ينتظر ساقين صناعيتين.. فتى غزّي أقعدته غارة إسرائيلية ولم تقتل أحلامه
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
نشرت صحيفة "إلباييس" الإسبانية تقريرا يصف معاناة الفتى الفلسطيني نزار المنسي، الذي فقد ساقيه وبات قعيدا على كرسي متحرك جراء قصف إسرائيلي على مخيم المغازي وسط قطاع غزة في أبريل/نيسان الماضي، لكنه لم يتخل عن أحلامه.
في تقريرها بعنوان "من قنابل غزة إلى مدريد.. آمال الفلسطيني نزار في المشي مجددا"، قالت الصحيفة إن الفتى الغزّي (17 عاما) موجود حاليا في مدريد بعد أن نُقل مع قصّر آخرين من مصر إلى إسبانيا للعلاج.
وأضافت أن نزار من بين 14 قاصرا أجلتهم إسبانيا مع أقاربهم للعلاج وتم توزيعهم على 5 مناطق بينها مدريد، مشيرة إلى أن الخطة الأصلية كانت تقضي بإجلاء القصر من قطاع غزة، ولكن لاستحالة ذلك بعد إغلاق معبر رفح، اضطرت السلطات لتفعيل خطة بديلة تكتفي بنقل المصابين والمرضى ممن تم إجلاؤهم إلى مصر.
وقالت وزارة الصحة الإسبانية إن من تم إجلاؤهم يتلقون المساعدة في المجالات المدرسية والاجتماعية والاقتصادية طيلة إقامتهم التي تقدر مدتها بثلاثة أشهر، قد تمدد حسب تطور حالاتهم النفسية والجسدية.
ونقلت إلباييس عن نزار قوله أثناء وجوده في مكتب "مؤسسة الهيئة الكاثوليكية الإسبانية للمهاجرين"، التي تشارك في خطة لإجلاء وعلاج القصر المصابين في الحرب الإسرائيلية على غزة، "كل عام نُقصف ويقتل كثيرون. كنت أعرف أنني قد أكون أحدهم".
وروى الفتى الفلسطيني كيف أصيب في الغارة الإسرائيلية التي استشهد فيها 11 شخصا بينهم أحد أشقائه، وكيف قرر الأطباء بتر ساقيه المصابتين.
حكى نزار وقد ارتدى قميصا أحمر ووشاحا بألوان العلم الفلسطيني، "استفقت بعد 9 أيام ووجدت نفسي في المستشفى.. حاولت الاحتجاج، لكن كان عليهم المضي في البتر".
تغطية صحفية: الفتى نزار المنسي ارتقى شقيقه وبترت قدماه بعد تعرضهما لقصف في مخيم المغازي… والدته: "بدي أشوفه بمشي على رجليه… بكفي فقدت أخوه". pic.twitter.com/M9UeMuTyXh
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 28, 2024
الرحلة للمغازيوجاء في تقرير الصحيفة الإسبانية أن نزار المنسي كان في مدينة غزة، لكنه توجه إلى مخيم المغازي القريب من دير البلح للبحث عن الأكل بطلب من والده.
روى الفتى الفلسطيني كيف سار تحت حراب بنادق الجيش الإسرائيلي ودباباته حاملا حقيبة صغيرة على ظهره ورافعا يديه وقد أمسك في إحداهما وثائق هويته وفي الأخرى راية بيضاء ربما حمته من الرصاص، لكن لا من شتائم الجنود وتهديدات القتل.
كان الوضع في المغازي أفضل قليلا فحسب، فقد أطبق الحصار على كل القطاع، والمخيم نفسه كان مسرحا لبعض أسوأ الغارات، وقد قتل في إحداها أواخر العام الماضي 70 غزّيا.
وقال نزار المنسي الذي رافقته أمه وأخوه الأصغر إلى إسبانيا، "كنا نقضي أسابيع كاملة لا يكاد يصلنا شيء"، مضيفا "عانت أمي الأمرين. كانت متوترة بعد وصولنا إلى إسبانيا بسبب اللغة والأكل والثقافة، لكنها استعادت سكينتها بمرور الوقت".
البقاء أم العودة؟نقلت إلباييس عن آلدا ريكاس مستشارة وزيرة الصحة الإسبانية أن بعض الغزّيين ممن تم إجلاؤهم إلى إسبانيا يرغبون في العودة إلى مصر لوجود أقارب لهم ما زالوا عالقين في غزة ويريدون البقاء قريبين منهم، ولكن هناك من يريد المكوث في إسبانيا التي سمحت لمن أجلتهم بطلب اللجوء.
