بعد تعرضها للاغتصاب..طفلة تبلغ 14 سنة تضع حدا لحياتها بابن سليمان
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
أقدمت ذفلة تبلغ من العمر 14 عاما بإحدى الدواوير التابعة لإقليم سيدي سليمان، على الانتحار بعد تعرضها للاغتصاب من طرف شاب متزوج يعمل معها في ضيعة فلاحية بالدوار الذي تعيش فيه الضحية مع أسرتها.
وحسب مصادر محلية، اكتشفت الأسرة استغلال الشاب للطفلة جنسيًا بعد مرور عدة أشهر على بداية تلك العلاقة غير الشرعية.
وفي 23 يوليوز 2024، قام إخوة الطفلة بمواجهة الشاب والتشاجر معه، مطالبين إياه بالابتعاد عن أختهم، غير أن الشاب ردّ في اليوم الموالي، بتقديم شكوى لدى الدرك الملكي مدعومة بشهادة طبية، مما دفع الأم إلى اصطحاب ابنتها إلى مقر الدرك الملكي لمواجهة الشاب، وإثبات علاقته بالطفلة من خلال المراسلات الموجودة على هاتفها المحمول.
وفي لحظة غفلة من الأم، أقدمت الطفلة على تناول سم الفئران خوفًا من افتضاح أمرها، ليتم نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي بسيدي سليمان، حيث تم تحويلها لاحقًا إلى مستشفى الإدريسي بالقنيطرة. وبعد انتظار دام أربع ساعات دون تلقي أي تدخل طبي، فارقت الطفلة الحياة بين يدي والدتها، مما أثار حالة من الغضب والحزن العميقين لدى الأسرة.
في أعقاب الحادثة، علمت الأم من تقرير الطب الشرعي أن ابنتها قد تعرضت لافتضاض بكارتها منذ فترة طويلة، مرجحةً أن يكون ذلك هو السبب وراء إقدام ابنتها على الانتحار.
المصدر: مملكة بريس
إقرأ أيضاً:
ابنتها عادت من الموت.. قصة ملهمة للأم المثالية على مستوى الجمهورية
لم تكن تعلم تلك الفتاة ذات التسعة عشر عامًا، عندما عقدت قرانها عام 1983، أن حياتها ستتحول إلى ملحمة من الصبر والتحدي، بعد أن كانت تعيش حياة أسرية هادئة، وزوجها يعمل خارج المدينة، وهي تتحمل مسؤولية تربية أبنائها الأربعة بحب وتفانٍ، لكن القدر كان يخبئ لها اختبارًا قاسيًا، ليكشف معدنها الأصيل وقوتها التي لا تلين.
مأساة تهز أركان الأسرةففي لحظة فارقة، انقلبت حياة الهام نور ابراهيم محمد رأسًا على عقب، حين تعرض زوجها لحادث مروع أدى إلى كسر في العمود الفقري، تركه مشلولًا كليًا.
ولم تكن تلك المصيبة الوحيدة التي حلت بالعائلة، فقد أصيب ابنها الأكبر بكسور خطيرة في فقرات الظهر، وابنتها الصغرى تعرضت لنزيف داخلي حاد كاد ينهي حياتها، حتى أن الأطباء اعتقدوا أنها فارقت الحياة ووضعوها في ثلاجة الموتى، قبل أن تفاجئهم بتمتمات أعادت لها الحياة.
أمام هذا المشهد القاسي، لم تستسلم الأم، بل كرست حياتها لخدمة زوجها وأبنائها، متنقلة بين المستشفيات، باحثة عن العلاج، ساهرة الليالي، تعتصر الألم لكنها لم تتراجع.
رحل الزوج بعد سنوات من المعاناة، تاركًا إياها وحدها في معركة البقاء، ولكنها اختارت الصمود، وقررت ألا تنهزم.
من الظلام يولد النور
لم يكن الطريق سهلًا، لكن هذه الأم رفضت أن يكون الحزن عنوان حياتها، ورغم الأعباء الثقيلة، أصرت على تعليم أبنائها، وبالفعل تخرجوا جميعًا بمؤهلات عليا؛ فكبرت ابنتها الكبرى لتصبح محامية، والابن الثاني مهندسًا، والثالثة حاصلة على ليسانس حقوق، بينما أصبح ابنها الأصغر متخصصًا في نظم المعلومات.
لم تكتفِ بذلك، بل التحقت بالتعليم المفتوح، متحدية ظروفها الصحية، وحصلت على بكالوريوس التجارة، وكأنها ترسل رسالة لكل من يواجه العقبات بأن الإرادة تصنع المستحيل.
مصائب لا تُثني عزيمتها
ولم تتوقف الابتلاءات عند فقدان الزوج، فذات يوم اجتاحت السيول منزلها، وجرفت معها كل ما امتلكته، حتى أثاثها البسيط، وجهاز ابنتيها الذي كانت قد اشترته بصعوبة.
وكأن القدر أراد اختبارها مجددًا عندما أصيبت ابنتها الصغرى بورم في البطن، مما اضطرها إلى إلغاء زفافها حتى لا تكون عبئًا على خطيبها.
مرة أخرى، وجدت الأم نفسها أمام رحلة جديدة من الألم والقلق، متنقلة بين المدن لتوفير العلاج لابنتها، متجاهلة معاناتها الشخصية التي خلفها الضغط العصبي، الذي أدى إلى ارتفاع ضغط الدم، السكر، وانكماش في حجم الكلى.
لحظة التكريم والانتصار
وعندما تلقت الهام نور ابراهيم محمد 61 عام خبر فوزها بلقب "الأم المثالية" على مستوى البحر الأحمر والجمهورية، لم تتمالك دموعها.
لم يكن التكريم مجرد شهادة أو جائزة، بل كان اعترافًا رسميًا برحلة كفاحها. أبناؤها، الذين تربوا على التضحية، عبروا عن فخرهم بها، مشيرين إلى أنها لم تكن مجرد أم، بل كانت الأب والسند والمعلمة التي علمتهم كيف يواجهون الحياة بشجاعة.
أحد أصدقائها المقربين وصفها بأنها "الأم التي لا تعرف المستحيل"، مضيفًا: "رأيناها تحترق لتضيء درب أبنائها، ورغم كل ما مرت به، لم تفقد إيمانها بأن الغد سيكون أفضل."
رسالة إلى الأمهاتفي حديثها معنا، وجهت رسالة لكل أم قائلة: “لا تستسلمي، فالأم هي قلب الأسرة، إذا انهارت، انهار الجميع.. التربية ليست مجرد طعام وملبس، بل هي صبر وعطاء لا ينضب.. كوني قوية، فربما اليوم صعب، لكن الغد يحمل معه الأمل.”
رحلة هذه الأم لم تكن سهلة، لكنها كانت ملهمة، قصة تُكتب بحروف من نور عن امرأة تحدت كل الصعاب لتصنع من أبنائها أبطالًا، ولتثبت أن العطاء الحقيقي لا يعرف حدودًا.