يمانيون:
2025-01-08@22:52:25 GMT

هيروشيما اليابان.. وهيروشيما فلسطين

تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT

هيروشيما اليابان.. وهيروشيما فلسطين

عبدالفتاح علي البنوس

أكثر من ٣٠٠ يوم من العدوان والحصار الصهيوني على قطاع غزة، وما تزال حرب الإبادة الجماعية مستمرة بحق المدنيين من الرجال والنساء والأطفال، وما يزال الإجرام والتوحش الصهيوني مستمرا بكل صلف ووحشية، وما تزال أمريكا تزود هذا الكيان الغاصب بأحدث وأفتك الأسلحة، أطنان من القنابل المحرمة، وأعداد هائلة من الصواريخ المدمرة، علاوة على الإسناد والدعم المالي والعسكري والسياسي واللوجستي والإعلامي والأممي والدولي، حيث تزامن تجاوز العدوان على غزة حاجز الـ ٣٠٠ يوم مع مرور الذكرى السنوية الـ ٧٩ لجريمة إلقاء أمريكا القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما اليابانية في السادس من أغسطس من العام ١٩٤٥خلال الحرب العالمية الثانية .

هذا التزامن بين كارثة هيروشيما اليابان مع هيروشيما فلسطين (غزة) والتي تعرضت وما تزال لحرب إبادة شاملة لا تقل في فداحتها وخطورتها وكارثيتها عن هيروشيما اليابان، والتي ارتكبتها السلطات الأمريكية بكل دم بارد مخلفة مئات الآلاف من القتلى والمعاقين والمشوهين، الأمريكي هو ذاته اللاعب الرئيسي والشريك المتغطرس في هيروشيما غزة، فهو وإن لم يكن المنفذ لكل تلكم المجازر والمذابح الوحشية التي يرتكبها جيش كيان العدو الإسرائيلي بحق أبناء غزة، إلا أنه هو الذي يزود السفاح الصهيوني بالقنابل المحرمة دوليا والتي يقدر وزن ما استخدمه منها خلال ٣٠٠ يوم من العدوان قرابة ٨٢ ألف طن من المتفجرات وهو رقم مهول جدا قياسا على حجم المساحة والرقعة الجغرافية المستهدفة، وهو ما يوازن قنبلة ذرية .

دمار وخراب شبه كامل لقطاع غزة، حرب إبادة شاملة، إهلاك للحرث والنسل، قضاء على كل مقومات الحياة، 7مقابر جماعية أقامها هذا الكيان الإجرامي داخل مستشفيات غزة التي قام باقتحامها وتدميرها، عثر فيها على ما يقارب ٥٢٠ شهيدا، علاوة على اختطافه لجثث القتلى، ومتاجرته بأعضائهم البشرية، واستباحته وانتهاكه لحرمات الموتى، بعد أن استباح وانتهك بكل صلف ووحشية حرمات الأحياء على مرأى ومسمع العالم أجمع، قنابل فراغية وعنقودية، استخدمت وما تزال الكثير منها تستخدم ولأول مرة في هيروشيما فلسطين (غزة)، مشاهد مرعبة لحالة الخراب والدمار الذي لحق بقطاع غزة، أحياء سكنية تم اجتثاثها من على وجه الأرض، وأحياء تحولت إلى أكوام من الخراب، تشبه إلى حد كبير مدن الأشباح والأرواح الشريرة التي كنا نشاهدها في مسلسلات الأطفال الكرتونية .

الصهيوني يقتل ويحاصر ويعربد، والأمريكي يدافع ويساند ويناصر ويبرر، رغم أنه يمتلك أدوات الضغط على هذا الكيان الكفيلة بإيقاف العدوان وإنهاء الحصار، ولكنه يتعمد المراوغة، وخلط الأوراق، واللعب على عامل الوقت لتمكين الكيان من ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح والجرائم، انحيازهم المفضوح للكيان الصهيوني دفع الأخير للعب بالنار، ظنا منه بأن أمريكا ستمنحه الأمان، ولن يكون هنالك رد على حماقاته وتصرفاته الرعناء خارج حدود فلسطين المحتلة، ولكنه لا يعلم بأن الجرح النازف في غزة سيشكل الطوفان الجارف له ولكيانه الغاصب الذي لا يمتلك أي صفة شرعية على الإطلاق، ولا يمكن أن تمر تلكم المجازر والمذابح الوحشية مرور الكرام دون أن يكون هنالك أي ردود مزلزلة عليها .

