رسالة إستخباراتية من حزب الله.. هكذا ستتأثر بها إسرائيل
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
قبل 18 عاماً من الآن، ويوم 15 آب عام 2006 بشكلٍ خاص، انقلبت الحكاية بالنسبة لـ"حزب الله". حينها، وجدَ الأخير نفسه خارجاً من حربٍ شعواء دارت بينه وبين إسرائيل لـ33 يوماً، فيما شعارهُ الأساس حينها هو "الإنتصار". منذ ذلك الوقت وحتى الآن، تبدلت الكثير من المفاهيم العسكرية بالنسبة للحزب، فباتت القوة مُضاعفة بشكل كبير، حتى أن تشكيلاته تغيّرت وباتت قدراته العسكرية أكثر تقدّماً وتطوراً.
عملياً، فإن إسرائيل أرادت الإنتقام مما شهدته خلال حرب تموز عبر اغتيال القادة وخرق "حزب الله" استخباراتياً. بالنسبة لها، فإنّ مسألة استمرار هذه المعركة الأمنية هو لصالحها من دون الدخول في حرب، لأنه في حال حصول ذلك فإن "حزب الله" سيعودُ إلى وضعية حرب تموز، وبالتالي سيشن معارك قتالية واضحة فيما ستُفتح جبهات عديدة مع لبنان. انطلاقاً من كل ذلك، سيُقال ما الذي يختلف بين حرب تموز وهذه الحرب الحالية: - أولاً، يتبين هو أن "حزب الله" لن يكون في المعركة وحيداً، فإسرائيل ستتلقى ضربات من 4 جبهات وهي: لبنان، العراق، اليمن، وسوريا. - ثانياً: المعركة هذه المرة لا تحظى بغطاء أميركي. لو كان هذا الأمرُ متوافراً لكانت إسرائيل استغلت يوم 8 تشرين الأول الذي فتح خلاله "حزب الله" جبهة الإسناد لغزة، وشنت حرباً ضد الحزب حينما لم يكن حاضراً فعلياً للمواجهة الجديدة. - ثالثاً: خلال حرب تموز، كان قادة "حزب الله" يتواجدون في الميدان، فلا اغتيالات حصلت مثلما يجري الآن. وأصلاً، من صالح الحزب أن تكون هناك حرب للحفاظ على قادته أقله من الاغتيالات، فالمعركة الأمنية تطالهم بشكلٍ واضح ويجعل الساحة تحت خطر الخرق الاستخباراتي. - رابعاً: المعركة الحالية أسست لتضامنٍ مع "حزب الله" في الداخل اللبناني رغم وجود اعتراضاتٍ على أدائه ودوره في مساندة غزة. خلال حرب تموز، كانت الدولة اللبنانية مترددة في تأييد الحرب التي خاضها الحزب على قاعدة أنه هو من بدأها عبر عملية أسرٍ لجنديين إسرائيليين في خلّة وردة ببلدة عيتا الشعب – جنوب لبنان. أما الآن، فإنّ المعركة مرتبطة بغزة، وكشفت عن حدة الإجرام الإسرائيلي المتمادي، كما أثبتت أن إسرائيل "فتحت على حسابها" في حربها، جاعلة يدها تمتد إلى أي بلد لتنفيذ اغتيالات وشنّ عمليات قصف من دون أي رادع. الأمر الأخير لم يحصل خلال حرب تموز، وما يحدث هو أن إسرائيل فتحت حربها على مختلف الساحات وباتت تستهدفها جميعها باعتبار أنها تمثل المحور الإيراني في المنطقة. ولهذا السبب، فإن المعركة لم تعد محصورة بساحة واحدة بعكس ما حصل في حرب تموز، بل باتت تشمل ساحات تواجهها إسرائيل من جهة، وبلدان أخرى توجه صواريخها وطائراتها المُسيرة نحو تل أبيب. - خامساً: المعادلة الأكثر تأثيراً حالياً ترتبطُ بوجود "قوة الرضوان" التابعة لـ"حزب الله". هذه القوة لم تكن موجودة عام 2006، فيما لم تكن هناك عمليات تسلل أو كومندوس لـ"حزب الله" في الداخل الإسرائيلي. أمّا الآن، فما الذي يمنع حصول ذلك؟ كما قلنا في مقال سابق، فإن ردّ "حزب الله" المنتظر على اغتيال إسرائيل القيادي الكبير في صفوفه فؤاد شكر، قد يكون على شكل عملية اقتحام عسكرية، يرفع خلالها مقاتلو "الحزب" علمهم ويعودون إلى لبنان. هنا، سيكون الردّ كبيراً، وستكمنُ الإجابة على السؤال الذي طرحناه في مطلع المقال: "ما الذي اختلف استخباراتياً بالنسبة للحزب منذ ذلك الحين وحتى الآن؟". إن تمكن "حزب الله" من تنفيذ عملية الاقتحام، عندها ستكون إسرائيل قد وجدت نفسها أمام يوم 7 تشرين أول جديد، فهيبتها الإستخباراتية مع كل الإستنفار ستنكسر.. والسؤال الأساسي هنا: كيف ستردّ على ذلك؟ هل ستُدمّر؟ هل ستفتح حرباً كبيرة انطلاقاً من "الجنُون الإستخباراتي؟".. حتماً فلننتظر وسنرى ما سيحدث ميدانياً! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ذلک الحین حزب الله ما الذی عام 2006
إقرأ أيضاً:
رسالة تهديد إسرائيليّة مباشرة لـحزب الله.. هذا ما تضمنته
وجّه وزير الدفاع الإسرائيليّ يسرائيل كاتس تهديداً مباشراً لـ"حزب الله". وقال كاتس: "إذا لم ينسحب "حزب الله" إلى ما وراء الليطاني وحاول خرق وقف إطلاق النار، فسنسحق رأسه".