لبنان ٢٤:
2025-01-22@14:56:44 GMT

خطة الطوارئ الحكومية... شمعة بدلًا من لعنة الظلام

تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT

خطة الطوارئ الحكومية... شمعة بدلًا من لعنة الظلام

بينما كنت أقرأ مطالعة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في بداية جلسة مجلس الوزراء أمس الأول مرّ في بالي أكثر من مشهد في عدّة أفلام أجنبية حينما يسارع أهل البيت أو المصنع أو المزرعة إلى إطفاء النار، التي تلتهم أرزاقهم وتهدّد مستقبلهم ومصدر عيشهم، بما يتوافر لديهم من وسائل، في محاولة منهم للحدّ من انتشار الحريق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه والتقليل من نسبة الأضرار في انتظار وصول فرق الإطفاء لإخماد النيران، التي "تأكل الأخضر واليابس".


فما تقوم به الحكومة من إجراءات احترازية ووقائية تحسبًا للأسوأ قد لا تفي بالغرض المطلوب، وذلك نظرًا إلى ضعف الإمكانات غير المتوافرة أولًا، ونظرًا إلى الوضعين الاقتصادي والمالي اللذين يمرّ بهما لبنان ثانيًا. ولكن وعلى رغم هذا الواقع غير المتكافئ من حيث القدرة على مواجهة ما قد يحّل بلبنان من مآسٍ وويلات نتيجة أي عدوان قد تقوم به إسرائيل في أي منطقة من لبنان، لن تكتفي الحكومة مجتمعة، ومن خلال خطة طوارئ مشتركة بين مختلف الوزارات، بلطم الخدّ وتكتيف الأيدي، بل ستقوم بكل ما أوتيت من قوة ومن إمكانات، ولو خجولة بعض الشيء، للتقليل قدر الإمكان من حجم الخسائر والأضرار.
بهذه الواقعية تعمل الحكومة فيما الاتصالات، التي يجريها الرئيس ميقاتي مع أكثر من جهة خارجية، لم تتوقف من أجل ممارسة الدول الفاعلة أقصى الضغوط على إسرائيل لمنعها من ارتكاب أي حماقة تجاه لبنان، الذي لا يزال يطالب بتطبيق القرار 1701 كحل نهائي ودائم لكي يستتب الوضع على الحدود بينه وبين إسرائيل، التي لم تلتزم بما ورد في هذا القرار الدولي، الذي يُعتبر بوابة الحل الممكن والمتاح.  
ولكي لا يُقال "لو" فإن الجهود الحكومية قائمة على قدم وساق لرفع مستوى الاستعدادات والإجراءات الاحترازية تحسباً لاحتمال توسّع الحرب، مع مواصلة رئيس الحكومة عقد سلسلة اجتماعات في السراي الحكومي، في إطار متابعة خطة الطوارئ التي أعدتها الحكومة، مشدّدًا في هذه الاجتماعات "على أن الهم الأوحد الذي يجمع اللبنانيين في هذه المرحلة، هو مواجهة التهديدات الإسرائيلية المستجدة والعدوان المستمر على لبنان منذ أشهر، مؤكدًا "وجوب قيام المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الدولية بواجبهم تجاه لبنان ودعمه في هذه الظروف الصعبة، خصوصاً أنه يرزح تحت أعباء كبيرة جداً بفعل النزوح السوري".وقال في مستهل "جلسة الطوارئ" إن العدوان والتهديدات الإسرائيلية يجب أن يشكّلا حافزاً إضافياً وأساسياً للتضامن بين اللبنانيين وعدم فتح سجالات جانبيّة ليس أوانها حالياً"، مشيداً "بالمبادرات الأهلية لاستقبال اللبنانيين النازحين".
 
