نص خطبة الجمعة.. نشرت وزارة الأوقاف المصرية نص خطبة الجمعة 16 أغسطس 2024م، والتي تأتي بعنوان: «كَيْفَ تَكُونُ مَحْبُوبًا عِنْدَ اللهِ.. وَإِذَا أَحَبَّكَ اللهُ سَخَّرَ لَكَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ»، لافتة إلى أن الهدف من الخطبة هو تنوير الجماهير في المساجد أن نفع الناس هو الطريق إلى محبة الله، وأن الله إذا أحب العبد سخَّر له السماوات والأرض، وفتح له أبواب الرزق، وتحريك شعور جمهور المسجد لنفع الناس، وأن نفع الناس يعود عليه هو بالخير والسعة.

عناصر خطبة الجمعة

- تجيب خطبة الجمعة على سؤال: هل الصلاة والذكر والعبادة - مع عِظَمِهَا- تجعل صاحبها أحب العباد إلى الله تعالى؟

- الحديث عن خمسة أمور هي أحب الأعمال إلى الله تعالى.

- أمثلة على هذه الأعمال والتي تتمثّل في: «إدخال السرور - كشف الكربات - قضاء الدين عن المدينين - إطعام الجائعين - المشي في حاجة الناس».

خطبة الجمعة نص خطبة الجمعة

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، هَدَى العُقُولَ بِبَدَائِعِ حِكَمِه، وَوَسِعَ الخَلَائِقَ بِجَلَائِلِ نِعَمِه، أَقَامَ الكَوْنَ بِعَظَمَةِ تَجَلِّيه، وَأَنْزَلَ الهُدَى عَلَى أَنْبِيَائِهِ وَمُرْسَلِيه، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:

فَمِنْ مِنَّا لَا يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ مَحْبُوبًا عِنْدَ اللهِ؟! وَإِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا فَرَّجَ عَنْهُ، وَيَسَّرَ عَلَيْهِ، وَطيَّبَ عَيْشَهُ، وَأَسْعَدَ قَلْبَهُ، هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مَحْبُوبًا عِنْدَ اللهِ؟!

لَقَدْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَسْأَلُهُ هَذَا السُّؤَالَ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ وَأَيُّ الأَعْمَال أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ فَمَا الَّذِي يَدُورُ فِي بَالِكُمْ مِنْ إِجَابَةٍ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ؟ هَلْ قَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ أَكْثَرُهُمْ صَلَاةً؟ وَمَا أَعْظَمَ ذَلِكَ! هَلَ قَالَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا للهِ؟ وَمَا أَعْظَمَ ذَلِكَ! هَلْ قَالَ (صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ): أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ أَكْثَرُهُمْ عِبَادَةً؟ وَمَا أَعْظَمَ ذَلِكَ!

إِنَّ الأُمُورَ المَذْكُورَةَ مِنَ الصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ وَالعِبَادَةِ مِنْ أَعْظَمِ القُرُبَاتِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَمَعَ ذَلِكَ جَاءَتْ إِجَابَةُ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَجِيبَةً تَلْفِتُ النَّظَرَ إِلَى أَمْرٍ آخَرَ يَجْعَلُ صَاحِبَهُ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى اللهِ، يَا تُرَى مَا ذَلِكَ الأَمْرُ الَّذِي يَجْعَلُ العَبْدَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى اللهِ؟!

اسْمَع الإِجَابَةَ المُحَمَّدِيَّةَ العَجِيبَةَ، قَالَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ»، فَيَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ كُنْ نَافِعًا لِلنَّاسِ تَكُنْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى اللهِ! وَإِذَا أَحَبَّكَ اللهُ سَخَّرَ لَكَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، وَفَتَحَ لَكَ خَزَائِنَ الرِّزْقِ.

