بُعبُع “إسرائيل” في الإعلام العِبري..!
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
يمانيون – متابعات
اعتبره الصهاينة وزير دفاع حماس وعقلها المدبِّر، ومهندس “طوفان 7 أكتوبر”، ورجل المواقف الصارمة، الذي لا يساوم في الثوابت الوطنية ولا يقبل التنازلات، وهو مجنون غزة، وكابوس الغرب، وبُعبع “إسرائيل”؛ في نظر العرب الأحرار.. فبما سيُلقّب يحيى السنوار بعد أن أصبح قائداً لـ”حماس”؟
وعلق المحلل والصحفي خليل موسى على إعلان حماس، بالقول: “لم يكن مجرد اختيار، وإنما قنبلة سياسية لـ”إسرائيل”.
صدمة أغسطس
لقد مثَّل إعلان تنصيب يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس، يوم ثلاثاء الـ 6 من أغسطس 2024، مفاجأة غير متوقعة لـ”إسرائيل”، خلفا للقائد الشهيد إسماعيل هنية، الذي اغتيل بعدوان صهيوني في إيران، في الـ31 من يوليو 2024، أثناء زيارته طهران للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان.
إذ تلقت الدوائر السياسية والعسكرية والأمنية والاستخباراتية “الإسرائيلية” صدمة موجعة للمرة الثانية بتعيين عدوها اللدود ومطلوبها الأول، السنوار، قائداً أعلى لحماس، مطلع أغسطس الجاري، بعد صدمة “7 أكتوبر” 2023.
ضربة موجعة
وفق العقيدة السياسية والعسكرية الصهيونية، يشكِّل إعلان اختيار حماس للسنوار ضربة موجعة لـ”إسرائيل” تضعها أمام تحدِّيات مشروع التحرر الوطني الفلسطيني الذي فشلت في إجهاضه.
وإن تنصيب قائد عنيد لا يقبل التنازلات تعد رسائل سياسيّة وعسكرية تشير إلى التصعيد العسكري ضد “إسرائيل”، وتعني في قاموس السنوار أن لا مساومة على نزع سلاح الحركة، وأن سيطرة حماس ستبقى على القطاع في اليوم التالي للحرب.
الصهاينة اعتبروا خطوة حماس، استفزازية تعقِّد عملية التفاوض بشأن إطلاق سراح أسرى “إسرائيل” الـ139 لدى حماس، مُنذ عملية “طوفان الأقصى”، في 7 أكتوبر 2023، وصولا لإنهاء الحرب في غزة.
يقول مؤسس ورئيس مركز “إسرائيل” – فلسطين للبحوث والمعلومات”، غيرشون باسكين:”إن اختيار السنوار شكَّل ضربة موجعة للذين ظنوا أن حماس قد تسمح للآخرين بحكم غزة في اليوم التالي للحرب”.
وأكد الباحث “الإسرائيلي” الجيوسياسي في الشرق الأوسط، ديان شموئيل إلماز، في مقال بصحيفة “غلوبس”، أن انتخاب السنوار رسالة واضحة لـ”إسرائيل” والأنظمة العربية المعتدلة، مفادها بأنه “لا يمكن التوصل إلى تسوية سياسية مع حماس”.
وقالت هيئة البث العبرية: “إن تعيين السنوار رسالة تهديد ومفاجأة لـ “إسرائيل”؛ كونه لا يزال حياً، وأن حماس لا تزال قوية”.
وإذ يؤكد محلّل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، آفي يسخاروف، اختيار حماس الشخص الأخطر، يعتقد محلل الشؤون العربية في إذاعة الجيش “الإسرائيلي”، جاكي خوري، أن الحسم سيكون في الميدان لا عبر الطاولة الدبلوماسية.
ويعتبر الباحث السياسي بـ”مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية”، بشير عبد الفتاح، اختيار السنوار رسالة تصعيدية تعني – بلغة الحركة- مواصلة المقاومة ضد الكيان الصهيوني مع تأكيد عدم التراجع تحت أي ضغط.
