سواليف:
2025-03-17@18:02:29 GMT

قطيع بائس

تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT

#قطيع_بائس

#محمد_طمليه

** كنت ذات يوم تلميذا في الابتدائي / كنت واحدا من قطيع بائس يذهب كل صباح الى المدرسة على مضض , ولمجرد ان يتعرض هناك لعمليات تنكيل يمارسها معلمون حاقدون للغاية : كان الجميع كذلك , فالأب متجهم , والأم تشتم بوقاحة متناهية , والشارع مريب , وطاقم العائلة نام دون عشاء : لقد اكتشفنا ” الطبيخ ” في وقت متأخر نوعا ما .

* افكر هكذا : لم نكبر , ولكنا نجونا .

مقالات ذات صلة الليالي السوداء 2024/08/09

* المدرسة بحد ذاتها عقوبة , المدير شرس , ومربي الصف تلقى هدية هي عبارة عن ” مطرق رمان ” يضربنا به على المؤخرات , ومراسل المدرسة جاهز عندما تقتضي العقوبة استخدام ” معدًات ” : الحبال في المقدمة / المجريات كانت توحي ان الغاية هي اجتثاث الطفولة من جذورها .

* نضع هذا جانبا , ونتكلم عن المعلم الجديد الذي جاءنا البارحة .

اذكر انه كان طويل القامة , قويا , وهناك شرر يتطاير من عينيه : ادركنا حالا ان الرجل ليس سهلا , فجفلنا بصورة جماعية , وصرت لا تسمع سوى وقع قدميه الكبيرتين في الغرفة , ونبض قلوبنا في الصدور .

لم يتكلم مطلقا ,بل ظل يرشقنا بنظرات سحقتنا تماما . ولكنه تكلم اخيرا , ببساطة , هكذا : ” انت . قف . اسمك الكامل , وبلدك , واسم أمك ” . فوجئ التلميذ بالطلب المتعلق باسم الأم . فوجئنا جميعا . كارثة . ان اسم الأم عار وعيب ويمكن ان يجعل التلميذ ذليلا الى الابد . الولد مرتبك ومصعوق , والمعلم مصمم . ثم انفجر التلاميذ في الضحك عندما قال الولد ان اسم امه ” قطنة ” . وانفجرنا مرة اخرى عندما قال احدهم ” شيخة ” , ” بهيجة ” , ” فلحة ” , ” ذيبة ” … وهكذا .

جاء دوري : من السخف ان اعترف بالحقيقة في هذا الجو الصاخب , مع قناعتي ان اسم امي معتدل : ” حليمة ” . بقيت ساكتا الى ان كرر المعلم الطلب بجلافة متناهية . فوجدتني اقول : ” سوسن ” . وندمت , وما زلت نادما ..

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

الأم أيقونة الإبداع ومصدر الإلهام للأدباء

الأم في الأدب العربي تمثل أيقونة الإبداع ومصدر الإلهام للأدباء، ونحن على مشارف احتفالات الوطن العربي بيوم الأم الذي يصادف في 21 مارس (آذار) من كل عام، بهذه المناسبة الجميلة يناقش موقع 24 حضور الأم في الأدب الحديث.