بالمختصر المفيد، كما كانت وما تزال هيروشيما اليابان شاهدة على الوحشية والإجرام والصلف الأمريكي، فإن هيروشيما فلسطين (غزة) ستكون هي الأخرى شاهدة على الوحشية والإجرام والصلف الصهيوني، وعلى النفاق والانحياز والإسناد الأمريكي، وعلى الخذلان والخنوع والخضوع العربي، وستظل حرب الإبادة الجماعية والحصار الصهيوني الغاشم على أبناء قطاع غزة بكل مآسيها وأحزانها وفواجعها هي الوقود الذي يمنح أبطال المقاومة الفلسطينية ومن خلفهم دول محور المقاومة روح الإصرار والعزيمة على الأخذ بالثأر، ورد الصاع صاعين، وتوجيه الضربات الموجعة لهذا الكيان الإجرامي الكفيلة بتأديبه، ومن ثم القضاء عليه بقوة الله وعونه وتأييده .

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: هیروشیما الیابان هیروشیما فلسطین هذا الکیان وما تزال

إقرأ أيضاً:

العدو الصهيوني يزيد من وتيرة هدم وتدمير المساجد وأماكن العبادة في فلسطين

يمانيون../
زادت وتيرة التهديدات الصهيونية بهدم المساجد في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة من قبل سلطات العدو الصهيوني بعد السابع من أكتوبر 2023، وأخذت طابعاً سياسياً تُحركه دوافع انتقامية.

فخلال العام المنصرم، سُجلت زيادة في عدد المساجد المُهددة بالهدم، وخصوصاً مع تسلم الوزير المتطرف إيتمار بن غفير حقيبة وزارة الأمن الداخلي والمسؤولية عن مراقبة أعمال البناء الفلسطيني في القدس المحتلة، وهي مسؤوليات كانت حتى قبل السابع من أكتوبر محصورة ببلدية الاحتلال.

وكشفت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، في تقريرٍ خاص لها حول انتهاكات العدو على المقدسات الإسلامية والمسيحية في الضفة الغربية وقطاع غزة لعام 2024، بأن جيش العدو دمر نحو 1000 مسجد في قطاع غزة، فيما اقتحم المستوطنون المسجد الأقصى أكثر من 250 مرة، فيما منع رفع الأذان بالمسجد الإبراهيمي أكثر من 670 مرة، العام الماضي.

وقالت الوزارة في تقريرها، إن العدو الصهيوني دمر منذ بداية العام الماضي 815 مسجدا تدميرا كليا، و151 مسجدا بشكل جزئي، ودمَّر كذلك 19 مقبرة بشكل كامل، وانتهك قدسيتها من خلال الاعتداء عليها ونبش قبورها وإخراج الجثث، واستهدف ودمَّر ثلاث كنائس في مدينة غزة.

وأضاف التقرير: إن العدو الصهيوني اعتدى على المسجد الأقصى المبارك، من خلال سماحه لعصابات المستوطنين باقتحامه وتدنيس ساحاته ومصاطبه وذلك بـ(256) اقتحاما خلال العام الماضي، مارسوا خلالها طقوسا تلمودية غير اعتيادية وباتت تمارس بشكل يومي كالسجود الملحمي الذي بدأ لأول مرة 13 أغسطس 2024، النفخ بالبوق.

وأوضح أن الطقوس التملودية باتت تمارس في مكان وأوقات محددة لتكريس تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا، تحت إشراف وحماية شرطة الاحتلال التي تمنع بشكل دائم حراس المسجد الأقصى التابعين لدائرة الأوقاف في القدس من قيامهم بعملهم خلال هذه الاقتحامات.

