محمد أبوزيد كروم: مشاهد من دولة 56 المفترى عليها!!
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
-هذه الصور المؤلمة والفيديوهات المنتشرة في الميديا – من كارثة سيول وفيضانات مدينتي أبوحمد بولاية نهر النيل وتنقاسي بالولاية الشمالية أكبر مدن دولة 56 وهذه الفواجع تتكرر سنوياً على أهالي تلك المناطق نسأل أن يخفف عنهم المصاب ويجبر الضرر..
-إن الذي يزور كثير من مناطق الولاية الشمالية وولاية نهر النيل يصاب بالصدمة والذهول مما يعانيه أهل هذه المناطق الصابرة، فأغلب القرى والأرياف تعيش ظروفاً صعبة وقاسية تخففها سعة نفوس أهل الديار الطيبة التي تخاف الله في أفعالها واقوالها وتزرع الأرض، وتربي الماشية، وتنتشر في الأنهار صيداً بحثاً عن الرزق، وفي الفيافي والصحراء القاحلة بحثاً عن ما تجود به باطن الأرض من ذهب، وفي الغربة عن الديار بحثاً عن السترة والمال الحلال، ثم بهذا العرق المبارك المسال يرسل الأهالي البسطاء أبنائهم وبناتهم للمدراس وللتعليم لأن قناعتهم أن رأس المال الحقيقي هو العلم والعلم نور، ويعلمونهم قبل علم المدارس أن السرقة حرام وعيب وحق الناس ممنوع، وأن قتل الروح كبيرة أهون منها عند الله هدم بيته الحرام، إلا القتل في الشرف والدفاع عن النفس والأرض والعرض فهذا جهاد وشهادة خاتمتها الجنة يعلمونهم هكذا ، و يعلمونهم أن الخيانة عدم رجولة ونقيصة، والغدر دنيئة خسيسة وعار، والجار أمانة، والضيف خير، والعروض شرف ممنوع الاقتراب منه، والعهد ميثاق غليظ لا تراجع عنه .
-وأنا اتابع كوارث الطبيعة والفجيعة في أبوحمد ومدن أخرى بنهر النيل والولاية الشمالية وهي عادات سنوية يتقبلها أهلها بجلد ويقين.. قلت في نفسي هل هؤلاء أهل دولة ٥٦ التي يشق لها الخونة والقتلة والمرجفين اذان الناس والعالم بأنها هضمت حقوقهم وحازت على الامتيازات!! قلت في نفسي (دولة 56 تطير عيشتها) دولة 56 التي تجيش لها أسرة ال دقلو التي تمتلك من الأموال فقط أكثر من ٢٠ مليار دولار في البنوك قبل الحرب تجيش لهذه الدولة المفترى عليها أبواق الإعلام والناقصين من اللايفتية الذين يعتاشون على أموال السحت والقتل، تفعل ذلك أسرة ال دقلو وهي التي امتلكت نصف السودان وأثرت من مال القتل والمال الحرام، ومع ذلك تتقدم الصفوف للدفاع عن المظلومين والمهمشين من دولة 56 وسبحان الله!!
-أعتقد أن الحرب الحالية التي تشنها أسرة دقلو بالوكالة لمشروع خارجي عبر أجنحة داخلية منها سياسية وقبلية ومناطقية مقابل المال والدفع الدولاري هي مرحلة فاصلة في تاريخ السودان سيكون السودان الذي بعدها ليس كالذي قبلها .. هذه الحرب ستفرز الكيمان تماماً .. نسأل الله أن يخفف عن أهلنا في نهر النيل والولاية الشمالية، وأرجو ألا نبخل عليهم بما هو ممكن وقبل ذلك بالدعاء والتضرع لله أن يخفف عليهم..
محمد أبوزيد كروم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: دولة 56
إقرأ أيضاً:
تأملات قرآنية
#تأملات_قرآنية
د. #هاشم_غرايبه
يقول تعالى في الآية 78 من سورة الحج: ” وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ”.
فسر المفسرون الحرج بالضيق، لذلك فالمعنى يدل على أن الله لم ينزل الدين ليضيق به على الناس، بل وسع به عليهم في الأحكام والعبادات والعقوبات، لكي يكون في اتباعه يسر على الجميع مهما كانت مقدرتهم على اتباعه قليلة، وتحملهم لتكاليفه، وبالطبع من يقدّر ذلك هو من خلقهم وهو أعلم بقدراتهم.
لو تأملنا في مرادات الله من إنزاله الدين للبشر، لرأينا أنه كله بجميع أركانه لمصلحتهم، ليحقق صلاحهم وفلاحهم وسعادتهم الدنيوية.
فالأحكام لتنظم علاقاتهم وتعاملاتهم، فلا يظلم الضعيف ولا يغمط المسكين.
والعبادات لربط المؤمن بخالقة مباشرة، فتسكن نفوسهم القلقة بهذا الاتصال، ويطمئنن المظلوم الى أن
الله أكبر من كل قوي متجبر، وسيأخذ له حقه ولو بعد حين.
وأما الحدود فجعلت لئلا يتم تجاوزها، والعقوبات لتردع من يفكر في ارتكاب التجاوزات.
هكذا نفهم الدين، انه لتنظيم حياة الناس واسعادهم في دنياهم، وليس لما بعد الموت.
فالحياة دار ابتلاء فيها العمل والجد والاجتهاد، والآخرة محض دار جزاء فقط.
لذلك فالحياة وهبها الله للناس لكي يمتحنهم، هل يحققون فيها النجاح أو الفشل، فينالوا في الحياة الأخرى الجزاء، بأحد خيارين لا ثالث لهما: إما الجنة أو النار.
معيار الناجح في حياته، ليس من حقق مالا أو بنيانا أو جاها، فذلك مؤكد أنه سيفقده فور موته.
ما يبقى معه وينفعه هو عمله الصالح، وبقدر ما بنى سينفعه في آخرته: الأساس الوحيد الذي يمكن أن يرتقي عليه بنيانه هو التوحيد، ولوازمه الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله جميعا وباليوم الآخر، وكلما بنى فوقه من عمله الصالح (أي النافع له ولغيره)، كلما زاد رصيده الذي يؤهله لنيل رحمة الله (جنته).
بعد نزول الرسالة الخاتمة التي أكمل الله بها الدين، أصبحت المعالم واضحة، والطريق لنيل ثواب الله في الآخرة محددة بسبيل واحد، لن يتغير الى يوم الدين، وهو اتباع الدين الكامل المتكامل، ومن رحمته تعالى بالبشر وتيسير اتباعه أنه بين كل أركانه في كتابه العزيز، والذي تكفل بحفظه من التحريف أو العبث، ليظل مرجعا موثوقا يحدد الحرام، ويبيح ما عداه، من اتبعه فقد سار على الدرب الموصل الى الفلاح، ومن تنكبه فقد خاب سعيه في الحياة الدنيا، وخسر الفرصة التي منحها الله للجميع لنيل ثوابه.
إذاً فموضوع اتباع الدين هو عنوان النجاح، وعليه فالمسأله الهامة في حياة المؤمن هي التأكد من أنه متبع حقا للدين.
مبعث القلق أوجده المتشددون، فجعلوا اتباعه محصورا بمسار ضيق كحد السيف، وزعموا أن من حاد عنه هلك، وهم بذلك ضيقوا واسعا، جاءت هذه الآية لتطمئن الناس الى سعته، ولقطع الطريق على المتنطعين، الذين ضيقوا على الناس سبل عيشهم، لذلك جاء في الحديث الصحيح: “هلك المتنطعون”، والتنطع هو المزاودة على الشارع الحكيم بتحريم بعض ما أحله، وفيما يلي بعض أوجه التنطع في مجال المرأة فقط:
فمنهم من حرّم على المرأة أن يُرى منها شيء، رغم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أباح أن يرى وجهها وكفيها.
كما حرموا عليها لبس غير السواد، رغم أن الألوان لم يخترعها البشر، بل خلقها الله زينة لتبهج النفوس: “قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ” [الأعراف:32].
وبعضهم جعل تعطر المرأة من أنواع الزنا، فإن كان العطر ليشتم الناس من الشخص رائحة طيبة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مواظبا على التعطر، فهل هو حلال للرجل محرم على الأنثى!؟.
وأفتى آخرون بحرمة الاختلاط قطعيا، مع أن (أم عمارة) يوم أحد قاتلت ذوداً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما رأينا صحابيات وتابعات فقيهات، يقضين ويفتين في الدين، لنساء ولرجال، فقد روي عن ام المؤمنين عائشة أكثر من مائتين وسبعبن حديثا أوردها الشيخان، ومعلوم أن جامعي الحديث كلهم كانوا رجالا، كما أخذ الفقيه سعيد بن المسيب العلم عنها مباشرة، وليس من كتب كتبتها.
ما سبق أمثلة لا حصرا، لتبيان أن دور المتنطعين (ومسماهم المعاصر:المتشددين) في الصد عن منهج الله، لا يقل ضررا عن معاديه.