عيون الأمهات حصن الأدباء

ويرى الأدباء أنهم يتامى بالمعنى الاجتماعي والنفسي، ويحتاجون دائماً عيون الأمهات ليحصّنوا ذواتهم، في زمن تتعرّض فيه الذات البشرية للتشويه، وذات المبدع للصراع، أما في الشعر فالأم هي المحرّك الجيني للشعراء.
وعن حضور الأم في الأدب الحديث يقول الناقد والأكاديمي بجامعة الإمارات الدكتور شعبان بدير: "الأم في الأدب العربي تمثل أيقونة الإبداع ومصدر الإلهام للأدباء، حيث تجسد الحنان والتضحية والقيم النبيلة، استوحى منها الشعراء والكتاب رمزية عميقة تعبر عن الحب المطلق، والانتماء، والعطاء غير المشروط، ظهرت الأم في الشعر العربي القديم كمصدر للحكمة، بينما في الأدب الحديث أصبحت رمزاً للوطن والانتماء والهوية، ويعد شاعر النيل "حافظ إبراهيم" من أوائل الشعراء الذين ركّزوا على دور الأم في بناء المجتمع، وأبرز من سلطوا الضوء على مكانتها في العصر الحديث، كما في أبياته الخالدة:
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
واحتلت الأم في ديوان أمير الشعراء "أحمد شوقي" مكانة رفيعة، حيث صورها رمزاً للحب والحنان والتضحية، ففي العديد من قصائده، أشار إلى دورها في التربية وبناء الأجيال، متأثراً برؤيته الإصلاحية للمجتمع، ومن أبرز ما قاله عن الأم:
ولم أر للخلائق من مَحَلّ
يهذّبها كحِضن الأمهات
فيعكس تقديراً كبيراً للأم، مؤكداً أنها الأساس في غرس القيم والأخلاق، وأن تأثيرها يمتد ليشمل صلاح المجتمع كله، وها هو الشاعر التُّونسي "أبو القاسم الشّابي" يرسم صورة مشرقة للأم من خلال توظيف الخيال البديع، إذ يجعل من حضنها "حرماً سماويّ الجمال مقدساً"، فيرتقي بعاطفتها إلى مرتبة القداسة والطهر، يقول:
الأمُ تلثم طفلها وتضمه
 حرمٌ سماويّ الجمال مُقدس
 وبلغت الأم كذلك في شعر "نزار قبّاني" درجة "القدّيسين"، يقول:
صباح الخير يا قدّيستي الحلوه
مضى عامان يا أمي على الولد الذي أبحر
فيصوغ صورة للأم بقدسية مترفعة، حيث يناديها "قدِّيستي الحلوة"، فيضفي عليها طهر الملائكة وصفاء الروح، جاعلاً من حبها ملاذاً سماويّاً لا تبلغه يد النسيان".

ويضيف الدكتور بدير: "تحتل الأم مكانة محورية في العديد من الأعمال الروائية العالمية والعربية، حيث تجسد رمز الحنان، والتضحية، والقوة، وأحياناً المعاناة، ففي الروايات العالمية، نشير إلى أهم عمل روائي احتفى بالأم في صورتها الاستعارية الراقية، وهي رواية "الأم" لمكسيم غوركي التي تصور الأم كرمز للنضال والوعي الثوري، أما في الأدب العربي، تتنوع صورة الأم بين الحنان والتضحية والصراع، ما يعكس عمق دورها الإنساني والاجتماعي في الأدب، كما تجلى في العديد من روايات نجيب محفوظ، مثل "بداية ونهاية"، الذي جسّد دور الأم كركيزة للأسرة رغم المعاناة، وكذلك دور "أمينة" في ثلاثيته التي خلّد فيها الأم المصرية المثالية المعروفة بالصبر والمحافظة على تماسك أسرتها رغم النزعة الاستبدادية لزوجها.
وصور خيري شلبي الأم في رواية "الوتد" في شخصية الحاجة (فاطمة تعلبة)، التي تمثل دعامة صلبة للعائلة، تماماً كما يرمز إليه عنوان الرواية، يصورها الكاتب كأم قوية، متماسكة، وصاحبة سلطة معنوية، حيث تتحكم -بحكمة ودهاء- في شؤون أسرتها، محافظةً على تماسكها في وجه التغيرات الاجتماعية والاقتصادية.
وفي ثلاثية الكاتب الجزائري "محمد ديب"، تتجلى صورة الأم كرمز للمعاناة والصبر والقوة والنضال في مواجهة قسوة الاستعمار والفقر، كذلك هي مصدر الحنان والأمان في عالم مليء بالحرمان.
وهكذا تبقى صورة الأم في الأدب العربي الحديث رمزاً خالداً للحنان والتضحية والصمود، تتجسد في شخصيات تجمع بين العاطفة والقوة، ومع تطور السرد الروائي، أصبحت الأم أكثر حضوراً كفاعل أساسي يعكس تحولات المجتمع، مما يؤكد مكانتها الملهمة في الإبداع الأدبي".

