مراكز التأهيل للكليات.. «بيزنس» سرقة أحلام الشباب
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
بعضها يدّعى تأهيل الشباب للكليات مقابل 2000 جنيه.. والنتيجة «صفر» شكاوى على مواقع التواصل الاجتماعى من بعض الكيانات الوهمية
بعد الانتهاء من ماراثون امتحانات الثانوية العامة، يبدأ المحتالون العزف على أوتار حاجة الطلاب للالتحاق بكليات معينة، وتأهيلهم لها للحصول على فرصة عمل فى المستقبل، وتنتشر إعلانات هذه الكيانات على مواقع السوشيال ميديا، فبمجرد ضغطة واحدة على أحد هذه المواقع، ينهمر عليك سيل من الإعلانات عن مراكز وأكاديميات تفتح أبوابها لتحقيق الأحلام.
ورغم أن هذه المراكز والأكاديميات فى ظاهرها تدعى تحقيق أحلام الطلاب وأولياء أمورهم، إلا أنها فى الحقيقة عبارة عن دواليب بيزنيس النصب والاحتيال، الذين تمرسوا إنشاء الكيانات الوهمية، ولم يقتصر الأمر على تقديم شهادات تأهيل لطلبة الكليات المختلفة، بل امتد أيضا لمنح بعضها شهادات مزورة بزعم أنها صادرة عن جامعات معروفة تصل لدرجتى الماجستير والدكتوراه «المضروبة»، كل هذا بهدف تكوين ثروات هائلة فى غياب تام للرقابة مما يؤدى إلى ضياع أحلام الشباب ونهب أموال أولياء أمورهم .
وكانت الفترة القليلة الماضية قد شهدت شكاوى عديدة من الطلاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد وقوعهم فريسة لهذه الكيانات الوهمية التى تتقاضى مبالغ مالية كبيرة بزعم تأهيل الطلاب للالتحاق بكليات معينة، وتبين أنها لا تقدم أى خدمة حقيقية.
أحلام مسروقة
«نفسك توصل لحلمك؟ هنحقق حلمك فى الالتحاق بالكليات المختلفة، نوفر لكم كشف قوام والوصول للطول والوزن المثالي، كشف طبى شامل تحت إشراف أطباء متخصصين، رفع اللياقة البدنية مثل تعليم الضغط والعقلة وتدريبات البطن والمشى على عارضة التوازن والجرى 1500 متر لقياس التحمل، عمل نظام غذائى يناسب كل فرد، تعليم السباحة، والتدريب على كشف الهيئة واختبار السمات وتعليم كتابة الملف، تأهيل نفسي، فنون قتالية، للحجز والاستعلام اتصل على .. تكلفة الدورة 2000 جنيه، والعنوان..».
هذا نموذج لأحد الإعلانات التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها يتم توزيعه فى الأندية الرياضية وفى الشوارع وعلى المقاهى لإقناع الشباب بالانضمام لهذه الأكاديمية أو تلك لتحقيق حلم الإنضمام لكلية معينة، ولكن معظمها تحول إلى وسيلة لجذب الشباب وخداعهم للحصول على مبالغ مالية دون تقديم خدمة حقيقية فعلا
وفى هذا السياق أوضح أحد الخبراء، أستاذ علم النفس والقياس والتقويم التربوى المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، أن معظم هذه المراكز خادعة هدفها الأساسى هو جمع الأموال من خلال استغلال الطلاب الراغبين فى التأهل للكليات ،ويسعى الطلاب عادة إلى التوجه للأكاديميات الوهمية مدفوعين بمستوى مرتفع من الطموح غير الواعى وذلك لتحقيق أهداف ربما لا تتوافق مع قدراتهم.
كما أن من الأسباب المهمة وراء اندفاع الطلاب نحو هذه الكيانات الوهمية هو عدم قدرتهم على ممارسة التفكير النقدى بالإضافة إلى عدم وعيهم بذاتهم وقدراتهم.
وأضاف أنه يمكن للطلاب بسهولة الاستعلام عن علاقة هذه الأكاديميات بوزارة التعليم العالى من خلال الاستعلام عن رقم الترخيص وبيانات الأكاديمية، وتابع: أهم مخاطر التعامل مع هذه الأكاديميات الوهمية فضلا عن الخسائر المادية، هى تشتيت الطالب وتفتيت أهدافه وإصابته بالإحباط والشعور باليأس والشعور بفقدان الحماس والدافعية وأحيانا الأحكام السلبية والشعور بالاضطهاد والظلم واللجوء إلى التبريرات الخاطئة وغير المنطقية لتفسير عدم قبولهم.
