأم مما سبب لها صدمة كادت تؤدي بحياتها !!..
وانا شخصيا حصل لي عندما سألت حفيدي الصغير الذي ولد وترعرع في امريكا عن ماذا يريد أن يكون في المستقبل فقال لي اريد أن أكون ( Bus Driver ) !!.. فقلت له يا حفيدي الصغير أنا اقبل منك هذا الاختيار واثمنه عاليا لأن سائق الحافلة عندكم علي قدر عال من المسؤولية والأمانة مما يجعلكم تتعلقون به فهو مثل الوالد بالنسبة اليكم ... أما ياحفيدي العزيز فإن اهلك في السودان يريدونك أن تكون دكتور او مهندس او مدير شركة كبير وربما يتمنون لك أن تكون وزيرا للدفاع أو خبيرا من خبراء المنظمات الدولية !!..
نتمني ان نري اليوم الذي فيه يتحرر أهل بلادي من التزمت وفرض الدراسة القسرية علي أولادهم وحرمانهم من هواياتهم واختياراتهم التي توصلهم الي النجاح من اقرب طريق وبايسر السبل وعلي أولياء الأمور أن يتخلوا عن انانيتهم فأصابع اليد ليست واحدة وابناؤنا خلقوا لزمان غير زماننا فهلا تركناهم لما يعشقون من علم وهواية يجدوا فيها أنفسهم وترتاح لها قلوبهم ويكون معها النجاح قريب المنال سهل التحقيق .
شكرا بنتنا ثريا الفاضل علي هذا الموضوع الذي يفتح الف نافذة من النقاش لما فيه من وجاهة ولما يحمل من علامات الاستفهام التي تستاهل أن توضع نقطها علي الحروف .
عمكم حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذا الموضوع
إقرأ أيضاً:
دراسة عالمية: اكتشاف جيني يمهد الطريق لعلاج شخصي للاكتئاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة طبية حديثة قام بأجرها فريق من علماء الأوبئة الوراثية من جامعة كينغز كوليدج لندن عن دور الجينات في الإصابة بالاكتئاب وخلق طريق جديد للعلاج وفقا لما نشرته مجلة Cell.
وتوصل فريق دولي من العلماء إلى اكتشافات جديدة بشأن دور الجينات في الإصابة بالاكتئاب حيث تمكنوا من ربط 293 اختلافا جينيا بالحالة المدمرة التي تؤثر على الملايين حول العالم من خلال هذه الدراسة والتي تعد واحدة من الأبحاث الأكثر شمولا في هذا المجال آفاقا لعلاج الاكتئاب بطرق أكثر تخصيصا بناء على التركيبة الجينية لكل فرد.
وكان قد استخدم العلماء بيانات مجهولة المصدر لأكثر من 5 ملايين شخص ما جعل الدراسة من أكبر الدراسات التي تربط الجينات بالاكتئاب وقد توصلوا إلى تحديد عوامل خطر وراثية جديدة عبر مجموعات سكانية متعددة حول العالم، ما يمكنهم من التنبؤ بخطر الإصابة بالاكتئاب عبر الأعراق المختلفة.
وبتحليل بيانات من 688808 أشخاص شخصوا بالاكتئاب الشديد و4.3 مليون شخص لا يعانون من هذه الحالة عبر 29 دولة ومجموعة واسعة من الأعراق وتم التوصل إلى فهم أوسع للاكتئاب وكيفية ارتباطه بالجينات.
كما أظهرت النتائج أن نسبة كبيرة من المتغيرات الجينية المكتشفة تعود إلى التنوع العرقي حيث شارك في الدراسة نحو ربع المشاركين من أصول غير أوروبية وهذا التنوع يعزز القدرة على التنبؤ بالاكتئاب وعلاجه بشكل أكثر دقة عبر مجموعات سكانية مختلفة.
وقالت كاثرين لويس عالمة الأوبئة الوراثية من كينغز كوليدج لندن: تظهر هذه النتائج أن الاكتئاب يتسم بتعدد الجينات بشكل كبير ما يفتح آفاقا لتحويل هذه المعرفة إلى علاجات أفضل للأشخاص المصابين بالاكتئاب.
وتمكن فريق البحث من ربط المتغيرات الجينية بأنواع معينة من الخلايا العصبية في الدماغ ولا سيما الخلايا العصبية المثيرة في مناطق الحصين واللوزة الدماغية.
وهذا الاكتشاف لا يقدم فقط مزيدا من الفهم للتغيرات التي قد تحدث في الدماغ بسبب الاكتئاب بل يساعد أيضا على فهم كيفية ارتباط الاكتئاب بمشاكل أخرى في الدماغ مثل القلق ومرض الزهايمر.
ويؤكد العلماء أن الاكتئاب مزيج من العديد من العوامل البيولوجية والنفسية التي تختلف من شخص لآخر كما تساهم هذه الدراسة في تسليط الضوء على المكونات الجينية التي تساهم في تلك الاختلافات.