ولم يستقر نزار على رأي بعد، فهو يشعر بالراحة في إسبانيا، لكنه يشتاق إلى بيته ويرغب في العودة إلى غزة في مرحلة ما.
الأسبوع القادم قد يكون حاسما في حياة نزار المنسي، إذ تنتظره عملية جراحية هي أول خطوة على طريق تزويده بساقين صناعيتين، بما يصاحب ذلك من علاجات تأهيلية على أمل أن يستعيد بعدها قدرته على المشي.
رغم كل ما حدث، لم ينسَ الفتى هواياته، وهو يرغب في استئناف السباحة وكرة القدم، ويحلم أيضا بأن يصبح لاعب ألعاب فيديو وينشئ قناته الخاصة على منصة يوتيوب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إلى إسبانیا
إقرأ أيضاً:
استشهاد 7 أطفال من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية وحشية
غزة (الأراضي الفلسطينية)«أ.ف.ب»: أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة استشهاد 10 أفراد من عائلة واحدة بينهم سبعة أطفال بعدما استهدفت غارة إسرائيلية الجمعة منزلهم في شمال القطاع.
وبعد نحو 14 شهرا على بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، لا تزال أعمال العنف تخيم على القطاع رغم مواصلة وسطاء دوليين مساعيهم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وصرّح المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل «هناك 10 شهداء في مجزرة ارتكبها الاحتلال بحق عائلة خلة بعد استهدافهم بقصف جوي على منزلهم في جباليا النزلة»، مضيفا أن «جميع الشهداء من العائلة نفسها، بينهم 7 أطفال أكبرهم في عمر 6 سنوات». وأشار بصل إلى أن 15 شخصا آخرين أصيبوا في الغارة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الحصيلة التي أوردها الدفاع المدني «لا تتطابق مع المعلومات التي في حوزته».
وزعمت القوات الإسرائيلية كذبا أنها «ضربت عددا من المقاومين كانوا يعملون في بنية عسكرية» تابعة لحركة حماس و«كانوا يشكلون تهديدا».
وفي ظل العدوان الإسرائيلي المستمر، ترعى الولايات المتحدة ومصر وقطر مفاوضات لوقف الحرب وتأمين إطلاق سراح العشرات من الأسرى الإسرائيليين. والثلاثاء أبدت الولايات المتحدة «تفاؤلا حذرا» بشأن احتمالات التوصل لوقف إطلاق النار.
من جهة أخرى أوردت صحيفة إسرائيلية بارزة نقلا عن جنود إسرائيليين يخدمون في غزة عن وقوع عمليات قتل عشوائية للمدنيين الفلسطينيين في ممر نتساريم في القطاع.
ونقلت صحيفة «هآرتس» اليسارية في تقرير عن جنود وضباط قولهم إن القادة مُنحوا سلطة تقديرية غير مسبوقة للعمل في قطاع غزة.
وورد في الشهادات أن القادة أمروا أو سمحوا بقتل نساء وأطفال ورجال عزل في ممر نتساريم، وهو شريط يبلغ عرضه سبعة كيلومترات يمتد من حدود غزة مع إسرائيل وصولا إلى شاطئ البحر، وقد حولت إسرائيل الممر إلى منطقة عسكرية.
ونقل التقرير عن ضابط قوله: إن إحدى الحوادث أعلن إثرها مسؤول عسكري عن مقتل 200 مسلح، بينما «تم تأكيد مقتل 10 نشطاء فقط معروفين بانتمائهم لحماس».
وقال جنود لصحيفة هآرتس إنهم تلقوا أوامر بفتح النار على «أي شخص يدخل» نتساريم.
ونقل جندي عن قائد كتيبة قوله «أي شخص يتجاوز الخط هو إرهابي -- لا استثناءات، ولا مدنيون. الجميع إرهابيون».
كما وصف الجنود كيف حصل قادة الفرق على «صلاحيات موسعة» تسمح لهم بقصف المباني أو شن غارات جوية كانت تتطلب في السابق موافقة من أعلى مستويات الجيش.
وذكرت صحيفة هآرتس أن الجنود الإسرائيليين تحدثوا إليها لأن «الشعب يحتاج إلى معرفة كيف تبدو هذه الحرب في الواقع، وما هي الأعمال الخطيرة التي يرتكبها بعض القادة والجنود داخل غزة»، مؤكدين «إنهم بحاجة إلى معرفة المشاهد غير الإنسانية التي يعيشونها».