وأشار إلى طرق حماية الطلاب من الوقوع فريسة لهذه الأكاديميات الوهمية وأهمها: توجيههم إلى اكتشاف قدراتهم والوعى بها فى مراحل مبكرة من العمر، والعمل على تنمية هذه القدرات بشكل منظم ومخطط له فى مراحل مبكرة، وتوجيههم إلى التأنى فى البحث عن مصداقية هذه الأكاديميات واتباع الإجراءات اللازمة للتحقق من قانونيتها وفائدتها، بالإضافة إلى ضرورة استشارة الأهل وذوى الخبرة قبل اللجوء إلى أى من هذه الأكاديميات.
وعلى الجانب الآخر أكد أيمن محفوظ، المحامى بالنقض، أن الفترة الأخيرة شهدت انتشار العديد من إعلانات الأكاديميات المؤهلة لدخول الكليات، بالإضافة إلى الكيانات الأخرى التى تمنح الشهادة الدراسية بمجرد دفع المصروفات ، مستغلين احلام الطلاب لبيع الشهادات الوهمية التى ليس لها سند من المهنية أو التراخيص القانونية.
وأشار إلى دور الصحافة والإعلام فى ﺗﻮﻋﻴﺔ اﻠﺸﺒﺎب ﺑﺨﻄﻮرة اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﺑﻬﺬه المراكز المجهولة وﺣـﺚ اﻟﻄﻼب ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ قانونيتها قبل الإلتحاق بها، وتنبيه المواطنين بخطورة التعامل مع مثل هذه الكيانات الوهمية.
وأضاف قائلا: رغم وجود كيانات مرخصه فى مثل هذه الاعمال، إلا أن أغلب الأكاديميات الموجودة غير حقيقية تهدف الى سلب اموال المواطنين، وقبل التعامل مع مثل هذه الكيانات لابد من التأكد من تراخيصها القانونية والشهادات العلمية والمهنية للمدربين.
وأوضح أن الدولة تحتاج لأموال حاليا فلابد من تقنين أوضاع هذه المراكز وترخيصها وتحصيل ضرائب منها، أما تلك الأكاديميات التى تعمل فى الظلام فهى تمثل تهديد للمجتمع والشباب، فعندما يدفع الشاب أموالا دون الحصول على البرنامج التأهيلى لتلك الكليات التى تتطلب قدرات أو مهارات خاصة؛ فهنا يشعر أنه تعرض لعملية خداع وقد يفقد ثقته فى المجتمع.
وعن العقوبات القانونية التى تقع على هذه الكيانات الوهمية أكد «محفوظ» أنه طبقا لنصوص قانون المحال التجارية رقم 154 لسنة 2019: «يعاقب بالغرامة التى لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تجاوز 100 ألف جنيه كل من فتح وشغل محل عام دون ترخيص»، وفى حال العودة تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تجاوز سنة، وأيضا الغرامة المشار إليها.
كما يواجه المخالفين عقوبة النصب المنصوص عليها بالمادة 336 من قانون العقوبات والتى تصل الى الحبس ثلاث سنوات، وقد يتطور الأمر إلى الوقوع فى شرك التزوير من تلك الكيانات الوهمية والعقوبات تتراوح ما بين الحبس وحتى السجن عملا بمواد تجريم التزوير بداية من المادة 206 الى 210 من قانون العقوبات
كما يواجه عقوبة تزوير شهادات دراسية حيث نصت المادّة 212 من قانون العقوبات على أن كل شخص ليس من أرباب الوظائف العمومية ارتكب تزويرًا يعاقب بالسجن المشدد أو بالسجن مدة أقصاها 10 سنوات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بعد انتهاء ماراثون أحلام الشباب بيزنس هذه الکیانات الوهمیة هذه الأکادیمیات من قانون
إقرأ أيضاً:
متابعات الشباب في القراءة.. أذواق متنوعة ومواكبة للتطور التكنولوجي
القراءة تفتح أمام الإنسان أبواباً جديدة لفهم العالم من حوله، وتساعده على تطوير التفكير النقدى والإبداعى، فعبر القراءة، يمكننا التعرف على ثقافات مختلفة وتاريخ الشعوب، ومواكبة أحدث التطورات العلمية والتكنولوجية، ورغم الأهمية البالغة التى تمثلها القراءة فى بناء الفرد والمجتمع، فإن الإقبال عليها فى عصرنا الحالى يشهد تفاوتاً كبيراً، خاصة بين فئات الشباب، وفى هذا الإطار، استطلعت «الوطن» آراء عدد من الشباب عن تفضيلاتهم فى القراءة، سواء على مستوى نوعية الكتب المفضلة، أو وسيلة القراءة.