وفي نظر الكاتب المختص بالشأن “الإسرائيلي”، إيهاب جبَّارين، أصبح رئيس الحكومة “الإسرائيلية”، بنيامين نتنياهو، في مواجهة ندية مع السنوار الذي يفهم العقلية “الإسرائيلية”، قائلاً: “على المجتمع الصهيوني أن يتحمّل هذه المعادلة”.
قائد لا يقبل التنازلات
وبينما قال المتحدث باسم الجيش “الإسرائيلي”، ريتشارد هيخت: “إن السنوار وجه الشر”، يصفه الضابط “الإسرائيلي” السابق في جهاز الأمن الداخلي ميخا كوبي، الذي استجوبه أكثر من 150 ساعة أثناء اعتقاله، بـالرجل الصارم والأكثر صعوبة وراديكالية، وخالٍ من المشاعر، ولكنه ليس سيكوباتياً، أي ليس مختلا عقلياً.
وأكد الباحث في معهد “مشغاف” للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، البروفيسور كوبي ميخائيل، بالقول: “في ظل تمسك السنوار بمواقفه الصارمة وثوابته الوطنية، وعدم تقديمه أي تنازلات، لن تنجح إسرائيل في القضاء على الحركة، وستعود إلى دور صاحبة السيادة في حكم القطاع”.
وباركت الفصائل الفلسطينية حركة حماس اختيار يحيى السنوار رئيساً لها، بما فيها حركة فتح، التي اعتبرت القرار -على لسان أمين سر لجنتها المركزية، جبريل الرجوب- رداً منطقياً ومتوقعاً على اغتيال الشهيد إسماعيل هنية.
وقال مسؤول العلاقات العربية في حركة الجهاد الإسلامي، رسمي أبو عيسى: “إن اختيار السنوار، وهو المطلوب الأول للكيان، أرسل رسالة للراعي الأمريكي مفادها أن أي محاولة لاغتياله ستضع مفاوضات صفقة الأسرى في طريق مسدود”.
في حين كان الرد “الإسرائيلي” بدعوة وزير خارجيتها، يسرائيل كاتس، بتعجيل تصفية السنوار، قائلاً في تغريدة على منصة “إكس”: “تعيين السنوار على رأس حماس سبب إضافي لتسريع تصفيته، ومحو حماس من الخريطة”.
وفور إعلان اسم السنوار، قال رئيس أركان الجيش “الإسرائيلي”، هيرتسي هاليفي: “إن تغيير مسمى السنوار لا تمنع اغتياله”.
يُشار إلى أن الجيش “الإسرائيلي” رصد مبلغ 400 ألف دولار مكافأة لمن يدلي معلومات عن السنوار الذي لم يظهر علناً مُنذ السابع من أكتوبر الماضي.
رسائل حمساوية
وأعلن القيادي أسامة حمدان، في 6 أغسطس الجاري في تصريح مرئي لوسائل الإعلام ، اختيار حماس يحيى السنوار لرئاسة الهيئة التنفيذية بإجماع مجلس شورى الحركة، وأجهزتها المختلفة.. مؤكداً وحدتها وإدراكها بالمخاطر التي تواجهها.
المؤكد -من وجهة نظر الحمساوي حمدان- أن “خطوات الحركة تثبت قوتها وقدرتها على اختيار القادة، وأن أي ضغوط لن تثنيها عن مبادئها وثوابتها، مع تأكيده فشل محاولات الموساد الإسرائيلي في كسر شوكة المقاومة.
ويعتبر منصب رئيس المكتب السياسي أعلى مرتبة تنظيمية في الحركة، التي تجري انتخابات عامة كل أربع سنوات، لانتخاب مجلس شورى يضم أعضاء المكتب السياسي، الذي ينتخب الرئيس ونائبه.
على الصعيد الداخلي، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بفلسطين، حسن أيوب: “إن تعيين السنوار وقدرته على التواصل مع الفصائل الفلسطينية سينعكس في إصلاح علاقة حماس مع السلطة الفلسطينية”.
وحسب الخبراء، فإن انتهاج السنوار سياسة تصفير الخلافات الداخلية والإقليمية حقق المصالحة مع النظام المصري، وأنهى القطيعة بالنظام السوري، وحاول تقريب الحركة مع النظام السعودي.
الخلاصة..
في ظل غياب صوت الإنسانية والصمت العالمي المُخيف، على “إسرائيل” دفع ثمن اغتيال الحل والعقل السياسي المعتدل، الشهيد إسماعيل هنية، الذي لحق بقوافل الشهداء الـ 40 ألف شهيد وأكثر من 90 ألف جريح، في حرب عدوانية وإبادة جماعية للمدنيين العُزّل بغزة، وتتحمل تصرّفات كابوسها السنوار في ميادين القتال وتحت الأنفاق.
السياسية – صادق سريع
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: یحیى السنوار لـ إسرائیل
إقرأ أيضاً:
بالتفصيل.. «هآرتس» تكشف وثائق حول نقاشات الأطراف المعنية بهجوم 7 أكتوبر
نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، وثائق استولى عليها الجنود من قطاع غزة، تلقي الضوء على “الاستعدادات التي قامت بها “حماس” قبل هجوم 7 أكتوبر التي تضمنت نقاشات مع “حزب الله” وإيران”.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية “إنه تم نشر تحليل للوثائق على موقع “مركز تراث الاستخبارات”، وهو هيئة تعمل بالتنسيق مع مجتمع الاستخبارات وغالبا ما تساعد في نشر مواد كانت مصنفة سابقا على أنها سرية”.
وذكرت أن “الوثائق التي استخدم بعضها في التحقيق الداخلي في جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن العام (الشاباك) حول الإخفاقات التي سمحت بالهجوم المفاجئ على معسكرات الجيش الإسرائيلي والمستوطنات المحيطة بغزة، توثق تبادل الرسائل بين قيادة “حماس” في قطاع غزة وقيادة المنظمة في الخارج، وأحيانا مع “حزب الله” في إيران وإيران، لمحاولة تنسيق الهجوم بينهم.”
وحسب كاتب التحليل، أوري روست، فإنه “يتضح من الوثائق أنه منذ عام 2021، قام كبار قادة “حماس” بتسريع الاتصالات مع إيران، طالبين منها المساعدة في تمويل هجوم يهدف إلى تحقيق هزيمة إسرائيلية”.
ويتضمن تقرير “روست” اقتباسات من “تصريحات علنية ومناقشات داخلية حول تنفيذ خطة التدمير”.
ففي خطاب ألقاه “يحيى السنوار” في مؤتمر عقد في غزة عام 2021 حول “فلسطين بعد التحرير”، تم التعبير عن تقدير بأن “النصر قريب… نحن نرى التحرير بالفعل، ولذلك نستعد لما سيأتي بعده”، وفي المؤتمر، تمت مناقشة أفكار للسيطرة على أراضي إسرائيل بعد احتلالها.
من جانبه، قال “صلاح العاروري”، أحد كبار قادة “حماس” في الخارج، في مقابلات في أغسطس 2023: “أصبحت الحرب الشاملة حتمية، نحن نريدها، محور المقاومة، الفلسطينيون، كلنا نريدها”.
أما أمين عام “حزب الله” “حسن نصر الله”، أعلن بعد “حارس الأسوار” عن معادلة جديدة، مفادها أن “الرد على الاعتداءات على المسجد الأقصى في القدس لن يقتصر على قطاع غزة بل سيكون “حربا إقليمية من أجل القدس”، وبعد عامين، ادعى “نصر الله” أن هناك أملا عمليا لتحرير فلسطين، “من البحر إلى النهر”.
وقال حينها “إن الجبهة الداخلية في إسرائيل “ضعيفة، مهتزة، قلقة، مستعدة دائما لحزم الحقائب والمغادرة”.
وكتب “روست” أن هذه “التصريحات العلنية تجد صدى قويا في الوثائق التي تم الاستيلاء عليها، والتي تشير إلى أنها لم تكن مجرد تفاخر فار”، ويستشهد برسالة من كبار قادة “حماس” في غزة إلى “إسماعيل قاآني”، قائد فيلق القدس، في يونيو 2021، تمت الإشارة فيها إلى “أن الهدف هو النصر الكبير وإزالة السرطان، وكذلك “القضاء على الكيان وإزالته من أرضنا وأماكننا المقدسة”، و”تم تقديم طلب تمويل بقيمة 500 مليون دولار لمدة عامين، لتحضير العمليات العسكرية”.
