مجازر إسرائيلية وحرب إبادة شاملة بشراكة غربية وعربية
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
تجاوزت القوى الاستعمارية الغربية – وفي مقدمتها أمريكا – والأنظمة العربية المطبعة العميلة، دور الحاضنة الراعية والداعمة للكيان الإسرائيلي، إلى القيام بدور الشراكة الفعلية المباشرة، في جرائمه ومجازره، وحرب الإبادة الجماعية الوحشية المتصاعدة، بحق المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، ومثلما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، شراكتها المطلقة ودعمها المطلق، لآلة القتل والإبادة الصهيونية الإجرامية، لم تتحرج أنظمة العمالة والتطبيع والنفاق، عن توظيف وتسخير كل إمكاناتها وأموالها وقدراتها، من أجل حماية ودعم وإسناد الكيان الإسرائيلي الغاصب، سواء على مستوى كسر الحصار الاقتصادي، الذي فرضته اليمن على الكيان، حيث سارعت أنظمة العمالة، إلى إقامة جسر بري، يربط بين الإمارات العربية المتحدة والكيان الصهيوني، في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، مرورا بالسعودية والأردن، لتزويد الكيان بكل احتياجاته الغذائية والتموينية والعسكرية، كما لم تتوان على مستوى توفير الحماية للكيان، عن اعتراض وإسقاط الصواريخ والمسيّرات، العابرة مجالها الجوي، نحو الأهداف الاستراتيجية، في عمق الكيان المحتل، معلنة إغلاق مجالها الجوي، أمام صواريخ ومسيّرات محور الجهاد والمقاومة، وفي الوقت نفسه، لا تتردد تلك الأنظمة العربية العميلة، عن فتح مجالها الجوي وكافة أراضيها، للكيان الإسرائيلي المحتل الغاصب، ليقوم بتنفيذ عمليات الاغتيالات الإجرامية، والمجازر الوحشية الهمجية، بحق المدنيين من شعوب محور المقاومة.
على مدى 10 أشهر، من العدوان على غزة، ارتكب العدو الإسرائيلي، آلاف المجازر الجماعية الوحشية المروعة، بحق المدنيين الأبرياء العزل، ولا غرابة إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية وأخواتها، قد وقفت ذلك الموقف الداعم والمشارك للكيان الإسرائيلي المحتل، لأن ذلك هو الوضع الطبيعي، لقاعدة التخادم الوظيفي، بين قوى الإجرام الاستعمارية العالمية، حيث تخوض قوى الاستكبار والشر والكفر، معركتها المصيرية ضد الإسلام والمسلمين، التي يخوضها أبناء قطاع غزة، نيابة عن الأمة الإسلامية كلها.
لكن ما يؤسف له، هو موقف أنظمة العمالة والنفاق والتطبيع، التي لم تكتف بخذلان قضية فلسطين أرضا وإنسانا، بل سارعت إلى تبني موقف ورؤية وعقيدة، الكيان الإسرائيلي الإجرامي المحتل، بتحريم وتجريم كل فعل جهادي مقاوم، وتصنيف حركة حماس في قائمة الإرهاب، والزج بممثليها – الذين كانوا ضيوف الملك – في السجون، تلبية لرغبة الأمريكي والإسرائيلي، ولولا مواقف هذه الأنظمة العميلة، لما تمادى المجرم الإسرائيلي، في ارتكاب هذا الكم الهائل، من المجازر الجماعية المروعة، والاستمرار في حرب الإبادة والتطهير العرقي الشامل، بحق المدنيين في مخيمات النزوح، ومدارس وأماكن اللجوء، التي حددها لهم سلفا، بوصفها مناطق آمنة، ولولا انحياز تلك الأنظمة النفاقية، إلى صف الكيان الإسرائيلي القاتل، لما بلغ عدد الضحايا، هذا الرقم المهول، ولما تمادى في صلفه وإجرامه ومجازره الوحشية، ولما تغنى على الأشلاء المتناثرة، وجثث الأطفال المتفحمة، مبتورة الأطراف مقطوعة الرؤوس.
