السينما الإماراتية المشتركة.. ثراء المشهد وجرأة الطرح
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
توجه عدد من المخرجين والمنتجين والممثلين الإماراتيين في الآونة الأخيرة إلى تنفيذ أفلام مشتركة، يلعب بطولتها ممثلون من الإمارات والسعودية ومصر وعُمان واليمن، الأمر الذي أسهم في تقديم نوعية مختلفة من الاعمال بالسينما الإماراتية المشتركة، التي أثرت المشهد الفني بأعمال غنية في المضامين، تنوعت بين الاجتماعي والتراجيدي و«الأكشن» والكوميدي، محققة صدى في صالات السينما ورواجاً وانتشاراً كبيرين بعد عرضها على المنصات الرقمية.
تبادل الثقافات
المخرج الإماراتي محمد سعيد حارب الذي عُرض له منذ فترة، في صالات السينما وعلى إحدى المنصات الرقمية، فيلمه الروائي الطويل الثاني «ملك الحلبة»، وهو عمل إماراتي سعودي مصري مشترك، ويُعتبر من نوعية أفلام «الأكشن» والمصارعة، أكد أن مثل هذه الأعمال تسهم في تبادل الثقافات واكتساب الخبرات، والتعلم من مدارس فنية مختلفة.
وأوضح أنه لا يزال حتى الآن يحصد ردود أفعال إيجابية على قصة الفيلم وسرده لموضوع عائلي وشبابي، وذلك منذ عرضه في مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، وبعد عرضه في صالات السينما، وكذلك بعدما حصلت إحدى المنصات على حقوق عرضه، لافتاً إلى أن أهم ما يميز الفيلم أنه يستعرض فكرة عدم الاستسلام والسعي لتحقيق الأحلام وتطوير الذات وتعلّم كيفية الخروج من المآزق، من خلال قصة الشاب الطموح «مصعب»، يجسده الممثل ياسين غزاوي، والذي يحلم بأن يصبح بطل مصارعة.
نقلة نوعية
أشار حارب إلى أن «ملك الحلبة» يمثل له نقلة فنية نوعية في حياته المهنية، لاسيما أن العمل ضم نخبة من الممثلين من الإمارات والسعودية ومصر، منهم ياسين غزاوي، محمد لطفي، شادي الفونس، حكيم جمعة، سلمى أبو ضيف، مهيرة عبد العزيز، عزام النمري، تركي الكريديس، فيصل كردي، عزام النمري وسناء بكر يونس، الأمر الذي جعله يتعاون كمخرج مع ثقافات فنية مختلفة.
وذكر أن مثل هذه الأعمال المشتركة الضخمة التي تتولى إنتاجها «إيمج نيشن - أبوظبي»، تسهم في اكتساب المعرفة وتطوير الذات.
حضور قوي
المخرج الإماراتي راكان الذي تولى منذ فترة إخراج فيلم «عياض في الرياض» مع الممثل السعودي محمد العيسى، كما نفذ سابقاً «ضحي في أبوظبي»، و«ضحي في تايلاند» مع الفنان المصري الراحل حسن حسني، و«الإمبراطور» مع الممثل المصري عبد الله مشرف، أكد أن الأعمال السينمائية المشتركة خطوة مميزة نحو ترسيخ حضور السينما الخليجية القوي في دور العرض والمنصات الرقمية، وقال إن الأعمال المشتركة تستعرض قضايا اجتماعية وشبابية تلامس الواقع، وتصل إلى الآخر، كاسرة للحدود، خصوصاً مع مشاركة أبطال من دول خليجية وعربية مختلفة، موضحاً أنه تشرف خلال مسيرته بأن يتعاون مع نخبة من عمالقة الكوميديا في مصر من خلال سلسلة «ضحي»، إلى جانب سعادته بأن يكون جزءاً من العمل السينمائي المشترك بين الإمارات والسعودية «عياض في الرياض»، بإخراج وإنتاج إماراتي، وبمشاركة نخبة من الممثلين السعوديين، الأمر الذي أعطى ثراءً للفيلم.
توجه مختلف
يرى الممثل الإماراتي منصور الفيلي، الذي شارك في بطولة الفيلم العربي المشترك «ظلال مهجورة» الذي تم تصويره في أبوظبي، مع كل من رشيد عساف، حورية فرغلي، حسن عبد الفتاح، نادين خوري، وعبير اليوسف، وهو فكرة وإخراج مجد طالب الحجلي، كما شارك في بطولة الفيلم الإماراتي الخليجي المشترك «شباب شياب» مع سعد الفرج وسلوم حداد ومرعي الحليان وفؤاد علي، إخراج ياسر الياسري، أن الأعمال العربية والعالمية المشتركة تسهم في اكتساب الخبرات والثقافات الفنية المختلفة، التي تؤهل الممثل أن يكون لديه من الإمكانات لتجسيد مختلف الأدوار، والوقوف أمام الكاميرا العربية والعالمية، والخروج من «قفص المحلية».
وقال: رغم مشاركتي في العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية العربية، إلا أن توجهي في السينما كان مختلفاً، فكنت أضع تركيزي وأسعى بشكل مستمر على المشاركة في أفلام هندية وعالمية وإماراتية خليجية عربية مشتركة لكي أحقق الانتشار الخارجي، لاسيما أن السينما تساعد على الانتشار الأكبر بحكم توزيعها في مختلف أنحاء العالم، وطالما أن لدي من الإمكانات التمثيلية واللهجات التي تؤهلني لذلك، فلم يكن لدي أي مخاوف من الموافقة على هذه المشاركات المتميزة.