 وفي ذات السياق، يقول الأديب أنور الخطيب: "الأم هي نبض الحياة ولازمة الإبداع، وتكاد لا تخلو رواية أو قصيدة في الأدب الحديث من الأم، لأسباب كثيرة أولها أن أي عمل أدبي – روائي على وجه الدقة- لا يستقيم إلا بوجود شخصية الأم، مباشرة أو رمزاً أو تأويلاً، وثانيها، وهذا جانب سيكولوجي، أن الأدباء يتامى بالمعنى الاجتماعي والنفسي، ويحتاجون دائماً عيون الأمهات ليحصّنوا ذواتهم، في زمن تتعرّض في الذات البشرية للتشويه، وذات المبدع للصراع، أما في الشعر فالأم هي المحرّك الجيني للشعراء، وغالبا ما ينتقل الشعر من الخال وليس العم، وهذا ينطبق عليّ، إضافة إلى ذلك، وفي السياق ذاته، فإن الشاعر يبحث عن أمه في حبيبته، فأي مناجاة أو وصف أو مخاطبة تكون الأم هي المنطلق، وأنا هنا لا أتحدث عن عقدة أوديب".
وعن حضور الأم في أعماله الأدبية، يضيف الخطيب: "لا أختلف كثيراً عن توصيفي السابق وقد أزيد، أجمل قصائدي كانت عن الأم، ولا أحتاج إلى مناسبة لأكتب لها، وكما قلت، المبدعون يتامى وإن كانت الأمهات على قيد الحياة، وأنا كنت يتيما وتضاعف يتمي كأديب وإنسان بعد رحيل أمي، ولا أحد يملأ مكانها:
أمي.. كانت تعدّنا كل يوم مرتين/ مرةً في الصباح وأخرى في المساء/ بعد سبعين عاماً من الهباء/ لم يعد في البيت إلاّ حفنة من هواء/ وصوتها يمشي على عكازتين. أمي أنقذتني أكثر من مرة حين كنت (أعلَقُ) في أثناء كتابتي لرواياتي، أنقذتني في رواية "فتنة كارنيليان" حين كنا نتواصل يومياً لأطمئن عليها خلال حرب 2006 في لبنان، فأصبحتْ عصب الرواية، واستشرتها في النهاية واعتمدت رأيها التي تركتها مفتوحة لحساسية القرار، وأنقذتني مرة ثانية في روايتي الأخيرة "ناي على جسد"، حين استحضرت الأم ووجدت حضورها أكثر من ضروري في الرواية، بمعناها البيولوجي والأسطوري، فهي التي كان الروائي يلجأ إليها كلّما تأزّمت الأحداث وتمرّدت الشخوص، وهي التي كانت تنصت للجميع، بحضورها وغيابها وهذه هي الأم، في الرواية أو الحياة".

مقالات مشابهة

  • بعد واقعة الشلاليت.. أستاذ تربوي يحذر من إهانة الطلاب في المدارس
  • على قد الإيد.. أفكار هدايا عيد الأم 2025
  • الأم أيقونة الإبداع ومصدر الإلهام للأدباء
  • أجمل عبارات ورسائل التهنئة بمناسبة عيد الأم 2025
  • بالأبيض.. أحدث ظهور لهاجر أحمد بإطلالة مميزة
  • الدكتور أسامة الجندي يفسر اشتياق سيدنا زكريا لإنجاب الولد.. فيديو
  • وزير التعليم: الحفاظ على هيبة المعلم وحقوقه على رأس أولويات الوزارة
  • بالفيديو.. دموع وليد وتيمور جنبلاط في ذكرى المعلم
  • أول صورة لجنبلاط من احتفال ذكرى المعلم.. صبرنا وصمدنا وانتصرنا
  • شاهد بالصورة والفيديو.. “عندما يكون المعلم الأخ والصديق والسند”.. طلاب بإحدى المدارس الثانوية بالسودان يجهزون لأستاذهم مفاجأة كبيرة وغير متوقعة