سيناريوهات الرد.. ضربة محدودة أم حرب واسعة؟
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
يمانيون – متابعات
يعيش الكيان “الإسرائيلي” حالة الانتظار التي تبقيه متوثّباً للدفاع عن نفسه بوجه ردّ إيران وحزب الله واليمن الحتمي على استهداف قيادات المقاومة في بيروت وطهران. وبالرغم من صعوبة التنبؤ بطبيعة الضربة المرتقبة وتوقيتها لكن يمكن تصوّر عدة سيناريوهات مستقبلية ممكنة الحدوث.
يمارس حزب الله منذ عملية الاعتداء واغتيال القائد فؤاد شكر سياسة الغموض البناء، وحذت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الاستراتيجية نفسها بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران، إذ لا تزال طبيعة الرد وتوقيته طيّ الكتمان، وفي هذا السياق نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” عن محللين، أنّ حزب الله يريد إبقاء أعدائه على “أهبّة الاستعداد”.
سيناريو الضربة المحدودة
قد يتم توجيه ضربات صاروخية محدودة على مواقع عسكرية أو بنى تحتية استراتيجية في “إسرائيل”، مثل قواعد عسكرية أو مطارات أو محطات توليد الكهرباء. ويتوقّع الخبراء، وفق “فايننشال تايمز”، أن يتمكّن حزب الله من ضرب “هدفٍ ذي قيمةٍ عالية داخل “إسرائيل”، بحيث يكون موقعاً غير معروف للعامّة إلى “حدٍ كبير ويهزّ أركان الجيش الإسرائيلي”. ويتابعون: “حزب الله قد يسعى إلى استعراض قدراته في مجال الأسلحة الجديدة من خلال توجيه ضربة دقيقة إلى منشأةٍ كبرى”.
تهدف هذه الضربة إلى إيصال رسالة قوية لـ”إسرائيل” بأن استمرار العدوان على غزة واستكمال برنامج الاغتيالات في دول المحور لن يَمر دون رد، وأن إيران وحزب الله جاهزان للتدخل بشكل أكبر إذا تطلب الأمر. وتداعياتها المحتملة أن ترد “إسرائيل” على هذه الضربة، لكن بوتيرة محدودة أيضاً لتجنب التصعيد نحو حرب شاملة. وقد يستهدف الكيان مواقع لحزب الله في لبنان أو مواقع إيرانية في سوريا.
سيناريو الحرب الواسعة
قد يتم شن حرب صاروخية واسعة النطاق على الكيان، بمشاركة إيران وحزب الله وفصائل المقاومة في غزة وأنصار الله في اليمن. وبعد ذلك قد نشهد رد “إسرائيلي” عالي المستوى يؤدي إلى توسيع رقعة الحرب. تداعيات هذه الحرب ستكون مدمرة للغاية لكافة الأطراف، وستؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح والمناطق المأهولة بالسكان. وقد تتدخل قوى دولية لوقف إطلاق النار، ومن المرجح أن تشهد المنطقة فترة من عدم الاستقرار الأمني على مدى طويل.
لا يمكن الجزم بأي من هذين السيناريوهين لكن يُرجح أن تكون الضربة محدودة والرد عليها كذلك الأمر محدود من دون الانزلاق إلى حرب واسعة أو حرب إقليمية/ شاملة، والأمر سيظل مرهون بتطورات الأحداث على أرض الواقع والقرارات الدولية والإقليمية، ومصلحة الأطراف المتنازعة، التي تبدو غير راغبة بتوسيع رقعة الحرب. لكن يفتح هذا السيناريو الباب نحو سيناريو آخر هو ضربات تحت مسمّى الأيام القتالية، إذا غامر الكيان برد غير محسوب وبالتالي سيتم الرد عليه بضربة أخرى أقسى من الضربة القاسية المتوقعة وندخل في سلسلة من ردود متتالية تحت سقف الحرب الشاملة.
– الميادين نت
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: ما الذي يمنع اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل وإيران؟
حذرت صحيفة نيويورك تايمز من أن العالم يحبس أنفاسه مع احتمال تفجر الصراع بين إسرائيل وإيران في أي وقت، وذكرت أن ما يقرب من شهر قد انقضى منذ هاجمت إسرائيل قواعد إيران العسكرية، ولا يزال العالم يترقب كيف سترد طهران.
وتتساءل الصحيفة، في تقرير لمراسلتها في روما، لارا جايكس، عن الأسباب التي تمنع القوتين في الشرق الأوسط من الدخول في حرب أوسع نطاقا بدت للوهلة الأولى أنها على وشك الانفجار.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الحرس الثوري الإيراني: مواجهتنا مع إسرائيل لها امتداد دوليlist 2 of 2إعلام إسرائيل يتساءل: متى سترد إيران؟ وكيف؟end of listوربما كان المحللون يتوقعون، منذ وقت ليس ببعيد، أن أي ضربة مباشرة من إيران على إسرائيل، أو من إسرائيل على إيران، ستؤدي إلى اندلاع حريق فوري، إلا أن الأمور لم تسر على هذا النحو.
كواليسوذكرت الصحيفة أن أحد أسباب ذلك التحركات الدبلوماسية المحمومة "خلف الكواليس" من الولايات المتحدة ودول عربية.
ومع ذلك، فإن تبادل الهجمات "المدروسة والمحدودة" بين إسرائيل وإيران تنذر أيضا بحرب "صدمة وترويع" بينهما، قد تكون لها عواقب وخيمة ليس فقط على منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل على معظم دول العالم.
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن جوليان بارنز داسي، مدير شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قوله إن طبيعة الهجمات المتبادلة تشي -على ما يبدو- بأن الدولتين تدركان مدى خطورة نشوب حرب إقليمية أشد ضراوة، ترغب كلتاهما -على الأرجح- في تفاديها.
واستدرك أن ذلك لا يعني أن النهج الحالي يخلو من مزالق، فهو "مسار محفوف بمخاطر جمة وغير مستدام، سرعان ما قد يخرج عن السيطرة".
التصعيد تدريجياوأضاف أن إسرائيل ربما تتعمد التدرج في التصعيد بنية القيام، في نهاية المطاف، بشيء أوسع نطاقا وأكثر حسما.
ورغم كل ذلك، فإن نيويورك تايمز ترى أن الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل لا تشبه كثيرا الحرب المعروفة باسم الصدمة والترويع التي تُستخدم فيها القوة النارية الماحقة والتكنولوجيا المتفوقة والسرعة لتدمير قدرات العدو المادية وإرادته في المقاومة، وهو مدلول أطلقه لأول مرة خبيران عسكريان أميركيان عام 1996.
ولعل أبرز مظاهر الصدمة والترويع التي لا تنسى -حسب الصحيفة- تلك التي تجلت في وابل الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة في بداية غزوها العراق عام 2003، وحربها على أفغانستان عام 2001.
وتعتقد الصحيفة أنه سيكون من الصعب تنفيذ حرب "الصدمة والترويع" في الصراع الدائر حاليا في الشرق الأوسط، ذلك أنه يستدعي إشراك قوات برية وتزويدها بعتاد بري وجوي وبحري أكثر مما قد ترغب إسرائيل أو إيران في نشره عبر مئات الأميال التي تفصل بينهما.
الصدمة والترويعولا تزال الأوساط العسكرية تتداول في إذا ما كان هجوم "الصدمة والترويع" قابلا للتطبيق. وهذا ما ناقشه رئيس هيئة الأركان المشتركة المتقاعد، الجنرال الأميركي مارك ميلي، والرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل، إريك شميت، في مقالهما التحليلي الذي نشرته مجلة فورين أفيرز أغسطس/آب الماضي.
وفي ذلك المقال، كتب الاثنان أن عصر حروب الصدمة والترويع، "التي كانت واشنطن قادرة فيها على القضاء على خصومها بقوة نيران قاهرة، قد ولى"، وأن الأسلحة ذاتية التشغيل والذكاء الاصطناعي يغيران طبيعة الحرب.
وقد رد محللان في مركز الدراسات الإستراتيجية التابع للبحرية الملكية البريطانية، الشهر الماضي، على المقال المذكور بأن حرب الصدمة والترويع تتطور ولم تنتهِ، واستدلا على ذلك بهجوم إسرائيل على حزب الله في لبنان عبر أجهزة النداء واللاسلكي المفخخة.
ووفقا لتقرير نيويورك تايمز، فإن تبادل الهجمات الأشهر الماضية بين إسرائيل وإيران جعل المسؤولين حول العالم في حالة تأهب لحرب إقليمية أوسع نطاقا. وبعد ساعات من الضربات، قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي إن بلاده قررت خلق "معادلة جديدة" في صراعها المستمر منذ سنوات مع إسرائيل.
مخاطرغير أن فرزان ثابت، وهو محلل متخصص في السياسة الإيرانية والشرق أوسطية في معهد جنيف للدراسات العليا في سويسرا، صرح للصحيفة الأميركية بأن وابل الهجمات الصاروخية المنضبطة يبدو أنه يشير إلى نوع جديد من الحروب.
لكنه حذر أيضا من الأسوأ ربما يحدث حتى الآن، إذ أشارت إيران مؤخرا إلى أنها مستعدة لضرب مصادر الطاقة الرئيسية في إسرائيل -بما في ذلك حقول الغاز ومحطات الطاقة ومحطات استيراد النفط- في حال استُهدفت بنيتها التحتية المدنية.
ويعتقد ثابت أن إيران "تحاول أن تكون لها الكلمة الأخيرة"، بمعنى أنها "تريد أن تُظهر لشعبها وللرأي العام الإقليمي أنها فعلت شيئا، لكنها لا تريد تصعيد الصراع".
ومع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للسلطة، فإن نيويورك تايمز تتوقع على نطاق واسع أن ينتهج سياسة خارجية مواتية لإسرائيل، و"يحشد صقورا مناوئين لإيران في حكومته"، مما قد ينقل الحرب بين إيران وإسرائيل إلى مضمار جديد.