ثُمَّ يَأْتِي السُّؤَالُ الثَّانِي: وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ فَذَكَرَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) خَمْسَةً مِنَ الأَعْمَالِ هِيَ أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَكَأَنَّهَا تَشْرَحُ مَعْنَى نَفْعِ النَّاسِ المَذْكُورِ قَبْلَ قَلِيلٍ، حَيْثُ قَالَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَينًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وِلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا المَسْجِدِ- يَعْنِي: مَسْجِدَ المَدِينَةِ».

الأَمْرُ الأَوَّلُ: «سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ»: أَدْخِل السُّرُورَ عَلَى النَّاسِ، أَسْعِدْ قُلُوبَهُمْ، ارْسُم البَسْمَةَ عَلَى وُجُوهِهِمْ، وَلَا تَنْسَ أَنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِدْخَال السُّرُور عَلَيْهِمْ أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَيْكَ، زَوْجَتُكَ، أَوْلَادُكَ، أَقَارِبُكَ، جِيرَانُكَ، فَخَيْرُ النَّاسِ خَيْرُهُمْ لِأَهْلِهِ.

الأَمْرُ الثَّانِي: «أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً»: أَخي الكَريم، إِذَا أَرَدتَّ أَنْ يُفَرِّجَ اللهُ عَنْكَ كُرَبَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَضَوائِقَهُمَا فَفَرِّجْ كُرَبَ النَّاسِ، كُنْ مُغِيثًا لِلْمُسْتَنْجِدِ، هَادِيًا لِلْمُسْتَرْشِدِ، كَفْكِفْ بِرِفْقٍ دَمْعَةَ الحَزِينِ، خَفِّفْ بِحُبٍّ هَمَّ المَكْرُوبِ، وَهِنيئًا لَكَ بِفَضْلِ رَبِّكَ الَّذِي لَا حُدُودَ لَهُ، وَالَّذِي أَخْبَرَ عَنْهُ نَبِيُّنَا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ»، فَهَلْ خَطَرَ بِبَالِكَ أَنَّكَ إِذَا فَرَّجْتَ كُرْبَةَ إِنْسَانٍ وأَمَّنْتَهُ مِنْ خَوْفِهِ، فَرَّجَ اللهُ عَنْكَ كُرْبَة مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الِحَسابِ وَأَمَّنَكَ يَوْمَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ!

الأَمْرُ الثَّالِثُ: «أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَينًا»: أَنْظِر المُعْسِرَ، أَمْهِلْهُ، أَوْ ضَعْ عَنْهُ دَيْنَهُ، أَو اقْض عَنْهُ دَيْنًا كَدَّرَ خَاطِرَهُ وَأَرَّقَ نَوْمَهُ وَأَقَضَّ مَضْجَعَهُ، ثُمَّ تَصَوَّرْ عِظَمَ أَجْرِ ذَلِكَ! يَقُولُ نَبِيُّنَا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «مَنْ أَنْظَر مُعْسِرًا أوْ وَضَعَ لَهُ، أظلَّهُ اللَّه يَوْمَ القِيامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلاَّ ظِلُّهُ» مَا أَعْظَمَ كَرَمَ الكَرِيمِ سُبْحَانَهُ! إِذَا أَعْطَى أَدْهَشَ بِعَطَائِهِ! إِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَجْعَلُ فِي ظِلِّ عَرْشهِ يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ وَضَعَ عَنْ مُعْسِرٍ دَيْنًا أَوْ أجَّلَ لَهُ مَوْعِدَ قَضَائِهِ!

***

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:

فَالأَمْرُ الرَّابِعُ مِنَ الأَعْمَالِ الأَحَبِّ إِلَى اللهِ تَعَالَى: إِطْعَامُ الجَائِعِينَ، حَيْثُ قَالَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا»، فَتَفَقَّدْ أَيُّهَا الكَرِيمُ جِيرَانَكَ وَأَقْرِبَاءَكَ وَلَا تَجْعَلْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَبِيتُ جَائِعًا مُحْتَاجًا إِن اسْتَطَعْتَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا، وَهَنِيئًا لَكَ بِسَبِيلِ أَهْلِ الجَنَّةِ المُنَعَّمِينَ، الَّذِينَ ذُكِرُوا فِي كِتَابِ رَبِّ العَالَمِينَ، يَقُولُ سُبْحَانَه: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا}، وَيَقُولُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «أَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلَامٍ».