إن شراكة الأمريكي للكيان الإسرائيلي، في حربه الظالمة، ضد أبناء قطاع غزة، ما كانت لتصبح بهذا الشكل الفج، وهذه الصورة من الصلف والقبح، لولا شراكة أنظمة العمالة والتطبيع والنفاق، وخاصة الدول الأربع، التي أشار إليها سماحة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، في كلمته الأسبوعية، الخاصة بتطورات العدوان على غزة، الخميس 3 صفر 1446 – الموافق 8/ 8/ 2024م، حيث أصبحت تلك الأنظمة العميلة – المشار إليها – بالنسبة للكيان الإسرائيلي المجرم، بمثابة يده الطولى في المنطقة، خاصة بعد انحيازها المعلن إلى جانبه، ودعمها المطلق لحربه الظالمة، ومشاركتها الفعلية في تنفيذ جرائمه الوحشية، ومجازره وحرب الإبادة الشاملة، بحق أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم، وتفعيل مشاركتها على نطاق واسع، عسكريا واستخباريا ولوجستيا واقتصاديا وسياسيا، وهي بذلك لا تقل إجراما وخبثا وفسادا، عن سيدها الإسرائيلي، إن لم تكن أسوأ وأقبح وأخبث منه.
وهنا يجب على الشعوب العربية والإسلامية جمعاء، وفي مقدمتها الشعوب المحيطة بفلسطين المحتلة، وشعوب الخليج العربي، أن تقول كلمتها الفصل، وأن تستعيد دورها الإسلامي الريادي والحضاري، وأن تتحرر من قبح وإجرام أنظمتها الاستبدادية، وتتبرأ من دماء أطفال ونساء وأهالي قطاع غزة، وأن تمسح عن وجهها، ما حاولت أنظمتها الحاكمة المستبدة، إلحاقه بها، من عار العمالة والنفاق والتطبيع، لأن ذلك هو الموقف اللائق بها، القائم بشرفها في الدنيا والآخرة، ومن لم يتحرك بعد كل هذا، فلينتظر وصول الدور إليه، لأن الخطة الاستعمارية لم تستثن أحدا، واستراتيجية العدو الإسرائيلي، مفتوحة على الوطن العربي أولا، ثم العالم بأكمله ثانيا، لاستعادة ما يسمى مجد إسرائيل، وغايتهم هي محو الجميع ما عدا اليهود، ولا فرق عندهم بين عميل أو عدو، “فالمسلم الجيد، هو المسلم الميت”، حسب العقيدة اليهودية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بتمويلات أوروبية وعربية.. بناء أكبر مزرعة رياح في أفريقيا بمصر
أعلن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية عن ترتيب قرض مشترك بقيمة 275 مليون دولار أمريكي لبناء وتشغيل أكبر مزرعة رياح في أفريقيا، في إطار مساعيه لتعزيز الطاقة المتجددة وتقنيات الكربون المنخفض في مصر.
تمويل مزرعة الرياح الجديدةويتألف القرض المشترك البالغه قيمته 275 مليون دولار أمريكي المقدم لمشروع محطة رياح السويس للطاقة، من 200 مليون دولار كقرض من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، و75 مليون دولار كقرض من الفئة "ب" من البنك العربي وشركة ستاندرد تشارترد.
ويشارك في تمويل مزرعة الرياح الجديدة كل من البنك الأفريقي للتنمية، ومؤسسة التمويل التنموي البريطانية للاستثمار الدولي، ومؤسسة التمويل التنموي الألمانية، وصندوق أوبك للتنمية الدولية، والمؤسسة العربية للاستثمارات البترولية.
مزرعة رياح خليج السويسوستبلغ قدرة مزرعة الرياح الواقعة في منطقة خليج السويس 1.1 جيجاوات، وستوفر طاقة نظيفة ومتجددة بتكلفة أقل من تكلفة التوليد التقليدي للطاقة. ومن المتوقع أن تولد المزرعة الجديدة أكثر من 4300 جيجاوات من الكهرباء سنوياً، وتقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية بأكثر من 2.2 مليون طن، مما يساعد البلاد على تطوير قطاع طاقة يتماشى مع التزاماتها بموجب اتفاقية باريس.
