صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-04@17:31:44 GMT

رحلة دون كيشوت الى كيغالي..!

تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT

رحلة دون كيشوت الى كيغالي..!

د. مرتضى الغالي

مهزلة المهازل تجسّدت في شخص رجل اسمه عبد الفتاح البرهان صفته قائد جيش و”رئيس مجلس سيادة” يخلع بذته العسكرية خلال حرب طاحنة ويرتدي (بدلة وكرافتة) ويذهب إلى كيغالي عاصمة رواندا ليشارك في مراسم تنصيب رئيسها “بول كاغامي” في وقت تحتل فيه المليشيات التي يحاربها ثلثي بلاده ..وفي قمة أتون حرب ضروس تأكل الناس في بلاد يترأس قيادة جيشها.

.
في ذات الوقت الذي يموت فيه العشرات وتتساقط القذائف على الرءوس.. ذهب البرهان ليهنئ رئيس دولة صغيرة فاز في انتخابات الرئاسة..! وهي على كل حال (تهنئة مجروحة) من رجل وصل إلى السلطة بانقلاب…!

إذا كان هناك عبث أكثر من هذا أو مهزلة أشد وقعاً من هذه المهزلة فليحدثنا المثقفاتية من مناصري الفلول الذين (يلبسون الساعة في اليد اليمنى) لمخالفة السائد..! إذاً لتستعد الإلهة لتمطر الأرض بكل ما لديها من صواعق..كما قال شكسبير على لسان بروتس..!
هل كان يكفي البرهان من وقت حتى لو بقى داخل غرفة عمليات لإدارة الحرب على دائر 24 ساعة في اليوم..؟!
من أين يجد البرهان كل هذا (البراح) وكل هذه (الروقة) ليذهب إلى تهنئة الرؤساء المُنتخبين ..وكثير من الرؤساء الأفارقة اكتفوا بإرسال برقيات التهنئة أو قاموا بها من خلال الهاتف..وهم ودولهم في حال أفضل من حال السودان..وفي ظروف مالية لا تقارن بالإفلاس المالي في بلادنا..أو بالإفلاس الفكري والمهني الذي يعاني منه البرهان..!

هل كان البرهان يخشى أن (يلومه) الرئيس الرواندي كوامبي إذا غاب عن يوم تنصيبه..؟! أليس من العذر البيّن أن يقول البرهان لكاغامي:والله أنا بلادي في حالة حرب تم فيها قتل وإصابة أكثر من مائة ألف مواطن وتشرد بسببها أكثر من 12 مليون وما زالت قوافل اللجوء والنزوح تطرق أبواب القفار والصحاري والمجاهل..و26 مليون من أبناء شعبي يتعرّضون لمجاعة طاحنة ومستفحلة..! كما أن قيادة جيشي محتلة ولا استطيع دخولها أو دخول عاصمة بلادي..وأنا أكلمك الآن من موقع لجوئي في بورتسودان..؟!

المهزلة الأكبر خطاب البرهان في عيد الجيش..! فماذا قال هذا الانقلابي الذي باع كرامة الجيش قرباناً لأحلام وكوابيس غريبة، أو مذلة وخضوعاً للذين اختطفوا الجيش..؟! وشاهدنا على ذلك واقعة تناقلتها الأسافير بالصورة والصوت لشخص مدني من الحركة التي يسمونها إسلامية..ليس له صفة رسمية وليس له في العير ولا النفير..ذهب ومعه معممون ملتحون إلى مكتب ضابط عسكري صاحب رتبة عليا في الجيش وقال له: (أنا سمعت انك طابور خامس..وأنا الآن سوف أقوم باستجوابك وإذا ثبت ذلك..فأما إنت وأما أنا في البلد دي)..! وظل الضابط الذي يرتدي بزته العسكرية بكاملها وبنياشينها وأنواطها يجلس صامتاً وفي (إذعان غريب)..ولم يقل كلمة واحده تحفظ كرامته الشخصية أو كرامة الزي الذي يرتديه ولم يفتح الله عليه بكلمة في وجه هؤلاء الأشخاص الذين تهجّموا عليه في مكتبه لاستجوابه ومحاكمته بل بلغ بهم الأمر حد التهديد الصريح بقتله…!

ما هذا بالله عليك..؟!! كيف يحدث هذا..؟! لماذا يحدث لك هذا (سيادتو الأخ مدثر)..؟! ومن هو الرئيس المباشر لهذا القائد العسكري وما موقفه مما حدث..؟! وما رأي البرهان في هذا الذي جرى..؟!
الأمر الأغرب لماذا تم تصوير هذا المشهد..؟! لماذ تم تصوير هذا الاستجواب الذي كان ينبغي أن يتم في غاية السرية.. ثم لا يمكن أن يتم تصوير كهذا بغير علم الحاضرين..! لا بد إن الأمر مقصود (لأغراض أخرى)..!!؟!
أما خطاب البرهان في عيد الجيش فهو المهزلة الكبرى إلى درجة الطامة..!! رجل استولى على السلطة بالانقلاب يقول عن مدنيين من مواطني السودان أنهم (فئة مأجورة اختارت أن تقف في مواجهة الشعب وتتبوأ مقعدها في أشد فصول تاريخ السودان قتامة لأنها تزيّن الباطل وتنحاز لمن يقتلون الشعب ويشردونه بلا مسوغ ولا ضمير من أجل حيازة سلطة غاشمة بلا تفويض أو مرجعية دستورية)..ثم يتعهد البرهان بحفظ عزة الشعب والجيش والكرامة الوطنية (لاحظ البرهان يتحدث عن التفويض وعن الكرامة وعن المرجعية الدستورية)..!
ثم يقول البرهان إن قوات الدعم السريع (وهو من أشهر مادحيها إلى درجة الغثيان) تحتل بيوتنا وقرانا..ولا يقول إنها تحتل أيضاً حامياتنا العسكرية وقيادة جيشنا..!
ثم يعطي البرهان نفسه (مهلة سنة) ويقول: سنحتفل العام القادم في عيد قواتنا المسلحة بتطهير السودان من دنس المليشيا.. !! ولكنه لا يتحدث عن المليشيات الأخرى التي جعلته هو نفسه رهن إشارتها؟؟
ثم يرسل البرهان أمنياته بأن يعود الأسرى والمفقودين والنازحين واللاجئين آمنين إلى ديارهم ..وكأنه احد المقيمين الأجانب وليس قائد الجيش الذي يقع عليه واجب إعادة اللاجئين والنازحين وتأمينهم..!
هذا امتحان كبير (لا بد من الصبر عليه) أن تملك مثل هذه النماذج من البشر قراراً بشأن مصائر وطن وشعب بكامله..وهم على هذه الدرجة البائسة من غياب (ألف باء) العقل والوعي والضمير..! لا حول ولا قوة إلا بالله ..الله لا كسّبكم..!