«مالَك صلاح»
المخرج الإماراتي الشاب محمد العبادي يخوض أولى تجاربه الإخراجية في عالم الأفلام الروائية الطويلة، بفيلم «مالَك صلاح»، وينافس في الموسم السينمائي الصيفي لهذا العام، وهو عمل إماراتي خليجي مصري مشترك، سيناريو وحوار شريف عادل، وبطولة إبراهيم المريسي ويحيى إبراهيم وأحمد خشبة ومصطفى بسيط ونيرمين ماهر.
أحدث الإنتاجات
يُعتبر «العيد عيدين» أحدث الإنتاجات السنيمائية الإماراتية السعودية المشتركة، وعُرض في صالات السينما المحلية والخليجية، من إنتاج «إيمج نيشن - أبوظبي»، وشارك في بطولته كل من: الممثلة الإماراتية ميرة المدفع والممثل السعودي فهد البتيري والممثل المصري شادي ألفونس، للكاتبة الإماراتية سارة الصايغ والمخرجة الإماراتية ميثة العوضي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السينما الإماراتية الأفلام الإماراتية محمد سعيد حارب راكان صناعة السينما الإنتاج السينمائي فی صالات السینما
إقرأ أيضاً:
المرأة الإماراتية تعزز حضورها بإنجازات فارقة في 2024
شكّلت المرأة الإماراتية جزءاً أصيلاً في أبرز الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات خلال 2024، الذي شهد تعاظم حضورها ودورها في شتى الميادين.
وحفل العام الجاري، بالعديد من الشواهد على نجاح سياسة تمكين وبناء قدرات المرأة الإماراتية، ومن أبرزها تقدم الدولة إلى المرتبة السابعة عالميا واحتفاظها بالمركز الأول إقليمياً في مؤشر المساواة بين الجنسين 2024، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وعززت المرأة نسبة حضورها في التشكيل الحكومي للإمارات بعد تعيين سناء سهيل وزيرة للأسرة، وذلك بعد استحداث وزارة الأسرة أخيراً.
وأصدرت الإمارات السياسة الوطنية لتعزيز صحة المرأة، التي تهدف إلى إعداد إطار وطني متعدد القطاعات يضمن حصول المرأة على أعلى مستويات خدمات الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية والتأهيلية طوال مراحل حياتها في الدولة.
وترسيخاً لدور المرأة في مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة أصدرت وزارة الاقتصاد قراراً وزارياً ينصّ على ضرورة تخصيص مقعد واحد على الأقل للمرأة في مجالس إدارة الشركات المساهمة الخاصة في الإمارات، وذلك بعد انتهاء ولاية المجالس الحالية.
ويندرج القرار الذي سيطبق في يناير (كانون الثاني) 2025، ضمن إستراتيجية وطنية شاملة لتمكين المرأة اقتصادياً، وتعزيز التنوّع في بيئة الأعمال.
وفي ذات السياق، أبرمت وزارة الاقتصاد والاتحاد النسائي العام، مذكرة تعاون، بشأن تعزيز التواصل وتوحيد الجهود المشتركة بين الطرفين، للارتقاء بملف التمكين الاقتصادي وتعزيز دور المرأة في مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة، والذي يعد أحد جوانب تميز النموذج الإماراتي الملهم في تمكين المرأة.
ونصت الاتفاقية على تشكيل لجنة مشتركة لدراسة جوانب التحسين ووضع الخطط الاستباقية، لرفع نسبة تواجد رائدات الأعمال في الأنشطة التجارية، وتوحيد جهود الطرفين في المجالات التي تمثل مساحة مشتركة في اهتماماتهما، لاسيما في الجانب الإعلامي لإبراز جهود دولة الإمارات في دعم المرأة اقتصادياً على المستويين المحلي والإقليمي.
وأطلق الاتحاد النسائي العام الدفعة الثانية، من برنامج التمكين الاقتصادي للمرأة "نبني للاستدامة"، في إطار سعيه المستمر لبناء قدرات المرأة الإماراتية في المجالات المختلفة ومنها المجال الاقتصادي، وذلك إيماناً منه بدورها الحيوي في مسيرة التنمية الاقتصادية والمجتمعية التي تعد أحد المرتكزات الأساسية لتوفير مقومات الحياة الكريمة لها.
ويستهدف البرنامج الفتيات والسيدات الراغبات في ريادة الأعمال والبدء في مشاريع صغيرة ومتوسطة وصاحبات المشاريع القائمة والراغبات في تطوير مشاريعهن.
وشهدت الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات 2024، توقيع اتفاقية تعاون بين مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية ومجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، التي تهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الطرفين لدعم مشاركة المرأة الإماراتية في القطاع الخاص من خلال مبادرات وبرامج مشتركة.
ووفقا لأحدث البيانات الرسمية خلال 2024، مثلت النساء في الإمارات نحو 70% من خريجي الجامعات في الدولة، و46% من سوق العمل بصفة عامة و68% في القطاع الحكومي، كما شغلت ثلث المناصب الوزارية تقريباً، و50% من مقاعد المجلس الوطني الاتحادي.