وَالأَمْرُ الخَامِسُ مِنَ الأَعْمَالِ الأَحَبِّ إِلَى اللهِ: أَنْ تَمْشِيَ فِي حَاجَةِ النَّاسِ، حَيْثُ قَالَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «وِلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا المَسْجِدِ- يَعْنِي: مَسْجِدَ المَدِينَةِ»: تَأَمَّلْ كَيْفَ أَنَّ ثَوَابَ قَضَاءِ حَوَائِجِ النَّاسِ خَيْرٌ وَأَفْضَلُ مِن اعْتِكَافٍ وَصَلَاةٍ وَقِيَام فِي مَسْجِدِ خَيْرِ الأَنَام (صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ)، وَللهِ دَرُّ القَائِلِ:

اقْضِ الحَوَائِجَ ما اسْتَطَعْ* تَ وَكُنْ لِهَمِّ أَخِيكَ فارِجْ

فَـلَـخيـرُ أَيـَّـامِ الـفَـتَى* يَـوْمٌ قَـضَى فِـيــهِ الحَوَائِجْ

وَاعْلَمْ أَيُّهَا المُسْتَمِعُ الكَرِيمُ أَنَّكَ إِذَا تَقَرَّبْتَ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِأَحَبِّ الأَعْمَالِ إِلَيْهِ، جَعَلَ لَكَ فَرَجًا وَنُورًا تَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ، وَجَعَلَكَ مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتَ، أَشْرَحَ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَطْيَبَهُمْ نَفْسًا، وَأَنْعَمَهُم قَلبًا.

اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ

وَأَكْرِمْنَا يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ

اقرأ أيضاً«أسباب الرزق الخفية».. نص خطبة الجمعة 26 يوليو 2024

«لا تحزن إن الله معنا».. «الأوقاف» تنشر نص خطبة الجمعة المقبلة

«أمانة العامل والصانع وإتقانهما».. نص خطبة الجمعة القادمة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الجمعة القادمة موضوع خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة غدا الخطبة الجمعة نص خطبة الجمعة خطبة الجمعة وزارة الاوقاف نص خطبة الجمعة الأ ع م ال إ ل ى الله ت ع ال ى الأ م ر

إقرأ أيضاً:

موعد شهر شعبان 2025 الخميس أم الجمعة؟ دار الإفتاء تحدد التوقيت الصحيح

متى موعد شهر شعبان 2025 ؟ يبحث الكثير عن موعد غرة شعبان 1446 هجرية عام 2025 ميلادية، واليوم هو 29 من شهر رجب 1446 ه، ومن المعلوم شرعًا أن يوم رؤية هلال الشهر العربي الجديد، فإذا شوهد هلال شهر شعبان، اليوم فيكون أول أيامه غدًا الخميس، وإذا لم يظهر هلال شعبان، سنكمل شهر رجب 30 يوميا، ويكون أول أيام شهر شعبان 2025 الجمعة، وتحسم دار الإفتاء الرؤية الشهرية مساء اليوم، وتشير الحسابات الفلكية إلى أن يوم الخميس 2024/1/30م هو المتمم لشهر رجب 1446هـ، وتكون غرة شهر شعبان 1446هـ فلكياً يوم الجمعة المقبل 2025/1/31م.

موعد شهر شعبان 2025 فلكيا

يولد هلال شهر شعبان مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة الثانية والدقيقة 37 ظهراً بتوقيت القاهرة المحلي يوم الأربعاء المقبل 29 من رجب 1446هـ الموافق 2025/1/29م (يوم الرؤية).