الوسوممرتضى الغالي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: مرتضى الغالي

إقرأ أيضاً:

السودان.. الجيش يستعيد عدداً من القرى شرق النيل

نجحت قوات الجيش السوداني في استعادة عدداً  من قرى شرق النيل بولاية الخرطوم وينشر قواته على الطرق الرئيسية. 

ليبيا: نُدعم استقرار السودان وملتزمون بالحفاظ على علاقاتنا التاريخية

أكد وزير الخارجية في الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان عبد الهادي الحويج، أن حكومته تتبنى سياسة "صفر مشكلات" مع دول الجوار.

ونفى الحويج بشكل قاطع الأنباء المتداولة حول وجود قوات ليبية داخل الأراضي السودانية، واصفا إياها بأنها "عارية عن الصحة". وأكد أن ليبيا ملتزمة بالحفاظ على علاقات جيدة مع السودان، انطلاقا من الروابط التاريخية بين البلدين.

وشدد الحويج على التزام الحكومة الليبية بدعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز العلاقات الثنائية مع الدول المجاورة.

وكشف الحويج أن ليبيا هي الدولة الوحيدة التي استقبلت مئات الآلاف من السودانيين، حيث سمحت لهم بالدخول وقدمت مختلف أشكال الدعم، تنفيذا لتوجيهات القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر.

وفي خطوة لتعزيز التعاون الدبلوماسي أعلن الوزير عن موافقة الحكومة على افتتاح قنصلية سودانية في مدينة الكفرة لتقديم التسهيلات للجالية السودانية.

 

"الجنائية الدولية" تطالب السودان بتسليم البشير

قدمت المحكمة الجنائية الدولية، طلبًا إلى السلطات السودانية بالكشف عن أماكن وجود الرئيس السابق عمر البشير، ومساعديه أحمد هارون وعبد الرحيم حسين، واعتقالهم وتسليمهم للمحكمة.

وأكد أعضاء في مجلس الأمن دعمهم لطلب المحكمة، مشيرين إلى أن ما وصفوه بـ"الإفلات من العقاب" تسبب في استمرار الانتهاكات والجرائم المرتكبة حاليا في السودان.

وفي تصريحات سابقة قال عضو هيئة محامي الرئيس السابق إن البشير، البالغ من العمر 80 عاما، يحتاج متابعة صحية وفحوصات دورية في بعض الأحيان، وبعض المشاكل الصحية التي يعاني منها ربما تتطلب نقله إلى خارج البلاد لتلقي العلاج.

 

الجامعة العربية تدين استهداف المستشفى السعودي وحرق مصفاة نفط الخرطوم

أدان أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، استهداف المستشفى السعودي بالفاشر، في انتهاك جديد وسافر للقانون الدولي والإنساني في السودان، الذي أودى بكل أسف بحياة مدنيين أبرياء، كما أدان الحرق المتعمد لمصفاة الجيلي للنفط شمال الخرطوم، فيما أصبح استهدافًا ممنهجًا للمنشآت المدنية الحيوية في البلاد الأمر الذي يعقد الأوضاع الاقتصادية المتردية ويزيد من معاناة السودانيين.

مقالات مشابهة

  • بعد دخول الجيش السوداني للخرطوم.. البرهان يعلن الاقتراب من تحقيق النصر
  • درع السودان، الذي انخرط تحت قيادة عسكرية بدا أكثر انضباطاً وحيوية
  • شاهد بالفيديو.. والدة التيكتوكر رنده خليل تنظم الأشعار في حق قائد الجيش وتغني له: (البرهان ما بنوم غالبو الصبر إلا الخرطوم تتحرر ظهر)
  • وزير الخارجية السوداني: بلدنا سيعود لما كان عليه بفضل دعم القيادة المصرية
  • شاهد بالفيديو.. استقبال تاريخي وغير مسبوق من المواطنين لقائد الجيش “البرهان” لحظة نزوله من “مروحية” بإحدى القرى
  • وزير الخارجية السوداني: بلادنا ستعود لما كانت عليه وأفضل بمساندة مصر
  • لازم تقيف ..طالما استخدمت قحتقدم هذا الشعار بالتزامن والتناسق مع الإرهاب الذي يمارسه حلفاؤهم
  • السودان.. الجيش يستعيد عدداً من القرى شرق النيل
  • البرهان مع قوات الجيش في مروي
  • البرهان يفاجئ المواطنين في شمال كردفان والنيل الأبيض بعد إنتشار الجيش “فيديو”