سجن أوفادان-ديبي.. معتقل في تركمانستان تصبح جثث السجناء فيه رمادا
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
يقع سجن أوفادان-ديبي (تعني باللغة العربية "التلة الخلابة") على مسافة 70 كيلومترا شمال غرب مدينة عشق آباد، عاصمة تركمانستان، في صحراء كاراكوم بمنطقة منخفضة تحيط بها التلال، وتبعد حوالي 6 كيلومترات عن أقرب طريق عام.
أنشئ السجن -الذي يعد الأكثر سرية في البلاد- بين عامي 2002 و2008 في عهد الرئيس الراحل صفر مراد نيازوف، لعزل المعارضين السياسيين والمسؤولين رفيعي المستوى المتورطين بقضايا فساد.
وبُني السجن -الذي يضم متهمين بـ"التآمر" ومتابعين بـ"التطرف"- قريبا من العاصمة لتسهيل السيطرة عليه. وتقول بعض الروايات إن السلطات التركمانية اتخذت قرار بناء هذا السجن قبل وقت قصير من محاولة اغتيال نيازوف.
ولم يكن معروفا سوى القليل عن هذا السجن، خاصة أن المراقبين الدوليين ووفود اللجنة الدولية للصليب الأحمر منعوا مرارا من زيارته.
تبلغ الطاقة الاستيعابية لسجن أوفادان-ديبي "السياسي" حوالي 150 سجينا، لكن منظمات تركمانية (مقرها خارج البلاد) وأخرى دولية تعنى بحقوق الإنسان تؤكد أنه يضم عددا أكبر من ذلك بكثير.
ووفقا لمعلومات كشف عنها سجناء سابقون، فإن ظروف الطقس القاسية والتعذيب ونقص الرعاية الطبية تسببت بارتفاع معدلات الوفيات بين السجناء بسبب الأمراض، وخاصة السل، والإرهاق ومشكلة البعوض، فضلا عن ارتفاع نسبة حالات الانتحار والاضطرابات النفسية.
وحسب السجناء المذكورين، يعتبر الضرب المنتظم والترويع بالكلاب أمرا شائعا، كما أن السجناء المحكوم عليهم بالمؤبد يظلون مكبلين بالأغلال فترة طويلة.
تصميم السجنوفقا لصور التقطتها أقمار صناعية لصالح الجمعية الأميركية لدعم تطوير العلوم في سنوات مختلفة (2002، 2009 و2019)، يتكون هذا السجن من 6 كتل خرسانية مسلحة، تضم كل منها 26 زنزانة.
ويضم كل جناح 16 زنزانة بمقاس 5 × 6 أمتار، و10 زنازين بمقاس 6.5 × 6 أمتار، وكلها مغطاة بأسقف تجعل من المستحيل تحديد تفاصيلها من الداخل.
ويمكن من خلال صور الأقمار الصناعية رؤية خندق على طول المحيط الخارجي للسجن، مع نقاط تفتيش وطريق خاص للوصول إليه، وسياج مزدوج من الداخل تحيط به أبراج الحراسة.
زنازين حدباءأبرز ما يميز هذا السجن عن بقية سجون العالم أنه يحتوي على ما تسمى بالزنازين الحدباء، الواحدة منها عبارة عن غرفة من دون نوافذ، عرضها 150 سنتيمترا وارتفاعها 120 سنتيمترا، ما يجبر السجين على الجلوس القرفصاء طوال الوقت.
ومن المفارقات أن وزير الأمن القومي السابق في تركمانستان، بورون بيردييف، الذي أشرف على عملية بناء سجن أوفادان-ديبي، توفي في أحد هذه الزنازين عام 2017 بعد سجنه بتهمة "التقصير الجسيم في العمل وعدم القيام بواجباته الرسمية".
عذاب الشتاء والصيفترتفع درجات الحرارة في صحراء كاراكوم -وبالتالي في السجن الواقع فيها- إلى 50 درجة مئوية في فصل الصيف، وفي الشتاء تنخفض إلى 20 تحت الصفر، مع وجود اختلافات كبيرة بين أوقات الليل والنهار.
والزنازين ليست مكيفة، كما أن التدفئة في الشتاء غالبا ما تكون غير فعالة بسبب النوافذ المكشوفة والجدران الخرسانية التي تفاقم البرودة.
ووفقا لـ"منظمة هلسنكي التركمانية لحقوق الإنسان"، يعيش 26 شخصا في زنزانة واحدة بها 12 سريرا فقط، وهذا يعني أن السجناء لا ينعمون بالنوم والراحة الكافيين، ويضطرون إلى التناوب على الأسرة، بحيث ينام بعضهم في الليل والبعض الآخر أثناء النهار.
نزلاء سجن أوفادان-ديبي معزولون تماما عن العالم الخارجي (مواقع التواصل الاجتماعي)وقالت المنظمة إنها حصلت على معلومات تفيد بوفاة عدد من السجناء بسبب ظروف الاحتجاز القاسية والتعذيب والمرض والإرهاق وغياب الرعاية الطبية.
