كيف يخدم دور الإمارات الإنساني والسياسي مصالح الاحتلال في غزة؟
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
تستمر دولة الإمارات بالتعاون الوثيق مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي طبعت علاقاتها معه رسميا في آب/ أغسطس 2020، رغم حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة المستمرة منذ نحو 11 شهرا وخلفت أكثر من 132 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وخلال الأسبوع الجاري، أعلنت الإمارات عن إقامة فرع لشركة "رافاييل" الإسرائيلية في أبو ظبي لتحويل طائرات "طيران الإمارات" إلى طائرات شحن؛ إضافة إلى استنقاذ رجل الأعمال الإسرائيلي، باتريك دراحي، المتعثّر ماليا، عبر ضخ مليار دولار استثمارا مباشرا في دار "سوثبيز" للمزادات المملوكة له.
ويعد رجل الأعمال الإسرائيلي دراحي مالك قناة "HOT" الإسرائيلية وشبكة «i24» الإخبارية، التي تدافع بقوة عن المذابح الإسرائيلية في غزة.
وجاء في تقرير لصحيفة "الأخبار" اللبنانية أنه "ليس في سياسة الإمارات حيال إسرائيل أي تناقض أو تردّد، بعدما حسمت أمرهما منذ أمد بعيد: وهو مع إسرائيل بالمطلق، ومع سحق حركة حماس وفصائل المقاومة كافة، بل هي أكثر حماسة لما يسمّيه العدو إنجاز المهمة، من إسرائيل نفسها".
وأضافت الصحيفة أنه "يكاد لا يمر أسبوع منذ توقيع اتفاقات أبراهام في 2020، من دون الدخول في استثمار جديد في إسرائيل أو معها، رغم أن الإعلانات عن الأرقام التي تعكس نمو العلاقات التجارية بين الجانبين تراجعت أثناء الحرب، وكان آخرها إعلان سفير إسرائيل لدى الإمارات، أمير حايك، في منتصف العام الماضي، أن التبادل التجاري مع إسرائيل، بلغ 1.29 مليار دولار في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2023، باستثناء تجارة البرمجيات التي لم يُعلن عن حجمها.
وذكرت أن عملية "الفارس الشهم" الإماراتية لمساعدة الغزّيين، والتي أنتج منها الإماراتيون 3 نسخ حتى الآن، "فلا تنطبق عليها لا الفروسية ولا الشهامة، وهاتان الصفتان تفترضان أولا مقاطعة العدو الذي يبطش بالفلسطينيين، لا الاستثمار المباشر في آلة بطشه.".
وبينت أن "المساعدات التي تقدّمها الدولة الخليجية للفلسطينيين في غزة، لا تضاهي بأي شكل من الأشكال ما ينتجه الكوريدور الذي فُتح لإسرائيل عبر السعودية والأردن، لتزويد إسرائيل بكلّ ما تحتاجه انطلاقا من الموانئ الإماراتية، بعد أن نجحت حركة أنصار الله في إطباق الحصار على ميناء إيلات الإسرائيلي في البحر الأحمر".
وأوضحت "من قال إن ذلك الفتات ليس إحدى أدوات الحرب الناعمة الموازية لحرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع؟ الواقع أنه بالفعل ذو أهداف مشبوهة، تصبّ في النتيجة في مصلحة الدور الذي يمكن أن يلعبه نظام زايد في غزة ما بعد الحرب: أولاً، هذا الدور مطلوب إسرائيليا، ولذا، يمكن لأبو ظبي إقامة مستشفى ميداني في القطاع لا يتم قصفه، فيما تتم تسوية كل المستشفيات الفلسطينية هناك بالأرض".
وزادت "لذا أيضا، يمكن للإمارات أن تقيم أفرانا في غزة ولا تُقصف، بينما لا يُبقي العدو حجرا على حجر في أي فرن آخر. وعلى المنوال نفسه، باستطاعة الإمارات إخراج ألف جريح من غزة ومعالجتهم في مستشفياتها، بينما يموت جرحى آخرون ممن لا يُسمح لهم بالخروج".
وكشفت أن "الإمارات كان لها الدور الأساسي في ما سُمح بإدخاله من مساعدات عبر قبرص، قبل أن يجري وقفه، بعد أن لاحظ الإسرائيليون أن بطون الفلسطينيين في غزة ربما بدأت تشبع للمرة الأولى منذ بداية الحرب. وفي كل التصوّرات التي وُضعت من قبل الأميركيين والإسرائيليين لكيفية إدارة القطاع ما بعد الحرب، ستجد الإمارات، التي تؤدي الدور الذي أُسند إليها بأمانة "فارس شهم"، على رأس القائمة".