وأضاف: "في هذه الظروف الصعبة نحن نحتاج الى تعزيز الوحدة بين اللبنانيين لا الى المزايدات والسجالات العقيمة كالتي سمعناها ونسمعها من قبل البعض، فما تقوم به الحكومة هو منع الانهيار الكامل لهيكل الدولة والحفاظ على انتاجية المؤسسات العامة، ولكن التجني في هذا الملف مستهجن ومرفوض. لأننا نعمل من اجل الغد، ونتحضر بجهوزية لكل طارئ، للوقوف مع اهلنا وان نكون بخدمتهم ونخفف من الام المرحلة واثارها".
فما تقوم به الحكومة وسط هذا الكمّ الهائل من المشاكل السياسية التي لا تزال تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا الكمّ من المخاطر الأمنية المحتملة، وهذا العبء الذي يتحمّله جميع اللبنانيين نتيجة النزوح السوري الكثيف والضاغط، وهذا الكمّ المتفاقم من الأزمات الاقتصادية، يجب أن يُقابل بالحدّ الأدنى من التضامن، وليس بوضع العصي في دواليب الحكومة لعرقلة حركتها عبر بث كمية هائلة من الشائعات والأضاليل والأكاذيب. وبدلًا من لعنة الظلام، وهي سياسة "دراجة" لدى بعض القوى السياسية التي لا تزال تعيش في كوكب آخر، فليضيء هذا البعض ولو شمعة واحدة في هذا الظلام الدامس.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی هذه

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: هذا حجم الدمار الذي أحدثته إسرائيل بلبنان بعد الهدنة

كشف تحقيق أجرته صحيفة واشنطن بوست أن إسرائيل دمرت 26 مبنى يوميا تقريبا جنوبي لبنان منذ 5 ديسمبر/كانون الأول، وهو ما يتجاوز معدل الدمار الذي أحدثته أثناء صراعها مع حزب الله اللبناني بين 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى 2 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

ولفت التقرير، بقلم المراسلتين آبي تشيزمان وميغ كيلي، إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه العمليات العسكرية تشكل انتهاكات لوقف إطلاق النار، لأن اللجنة التي تقودها الولايات المتحدة لمراقبة الاتفاق لم تحدد بعد ما الذي يعتبر انتهاكا للهدنة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: هذه سيناريوهات ما ستؤول إليه هدنة غزةlist 2 of 2وول ستريت جورنال: إسرائيل لم تحقق هدف تدمير حماسend of list

وقال أحد كبار أعضاء اللجنة الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته مثل غيره بهذا التقرير "يتم خرق الاتفاق يوميا، وليس أمامنا إلا أن نفترض أنه لن يدوم وقد ينهار في أي لحظة".

الأضرار المكشوفة

ووجد التقرير أن إسرائيل توغلت في عدة مواقع جديدة جنوبي لبنان في أول 40 يوما من الهدنة التي ستنتهي في 26 الشهر الجاري، ودمرت إسرائيل مئات المباني المدنية بما في ذلك أثناء بحثها العشوائي عن مخازن أسلحة الحزب، وفق تحليل الصحيفة لبيانات أخذت من الأقمار الصناعية والصور على الإنترنت، بالإضافة إلى مقابلات مع مسؤولين ودبلوماسيين من الأمم المتحدة ومسؤولين غربيين ولبنانيين.

إعلان

وحسب التحليل، منع الجيش الإسرائيلي المدنيين والصحفيين من دخول منطقة تبلغ مساحتها حوالي 518 كيلومترا مربعا في الجنوب منذ بدء وقف إطلاق النار، وفي الفترة ما بين 5 ديسمبر/كانون الأول و6 يناير/كانون الثاني تضرر أو دُمر أكثر من 800 مبنى في هذه المنطقة.

غارة إسرائيلية جنوبي لبنان (منصة إكس)

كما شنّت القوات الإسرائيلية أكثر من 400 غارة جوية أو صاروخية أو مدفعية في جميع أنحاء لبنان بين 27 نوفمبر/تشرين الثاني و6 يناير/كانون الثاني، وفقًا لمنظمة "بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة" التي تراقب النزاع.

