علاقة صداقة جمعت بين الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، والمفكر ادوارد سعيد، بدأت تلك العلاقة نهاية عام ١٩٧٤ واستمرت حتى رحيل الثاني.


حكاية محمود درويش مع ادوارد سعيد

وكشف دوريش في حوار نادر له عن تلك الصداقة قائلا: «تعرفت على ادوارد سعيد في نوفمبر ١٩٧٤ عندما ذهبت مع المرحوم ياسر عرفات ليلقي خطابه الشهير في الأمم المتحدة، هناك قيل لي بوجود نابغة فلسطيني و تعرفت عليه لنصبح منذ ذلك الوقت اصدقاء، لم تنقطع علاقتنا منذ 1974 حتى وفاة ادوارد سعيد ودون تردد فهو من مفاخر الامتياز الفلسطيني على المستوى العالمي، هو ليس كما صوره بعض العرب بانه نتاج ثقافة عربية استطاعت أن تجد ندية في حوارها مع الثقافة العالمية، لا .

.. ادوارد سعيد هو نتاج الثقافة الغربية، واحد كبار نقادها في نفس الوقت وارتباطه بالقضية العربية والفلسطينية هو ارتباط حر بحكم موقعه كمثقف يشعر بالمسؤولية تجاه القضية، لقد كان صوت القضية الفلسطينية بهذا المعنى ليس لأنه من اصل فلسطيني فلو لم يكن فلسطينيا لاتخذ نفس الموقف بحكم وعيه».

وتابع: «بدور المثقف النقدي والمثقف الذي لا يرضى بالمركزية الثقافية والهيمنة السياسية الدولية، ادوارد سعيد ليس معروفا لدى الكثيرين من العرب بماهيته الحقيقية وهو مفكر ادبي كبير وليس معروفا فقط بمقالاته السياسية ودوره في النقد الثقافي وفي تطوير النظرية الادبية الغربية، اساسي ولا يمكن ان تنجو اية كتابة دون ان يكون فيها ادوارد سعيد احد المراجع في النقد الثقافي بدرجة كبيرة نفخر به لأنه يدافع بشكل انتمائي حر ولاختياراته الثقافية الحرة المعبرة عن توتر وانتباه الضمير المثقف لديه وليس لأنه من اصل فلسطيني فحسب، وبهذا كان ادوارد سعيد محاربا على جبهة صعبة جدا، خصومه كثيرون ولكنه انتصر بسلاح الفكر لثقافته الموسوعية والتزامه بقضايا العالم الثالث في التحرر وعلى رأسها القضية الفلسطينية».

من هو محمود درويش؟

محمود درويش، أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، ويعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه، في شعر درويش يمتزج الحب بالوطن وبالحبيبة الأنثى، وقام بكتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها في الجزائر.

اعتقل محمود درويش من قبل السلطات الإسرائيلية مرارًا بدءًا من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي وذلك حتى عام 1972 حيث توجه إلى الاتحاد السوفيتي للدراسة،  وانتقل بعدها لاجئًا إلى القاهرة حيث عمل في جريدة الاهرام في ذات العام حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية،  ثم لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، علمًا أنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجًا على اتفاقية أوسلو. كما أسس مجلة الكرمل الثقافية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محمود درويش ياسر عرفات ثقافة عربية محمود درویش

إقرأ أيضاً:

فوتومونتاج.. وسوسة الشيطان مخطط تصفية القضية الفلسطينية ورسم الشرق الأوسط الجديد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مقالات مشابهة

  • فاروق جويدة: النزاعات ببعض البلدان العربية تؤثر سلبًا على القضية الفلسطينية
  • إرثٌ من الشّعراء والشّهداء: شهادة تذكارية للشاعر الإرتري- السوداني عبد الحكيم محمود الشيخ
  • مصر: نرفض أي طرح من شأنه تصفية القضية الفلسطينية
  • مصر: نرفض التهجير ولن نشارك في تصفية القضية الفلسطينية
  • «إذا وعد أخلف».. كيف كشفت القضية الفلسطينية الوجه الآخر لـ ترامب؟!
  • حنان مطاوع: القضية الفلسطينية وجع مستمر ولن نقبل بالتهجير
  • أبو مازن يصل العاصمة الأردنية للقاء الملك عبد الله لبحث آخر تطورات القضية الفلسطينية
  • الخارجية الصينية ترد على تصريحات ترامب بشأن غزة: ندعو لإعادة القضية الفلسطينية للمسار الصحيح
  • فوتومونتاج.. وسوسة الشيطان مخطط تصفية القضية الفلسطينية ورسم الشرق الأوسط الجديد
  • نسائم الإضاءة وستائر الدهشة.. حوارات مع الشاعر الفلسطيني محمد حلمي الريشة