خطة الطوارئ الحكومية... شمعة بدلًا من لعنة الظلام
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
بينما كنت أقرأ مطالعة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في بداية جلسة مجلس الوزراء أمس الأول مرّ في بالي أكثر من مشهد في عدّة أفلام أجنبية حينما يسارع أهل البيت أو المصنع أو المزرعة إلى إطفاء النار، التي تلتهم أرزاقهم وتهدّد مستقبلهم ومصدر عيشهم، بما يتوافر لديهم من وسائل، في محاولة منهم للحدّ من انتشار الحريق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه والتقليل من نسبة الأضرار في انتظار وصول فرق الإطفاء لإخماد النيران، التي "تأكل الأخضر واليابس".
فما تقوم به الحكومة من إجراءات احترازية ووقائية تحسبًا للأسوأ قد لا تفي بالغرض المطلوب، وذلك نظرًا إلى ضعف الإمكانات غير المتوافرة أولًا، ونظرًا إلى الوضعين الاقتصادي والمالي اللذين يمرّ بهما لبنان ثانيًا. ولكن وعلى رغم هذا الواقع غير المتكافئ من حيث القدرة على مواجهة ما قد يحّل بلبنان من مآسٍ وويلات نتيجة أي عدوان قد تقوم به إسرائيل في أي منطقة من لبنان، لن تكتفي الحكومة مجتمعة، ومن خلال خطة طوارئ مشتركة بين مختلف الوزارات، بلطم الخدّ وتكتيف الأيدي، بل ستقوم بكل ما أوتيت من قوة ومن إمكانات، ولو خجولة بعض الشيء، للتقليل قدر الإمكان من حجم الخسائر والأضرار.
بهذه الواقعية تعمل الحكومة فيما الاتصالات، التي يجريها الرئيس ميقاتي مع أكثر من جهة خارجية، لم تتوقف من أجل ممارسة الدول الفاعلة أقصى الضغوط على إسرائيل لمنعها من ارتكاب أي حماقة تجاه لبنان، الذي لا يزال يطالب بتطبيق القرار 1701 كحل نهائي ودائم لكي يستتب الوضع على الحدود بينه وبين إسرائيل، التي لم تلتزم بما ورد في هذا القرار الدولي، الذي يُعتبر بوابة الحل الممكن والمتاح.
ولكي لا يُقال "لو" فإن الجهود الحكومية قائمة على قدم وساق لرفع مستوى الاستعدادات والإجراءات الاحترازية تحسباً لاحتمال توسّع الحرب، مع مواصلة رئيس الحكومة عقد سلسلة اجتماعات في السراي الحكومي، في إطار متابعة خطة الطوارئ التي أعدتها الحكومة، مشدّدًا في هذه الاجتماعات "على أن الهم الأوحد الذي يجمع اللبنانيين في هذه المرحلة، هو مواجهة التهديدات الإسرائيلية المستجدة والعدوان المستمر على لبنان منذ أشهر، مؤكدًا "وجوب قيام المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الدولية بواجبهم تجاه لبنان ودعمه في هذه الظروف الصعبة، خصوصاً أنه يرزح تحت أعباء كبيرة جداً بفعل النزوح السوري".وقال في مستهل "جلسة الطوارئ" إن العدوان والتهديدات الإسرائيلية يجب أن يشكّلا حافزاً إضافياً وأساسياً للتضامن بين اللبنانيين وعدم فتح سجالات جانبيّة ليس أوانها حالياً"، مشيداً "بالمبادرات الأهلية لاستقبال اللبنانيين النازحين".
وأضاف: "في هذه الظروف الصعبة نحن نحتاج الى تعزيز الوحدة بين اللبنانيين لا الى المزايدات والسجالات العقيمة كالتي سمعناها ونسمعها من قبل البعض، فما تقوم به الحكومة هو منع الانهيار الكامل لهيكل الدولة والحفاظ على انتاجية المؤسسات العامة، ولكن التجني في هذا الملف مستهجن ومرفوض. لأننا نعمل من اجل الغد، ونتحضر بجهوزية لكل طارئ، للوقوف مع اهلنا وان نكون بخدمتهم ونخفف من الام المرحلة واثارها".
