النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث أكثر عرضة لاضطراب ثنائي القطب
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
لندن – كشفت دراسة حديثة أن النساء يواجهن خطرا مضاعفا للإصابة باضطراب ثنائي القطب في السنوات التي تسبق دورتهن الشهرية النهائية. وأوضح الخبراء أن هذا النوع من الأبحاث يمكن أن يسهم في التنبؤ بالمخاطر الفردية المتعلقة بمشاكل الصحة العقلية خلال هذه المرحلة، مما قد يكون له دور حاسم في "إنقاذ الأرواح".
وتحدث هذه الفترة، المعروفة باسم فترة ما قبل انقطاع الطمث، عندما تبدأ المرأة في مواجهة أعراض انقطاع الطمث مثل القلق وتقلبات المزاج وضباب الدماغ، رغم استمرار حدوث الدورة الشهرية.
وركزت الدراسة التي أجراها أكاديميون من جامعة كارديف بالتعاون مع جهتي "بايو بانك- المملكة المتحدة" و"منظمة بايبولار- المملكة المتحدة"، على 128 ألفا و294 امرأة بريطانية، في السنوات الأربع التي تسبق انقطاع الحيض. ووجدت أن هناك زيادة بنسبة 112% في اضطراب ثنائي القطب خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، في حين زاد ظهور اضطراب الاكتئاب الشديد بنسبة 30%.
وقالت البروفيسورة أريانا دي فلوريو، من جامعة كارديف: "خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، تظهر الأعراض على حوالي 80% من الأشخاص، لكن تأثير ذلك على بداية المرض العقلي الشديد لم يكن معروفا".
وتابعت: "في عيادتي، وجدت أن بعض النساء، اللاتي كن يعشن في السابق حياة بدون أي خبرة في مشاكل الصحة العقلية الشديدة، أصبن بمرض عقلي حاد في وقت قريب من انقطاع الطمث".
وأضافت: "أشعر بواجب تجاه النساء اللاتي أعمل معهن. أردت أن أقدم لهن ولغيرهن من النساء الإجابات عن سبب حدوث هذا الأمر الفظيع لهن".
وأوضحت كلير دولمان، سفيرة منظمة "بايبولار" بالمملكة المتحدة والمشرفة على مشاركة المرضى والعامة في المشروع: "هذه الدراسة مهمة للغاية لأنها توضح لأول مرة في عينة كبيرة جدا أن المرحلة الانتقالية لانقطاع الطمث لها تأثير ملموس على الصحة العقلية للمرأة".
"بالنسبة لي، هذا يؤكد ما لاحظناه وسمعناه من النساء المصابات باضطراب ثنائي القطب أنفسهن، وهو أن التغير الهرموني عامل مهم للغاية في اضطرابات المزاج وهو عامل يستحق البحث فيه بشكل شامل"، وفق دولمان.
وأردفت: "اعتباري امرأة مصابة باضطراب ثنائي القطب ومرت بفترة انقطاع الطمث، فإنني أتطلع إلى إدراك مجتمع البحث لأهمية هذا التمويل. وسوف تسمح لنا الدراسات بالتنبؤ بخطر إصابة أي امرأة بمرض غير متوقع في هذا الوقت من الحياة. هذه المعرفة يمكن أن تنقذ حياتها".
ويمكن أن تساعد النتائج، التي نشرت في مجلة "نيتشر مينتال هيلث" (Nature Mental Health) المعنية بالصحة العقلية، في توفير دعم إضافي للنساء اللاتي "تركن بالظلام في السابق"، وفقا للبروفيسور دي فلوريو. وقالت: "إن مثل هذه الأبحاث أمر حيوي، حيث تواجه النساء هذه التغييرات العميقة في حياتهن وأجسادهن، ويخيب ظنهن حاليا بسبب عدم الفهم التفصيلي لهذه التغييرات".
وتابعت: "لقد تمكنا من توسيع معرفتنا بتغيرات الصحة العقلية المرتبطة بفترة ما قبل انقطاع الطمث، والتي يمكن أن تساعد في تقديم التفسيرات والتشخيصات والدعم للنساء اللاتي سبق أن تركن في الظلام بشأن ما يحدث لهن".
ما اضطراب ثنائي القطب؟اضطراب ثنائي القطب هو حالة يعاني خلالها الشخص المصاب من تقلبات شديدة في المزاج والتفكير والسلوك ويعجز عن أداء المهام اليومية، إذ يعيش المصاب أوقاتا عصيبة وقد يمرّ بمواقف خطيرة، لكن الأسوأ أنه لا يدرك سبب تلك التقلبات.
