"حزب الله" يصدر بيانا بمناسبة "انتصار تموز 2006" على إسرائيل
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
أصدر "حزب الله" اللبناني اليوم الخميس، بيانا بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة عشرة لـ "انتصار تموز 2006" (حرب الـ33 يوما بين "الحزب" وإسرائيل عام 2006).
وفي بيانه، قال "حزب الله": "يستعيد أشرف الناس ذكرى "حرب تموز" العظيمة ووعدها الصادق ونصرها الإلهي والشهداء الذين سطروا بدمائهم ملحمة البطولة الصادقة والدفاع المشرف عن لبنان وشعبه، وما يستحقون من كرامة وعزة، والعودة المظفرة في 14 أغسطس إلى بيوتهم فوق الركام والدمار والتي أعادوا بناءها بهمم الرجال وصدق الأوفياء أجمل مما كانت، لينطلقوا من بعدها في مسيرة مظفرة ومستمرة شعارها الأساس.
وأضاف البيان: "لقد حفرت ذكرى الحرب في تموز عام 2006 عميقا في الوعي والوجدان الصهيوني إذ عجزت آلة القتل الإسرائيلية والدعم الأمريكي غير المحدود والحملة الدبلوماسية الدولية غير المسبوقة والتواطؤ الداخلي المعيب عن إلحاق الهزيمة بالمقاومة الإسلامية في لبنان وكسر إرادة مجاهديها بعد 33 يوما من التدمير الفتاك في مسرح العمليات على امتداد الأراضي اللبنانية دون أن تُحقق أيا من أهدافها، مما انعكس سلبا على مُجمل نواحي الحياة السياسية في كيان العدو وعلى إرادة الجيش الصهيوني ومعنوياته وخططه المستقبلية وعلى معنويات الإسرائيليين داخل الكيان وخارجه، وعلى صورة إسرائيل كيانًا مؤقتًا أمام نفسه وأمام العالم".
وأكمل "حزب الله": "إن انتصار تموز جعل من المقاومة في لبنان قوة يحسب لها العدو وحلفاؤه ألف حساب، فلن تكون أرض لبنان أبدا مرة أخرى تحت الاحتلال ولن يكون لبنان رهينة لإرادة العدو ولن يشرع أبوابه للتطبيع أبدًا ونهائيًا بعدما ترك قادة المقاومة لا سيما الشهداء منهم آلاف الاستشهاديين الكربلائيين من الأجيال الجديدة الذين تسلّحوا بالإرادة والعزيمة الصادقة والإيمان الراسخ، وازدانوا بالعلم والمعرفة، وباتت المقاومة عدة وعديدا أكثر عزما وأقوى شكيمةً في الدفاع عن لبنان وشعبه ومقدراته وما يستحق هذا الوطن العزيز في الحياة الحرة الكريمة والشريفة".
وأردف البيان: "واليوم على عتبة التحولات التاريخية الكبرى في المنطقة والتي كانت شرارتها عمليه طوفان الأقصى المظفرة واستنادا إلى النصر العظيم والنتائج التاريخية والعبر والدروس المستقاة من حرب تموز، فإن المقاومة الإسلامية في لبنان وبعد ما قدمت ولا تزال الكثير من التضحيات في ساحة الشرف والبطولة على طريق القدس تؤكد أنها لا تزال ملتزمة بثوابتها بشكل قاطع ونهائي ومعها كافة جبهات الإسناد في محور المقاومة بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم ومنع العدو من تحقيق أهدافه، وأنها بالرغم من التهديدات الإسرائيلية المتواصلة وحاملات الطائرات الأميركية والاغتيالات والحملات الإعلامية الداخلية والخارجية ستواصل بكل شجاعة وحكمة وبكل ما أوتيت من قوة ومقدرات وما تملك من مفاجآت الدفاع عن لبنان وعن الشعب اللبناني وحريته وإرادته بالعيش الكريم الآمن، وأن ما تعد به تفيه حقه أحسن الوفاء والله على ما تقول شهيد".
حرب تموز (حسب التسمية الشائعة في لبنان) أو حرب لبنان الثانية (حسب التسمية الإسرائيلية):
هي العمليات القتالية التي بدأت في 12 يوليو 2006 بين قوات من حزب الله اللبناني وقوات الجيش الإسرائيلي والتي استمرت نحو 34 يوما في مناطق مختلفة من لبنان، خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية وفي العاصمة بيروت، وفي شمالي إسرائيل، في مناطق الجليل، الكرمل ومرج ابن عامر. وكانت الحرب تؤثر على منطقة هضبة الجولان أيضا.