«علي»: أُفضل الاستماع إلى البودكاست لأنه أكثر تسلية ويأخذني إلى أجواء القصة أو الموضوع بطريقة أسرعالشاب مصطفى على، صاحب الـ23 عاماً، خريج كلية الآداب جامعة بنها، أكد أن الكتب والمؤلفات الحالية لم تعد تستهويه كما كانت فيما سبق، وقال: «معظم المواضيع المطروحة فى الكتب الحديثة أصبحت بلا قيمة أو أهمية بالنسبة لى، بينما فى السابق كنت أقرأ بشكل متقطع كتباً فى مجالات علم النفس والقصص التاريخية والوثائقية، ولكننى لم أكمل الكثير منها، على الرغم من أننى كنت أستمتع بتلك المواضيع فى فترات معينة، إلا أننى لم أتمكن من الاستمرار فى القراءة بشكل مستمر»، وأضاف بقوله: «أصبح لدىّ ميل أكبر للاستماع إلى المحتوى بدلاً من القراءة، خاصة فى المواضيع التى تهمنى، مثل القصص التاريخية وكتب البيزنس، وهى مرتبطة بشكل مباشر بمجال عملى، وأُفضل الاستماع إلى البودكاست لأنه أكثر تسلية، ويأخذنى إلى أجواء القصة أو الموضوع بطريقة أسرع، كما أن البودكاست يمكننى الاستماع إليه فى أى وقت، بينما القراءة تتطلب تركيزاً كاملاً وقد تصبح مملة فى بعض الأحيان»، وأضاف أنه «رغم ذلك، لا تعنى كل الكتب المسموعة أنها جذابة بالنسبة لى، فعلى الرغم من أننى أحب الاستماع، فإننى أفضل البودكاست، الذى يُقدم الكتاب بشكل مختصر وجذاب، وليس مجرد تلخيص روتينى»، واختتم بقوله: «ما يهمنى هو طريقة تقديم المحتوى، والطريقة التى تجذب انتباهى، وهذا ما يجعلنى أستمتع به أكثر».
«آية»: أحرص على القراءة باستمرار لأنها تنقلني إلى عوالم مختلفة وتساعدني على التخلص من الضغوطات اليوميةوقالت آية يسرى رمضان، 23 سنة، خريجة جامعة القاهرة: «أجد فى القراءة ما يثير اهتمامى ويساعدنى على التخلص من الضغوطات التى أواجهها خلال اليوم»، مشيرةً إلى أنها تحرص على القراءة بشكل مستمر وبصورة يومية تقريباً، وأضافت: «كنت دائماً أميل إلى روايات الفانتازيا والرعب، فهى تتيح لى الهرب من واقع الحياة اليومية، التى تكون مليئة بالروتين، سواء فى الجامعة أو العمل، فمن وجهة نظرى، الكتابات الخيالية تعطينى الفرصة لفصل عقلى عن الواقع، مما يتيح لى التمتع بتجارب تثير الخيال وتكسر الملل، وتمنحنى شعوراً بالانتعاش حتى لو كان ذلك بشكل مؤقت».
