برلين (أبوظبي)
احتفى مهرجان أبوظبي، بالشراكة مع مؤسسة دانيال بارينبويم، بمرور 25 عاماً على تأسيس أوركسترا الديوان الغربي الشرقي، بحفل موسيقي أقيم ضمن فعاليات مهرجان راينغاو الموسيقي، أحد أرقى المهرجانات الموسيقية الأوروبية والعالمية.
أحيت أوركسترا الديوان الغربي الشرقي المشهورة، بقيادة قائد الأوركسترا العالمي دانييل بارينبويم، ومشاركة عازفة الكمان الشهيرة آن-صوفي موتر، الحفل الذي أقيم يوم 13 أغسطس 2024 في قاعة فريدريش فون تيرش في كورهاوس فيسبادن في ألمانيا.


كان هذا الحفل، بالشراكة مع مهرجان أبوظبي، جزءاً من جولة ملهمة شهدت بالفعل أداء الأوركسترا في دور عرض ومهرجانات عالمية مرموقة، بما في ذلك مهرجان ميوزيكفيست بريمن، ومهرجان فالدبونه برلين، ومهرجان بي بي سي برومز، ومهرجان راينغاو الموسيقي. وتستمر رحلتهم مع العروض القادمة في مهرجان سالزبورغ ومهرجان لوسيرن. إن جولة أوركسترا الديوان الغربي الشرقي، والتي تتميز بالفن الاستثنائي لآن صوفي موتر، ليست مجرد سلسلة من الحفلات الموسيقية، بل هي شهادة على القوة الدائمة للموسيقى في تعزيز التفاهم وتلاقي الثقافات والحوار.
نشر قيم السلام
وقالت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون: «تسهم أوركسترا الديوان الغربي الشرقي، التي أسسها الموسيقي الكبير وقائد الأوركسترا العالمي دانييل بارينبويم إلى جانب المفكر الفلسطيني الأميركي الراحل إدوارد سعيد، في ترسيخ مبادئ الانفتاح والتنوير، ونشر قيم السلام والتسامح والحوار، من خلال الموسيقى لغةً موحّدة للأمم».
وتابعت: «وتؤدي الأوركسترا، منذ تأسيسها قبل ربع قرن، دوراً عالمياً ملهماً استناداً إلى المكانة المهمة للموسيقى والفنون في الحوار بين الثقافات والشعوب، في إطار شراكتنا الاستراتيجية المستدامة لبناء جسور التعاون وتعزيز الحضور الإماراتي عالمياً، والاستثمار في الشباب، ترجمةً لتعاوننا المشترك مع أكاديمية سعيد - بارنبويم، لأجل مستقبل أكثر سلاماً وتسامحاً».
وتضمن برنامج الأمسية كونشيرتو الكمان دي ماجور ليوهانس برامز، والسيمفونية رقم 8 سي ماجور لفرانز شوبرت، وقدمت آن-صوفي موتر أداءً استثنائياً تحت قيادة بارنبويم، مما انتزع تصفيق الجمهور طويلاً.
وقال المايسترو دانيال بارينبويم: «إن الاحتفاء بمرور 25 عاماً على أوركسترا الديوان الغربي الشرقي في مهرجان راينغاو الموسيقي، بدعم من مهرجان أبوظبي هو شهادة على رؤيتنا المشتركة للتعايش السلمي والتناغم من خلال الموسيقى. لقد كانت رحلة عميقة من الحوار والتفاهم، ونتطلع إلى المزيد من سنوات التعاون والتميز الموسيقي».
الحضور الإماراتي
يعكس الحفل، الذي قدّمته أوركسترا الديوان الغربي الشرقي، إيمان القائمين على مهرجان أبوظبي، بأنّ للتعبير الثقافي والإبداعي القدرة على ترجمة الحضور الإماراتي عالمياً بجهود الدبلوماسية الثقافية. وتسعى مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومهرجان أبوظبي من خلال أعمال التكليف والإنتاج المشترك في الخارج إلى تمكين الحضور الإماراتي والعربي، وتقديم أعمال العرض الأول بمشاركة كبار الفنانين العرب والعالميين، وبالشراكة مع أكثر من 37 شريكاً استراتيجياً من كبريات المؤسسات الثقافية والمهرجانات الدولية، إسهاماً في ترجمة الرؤية الثقافية لأبوظبي وإثرائها بالأبعاد العالمية والحضور الإنساني الذي يليق بمكانتها عاصمةً للثقافة والفنون ووجهة حاضنةً للمبدعين، بمشاركة ملهمة للفنانين الإماراتيين والعرب الذين يدعم مهرجان أبوظبي حضورهم العالمي، ويعزّز الحوار الثقافي وتبادل الخبرات والأفكار بينهم وبين نظرائهم من الشرق والغرب.
لم يحتفل الحفل فقط بإرث الأوركسترا الذي يمتد لربع قرن من الزمن، إنما أكد مهمتها في تعزيز التعايش الإنساني والسلام من خلال الموسيقى، حيث تستمر في تقديم مثال بارز على قدرة الموسيقى في تعزيز الحوار والمساواة.
وتقدّم الأوركسترا، التي تضم موسيقيين من الشرق الأوسط، من خلال عملها، أحد أهم الأمثلة على التعايش الإنساني والسلام، وتحويل الموسيقى إلى أداة تفاهم دولي. ويتفوّق موسيقيو الأوركسترا في الاستماع وقبول بعضهم بعضاً، بغض النظر عن الأصل أو التاريخ أو اللغة. فمنذ تأسيسها في عام 1999 على يد إدوارد سعيد ودانييل بارينبويم، كان التركيز لجميع المشاركين على الحوار، إلى جانب تأليف الموسيقى معاً.

أخبار ذات صلة مهرجان أبوظبي يحتفي بـ "أوركسترا الديوان الغربي الشرقي"

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مهرجان أبوظبي مهرجان أبوظبی من خلال

إقرأ أيضاً:

رحلة زكي طليمات.. من تقشير البطاطس إلى تأسيس أعظم معهد تمثيل في مصر

 

في سجل المسرح المصري والعربي، يقف اسم زكي طليمات شامخًا كأحد أعمدة الفن الذين لم يكتفوا بإبداعهم الشخصي، بل عملوا على تأسيس جيل كامل من الفنانين والمبدعين. 

عاش طليمات حياة حافلة بالمغامرة والعمل الدؤوب، بين أحلام الطفولة وطموحات التمثيل، وبين كواليس الزواج والحياة اليومية، رسم مسيرةً استثنائية ما زال أثرها حاضرًا رغم مرور العقود.

في هذا التقرير نستعرض معًا محطات بارزة من حياة هذا الرائد الكبير، منذ نشأته وحتى وفاته.

البدايات.. من حي عابدين إلى قاعات الفن

ولد زكي عبد الله طليمات في التاسع والعشرين من أبريل عام 1894، بحي عابدين العريق في القاهرة. 

جاء إلى الحياة وسط أسرة تنتمي إلى أصول سورية من جهة الأب، وأم تحمل دماء شركسية مصرية، نشأ في بيئة تمزج بين الانضباط الثقافي والانفتاح الاجتماعي، مما ساهم في تشكيل شخصيته المستقبلية.

تلقى تعليمه الأساسي في مدرسة محمد علي الابتدائية، ثم التحق بمدرسة الخديوية الثانوية المعروفة آنذاك بتميز طلابها، لم يكن طليمات طالبًا عاديًا، بل كان يحمل شغفًا دفينًا نحو الفنون والآداب، مما دفعه لاحقًا للالتحاق بمدرسة المعلمين العليا، ومنها بدأ رحلته مع المسرح.

مسيرة فنية أسست لمسرح عربي معاصر

لم يكن طليمات مجرد ممثل أو مخرج، بل كان مؤسسًا لنهضة مسرحية كاملة. بدأ مشواره العملي بتأسيس المسرح المدرسي عام 1937، مؤمنًا بأن بناء جيل مسرحي يبدأ من مقاعد الدراسة.

ولم تتوقف طموحاته عند هذا الحد، ففي عام 1944 أسس المعهد العالي للتمثيل، ليكون أول مؤسسة أكاديمية للمسرح في مصر.