ويغرب القمرفي مكة المكرمة مع غروب شمس ذلك اليوم يوم الرؤية، وفي القاهرة يغرب القمر قبل غروب شمس ذلك اليوم بـ 3 دقائق، وفي باقي محافظات جمهورية مصر العربية بمدد تتراوح بين (1-3) دقائق ما عدا حلايب التي يغرب فيها القمر مع غروب شمس ذلك اليوم وتوشكا التي يغرب فيها القمر بعد غروب شمس ذلك اليوم بدقيقة واحدة، أما في العواصم والمدن العربية والإسلامية يغرب القمر قبل غروب شمس ذلك اليوم بمدد تتراوح بين (1- 10 دفيفة).

ويلاحظ أن القمر يغرب بعد غروب شمس ذلك اليوم في كل من داكار بالسنغال نواكشط بموريتانيا، مركش وفاس بالمغرب، ولاجوس بنيجريا بمدد تتراوح بين (122) دقيقة).

وبذلك يكون يوم الخميس 2024/1/30م هو المتمم لشهر رجب 1446هـ، وتكون غرة شهر شعبان 1446هـ فلكياً يوم الجمعة المقبل 2025/1/31م.

دعاء استقبال شهر شعبان مكتوبة .. كلمات احرص عليها قبل قدوم رمضانموعد استطلاع هلال شهر شعبان.. دار الإفتاء تعلنه رسميًا اليومشهر شعبان .. فضائل لا تعد ولا تحصى اغتنم الفرصةدعاء رؤية الهلال قبل استطلاع شهر شعبان.. تعرف عليهدعاء رؤية الهلال قبل استطلاع شهر شعبان.. تعرف عليهشهر شعبان.. سبب إكثار النبي من الصيام فيه

ما فضل شهر شعبان ؟

 شعبان له فضل كبير باقترابه من شهر القربات والطاعات ويمهد لاستقبال شهر رمضان المبارك وهو كذلك موسم له فضل، والصيام في شهر شعبان من الأمور المستحبة شرعاً، وسُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصًا على صيام شهر شعبان، ومن فضائل شهر شعبان أنه ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى: فعن أسامة بن زيد: قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ ما تَصُومُ مِنْ شعبان قال: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ».
 

فضل شهر شعبان

اقتضت حكمة الله تعالى أن يجعل لعباده مواسم للخير يكثر الأجر فيها؛ رحمةً بعباده، ولما كان شهر رمضان هو شهر البركات والنفحات؛ فقد كان شهر شعبان خير مقدمة له، فكان الصوم في شعبان بمنزلة السنة القبلية في صلاة الفريضة؛ فإنها تهيئ النفس وتنشطها لأداء الفرض، ولذا فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصوم فيه؛ فعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْته فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ» متفق عليه. واللفظ لمسلم.

وفي هذا دليل على أنه كان يخص شهر شعبان بالصوم أكثر من غيره. وكذا كان السلف الصالح يجتهدون فيه في العبادة؛ استعدادًا لاستقبال شهر رمضان، وفي هذا المعني قول أبي بكر البلخي: "شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع".


 

وبيّن النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من كثرة صيامه فيه؛ فعن أسامة بن زيد –رضي الله عنهما-، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال:«ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة.

ما فضل شهر شعبان

1- من فضائل شهر شعبان أن الأعمال ترفع في شعبان إلى الله تعالى، فعن أسامة بن زيد: قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ ما تَصُومُ مِنْ شعبان قال: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» رواه النسائي.

2- كثرة صيام النبي صلى الله عليه وسلم فيه: قالت عائشة رضي الله عنها: «لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ» رواه البخاري.

3- من فضل شهر شعبان غفران الذنوب في ليلة النصف من شعبان: قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَه تَعَالَى لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» رواه ابن ماجه، ومعنى مشاحن: أي مخاصم لمسلم أو مهاجر له.

الحكمة من صيام شعبان


عن أُسَامَة بْنُ زَيْدٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ،، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ».