هناك 3 أنواع من اضطراب ثنائي القطب، يتم تحديدها من خلال الحالة المزاجية التي قد يمر بها الشخص المصاب:
1- اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول: يعاني فيه المريض من نوبات هوس تستمر لمدة أسبوع على الأقل، كما يعاني من نوبات اكتئاب أيضا تستمر أسبوعين على الأقل، وقد يتطلب هذا النوع دخول المستشفى.
2- اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني: وفيه يعاني الشخص المصاب من نوبات الاكتئاب أكثر من نوبات الهوس. ويمكن أن يعاني أيضا من نوبات هوس خفيفة.
3- اضطراب المزاج الدوري: يعاني الشخص المصاب بهذا النوع من الاضطراب من نوبات اكتئاب ونوبات هوس خفيفة على مدار عامين على الأقل. ويمكن أن تستمر الحالة لعام واحد فقط عند الأطفال.
وربما يمكن لأي شخص أن يصاب بنوع آخر من اضطراب ثنائي القطب قد لا يتوافق مع أي نوع من هذه الأنواع الثلاثة، ومع الأسف لا يوجد علاج لاضطراب ثنائي القطب، وهذا يعني أن ما يمكننا فعله هو محاولة التحكم في الحالة حتى لا تخرج عن السيطرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات اضطراب ثنائی القطب الصحة العقلیة الشخص المصاب من نوبات یمکن أن
إقرأ أيضاً:
من القطب إلى القطب.. أول رحلة فضائية مأهولة تعبر الأرض عموديا
في خطوة فريدة في مجال استكشاف الفضاء، أطلقت شركة "سبيس إكس" في أواخر شهر مارس/آذار الماضي أول مهمة فضائية مأهولة من نوعها تدور في مدار قطبي يمتد بين قطبي الأرض.
ويقود الرحلة رجل الأعمال المالطي تشون وانغ، مؤسس شركة متخصصة في تعدين العملات الرقمية، في حين حملت المهمة اسم "فرام 2″، في إشارة إلى سفينة الاستكشاف القطبي النرويجية الشهيرة. ومن المقرر أن تستغرق الرحلة من 3 إلى 5 أيام قبل أن تعود إلى الأرض.
First views of Earth's polar regions from Dragon pic.twitter.com/3taP34zCeN
— SpaceX (@SpaceX) April 1, 2025
ويضم طاقم الرحلة 4 أفراد من خلفيات مهنية متنوعة، من بينهم المخرجة السينمائية النرويجية يانيك ميكيلسن، والعالمة الألمانية المتخصصة في الروبوتات والبحث القطبي رابية روجّه وهي أول امرأة ألمانية تصعد إلى الفضاء، والمغامر الأسترالي إريك فيليبس المعروف برحلاته الاستكشافية في المناطق المتجمدة، إلى جانب قائد المهمة تشون وانغ المنحدر من أصول صينية.
وسيشارك أفراد الطاقم في تنفيذ 22 تجربة علمية تتركز بشكل رئيس على دراسة تأثير بيئة الفضاء والجاذبية المصغّرة على جسم الإنسان، في إطار جهود متواصلة لفهم التحديات التي تواجه الرحلات الفضائية المأهولة الطويلة الأمد.
إعلان إيلون ماسك.. الرابح الأكبروعلى الرغم من أن رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك لم يكن ضمن المشاركين المباشرين في هذه المهمة، فإن اسمه برز بقوة خلال الحدث، مدفوعا بالدعاية المصاحبة للرحلة والتي ظهرت على الشاشات وأمام عدسات الكاميرات. فقد توجه الطاقم إلى منصة الإطلاق في موكب من سيارات "تسلا" الكهربائية، وهي من إنتاج شركة ماسك، في مشهد يعكس التكامل التسويقي بين شركاته المختلفة.
في الأثناء، وقفت صواريخ "فالكون 9" شامخة على منصة الإطلاق، وهي الصواريخ المعروفة بكفاءتها العالية وموثوقيتها، في حين كانت مركبة الفضاء "كرو دراغون" تنتظر في أعلاها لتستضيف الطاقم طوال مدة الرحلة. وتُعد "كرو دراغون" ثمرة شراكة بين "سبيس إكس" ووكالة الفضاء الأميركية ناسا، إذ صُممت لتكون منصة متنقلة للتجارب العلمية، إضافة إلى نقل رواد الفضاء والحمولات إلى المدار.
وتُعد هذه المهمة الخاصة السادسة من نوعها التي تنفذها "سبيس إكس" ضمن برنامج الرحلات الفضائية التجارية، وذلك ما يعكس تزايد نفوذ الشركة في سوق الفضاء العالمي، ويفتح أمامها أبوابا جديدة لمزيد من الإيرادات والفرص الاستثمارية.