والبنك الأوروبي هو شريك التنمية الرئيسي في محور الطاقة ضمن برنامج "نوفي" الذى يهدف إلى تحقيق التكامل بين الماء والغذاء والطاقة والذى تم الإعلان عنه في مؤتمر المناخ "كوب27". ويعتبر هذا المشروع أول محطة توليد طاقة بالرياح يتم تطويرها في إطار برنامج "نوفي"، ومن شأنه أن يساهم في الوصول إلى هدف 10 جيجاوات من الطاقة المتجددة التي حددها برنامح "نوفي" ويساعد الحكومة المصرية على خفض نسبة الكربون من قطاع الطاقة الذي يهيمن عليه استخدام الوقود الإحفوري، وتحقيق أهداف الطاقة المتحددة.
وتعتبر شركة رياح السويس للطاقة مشروعاً خاصاً مملوكاً بشكل مشترك لشركة أكوا باور (مطور ومستثمر دولي يمتلك ويدير محفظة من محطات توليد الطاقة وتحلية المياه) وشركة HAU Energy (منصة أسهم الطاقة المتجددة التي تم إنشاؤها مؤخراً والتي يستثمر فيها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية إلى جانب شركة حسن علام للخدمات العامة وشركة ميريديام أفريقيا للاستثمارات).
طموحات مصر للطاقة المتجددةوبهذه المناسبة صرحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر لدى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية قائلة: "تعتزم مصر المضي قدُمًا في تحقيق طموحها من الطاقة المتجددة والوصول بها إلى 42% بحلول عام 2030 وفقًا للمساهمات المُحددة وطنيًا NDCs، ومن خلال شراكتنا مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية كشريك تنمية رئيسي ضمن محور الطاقة ببرنامج "نُوَفِّي"، يتم حشد التمويلات المختلطة التي تُسهم في جذب استثمارات القطاع الخاص للطاقة المُتجددة في مصر. وحتى الآن تم تدبير التمويلات لمشروعات بقدرة 4.7 جيجاوات والعمل مستمر من أجل إنجاز مستهدفات البرنامج لخفض استهلاك مصر من الوقود والتوسع في مشروعات الطاقة النظيفة".
بدورها قالت نانديتا بارشاد، مديرة مجموعة البنية التحتية المستدامة في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية: "يفخر البنك الأوروبي بتمويل مزرعة الرياح الرئيسية التي تبلغ قدرتها 1.1 جيجاوات في خليج السويس مع شركائنا أكوا باور وHAU Energy، لأن هذا المشروع هو إضافة مهمة لقدرة مصر على إنتاج الطاقة المتجددة، كما أنه يعزز مكانة البنك الأوروبي كممول رئيسي للتحول الأخضر ويساعد أكبر اقتصاد في إفريقيا على تحقيق أهدافه الطموحة في مجال الطاقة الخضراء".
مصر و البنك الأوروبي لإعادة الإعمارومصر هي عضو مؤسس في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، الذي استثمر منذ بدء عملياته في ذلك البلد في عام 2012، ما يقرب من 13.3 مليار يورو في 194 مشروعاً في جميع أنحاء البلاد. وتشمل مجالات استثمار البنك في مصر القطاعات المالية والنقل والأعمال الزراعية والتصنيع والخدمات، فضلاً عن مشاريع البنية الأساسية في قطاعات الطاقة والمياه البلدية وخدمات الصرف الصحي.
البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية
البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بنك متعدد الأطراف يشجع مبادرات القطاع الخاص وريادة الأعمال في أكثر من 36 اقتصاداً عبر 3 قارات. البنك مملوك لـ 73 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وبنك الاستثمار الأوروبي. تستهدف استثمارات البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أن تجعل الاقتصادات في المناطق التي يستثمر بها تنافسية وشاملة وجيدة الإدارة وخضراء وقادرة على التصدي للتحديات ومتكاملة.