وتابعت: «أكثر ما يعجبنى فى هذه الكتب هو قدرتها على تغيير المشاعر، وتقديم تجارب جديدة، تجعلنى أعيش فى عوالم مختلفة تماماً، وقد تأثرت بأعمال بعض الكتاب المبدعين مثل حسن الجندى، وعمرو عبدالحميد، والدكتور أحمد خالد توفيق، فهؤلاء الكتاب قدموا لى عوالم من التشويق والإثارة، لا يمكن العثور عليها فى أى مكان آخر»، وأكدت «آية» أنها ترى أن القراءة شىء مختلف تماماً، خاصة القراءة الورقية، التى لا يمكن تعويضها، وأضافت: «أحب ملمس الورق بين أصابعى، وأجد أن الكتاب بين يدىّ يوفر لى نوعاً من الراحة لا أستطيع الحصول عليها من خلال الأجهزة الإلكترونية، أو الوسائل الأخرى، لذلك الكتاب الورقى يحمل سحراً خاصاً يجذبنى ويشعرنى بالانغماس الكامل فى عالمه».
«شهد»: أفضّل القراءة بصيغة «بي دي إف» لأنها توفر الراحة والمرونة في الوصول إلى الكتاب المطلوب في أي وقتوقالت شهد فريد، 19 عاماً، طالبة فى جامعة الأزهر، إنها تلجأ إلى القراءة عندما تحتاج إلى معرفة معلومة معينة، أو عندما يكون لديها شغف بالتعرف على شىء جديد، وأضافت: «أستمتع بشعور اكتساب المعرفة، وأحياناً أشعر أن المعلومة التى أقرأ عنها لا يعرفها أحد غيرى، وهذا يدفعنى للاستمرار فى القراءة أكثر»، وأشارت إلى أن هناك مجموعة من الكتب تتمنى قراءتها، منها كتاب «فن اللامبالاة»، وكتاب «البسى واسع»، وأوضحت فى هذا الصدد: «أعتقد أن هذه الكتب ستثرى فكرى وتوسع آفاقى، وأستمتع بها، فأنا أميل إلى المغامرات، وكتب السيرة النبوية، وحياة الصحابة، إضافة إلى الروايات التى تحمل فى طياتها قصصاً مثيرة»، أما عن كاتبها المفضل، فقالت إنها معجبة بأعمال أحمد خالد توفيق، لأنها تجمع بين التشويق والفكر العميق فيما يتعلق بوسائل القراءة، واختتمت «شهد» حديثها لـ«الوطن» بقولها: «أفضّل القراءة بصيغة بى دى إف، لأنها توفر لى الراحة والمرونة فى الوصول إلى الكتب التى أريدها فى أى وقت، ما يجعلنى أستمتع بالقراءة أكثر».
«حسام»: القراءة رحلة فكرية تساعد على تنمية الخيال وتعزيز التفكير النقدي وليست وسيلة لتمضية الوقتوقال حسام الطوخى، 24 عاماً، إنه بالرغم من انشغاله الدائم بسبب عمله، فإنه يحاول تخصيص وقت للقراءة بين الحين والآخر، مشيراً إلى أنه يقبل على قراءة كتب متنوعة بين الفلسفة والأدب الكلاسيكى والتاريخ، بالإضافة إلى كتب العلوم والتكنولوجيا، والروايات الخيالية، وأضاف: «تمنحنى القراءة فرصة للهرب من الواقع، وتجربة أفكار وأحاسيس مختلفة»، واعتبر أن «القراءة ليست وسيلة لتمضية الوقت، بل هى رحلة فكرية تساعد على تنمية الخيال وتعزيز التفكير النقدى، وتوسع معرفتنا وثقافتنا»، وقال إن كل كتاب بالنسبة له هو تجربة فريدة من نوعها، حيث يتعرف من خلالها على شخصيات وأفكار متنوعة، ويشعر بالتعاطف مع هذه الشخصيات، التى تتجسد فى أبطال الروايات، أو المفكرين فى مجالات متنوعة، سواء كانت الكتب عربية أو أجنبية، كما أنه يجد لكل كاتب أسلوبه الخاص، الذى يجعله منجذباً إليه، وتابع «حسام» قائلاً: «بخلاف تفضيلى للكتب الورقية، حيث أستمتع بلمس الصفحات، ورائحة الكتاب الجديد، إلا أننى أقدر أيضاً القراءة الرقمية، التى توفر لى وصولاً سريعاً إلى مكتبة ضخمة من الكتب فى أى وقت وأى مكان، لكن بالنسبة لى دائماً المهم هو المحتوى نفسه، سواء كان فى كتاب ورقى أو إلكترونى، فكل ما يهم هو أننى أستفيد وأستمتع بما أقرأ».