فما تقوم به الحكومة وسط هذا الكمّ الهائل من المشاكل السياسية التي لا تزال تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا الكمّ من المخاطر الأمنية المحتملة، وهذا العبء الذي يتحمّله جميع اللبنانيين نتيجة النزوح السوري الكثيف والضاغط، وهذا الكمّ المتفاقم من الأزمات الاقتصادية، يجب أن يُقابل بالحدّ الأدنى من التضامن، وليس بوضع العصي في دواليب الحكومة لعرقلة حركتها عبر بث كمية هائلة من الشائعات والأضاليل والأكاذيب. وبدلًا من لعنة الظلام، وهي سياسة "دراجة" لدى بعض القوى السياسية التي لا تزال تعيش في كوكب آخر، فليضيء هذا البعض ولو شمعة واحدة في هذا الظلام الدامس.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی هذه
إقرأ أيضاً:
الأكاديمية العربية تتصدر قائمة الجامعات غير الحكومية في مصر
أعلن الدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، اليوم الجمعة، عن نتائج النسخة الثانية من التصنيف العربي للجامعات لعام 2024، والذي تم بالتعاون مع جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) واتحاد مجالس البحث العلمي العربية.
وأسفرت نتائج التصنيف العربي للجامعات عن حصول الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري على المركز الأول كأفضل جامعة -غير حكومية- في مصر ، كما حصلت على المركز الـ(11) بين الجامعات المصرية بشكل عام -حكومية وغير حكومية ـ ، واحتلت المركز والـ34 على المستوي العربي.
وأكد الدكتور عمرو سلامة، أن الهدف من هذا التصنيف هو تحسين مخرجات التعليم العالي والبحث العلمي في العالم العربي، مشيراً إلى أن التصنيف يستخدم معايير حديثة تتماشى مع المتطلبات الحالية للجامعات، إلى جانب تصنيفات الجامعات الدولية الأخرى.
وأوضح "سلامة"أن التصنيف يعتمد على دقة وموضوعية المؤشرات المستخدمة، والتي تشمل جودة التعليم والتعلم، وتميز أعضاء هيئة التدريس، بالإضافة إلى البحث العلمي، والابتكار، والتعاون الدولي والمحلي، وخدمة المجتمع.
واضاف أن التصنيف شهد مشاركة 180 جامعة من مختلف الدول العربية، منها 48 جامعة من مصر، و41 من العراق، و17 من اليمن، و17 من الأردن، و12 من ليبيا، وعشر جامعات من السعودية، وسبع من فلسطين، وست من الجزائر، وست من تونس، وخمس من الإمارات، وأربع من سوريا، وجامعتان من الصومال ولبنان، وجامعة واحدة من البحرين، وجامعة واحدة من الكويت، وأخرى من المغرب.
من جانبها نقلت الأمين المساعد لجامعة الدول العربية السفيرة الدكتورة هيفاء ابو غزالة ، تحيات معالي الأمين العام للجامعة خلال الإعلان عن نتائج التصنيف العربي للجامعات لعام 2024، وأشارت إلى أن هذا التصنيف يمثل خطوة هامة نحو النهوض بالتعليم العالي والبحث العلمي في الجامعات العربية.
وأكدت "ابو غزالة " أن التصنيف هو الأول من نوعه في المنطقة، ويعكس جهود الجامعة العربية في خلق منافسة بناءه بين الجامعات العربية، ويعتبر الأول على مستوى العالم الذي يأخذ في الاعتبار خصوصية الجامعات العربية، مما يسهم في الارتقاء بالمجتمعات العربية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضافت أن التصنيف يعكس التزام الدول العربية بتحسين جودة التعليم والبحث العلمي، ويشجع على تبادل المعرفة والخبرات بين المؤسسات التعليمية في المنطقة، مما يعزز من فرص التعاون والتطوير.