الجديد برس:

أكدت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية مجدداً انتهاء عصر حاملات الطائرات الأمريكية، مشيرةً إلى أن التطور الكبير في تقنيات الصواريخ المضادة للسفن التي تمتلكها خصوم الولايات المتحدة مثل الصين وقوات حكومة صنعاء (الحوثيين) جعل من هذه الحاملات عبئاً ثقيلاً على الجيش الأمريكي، وهو ما كشفته معركة البحر الأحمر، حيث أجبرت هذه الصواريخ البحرية الأمريكية على التراجع.

وفي تقرير حديث بعنوان “كابوس البحرية الحقيقي: عصر حاملات الطائرات يغرق”، أكدت المجلة أن حاملات الطائرات الأمريكية، التي كانت يوماً رمزاً للقوة العسكرية، أصبحت الآن عرضة للضعف في الحروب الحديثة، ومع التقدم في تكنولوجيا الصواريخ المضادة للسفن، خاصة في الصين وبين مجموعات مثل الحوثيين، تواجه هذه الحاملات خطر التحول إلى أعباء غير فعالة ومكلفة.

ودعا التقرير الولايات المتحدة إلى إعادة توجيه استثماراتها نحو توسيع أسطول الغواصات، وتطوير سفن حربية أصغر وأكثر قدرة على المناورة، إضافة إلى تعزيز تقنيات الصواريخ والأسلحة الأسرع من الصوت لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، بدلاً من التركيز على هذه الأنظمة القديمة.

وأوضح التقرير أن معظم الدول تميل إلى الاستعداد لخوض الحرب الماضية بدلاً من التكيف مع التحديات الحالية. وأكد أن واشنطن ما زالت متشبثة ببناء وصيانة حاملات الطائرات رغم تكلفتها الباهظة وتراجع فعاليتها، ورغم أن هذه الحاملات تعد معجزات تكنولوجية، إلا أنها أشبه بالبوارج القديمة التي أصبحت تاريخاً من الماضي.

وذكر أن تاريخ حاملات الطائرات ذات القمة المسطحة بالكامل كان تاريخاً عظيماً بالصدفة، وبالنسبة للأمريكيين، فإن السبب وراء اعتماد البحرية الأمريكية على هذه المعجزات التكنولوجية يعود لهزيمة اليابانيين في مسرح المحيط الهادئ في الحرب العالمية الثانية.

وأشار التقرير إلى أن تكلفة بناء حاملة طائرات نووية جديدة من فئة “جيرالد فورد” تصل إلى أكثر من 13.3 مليار دولار، فيما تتطلب صيانتها مئات الملايين. وأضاف أن تعقيد هذه الحاملات وتكلفتها الباهظة يجعلانها أهدافاً مغرية للمنافسين، ما يعني أن تدميرها أو تعطيلها أثناء القتال سيشكل خسارة فادحة للبحرية الأمريكية.

وخلص التقرير إلى أن حاملات الطائرات الحديثة أصبحت رمزاً لعصر مضى، حيث تستطيع ترسانات ضخمة من الصواريخ طويلة ومتوسطة المدى أن تتغلب على دفاعاتها. وأشار إلى أن الصين أصبحت رائدة في بناء قدرات مضادة للسفن، مما يثير قلق المتخصصين في الحرب البحرية من أن الحاملات قد تفقد فعاليتها إذا اندلعت حرب بين الصين والولايات المتحدة حول تايوان.

وأكد التقرير أن التهديد لا يقتصر على القوى الكبرى فقط، فحتى المنظمات المسلحة مثل الحوثيين في اليمن أظهرت قدرة الصواريخ المضادة للسفن على تقويض نفوذ البحرية الأمريكية، فقد استطاع الحوثيون في أواخر عام 2023 إبعاد البحرية الأمريكية عن البحر الأحمر باستخدام صواريخهم.

ودعا التقرير البنتاغون إلى وقف إهدار الميزانية على أنظمة قديمة غير فعالة، والتركيز بدلاً من ذلك على تطوير الأسلحة الأسرع من الصوت وتقنيات أسلحة الفضاء الجديدة لمواجهة التهديدات المتزايدة التي تواجهها قواته على مستوى العالم.