بدايتها:
في خضم الصراع العربي الإسرائيلي، وإصرار إسرائيل على إبقاء مختطفين لديها، وإصرار "حزب الله" على تبني تحريرهم، وبعد مرور نحو 30 عاما على سجن بعض اللبنانيين وبعد اليأس من المفاوضات غير المباشرة لإطلاق سراحه، قرر "حزب الله" أسر جنود إسرائيليين لتحرير بقية اللبنانيين وغيرهم من المعتقلات الإسرائيلية، وفي 12 يوليو 2006 شن "الحزب" عملية "الوعد الصادق"، التي أدت إلى أسر جنود إسرائيليين، فبادرت مباشرة القوات الإسرائيلية واقتحمت الجدار الحدودي ودخلت إلي الأراضي اللبنانية فكان "حزب الله" مترصدا للإسرائيليين وقصف الدبابتين، فقتل 8 جنود إسرائيليين، وأسر اثنين منهم هما إيهود غولدفاسر وإلداد ريغف الذين جيء بهما إلى لبنان دون الإبلاغ عن مصرعهما، وجرح أحدهما.
وقد شن الجيش الإسرائيلي بعد تلك الواقعة هجوما جويا على جنوب لبنان مستهدفا محطات الكهرباء ومطار بيروت وشبكة من الجسور والطرق مما أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين، كما انضمت قوات بحرية إسرائيلية للهجوم، وبدأت الحرب فعليا.
وفي نهاية أول تصريح للأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصر الله بعد بدء الحرب، أعلن نصر الله عن ضرب البارجة الحربية الإسرائيلية ساعر خمسة. واعترفت بعدها إسرائيل بمقتل 4 جنود. ونفت غرق البارجة. وبعد قصف البارجة، أبعدت إسرائيل قطعها البحرية عن الشاطئ اللبناني تجنبا لتعرضها لضربات أخرى. وفيما بعد أعلن "حزب الله" أنه ضرب بارجة ساعر 4.5 وزورق سوبر ديفورا قبالة شاطئ صور.
نهاية الحرب:
وقعت الغارة الأخيرة في صباح 14 أغسطس 2006 واستهدفت بساتين الأطراف الشرقية لمدينة صور وبعد 15 دقيقة من هذا القصف دخل تطبيق قرار "وقف الأعمال العدائية" الذي نص عليه القرار 1701 لمجلس الأمن الدولي حيز التنفيذ. ونص القرار 1701 على إنهاء العمليات القتالية من كلا الجانبين وإضافة 15000 جندي إلى قوة الـ "يونيفيل" لحفظ السلام مع انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الخط الأزرق وانسحاب قوة حزب الله إلى شمالي نهر الليطاني وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب اللبناني.
وتتواصل المعارك في جنوب لبنان منذ أكثر من 10 أشهر بين "حزب الله" الذي أعلن في 8 أكتوبر الماضي أنه سيكون جبهة إسناد للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من جهة، والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى.
وتتوسع العمليات بشكل يومي على طول الحدود الجنوبية من رأس الناقورة إلى مزارع شبعا، وازدادت حدة التوترات بعد استهداف الجيش الإسرائيلي للضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت واغتيال القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اسرائيل الانتصار الانتصارات الجيش الصهيوني الدبلوماسي الذكرى السنوية العبر والدروس الجیش الإسرائیلی حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
قائد الجيش اللبناني في السعودية.. ما وراء الزيارة
توجه قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، الخميس، إلى السعودية في زيارة رسمية تهدف لبحث التعاون بين الجانبين وسبل دعم المملكة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وقالت قيادة الجيش اللبناني، في بيان على منصة إكس، إن العماد عون غادر إلى المملكة تلبية لدعوة من رئيس هيئة الأركان العامة السعودية الفريق أول الركن فياض بن حامد الرويلي.
وأضافت: "سيتناول البحث التعاون بين جيشَي البلدين، وسبل دعم المؤسسة العسكرية (اللبنانية)، بخاصة في ظل التحدّيات التي تواجهها حاليًّا لتنفيذ مهمّاتها حفاظًا على أمن لبنان واستقراره".
غادر قائد الجيش العماد جوزاف عون لبنان إلى المملكة العربية السعودية، تلبية لدعوة من نظيره السعودي معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن فياض بن حامد الرويلي. وسيتناول البحث التعاون بين جيشَي البلدين وسبل دعم المؤسسة العسكرية، بخاصة في ظل التحدّيات التي تواجهها حاليًّا… pic.twitter.com/ms4wi4UztV — الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) December 26, 2024
وفي الفترة الأخيرة، تتضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم الجيش اللبناني الذي باشر عملية نشر قواته في المناطق الحدودية، في إطار تنفيذ بنود وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، بموجب الاتفاق الأخير قبل شهر برعاية أمريكية، على ضوء القرار الأممي رقم 1701.
ويدعو قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر في 11 أغسطس/ آب 2006، إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين "حزب الله" وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، باستثناء تلك التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل".
ومنذ 27 تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين إسرائيل و"حزب الله" بدأ في 8 تشرين الأول / أكتوبر 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب الاحتلال الإسرائيلي تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، وإنشاء لجنة للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
ويقدم لبنان والاحتلال الاسرائيلي، وفق الاتفاق، تقارير لهذه اللجنة وقوة اليونيفيل بشأن أي خروقات لوقف إطلاق النار.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و63 قتيلا و16 ألفا و663 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي.