وصف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي وصول عدد شهداء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 40 ألفا بأنه رقم مروع لا مثيل له في التاريخ الحديث.

وقال البرغوثي -خلال برنامج "غزة.. ماذا بعد؟" في حلقته بتاريخ (2024/8/15)- إن الحديث يدور حول 50 ألف شهيد على الأقل باحتساب المفقودين تحت الأنقاض، إضافة إلى أن أعدادا كبيرة من المصابين سيلحقون بالشهداء بعد تدمير إسرائيل البنية التحتية الطبية ومعظم مستشفيات غزة.

وأشار إلى أن العدد الإجمالي من الشهداء والمصابين يمثل 6% من إجمالي عدد سكان قطاع غزة، مؤكدا أنه رقم كبير لو طبق بنسبة وتناسب على أي دولة في العالم، لافتا أيضا إلى حرب بيولوجية تشن ضد الغزيين مع انتشار الأمراض والأوبئة.

وأشار البرغوثي إلى أن واشنطن منحت تل أبيب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 صفقات أسلحة بـ45 مليار دولار، مضيفا أن ذلك يعني أن الولايات المتحدة منحت إسرائيل مليون دولار من القذائف والقنابل مقابل كل شهيد فلسطيني.

بدوره، وصف المحلل والمستشار السياسي في الحزب الديمقراطي الأميركي كريس لابتينا ما يحدث بالكارثة والمعاناة، لكنه أثنى على موقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي قال إنها فعلت ما تستطيع بإدانة ما يجري، ووقفت في وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحثته على وقف الحرب.

وادعى لابتينا أن بايدن بذل جهودا لم يبذلها أي رئيس أميركي تاريخيا، إذ مارس الكثير من الضغوط خلف الكواليس، لكن نتنياهو يرفض الكف عن أفعاله.

ووفق المتحدث الأميركي، يتجاهل نتنياهو حلفاءه ومعظم العالم والرأي العام الإسرائيلي بمواصلته حربا لا ضرورة لها و"معاقبة كل الفلسطينيين بسبب خطايا حركة المقاومة الإسلامية (حماس)"، وفق قوله.

انحياز واشنطن

ولم يبدأ تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حسب ما أكد البرغوثي، وما حدث كان نتيجة تطهير عرقي تمارسه إسرائيل منذ 76 عاما في غزة والضفة الغربية، ونظام فصل عنصري واستيطان وتهويد مستمر.

وشدد على أن واشنطن تبيع كلاما وثرثرة عند الحديث عن حل الدولتين، في حين تبادر إلى إرسال بوارج حربية وحاملات طائرات وتبرم صفقات أسلحة بالمليارات لدعم إسرائيل، مؤكدا أنها تهتم فقط بتطبيع الدول العربية لتصفية القضية الفلسطينية.

ونبه إلى أن واشنطن نظمت جسريا عسكريا كبيرا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ترجمته إسرائيل بإلقاء 80 ألف طن من القنابل على قطاع غزة، لكنه استدرك بالقول إن جيش الاحتلال فشل -رغم ذلك- في اقتلاع المقاومة.

واستحضر أيضا مشاركة بايدن ووزيري خارجيته ودفاعه في مجلس الحرب الإسرائيلي، ليخلص إلى أن واشنطن متورطة في جريمة الإبادة الجماعية بقطاع غزة في نسف لمقولة القانون الدولي وحقوق الإنسان.

وأشار أيضا إلى محاولة إدارة بايدن والكونغرس الأميركي معاقبة محكمتي العدل والجنائية الدوليتين بسبب قيامهما بالتحقيق فيما يجري بغزة.

في الجهة المقابلة، يسعى بايدن -وفق لابتينا- لتشكيل تحالف سياسي ومالي لتحقيق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في إطار خطة تخلو من نتنياهو، منبها إلى اعتقاد سائد يقول إنه بإمكان إسرائيل خوض الحرب الحالية بطريقة مختلفة عما أراد نتنياهو.

محادثات الدوحة

وبشأن نتائج محادثات الدوحة، يعتقد البرغوثي أن هناك فرصة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنه أكد أنه يعتمد على واشنطن لأن نتنياهو لا يريد اتفاقا ويضع شروطا جديدة مثل البقاء بمحوري نتساريم وفيلادلفيا أو القبول بصفقة لاستعادة الأسرى ثم عودة الحرب.

وخلص إلى أن هناك قلقا أميركيا، فإما وقف إطلاق النار بغزة وإما ذهاب الأمور لرد فعل يؤدي لحرب إقليمية واسعة، مشيدا بموقف حزب الله وإيران في تأخير ردهما وتسببهما في حالة قلق كبيرة داخل إسرائيل.

واتفق الضيف الأميركي مع البرغوثي بأن نتنياهو هو العنصر المعطل الرئيسي لأي صفقة لوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن واشنطن تأمل بأن تتغير عقلية الأخير.

وزعم أن واشنطن تريد -من خلال حشدها العسكري بالمنطقة- منع إيران من استغلال ما يحدث بغزة ومهاجمة إسرائيل، مدعيا أن الأخيرة تستطيع الدفاع عن نفسها ضد حماس من دون دعم أميركي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إلى أن واشنطن

إقرأ أيضاً:

لدعم حظوظ هاريس وتفادي الكارثة..إدارة بايدن تسابق الزمن لوقف إطلاق النار في غزة

قبل 4 أشهر من نهاية ولايته، تعمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على التوصل إلى اتفاق في غزة، رغم أسابيع من التعثر والانتكاسات.

ولا شك أن تحقيق اختراق في المحادثات سيمثل دفعة كبيرة لحظوظ المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس في السباق إلى البيت الأبيض. ويرى خبراء، أن واشنطن لا خيار أمامها سوى الاستمرار في المحاولة.

ومنذ إعلان إسرائيل في 1 سبتمبر(أيلول) استعادة 6 رهائن قالت إن حماس قتلتهم في جنوب غزة، أحدهم  أمريكي، شددت إدارة بايدن على ضرورة التوصل إلى هدنة، رغم إصرار بنيامين نتانياهو على رفض أي تنازلات ورغم احتجاجات الإسرائيليين الذين يؤيدون التوصل إلى اتفاق.

وحضّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس، إسرائيل وحركة حماس على إبرام اتفاق قال مسؤولون أمريكيون إنّه أنجز بنسبة 90%. وأكد أن "من واجب الطرفين التوصل لاتفاق على القضايا العالقة".

وأقر الوزير بإن الاتفاق قيد التفاوض، لوضع حد لأحد عشر شهراً من إراقة الدماء، قد ينهار في أي لحظة. وقال  إن كل يوم قد يجلب "حدثاً فاصلاً يتسبب ببساطة في إبطاء الأمور ويخاطر بإفشالها نظراً لحساسية الوضع".

حسابات انتخابية 

وترى ميريسا خورما، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون في واشنطن أنه رغم الدبلوماسية الأميركية المكثفة، وارتفاع حصيلة القتلى، ومطالبة الشارع الإسرائيلي بالاتفاق، يعتقد نتانياهو وزعيم حماس يحيى السنوار أن بقاءهما السياسي على المحك، إذا قبلا الاتفاق.

وقالت: "بصراحة لا أتوقع أي تقدم كبير. وأعتقد أن نتانياهو خاصة يدرك تمام الإدراك الاستحقاقات السياسية الأمريكية والمكونات المحلية لديه".

ورغم دعمه الواسع انتقد بايدن إسرائيل أيضاً لأنها لم تبذل جهوداً لحماية المدنيين في حملتها العسكرية المتواصلة في غزة التي خلفت ما لا يقل عن 40939 قتيلاً على الأقل. لكن بايدن، باستثناء مرة واحدة، لم يلجأ لاستخدام ورقة الضغط الرئيسية وهي الحد من مليارات الدولارات من الأسلحة الأمريكية لإسرائيل - مما أثار غضب البعض في الجناح اليساري لحزبه.

بينما يؤيد الحزب الجمهوري إسرائيل بشكل ساحق.

وحسب المعهد العربي الأمريكي الذي يدعو إلى دعم أكبر للفلسطينيين، فإن استطلاعات الرأي التي أجراها أظهرت أن كامالا هاريس قد تكسب أكثر مما تخسر إذا اتخذت موقفاً أكثر صرامة من إسرائيل، في حين أن العكس صحيح لترامب.

Biden team keeps hope on Gaza truce despite setbacks

Breakthrough could offer a major boost to Kamala Harris in race against Trumphttps://t.co/Dskao7RgDj

— Gulf News (@gulf_news) September 8, 2024 محاولة  جديدة

ويتفق غيث العمري، وهو زميل بارز في معهد واشنطن، على أن نتانياهو وحماس غير مهتمين بسد الفجوات، وأشار إلى صعوبة القضايا المتبقية. وقال: "مجرد أننا أنجزنا 90 % لا يعني أننا أقرب إلى التوصل إلى اتفاق".
وقال العمري الذي شغل سابقاً منصب مستشار للسلطة الفلسطينية: "لا أعتقد أن المفاوضين الأمريكيين ساذجون. فهم يدركون صعوبة الأمر. ولكني أعتقد أن ما نراه الآن هو محاولة من  الولايات المتحدة لإبقاء المفاوضات حية".
وقال بلينكن الخميس إنه يأمل إبرام اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية قبل انتهاء ولاية بايدن، آملا في تحفيز نتانياهو.
وقال: "أعتقد أنه إذا تمكنّا من التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، فيمكننا المضيّ قدماً على مسار التطبيع".

October surprise? Israel-Hamas Gaza ceasefire deal 90% done, says Biden team https://t.co/imx8qYgjhh pic.twitter.com/jeUWLBj5qi

— ????RSS NEWS UPDATE (@RSSNEWSUPDATE) September 8, 2024

ولكن حسب العمري فإن على واشنطن أيضا مواصلة الدفع لوقف لإطلاق النار لإعادة الاستقرار في منطقة البحر الأحمر ومنع تصعيد النزاع في المنطقة، بما في ذلك اندلاع حرب بين اسرائيل ولبنان. وقال: "هذا  الشرق الأوسط. يمكن أن يزيد الأمر سوءاً دائما، وهذا ما يحدث عادة".

مقالات مشابهة

  • ترامب يحذر من زوال إسرائيل ونهاية أميركا إذا انتخبت هاريس
  • عاجل - ترامب يهاجم إدارة بايدن: منحت إيران أموالا لتدعم الإرهاب
  • ترامب: إدارة بايدن وهاريس دمرت نسيج المجتمع الأميركي
  • محللون.. نتنياهو يتعمد قتل المدنيين الفلسطينيين لأنه يأمن العقاب الأميركي
  • مجزرة المواصي والدعم الأميركي المتواصل لإسرائيل
  • واشنطن تٌوبخ إسرائيل بعد مقتل أمريكية في الضفة الغربية برصاص الاحتلال الإسرائيلي
  • إعلام فلسطيني: 5 شهداء في غارة للاحتلال الإسرائيلي على منزل غرب غزة
  • واشنطن بوست: الاقتصاد الأميركي في وضع هش
  • ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 40972 فلسطينيًا
  • لدعم حظوظ هاريس وتفادي الكارثة..إدارة بايدن تسابق الزمن لوقف إطلاق النار في غزة