وفي الختام، حذر التقرير البنتاغون من أن عدم اتخاذ هذه الخطوات سيؤدي إلى تدهور فعالية الجيش الأمريكي، مشدداً على أن “عصر حاملات الطائرات انتهى” وأن الوقت قد حان للتخلي عن حاملات الطائرات قبل أن يصبح الأمر متأخراً للغاية بالنسبة للقوة العسكرية الأمريكية.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: البحریة الأمریکیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

القوات المسلحة اليمنية تواصل التنكيل بالطائرات الأمريكية.. إسقاط الطائرة التاسعة من إم كيو 9

يمانيون – متابعات
واصلت القوات المسلحة تثبيت واقع الهزيمة الأمريكية في اليمن، وتمكنت الثلاثاء من اصطياد طائرة جديدة من طراز (إم كيو-9) المتطورة المسلحة، وذلك بعد 72 ساعة فقط من إسقاط أخرى، لترتفع الحصيلة إلى تسع طائرات من هذا النوع منذ بدء معركة إسناد غزة، وهو رقم تأريخي ينفرد به اليمن في معركة سجل فيها العديد من الإنجازات الاستثنائية غير المسبوقة.

وبحسب المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع فإن الطائرة الجديدة تم إسقاطها أثناء قيامها بمهام تجسسية وعدائية في أجواء محافظة صعدة، وهي الثانية خلال ثلاثة أيام بعد إسقاط طائرة سابقة من نفس النوع في محافظة مأرب.

ومع ارتفاع حصيلة هذا النوع من الطائرات إلى تسع منذ بدء معركة إسناد غزة، ترتفع أيضاً الخسائر المباشرة للعدو الأمريكي جراء فقدان هذه الطائرات فقط إلى حوالي 288 مليون دولار باعتبار أن تكلفة الطائرة الواحدة تبلغ 32 مليون دولار، برغم أن الرقم الدقيق سيكون أكبر إذا أضيفت إليه تكاليف الأسلحة والمعدات الإضافية التي يتم تزويد هذه الطائرات بها لتلائم مهامها، بالإضافة إلى تكاليف التشغيل.

ويعتبر مسار إسقاط طائرات (إم كيو-9) الأكثر تطوراً، وكلفة بين الطائرات الأمريكية غير المأهولة، وهو مسار استراتيجي هام في معركة الإسناد اليمني للشعب الفلسطيني، يوازي مسار استهداف وإغراق السفن المرتبطة بالأعداء، وإجبار قطعهم الحربية على مغادرة البحر الأحمر، فلم يسبق في أي مكان بالعالم أن تم إسقاط هذا العدد من هذه الطائرات، وخلال فترة زمنية قياسية تقل عن عام واحد، مثلما لم يسبق أن تم استهداف الصواريخ البالستية المضادة للسفن من قبل، ولم يسبق أن تم إطلاقها على القطع البحرية الأمريكية.

وبذلك تصبح المواجهة مع اليمن واحدة من أكبر وأبرز الهزائم والإخفاقات التي واجهها الجيش الأمريكي في تأريخه، حيث سيبقى إسقاط هذا العدد من هذه الطائرات المتطورة إلى جانب الفشل الكبير في البحر الأحمر محطة تأريخية ونقطة تحول كبيرة في مسار موازين القوة والهيمنة التي سعت أمريكا بحرص شديد على احتكار فرضها على مستوى العالم بأكمله من خلال الهالة التي صنعتها حول قدراتها المتطورة البحرية والجوية، والتي سقطت بشكل غير مسبوق أمام اليمن.

مقالات مشابهة

  • القوات المسلحة اليمنية تواصل التنكيل بالطائرات الأمريكية.. إسقاط الطائرة التاسعة من إم كيو 9
  • بعد إسقاط طائرة أمريكية.. الحوثيون: مستمرون في عملياتنا ضد الطائرات والسفن 
  • ما وراء تكرار قصف الطائرات الأمريكية والبريطانية هذه المنطقة بالحديدة !
  • تحليل: قدرات الصين الصاروخية تنهي التفوق البحري الأمريكي
  • صحيفة إسرائيلية: الحوثيون يواصلون إسقاط الطائرات الأمريكية بنجاح ويحققون إنجازات كبيرة في الدفاع الجوي
  • كيف فشلت البحرية الأمريكية في دراسة وتحليل تكتيكات صنعاء الهجومية”
  • اليمن يكتب نهاية عصر الطائرات الأمريكية (MQ9)
  • إسقاط 8 طائرات (إم كيو -9) يوسع أبعاد الهزيمة الأمريكية أمام اليمن
  • إسقاط 8 طائرات (إم كيو -9) يوسع أبعاد الهزيمة الأمريكية
  • قائد آيزنهاور: حاملات الطائرات لم تعد في مأمن من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة