قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن المشاهد التي بثتها سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– هي نموذج وجزء بسيط من المعارك التي تجري على الأرض بمدينة  رفح (جنوبي قطاع غزة).

وكانت سرايا القدس بثت مشاهد من استهداف مقاتليها دبابتين إسرائيليتين جنوبي حي تل السلطان غربي مدينة رفح، وأظهرت المشاهد وجود 3 آليات عسكرية إسرائيلية حيث جرى استهداف دبابتين بقذائف "آر بي جي" (RBG) رغم سماع عيارات نارية رشاشة بشكل مكثف في المكان.

وأوضح الفلاحي -خلال تحليل للمشهد العسكري في غزة- أن استهداف سرايا القدس لهذه الآليات يعطي صورة مصغرة وجزءًا بسيطا من المعركة التي تجري على الأرض في مدينة رفح التي تشهد قتالا ضاريا منذ 3 أشهر حين بدأ جيش الاحتلال عمليته العسكرية فيها.

وأشار الخبير العسكري إلى أن المنطقة التي جرت فيها العملية ظهرت مدمرة بشكل كبير، وهو ما يعني صعوبة بقاء قوات الاحتلال فيها، لكونها مكشوفة ويصبح الجيش ومعداته أهدافا سهلة بالنسبة لقوى المقاومة.

ولفت كذلك إلى أن هذه المناطق المدمرة، يسهل على القوى المدافعة فيها عملية التسلل والاختفاء، وكذلك الوصول إلى الأهداف بسهولة، كما يمكن فيها استخدام الأسلحة مثل الآر بي جي الذي ظهر في المشاهد بشكل سهل وفعال.

معارك محتدمة

وفي معرض تأكيده على أن هذه المشاهد تظهر جزءا بسيطا من المعركة في مدينة رفح، أشار الفلاحي إلى احتدام المعارك في هذه المدينة التي كان قادة جيش الاحتلال يتحدثون عن حاجتهم إلى 3 أسابيع كحد أقصى لإنجاز مهمتهم فيها، بينما تمر 3 أشهر دون تحقيقهم أي هدف للعملية.

وأرجع الخبير العسكري ذلك إلى فشل قوات الاحتلال في السيطرة على جميع مناطق المدينة في وقت واحد لاتساعها وكونها مناطق مبنية، وكذلك حجم الخسائر الكبير الذي تكبده جيش الاحتلال جراء انتشاره داخل المدينة مما يعني دخوله في حرب استنزاف.

وأضاف الفلاحي كذلك أنّ جيش الاحتلال يجبَر بين الفينة والأخرى تحت وقع ضربات المقاومة القوية على الانسحاب إلى محور فيلادلفيا ثم محاولة التوغل مرة أخرى في مناطق مختلفة بالمدينة وخاصة حي تل السلطان.

ويشهد حي تل السلطان برفح ومحيطه عمليات نوعية متزايدة لفصائل المقاومة وفي مقدمتها  كتائب القسام وسرايا القدس -الجناحان العسكريان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي- إضافة إلى عمليات مشتركة للفصيلين المقاومين ضد الاحتلال.

ومنذ بدء العملية البرية الواسعة لجيش الاحتلال في القطاع أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تبث فصائل المقاومة مشاهد لاستهداف مقاتليها آليات الاحتلال في مختلف محاور التوغل، وتنوعت بين ضرب دبابات بقذائف مضادة للدروع وتفجير أخرى بعبوات ناسفة، ونصب كمائن ناجحة.

كما شملت العمليات استهداف قوات راجلة إسرائيلية بقذائف مضادة للتحصينات، إضافة إلى عمليات القنص والاشتباك المباشر، والإغارة على مقار قيادة لعمليات الاحتلال بمناطق مختلفة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جیش الاحتلال سرایا القدس الاحتلال فی

إقرأ أيضاً:

الفلاحي: عملية اللنبي تمثل خرقا أمنيا واستخباريا كبيرا للاحتلال

أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي أن العملية التي نفذت قرب معبر اللنبي (جسر الملك حسين) بين الأردن والضفة الغربية، تشكل خرقا أمنيا واستخباراتيا كبيرا للاحتلال الإسرائيلي، وشدد على أهميتها من حيث التوقيت والمكان الجغرافي.

وكان 3 إسرائيليين قتلوا بإطلاق نار قرب معبر جسر الملك حسين، في عملية هي الأولى من نوعها منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتصاعد الاعتداءات في الضفة المحتلة.

وقال العقيد الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري في غزة والضفة- إنه رغم كل الترتيبات الأمنية والاستنفار الذي قامت به إسرائيل طوال الفترة الماضية، استطاع المنفذ -وهو سائق شاحنة أردني- أن يقوم بالعملية، مشيرا إلى أن مثل هذه العمليات المنفردة يصعب السيطرة عليها لا من طرف الأردن ولا من طرف الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أن التخطيط للعملية التي نفذت قرب جسر الملك حسين تم بشكل منفرد لا يمكن كشفه من قبل الأجهزة الأمنية، وهو ذاته ما وقع مؤخرا عند حاجز أمني شرق معبر ترقوميا العسكري غرب الخليل جنوب الضفة الغربية، وأسفر عن مقتل 3 من أفراد شرطة الاحتلال وقوات حرس الحدود الإسرائيلية.

وبنظر العقيد الفلاحي، فإن العملية لها دلالاتها من حيث التوقيت والمكان، فالجيش الإسرائيلي من حيث التوقيت يمر بمأزق كبير جدا، بدليل أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قدمت توصيات تدعو لوقف الحرب في قطاع غزة وإعادة بناء وهيكلة الجيش حتى يمكنه مواجهة التهديدات القادمة من مختلف الجبهات، الجبهة الشمالية مع لبنان، والضربة الإيرانية المرتقبة.

ومن حيث دلالة المكان، فقد كانت المنطقة التي نفذت فيها العملية هادئة نسبيا طوال الفترة الماضية، وبالتالي فإن الضربة هذه المرة جاءت من جبهة لم تتوقعها إسرائيل وجيشها، وذكر العقيد الفلاحي أن قطاعات شبه متكاملة تعمل في هذه المنطقة، ويتعلق الأمر بقيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، وتتألف من الفرقة 877 والفرقة 340 والفرقة 98 التي تقاتل في غزة.

ويتوقع العقيد الفلاحي حدوث عمليات أخرى ضد الاحتلال الإسرائيلي في الفترة المقبلة، وقال إن الأجهزة الأمنية في إسرائيل تتوقع من جهتها استمرار مثل هذه العمليات، في ظل استمرار حربهم على قطاع غزة والمجازر التي يرتكبونها هناك.

ويذكر أن هيئة البث الإسرائيلية كانت قد أفادت -نقلا عن مسؤولين أمنيين- بأن منفذ عملية إطلاق النار في المعبر مواطن أردني يدعى ماهر الجازي، وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار عليه مما أدى إلى مقتله.

مقالات مشابهة

  • حماس: عملية الدهس قرب رام الله رد طبيعي على إجرام الاحتلال بغزة والضفة
  • سرايا القدس: نخوض معارك ضارية مع قوات العدو في مخيم طولكرم
  • سرايا القدس تنظّم عرضا عسكريا بجنين
  • من غزة إلى صنعاء.. سرايا القدس تنشر فيديو مثير يظهر شعار “أنصار الله” على أنقاض القطاع ويشيد بدور اليمن في دعم المقاومة الفلسطينية
  • ما وراء نشر سرايا القدس فيديو ” من غزة إلى صنعاء مقاومة حتى القدس” ؟؟
  • سرايا القدس تنشر مقطعا مصورا بعنوان من غزة إلى صنعاء مقاومة حتى القدس (فيديو)
  • السوداني يؤكد على أهمية إنجاز المشاريع التي تعمل فيها الشركة في العراق
  • الفلاحي: عملية اللنبي تمثل خرقا أمنيا واستخباريا كبيرا للاحتلال
  • سرايا القدس تثمن دعم واسناد القوات المسلحة اليمنية
  • كيف اختير السنوار رئيسا لحماس وما التغييرات التي شهدتها الحركة؟