ولا يتم إبلاغ أقارب السجناء في أوفادان-ديبي بوفاتهم ولا تسلم لهم جثثهم، وتشمل قائمة المتوفين أو القتلى المفترضين مواطنين تركمانا، وكذلك مواطنين روسا وإيرانيين وغيرهم.
ويتم الدفن سرا وفي مكان مجهول. وبحسب منظمة "أثبت أنهم على قيد الحياة"، توجد محرقة للجثث في السجن، ويتم دفن الرماد في باحته.
وإضافة إلى ذلك فإن السجناء معزولون تماما عن العالم الخارجي، إذ يحظر عليهم استخدام الإنترنت أو قراءة الصحف أو مشاهدة التلفزيون أو الاستماع إلى المذياع، كما يُمنع عليهم منعا باتا التحدث إلى السجانين والحراس.
وتؤكد "منظمة هلسنكي التركمانية" أن بعض السجناء، وخاصة السياسيين، يتعرضون إلى أشكال "وحشية" من التعذيب، من بينها سكب سائل البراز على جدران زنازينهم.
ورغم أن بناء السجن قد جرى في القرن الـ21 فإنه لا توجد مراحيض في الزنازين.
كما تحدثت المنظمة عن حالات تعذيب أخرى كغرز الإبر تحت الأظافر، والخنق، والصدمات الكهربائية، والعنف الجنسي، وإجبار السجناء على تعاطي أدوية تؤثر على قدراتهم العقلية، وحرمانهم من الغذاء والماء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هذا السجن
إقرأ أيضاً:
ألونسو عن العودة لأنفيلد: لا يمكن للأمور أن تصبح أفضل من ذلك
يستعد الإٍسباني تشابي ألونسو، المدير الفني لفريق باير ليفركوزن الألماني لكرة القدم، لعودة عاطفية لملعب أنفيلد، يوم الثلاثاء المقبل، عندما يحل فريقه ضيفا على ليفربول في دوري أبطال أوروبا.
ولعب ألونسو لفريق ليفربول في الفترة مابين 2004 إلى 2009 وسجل هدفا في المباراة الملحمية لنهائي دوري أبطال أوروبا 2005 في إسطنبول عندما تغلب ليفربول على ميلان بركلات الترجيح بعدما كان متأخرا بثلاثة أهداف نظيفة.
وكان ألونسو جزءا من الشائعات كمرشح محتمل لتدريب ليفربول خلفا ليورجن كلوب في الصيف، قبل أن يذهب المنصب للهولندي أرني سلوت.
والآن يعود مع ليفركوزن في مباراة وصفها بانها مناسبة كبيرة.
وقال ألونسو بعد التعادل السلبي مع شتوتجارت أمس الجمعة في الدوري الألماني (بوندسليجا):" مباراة في دوري أبطال أوروبا في أنفيلد، لا يمكن للأمور أن تصبح أفضل من ذلك، فريق ليفربول أحد أفضل الفرق في العالم. سيكون تحديا كبيرا".
وعن تبديل دور المجموعات بنظام الدوري في دوري الأبطال، قال ألونسو:" إنها فترة صعبة ولكنها رائعة. الشكل الجديد للبطولة جميل. مازال هناك خمس مباريات سنلعبها. أي شيء يمكن أن يحدث".
ويتصدر ليفربول وأستون فيلا قمة جدول الترتيب، الذي يضم 36 فريقا، بعدما حصدا العلامة الكاملة، بينما يتواجد ليفركوزن بين سبعة فرق حصدت سبع نقاط.
ولن يشعر ليفركوزن بالخوف حيث يدخل المباراة بعدما حافظ على شباكه نظيفة للمرة الأولى في البوندسليجا، خلال هذا الموسم، أمام شتوتجارت وصيف الموسم الماضي.
وتحدث جرانيت تشاكا عن "أفضل مباراة في الموسم" بسبب الطريقة التي لعبوا بها، حيث كان ليفركوزن أكثر من أهدر فرص خلال اللقاء بما في ذلك اصطدام الكرة بالقائم والعارضة.
ويمكن أن يتسع الفارق بين ليفركوزن والمتصدرين بايرن ميونخ ولايبزج، في وقت لاحق من اليوم السبت، إلى سبع نقاط، ولكن ألونسو قال إن الموسم مازال في بدايته، وأكد تشاكا إنه لا يوجد أي فريق توج بلقب الدوري بعد مرور تسع جولات فقط من الموسم.
وقال ألونسو:" لم نسجل ولكننا قدمنا مباراة عظيمة أمام منافس كبير".
وتحدث روبرت أندريش، لاعب خط الوسط، عن "الشعور الجيد من حيث الأداء رغم أن الفريق كان يفضل حصد النقاط الثلاث" قبل مواجهة ليفربول.
وقال أندريش:" يجب أن نتعافى الآن ويوم الثلاثاء المقبل سنكون في اختبار صعب آخر".