وفي رسالة أرسلت أيضا إلى المرشد الأعلى الإيراني،”علي خامنئي”، كتب: “هذا الكيان الوهمي (إسرائيل) أضعف مما يظن الناس… بمساعدتكم، نحن قادرون على اقتلاعه وإزالته”.
بعد شهر، كتب “السنوار” إلى “سعيد يزدي”، رئيس قسم فلسطين في فيلق القدس، ووعد بـ”انتصار استراتيجي هائل سيكون له تأثيرات استراتيجية على مستقبل المنطقة بأكملها”. وطلب “من يزدي مساعدة حماس في بناء قدرة عسكرية مستقلة للمنظمة في جنوب لبنان”.
بعد عام، ازدادت خطوات التنسيق بين قيادات “حماس” في غزة وقطر، أرسل “السنوار” رسالة إلى “إسماعيل هنية” الذي كان في الدوحة، وقدم فيها سيناريو استراتيجيا لتدمير إسرائيل.
ووصف “السنوار” ثلاثة سيناريوهات هجومية محتملة:
الأول، والأكثر تفضيلا، هجوم مشترك من “حماس” و”حزب الله”، ويفضل أن يكون في الأعياد اليهودية، لأن إسرائيل “تزيد من أعمال العدوان في الأقصى”.
الثاني، هو هجوم من “حماس” بدعم جزئي من “حزب الله”، سيضع الأساس لتدمير إسرائيل في المستقبل.
الثالث ستقوم “حماس” بالعمل بقوة من غزة والضفة الغربية، مع تلقي الدعم من ميليشيات في الأردن وسوريا، دون دعم مباشر من “حزب الله” أو إيران.
وحسب الوثائق فإن مثل هذا الإجراء لا يتطلب موافقة مسبقة من الإيرانيين، بل فقط تنسيق مع “حزب الله”. وقد طلب “السنوار” من هنية زيارة إيران على وجه السرعة، والدفع نحو إنشاء قوة لـ”حماس” في لبنان.
في 1 يوليو 2022، كتب هنية إلى “السنوار” أنه أجرى اجتماعا سريا مع “نصر الله” من “حزب الله” ومع “يزدي” من فيلق القدس، وتم تقديم السيناريوهات، وكتب “هنية” أن “نصر الله” أيد السيناريو الأول، وأشار إلى أنه سيناقشه مع “خامنئي”.
بعد ستة أشهر، في اجتماع لـ”حماس” في الدوحة، وصف “هنية” التصعيد في إسرائيل مع تشكيل حكومة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو، وذكر أن الصراع مع إسرائيل يقترب من نقطة الانفجار، وأشار إلى الاحتجاجات ضد “الثورة القضائية” (التي كانت في منتصف يناير 2023 لا تزال في بداياتها) كعامل يزعزع إسرائيل.
في منتصف يونيو 2023، زارت بعثة “حماس” برئاسة “هنية والعاروري” إيران، والتقت بكبار المسؤولين في النظام، بقيادة خامنئي، أكد “هنية” في المحادثات أن الحركة جاهزة لحملة جديدة ضد إسرائيل. وأشار الإيرانيون إلى أنهم يرون “إمكانية لإزالة إسرائيل من الخريطة”.
وقالت “هآرتس” ما حدث بعد ذلك، للأسف، معروف لكل إسرائيلي: قررت “حماس” في النهاية الهجوم بمفردها، دون تنسيق الموعد مع إيران و”حزب الله”، ونصرالله بعد تردد وأخيرا أمر بمشاركة جزئية من لبنان بشكل سمح لإسرائيل بالدفاع ثم شن هجوم مضاد. ومع ذلك، فوجئت إسرائيل تماما بالهجوم من غزة، وكانت أضراره هائلة.