وقالت إن الإمارات توفّر ولو على نطاق مصغّر حاليا، ربما يكبر لاحقاً، ما تأمل هي وأييركا و"إسرائيل" في أن يكون بديلاً لإدارة حركة حماس لغزة، سواءً في توزيع المساعدات حاليا أو ربما إدارة القطاع لاحقا، ولا سيما أن أبو ظبي تملك أداة حتى أمنية للقيام بهذه المهمة، هي محمد دحلان وجماعته.
وأضافت أن "ثمة أهداف أخرى تتعلق بالداخل الإماراتي، إذ يمكن أن تنطلي تلك المساعدات على الكثير من الإماراتيين العاديين، بوصفها عملا إنسانيا يُنفّذ باسمهم لمصلحة الفلسطينيين، ولا سيما أن الجرائم الإسرائيلية في غزة أنتجت احتقانا شعبيا إماراتيا مكبوتا نتيجة نوع العلاقة التي تقيمها بلادهم مع العدو".
وأكدت الصحيفة أن "الهدف الحقيقي لإسرائيل هو إبادة الفلسطينيين في غزة، أو تهجيرهم منها، فإن دور الفارس الشهم الإماراتي يصبح إطعام الذبيحة قبل موعد سوقها إلى الذبح. وما تستطيع الإمارات فعله لإسرائيل، لا يستطيع غيرها القيام به، وفشل الجسر البحري الأمريكي هو مثال واضح على ذلك".
وختمت "هي دولة عربية اللسان، ويمكن لها التواصل مع فلسطينيي القطاع، وبمقدورها التأثير عليهم من خلال كونها القناة الوحيدة، في بعض الحالات، التي يمكن عبرها أن يدخل شيء إلى أفواههم وبطونهم في ظل الجوع. لكن حتى الآن، لم يصل الدور الإماراتي إلى حد تشكيل استفزاز مباشر للمقاومة التي يعنيها وصول نزر من المساعدات إلى الفلسطينيين، ولو عن طريق الشيطان".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الإمارات الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل الاحتلال الإمارات التطبيع التطبيع الاماراتي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
عاجل| الصحة بغزة تُعلن حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية
أعلنت وزارة الصحة غزة، استشهاد 413 شخصا، وإصابة أكثر من 500 في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة، وفق نبأ عاجل لقناة «القاهرة الإخبارية».
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة ومستشفى شهداء الأقصى الدكتور خليل الدقران في تصريح تلفزيوني «إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب العديد من المجازر في جميع محافظات قطاع غزة، حيث قام باستهداف المواطنين الآمنين في أماكن سكناهم، كما استهداف أيضا خيام النازحين».
وأشار إلى بشاعة الإصابات التي لحقت بالمواطنين الفلسطينيين جراء العدوان على القطاع، موضحا أن أغلب الإصابات التي وصلت إلى مستشفيات غزة كانت بالرأس والصدر، فضلا عن إصابة عدد كبير بحروق من الدرجة الثالثة.
وأضاف أن الأطباء والمسعفين وطواقم التمريض يعملون في ظروف استثنائية شديدة الصعوبة بسبب الكم الهائل من المصابين، خاصة مع خروج أغلب المستشفيات عن الخدمة، فضلا عن نقص المستلزمات والمعدات الطبية والأدوية اللازمة لمعالجة الجرحى والمصابين بإصابات وصفها بـ «الخطيرة».
وشدد الدقران على انتهاك الاحتلال الإسرائيلي جميع البروتوكولات الإنسانية الخاصة بإدخال المساعدات والمعدات والمستلزمات الطبية إلى القطاع، لافتا إلى أنه لم يلتزم سوى بإخراج 17% من أعداد المرضى والجرحى إلى خارج القطاع لتلقي العلاج اللازم وإدخال 20% فقط من المواد الطبية المستهلكة.
وطالب المجتمع الدولي بدعم ومساندة القطاع الطبي من خلال الضغط على إسرائيل لإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية بشكل فوري، مشيرا إلى أن هناك العديد من الشهداء والمصابين لا يزالون تحت الركام في ظل عدم استطاعة طواقم الدفاع المدني وسيارات الإسعاف من انتشال الجثامين بسبب نقص الأجهزة والمعدات الثقيلة اللازمة لرفع وإزالة أنقاض المنازل المدمرة.
اقرأ أيضاًمجزرة بمباركة أمريكية.. ماذا حدث في غزة فجراً؟
أستاذ علوم سياسية: مصالح نتنياهو وترامب توافقت على قصف غزة
الاحتلال الإسرائيلي يصدر تعليمات باستهداف حماس في مختلف أنحاء غزة