وبحلول 27 ديسمبر/كانون الأول، كانت القوات الإسرائيلية قد توغلت في 31 منطقة على الأقل في الجنوب اللبناني لم تكن وصلتها خلال الحرب، وفقا للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان. 

وتشمل المناطق المتضررة الرئيسية يارون (8% من الأضرار بعد وقف إطلاق النار) ورأس الناقورة (14% من إجمالي الأضرار)، كفر كلا، حيث تم تدمير 65 مبنى منذ 5 ديسمبر/كانون الأول. ويفوق حجم الدمار ما كان عليه قبل وقف إطلاق النار، حسب تحقيق الصحيفة.

خرق مستمر

ونقل التقرير تأكيد قوة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام في لبنان (يونيفيل) أن القوات الإسرائيلية لا تزال موجودة في معظم المناطق التي كان من المفترض أن تخليها على طول الحدود حسب بنود الاتفاق.

وقد أقر المسؤولون الأميركيون الأيام الأخيرة بأن الاتفاق قد لا ينفذ خلال الإطار الزمني الأصلي، وفي 24 ديسمبر/كانون الأول، اشتكى لبنان إلى الأمم المتحدة ولكن دون جدوى.

وقال دبلوماسيان للصحيفة إن اللجنة المسؤولة عن مراقبة وقف إطلاق النار -التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل واليونيفيل- لم تجتمع سوى 3 مرات فقط.

وأضاف دبلوماسي في الأمم المتحدة أن الولايات المتحدة وفرنسا لا تزالان تحاولان التوفيق بين خلافاتهما حول تفاصيله الاتفاق، بما في ذلك عملية انسحاب إسرائيل ودور قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

إعلان

وقال دبلوماسي أممي عن اللجنة "إنهم يبنون السفينة وهم يبحرون بها، ولا يبدو أن هناك خطة إستراتيجية على المدى الطويل".

وأضاف آخرون أن إسرائيل تتجاهل طلبات اللجنة بإبلاغها قبل تنفيذ الهجمات، إذ أنه بموجب الاتفاق، يجب أن تمر جميع التقارير بأي نشاطات عسكرية إلى اللجنة أولا حتى يتسنى للقوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل التحقيق في الأمر قبل أن تتخذ إسرائيل أي خطوة.

ومن جهته امتنع حزب الله عن شن هجمات جديدة، ولم يطلق سوى قذيفتين على مزارع شبعا المحتلة على الحدود السورية اللبنانية، ولكن مسؤولين لبنانيين حذروا من رده إذا ما استمرت الانتهاكات بعد انتهاء وقف إطلاق النار بعد 6 أيام، وفق التقرير.

مقالات مشابهة

  • عسيران: إعادة الثقة الى اللبنانيين مهمة اساسية للحكومة المقبلة
  • رئيس الدولة يستقبل مساعدة الرئيس الإيراني التي تقوم بزيارة عمل إلى الدولة
  • لعنة الطقس تُصيب الموسم السياحي الشتوي.. لا تزلج ولا زوار!
  • ما الذي يعنيه تعهد «ترامب» بإعلان «حالة الطوارئ» في مجال الطاقة؟
  • ميقاتي استقبل وفدا من اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء العراقي للاشراف على تقديم مساعدات عاجلة الى اللبنانيين
  • في العهد الجديد.. هل يتعزّز أمن المعلومات والاتصالات لحماية اللبنانيين؟
  • عون يدعو إلى الإسراع بتشكيل الحكومة اللبنانية
  • ميشال سليمان: المطلوب من المنتصرين اللبنانيين والغزاويين تجيير انتصارهم
  • واشنطن بوست: هذا حجم الدمار الذي أحدثته إسرائيل بلبنان بعد الهدنة
  • البعريني: نحذر من أن تكون التسويات والتركيبة الحكومية على حساب الطائفة السنية