I promised Svalbard I would wave to everyone there when I flew over them! Hi Svalbard ???? and particular thank you to our auroral scientists and photographers #SolarMaxMission for participating in #Fram2 pic.twitter.com/12KqrnCsGM
— Jannicke Mikkelsen (@astro_jannicke) April 4, 2025
ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من الرحلات الخاصة لا يزال مقتصرا على فئة محدودة من الأثرياء، إذ يبلغ سعر المقعد الواحد نحو 55 مليون دولار أميركي. وتسعى "سبيس إكس" إلى جعل هذه الرحلات أكثر موثوقية وأسهل منالا لمن يطمحون إلى خوض تجربة فريدة ورؤية كوكب الأرض من منظور لا يتاح إلا للأقمار الصناعية والتلسكوبات الفضائية.
إعلان رسالة خاصة من وانغفي اليوم الثالث من الرحلة الفضائية، حرص وانغ على مشاركة تجربته الفريدة مع متابعيه على منصة "إكس"، مؤكدا أنه لا ينتمي إلى فئة رواد الفضاء المحترفين، بل يخوض هذه التجربة بصفته مستثمرا شغوفا.
وكتب في رسالته "كانت الرحلة إلى المدار أكثر سلاسة مما توقعت، باستثناء الدقيقة الأخيرة قبل توقف المحركات؛ بالكاد شعرت بأي اختلال في قوى جاذبية. في الحقيقة، بدا الأمر كأنه مجرد رحلة طيران عادية".
Flight Day 4
I woke up early and watched the launch of Starlink Group 11-13 on YouTube. Shortly after, SpaceX contacted us and informed us that we would be flying over Mongolia during the second stage deorbit burn. We opened the cupola and tried to observe the event, but had no… pic.twitter.com/OyOlShGYLP
— Chun (@satofishi) April 4, 2025
وأضاف "كنت أتصور أن الإقلاع سيشبه ذلك الإحساس المفاجئ بالسقوط في مصعد، لكن هذا الشعور لم يحدث أبدا. أعتقد أن كوننا مربوطين بإحكام في مقاعدنا جعل الانتقال إلى حالة انعدام الوزن أقل وضوحا".
وفي ما يتعلق بالساعات الأولى داخل بيئة الجاذبية الصغرى، أوضح وانغ أنها لم تكن مريحة على الإطلاق، قائلا "أُصبنا جميعا بدوار الفضاء، وشعرنا بالغثيان، وتقيأنا أكثر من مرة. كان الإحساس مختلفا عن دوار البحر أو السيارة، إذ كنا قادرين على استخدام أجهزة الآيباد دون تفاقم الأعراض. لكن حتى رشفة صغيرة من الماء كانت كفيلة بإزعاج المعدة والتسبب بالتقيؤ".
وأشار إلى أنه لم يفتح أي أحد من الطاقم القبة الزجاجية في اليوم الأول، إذ كانوا جميعا منشغلين بالتأقلم مع أعراض دوار الفضاء. وأضاف "نظمنا ليلة سينمائية شاهدنا خلالها تسجيل إطلاقنا، ثم خلدنا إلى النوم مبكرا عن الجدول المحدد. لقد كانت ليلة نوم مريحة للجميع".
إعلانوبحلول صباح اليوم الثاني، قال وانغ إنه شعر بتحسن كبير، وأضاف "اختفى أثر دوار الفضاء تماما. تناولنا وجبة الإفطار، وأجرينا بعض الفحوص بالأشعة السينية، ثم فتحنا القبة الزجاجية بعد منتصف الليل بثلاث دقائق بتوقيت غرينتش، بينما كنا نحلق فوق القطب الجنوبي".
NEW: Humans are orbiting over the North and South poles for the first time in history after being launched into space by SpaceX.
So cool.
The 'Fram2' mission lifted off from Florida on Monday & is funded by cryptocurrency investor and entrepreneur Chun Wang.
There are a total… pic.twitter.com/px4kibRfE1
— Collin Rugg (@CollinRugg) April 2, 2025
أما بقية أفراد الطاقم فقد واصلوا مشاركة لحظاتهم اليومية وتفاصيل التجربة مع متابعيهم، من خلال منشورات متتابعة توثق أيامهم الثلاثة في المدار. ومن المقرر أن نشهد عودتهم إلى الأرض اليوم الجمعة الموافق 4 أبريل/نيسان، في بث مباشر عبر منصتي يوتيوب وإكس.