وفي هذا الحديث فوائد عظيمة:

1ـ "أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان" يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان الشهر الحرام وشهر الصيام اشتغل الناس بهما عنه فصار مغفولًا عنه وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيامه لأنه شهر حرام وليس كذلك

2ـ فيه إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه إما مطلقا أو لخصوصية فيه لا يتفطن لها أكثر الناس فيشتغلون بالمشهور عنه ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم.

3ـ وفيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة وأن ذلك محبوب لله - عز وجل - ولذلك فُضِلَ القيام في وسط الليل لغفلة أكثر الناس فيه عن الذكر.

4ـ في إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد: منها: أنه يكون أخفى وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل لا سيما الصيام فإنه سر بين العبد وربه، ومنها: أنه أشق على النفوس: وأفضل الأعمال أشقها على النفوس.

5ـ ومنها إحياء السنن المهجورة خاصة في هذا الزمان وقد قال صلى الله عليه وسلم: «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء». وفي صحيح مسلم من حديث معقل بن يسار عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «العبادة في الهرج كالهجرة إلي» وخرجه الإمام أحمد ولفظه: «العبادة في الفتنة كالهجرة إلي» وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين فيكون حالهم شبيهًا بحال الجاهلية، فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مؤمنًا به متبعًا لأوامره مجتنبا لنواهيه ومنها أن المفرد بالطاعة من أهل المعاصي والغفلة قد يدفع البلاء عن الناس كلهم فكأنه يحميهم ويدافع عنهم.

6 ـ أنه شهر ترفع فيه الأعمال، فأحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يرفع العمل لله -تعالى-والعبد على أفضل حال وأحسنه وأطيبه لما في الصوم من فضائل عظيمة، وليكون ذلك سببًا في تجاوز الله -تعالى-عن ذنوب العبد حال توسله بلسان الحال في هذا المقام.


 

فضل ليلة النصف من شعبان


عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ».

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «يَطَّلِعُ اللَّهُ - عز وجل - إِلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ إِلا لاثْنَيْنِ مُشَاحِنٍ وَقَاتِلِ نَفْسٍ».

هل يجوز صيام شهر شعبان كله

قالت دار الإفتاء المصرية، إنه يجوز صيام النصف الأول من شهر شعبان بأكمله، حتى إذا انتصف الشهر فلا صوم في تلك الفترة حتى يستريح الشخص استعدادًا لرمضان، منوهة بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصيام في النصف الثاني من شهر شعبان، وأن الصوم بعد نصف شعبان يجوز في حالات معينة ومنها: «العادة، مثل صيام يومي الاثنين والخميس والقضاء والكفارات والنذر».

واستشهدت «الإفتاء » في إجابتها عن سؤال: ( هل يجوز صيام شهر شعبان كله ؟)، بما ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا»، رواه أبو داود (3237) والترمذي (738) وابن ماجه (1651)،: فإذا اعتاد أحد صيام الاثنين والخميس فليصم وإذا كان أحد يقضي ما فاته فعليه أن يقضي ولا حرج في النصف الثاني من شهر شعبان.

وأوضحت أن شهر شعبان تهيئة لرمضان فيجب استغلاله جيدًا، داعيًا الجميع إلى المواظبة على التصدق في هذا الشهر مع الصيام، كما أن شهر شعبان يغفل عنه كثير من الناس، وقد نبهنا إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث وقع فيه الخير للمسلمين من تحويل القبلة ففيه عظم الله نبينا واستجاب لدعائه.

وأضافت أن السيدة عائشة رضي الله عنها، ورد عنها أنها كانت تقضي ما عليها من أيام رمضان، بصيامها في شهر شعبان الذي يليه، وصوم النصف الثاني من شعبان فيه خلاف بين أهل العلم على أربعة أقوال، فمن من يقول الجواز مطلقا يوم الشك وما قبله سواء صام جميع النصف أو فصل بينه بفطر يوم أو إفراد يوم الشك بالصوم أو غيره من أيام النصف.