على خشبة المسرح، قدّم طليمات عروضًا خالدة مثل مسرحية "أهل الكهف" التي أعادت إحياء التراث الأدبي بطريقة درامية حديثة، و"تاجر البندقية" لشكسبير، مؤكدًا أن المسرح المصري قادر على استيعاب الأدب العالمي وصياغته بروح عربية. 

كما أخرج مسرحية "غادة الكاميليا"، مضيفًا إليها حسه الإبداعي الخاص.

أما في السينما، فشارك بأدوار مؤثرة، أبرزها دور الدوق آرثر في فيلم "الناصر صلاح الدين"، ودور الأب الحكيم في فيلم "يوم من عمري"، ليؤكد أن موهبته لا تعرف حدودًا بين خشبة المسرح وعدسة الكاميرا.

زواج مثير للجدل مع روزاليوسف

لم تخلُ حياة طليمات من اللمسات الدرامية حتى في حياته الخاصة، فقد جمعه القدر بالفنانة الكبيرة فاطمة اليوسف، الشهيرة بلقب روزاليوسف. كانت العلاقة بينهما مزيجًا بين الحب والإبداع المشترك، إذ تشاركا الأحلام الفنية والعمل الجاد.

استمر زواجهما أكثر من عشرين عامًا، أثمر عن ابنتهما آمال طليمات، قبل أن ينفصلا بسبب اختلاف نمط حياتهما وانشغال روزاليوسف بعملها الصحفي والسياسي ورغم الانفصال، ظل الاحترام متبادلًا بينهما، واحتفظ كل منهما بتقدير عميق للآخر.

طرائف وكواليس من حياة فنان لا يعرف الجمود

تحفل حياة زكي طليمات بالعديد من المواقف الطريفة التي تعكس طبيعته البسيطة والعفوية. 

من أشهر هذه المواقف، لقاؤه الأول بروزاليوسف، حين فتحت له الباب وهي منشغلة بتقشير البطاطس، وسألته على الفور: "تعرف تقشر بطاطس؟"، ليرد متعجبًا: "وما علاقة البطاطس بالتمثيل؟"، فردت عليه بابتسامة: "لما تفهم العلاقة، تكون عرفت أول درس في التمثيل".

كان طليمات يؤمن بأن الفن لا ينفصل عن تفاصيل الحياة اليومية، وأن البساطة والصدق هما سر الوصول إلى قلوب الجمهور.

النهاية.. رحيل الجسد وبقاء الأثر

في الثاني والعشرين من ديسمبر عام 1982، أسدل الستار على حياة زكي طليمات، بعد مسيرة حافلة امتدت قرابة تسعة عقود. 

رحل عن عمر يناهز 88 عامًا، لكنه ترك خلفه إرثًا لا يمكن محوه من تاريخ المسرح العربي.

ظل اسمه محفورًا في ذاكرة الأجيال، سواء عبر معهد الفنون المسرحية الذي ساهم في إنشائه، أو عبر عروضه المسرحية وأفلامه السينمائية التي ما زالت تُعرض حتى اليوم.
 

مقالات مشابهة

  • تأسيس حزب جديد يحمل الرقم (311)
  • الإعلان عن تأسيس حزب عراقي جديد
  • الديوان الملكي السعودي يعلن وفاة الأمير ناصر بن فهد بن عبد الله بن سعود
  • تعزيل شبكة ري سد سحم الجولان بريف درعا الغربي
  • طريقة عمل السجق الشرقي بطعم احترافي
  • الشل والشبك.. مهرجان كوردي يحتفي بالهوية والزي التقليدي في زاخو (صور)
  • مهرجان إن كلاسيكا في دبي يجمع فنانين كلاسيكيين عالميين وعازفي أوركسترا لأسبوعين من الحفلات الموسيقية
  • فايننشال تايمز: هكذا تستطيع أوكرانيا أن تفكك التحالف الغربي
  • رحلة زكي طليمات.. من تقشير البطاطس إلى تأسيس أعظم معهد تمثيل في مصر
  • محمد الشرقي يستقبل السفير الفرنسي والقنصل العام الإيطالي