ونوهت بأن ابن عبد البر قال لا بأس بصيام الشك تطوعا وهو الذي عليه أئمة الفتوى كما قاله مالك، ومنهم من قال عدم الجواز سواء يوم الشك وما قبله من النصف الثاني إلا أن يصل صيامه ببعض النصف الأول أو يوافق عادة له وهو الأصح عند الشافعية.

وأفادت بأن القول الرابع: إنه يحرم يوم الشك فقط ولا يحرم عليه غيره من النصف الثاني وعليه كثير من العلماء، والراجح المفتى به: أن من كان له عادة في الصيام أو كان عليه نذر صيام أو كان عليه قضاء من شهر رمضان السابق فلا حرج عليه إن صام أول شعبان أو وسطه أو آخره، أما من لم تكن له عادة صيام ولا شيء مما سبق بيانه فلا يجوز له ابتداء الصيام في النصف الثاني من شعبان لكن لو وصله بصيام بعض النصف الأول جاز له ذلك.

واستندت إلى ما أخرجه البخارى ومسلم فى صحيحيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ» وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا» أخرجه مسلم.

ودللت بحديث الترمذى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا» بقول ابن حجر فى فتح البارى: وَقَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ: يَجُوزُ الصَّوْمُ تَطَوُّعًا بَعْدَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَضَعَّفُوا الْحَدِيثَ الْوَارِدَ فِيهِ, وَقَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ إِنَّهُ مُنْكَرٌ، ونقلت قول ابن قدامة فى المغني: «لَيْسَ هُوَ بِمَحْفُوظٍ – أى الحديث - وَسَأَلْنَا عَنْهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، فَلَمْ يُصَحِّحْهُ، وَلَمْ يُحَدِّثْنِي بِهِ، وَكَانَ يَتَوَقَّاهُ. قَالَ أَحْمَدُ: وَالْعَلاءُ ثِقَةٌ لا يُنْكَرُ مِنْ حَدِيثِهِ إلا هَذَا».

وأشارت إلى أنه يمكن الجمع بينه وبين غيره من الأدلة بما قاله القرطبي رحمه الله تعالى: لا تعارض بين حديث النهي عن صوم نصف شعبان الثاني والنهي عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين وبين وصال شعبان برمضان والجمع ممكن بأن يحمل النهي على من ليست له عادة بذلك ويحمل الأمر على من له عادة حملا للمخاطب بذلك على ملازمة عادة الخير حتى لا يقطع.

استحباب صيام شهر شعبان


عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها - قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ» (صحيح النسائي: 2176). عن عَائِشَةَ رضي الله عنها - قَالَتْ: « لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، وَكَانَ يَقُولُ: خُذُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَأَحَبُّ الصَّلاةِ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّتْ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلاةً دَاوَمَ عَلَيْهَا»(صحيح النسائي: 2178).

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ: « كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلًا» (صحيح ابن ماجه: 1398).

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلا شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ» (صحيح الترغيب: 1025)، وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ كَانَ يَصُومُهُ إِلا قَلِيلًا بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ» (صحيح الترغيب: 1024).

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: « أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ» (سنن أبي داود:2336).

عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: «كَانَ أَحَبَّ الشُّهُورِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يَصُومَهُ شَعْبَانُ ثُمَّ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ». عن أنس بْنَ مَالِكٍ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ فَلا يُفْطِرُ، حَتَّى نَقُولَ مَا فِي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يُفْطِرَ الْعَامَ، ثُمَّ يُفْطِرُ فَلا يَصُومُ، حَتَّى نَقُولَ مَا فِي نَفْسِهِ أَنْ يَصُومَ الْعَامَ، وَكَانَ أَحَبُّ الصَّوْمِ إِلَيْهِ فِي شَعْبَانَ».

وليس هناك تعارض بين الأحاديث السابقة وحديث النهي عن الصوم بعد نصف شعبان. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: « إِذَا بَقِيَ نِصْفٌ مِنْ شَعْبَانَ فَلا تَصُومُوا».

قال الترمذي: وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ مُفْطِرًا فَإِذَا بَقِيَ مِنْ شَعْبَانَ شَيْءٌ أَخَذَ فِي الصَّوْمِ لِحَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- مَا يُشْبِهُ قَوْلَهُمْ حَيْثُ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «لا تَقَدَّمُوا شَهْرَ رَمَضَانَ بِصِيَامٍ إِلا أَنْ يُوَافِقَ ذَلِكَ صَوْمًا كَانَ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ» (رواه البخاري)، وَقَدْ دَلَّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّمَا الْكَرَاهِيَةُ عَلَى مَنْ يَتَعَمَّدُ الصِّيَامَ لِحَالِ رَمَضَانَ.

القرآن الكريم

وذكر الحافظ: وَلا تَعَارُضَ بَيْن هَذَا وَبَيْن مَا تَقَدَّمَ مِنْ الأَحَادِيث فِي النَّهْي عَنْ تَقَدُّمِ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْم أَوْ يَوْمَيْنِ، وَكَذَا مَا جَاءَ مِنْ النَّهْي عَنْ صَوْم نِصْف شَعْبَانَ الثَّانِي، فَإِنَّ الْجَمْعَ بَيْنَهُمَا ظَاهِرٌ بِأَنْ يُحْمَلَ النَّهْيُ عَلَى مَنْ لَمْ يَدْخُلْ تِلْكَ الأَيَّام فِي صِيَامٍ اِعْتَادَهُ، وَفِي الْحَدِيث دَلِيلٌ عَلَى فَضْل الصَّوْم فِي شَعْبَان. وَأَجَابَ النَّوَوِيُّ عَنْ كَوْنِهِ لَمْ يُكْثِرْ مِنْ الصَّوْم فِي الْمُحَرَّمِ مَعَ قَوْله إِنَّ أَفْضَلَ الصِّيَام مَا يَقَع فِيهِ بِأَنَّهُ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُون مَا عَلِمَ ذَلِكَ إِلا فِي آخِرِ عُمُرِهِ فَلَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ كَثْرَةِ الصَّوْمِ فِي الْمُحَرَّمِ، أَوْ اِتَّفَقَ لَهُ فِيهِ مِنْ الأَعْذَار بِالسَّفَرِ وَالْمَرَضِ مَثَلًا مَا مَنَعَهُ مِنْ كَثْرَةِ الصَّوْمِ فِيهِ.

وعلى هذا فالسنة المقررة هي صيام شهر شعبان أو أكثره من مبتدأه إلى منتهاه، أما من لم يصمه من أوله ثم أراد الصيام بعد منتصفه فإن هذا هو الذي يتناوله النهي، كما أن النهي يتناول من أراد الصيام في آخر شعبان لاستقبال رمضان، والله تعالى أعلم.

أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصيام لمن فاته الصيام في شعبان: عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لَهُ أَصُمْتَ مِنْ سُرَرِ شَعْبَانَ؟ قَالَ: لا، قَالَ: فَإِذَا أَفْطَرْتَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ». سرر شعبان: أي وسطه.

  

مقالات مشابهة

  • هل يجوز صيام يوم الجمعة منفردا .. يصادف غرة شعبان
  • الإفتاء: الجمعة أول أيام شهر شعبان 1446
  • عاجل | دار الإفتاء: الجمعة أول شهر شعبان لعام 1446 هـ
  • دار الإفتاء: بعد غد الجمعة أول أيام شهر شعبان 1446 هـ 2025 م
  • موعد شهر شعبان 2025 الخميس أم الجمعة؟ دار الإفتاء تحدد التوقيت الصحيح
  • الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة..تعرف عليها
  • الحال أبلغ من المقال.. موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • «الحال أبلغ من المقال» .. موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • «الحال أبلغ من المقال».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • الصايغ: مواجهة إسرائيل لا تكون في بيروت وجبل لبنان