وأشارت الأوقاف في تقريرها إلى أن ما تسمى “جماعات الهيكل” المزعوم، سهّلوا احتفالات رأس السنة العبرية للمستوطنين داخل المسجد الأقصى خلال العام الماضي، كما حرض “نشـطاء جبـل الهيـكل” على حرق المسجد الأقصى، من خلال نشر مقطـع فيديو يظهـر فيـه حـرق المسـجد الأقصى وأرفقت مـعه تعليـق: “قريبـا فـي هـذه الأيام”.

وأفاد التقرير بأن الإرهابي بن غفير اقتحم الأقصى مدعوما من حكومته اليمينية المتطرفة سبع مرات منذ توليه منصبه، وأربع مرات منذ بدء الحرب على غزة، وأصدر عددا من التصريحات اليمينة المتطرفة والتي هدد فيها بتأسيس كنيس يهودي في المسجد الأقصى في إشارة إلى السيطرة عليه، كما عمل على تكثيف الوجود اليهودي من خلال دعمه حكوميا وإعطائه غطاء شرعيا.

وأشار إلى أن (2567) مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى المبارك في عيد (الحانوكاه) اليهودي، ومارسوا خلاله انتهاكات عديدة كان أبرزها اقتحام “بن غفير”، وأدى الحاخام يسرائيل شليطا طقوسا تلمودية، وممارسة الرقص والغناء والسجود الملحمي.

وفيما يخص المسجد الإبراهيمي، مارست قوات العدو انتهاكاتها له بشكل يومي سواء من خلال منع رفع الأذان فيه والذي وصل منذ بداية العام (674) مرة تقريبا، أو من خلال التضييق على المسلمين من خلال منعهم، وإغلاقه عشر مرات خلال ذات الفترة.

ويُشار إلى أن عدد المصلين في المسجد الإبراهيمي خلال عام 2024 بلغ 236,530 مصليا فقط، ويُعتبر هذا الرقم أقل من المتوقع بسبب الإجراءات المشددة التي فرضها العدو، بما في ذلك إغلاق مداخل المسجد منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أعاق وصول أعداد كبيرة من المصلين.

واقتحم المسجد الإبراهيمي الشريف 3,381 جنديًا صهيونيًا خلال العام، في انتهاك صارخ لحرمة المكان الديني، واستفزازا لمشاعر المسلمين.

وفيما يتعلق ببقية أماكن العبادة والمساجد، أفادت الأوقاف باعتداء العدو الصهيوني على (20) مسجدا في مناطق مختلفة في الضفة الغربية مع تركيز واضح على محافظتي طولكرم وجنين، إما بالتدمير الجزئي لعدد من المرافق أو من خلال تدنيسها بالكتابة والسخرية من الشعائر الإسلامية.

ورصدت الأوقاف في تقريرها عددا من الاعتداءات على الأماكن المقدسة والمصلين المسيحيين، حيث قامت جماعات دينية يهودية متطرفة بالاعتداء والبصق بحق الحجاج المسيحيين في مدينة القدس المحتلة، وتحديدا في منطقة كنيسة حبس المسيح. كما ضيَّقت عليهم خلال الأعياد المسيحية ومنعتهم من الوصول إلى كنيستي المهد والقيامة.

ودعت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، المجتمع الدولي إلى إجبار الاحتلال على وقف الاستمرار بهذه الانتهاكات التي أصبحت ذات وتيرة عالية، خاصة مع حرب الإبادة على قطاع غزة.

الهجمة المتعمدة على المساجد الفلسطينية، أيدها جانب كبير من الصهاينة الذين ذهبوا إلى ادعاء أنها تأتي ضمن استهداف “الإرهاب والإرهابيين وسيرتهم”، وأنها أيضا استجابة “لتعاليم يهودية ووصايا إلهية”، حسب زعمهم.

وعلى الرغم من التأييد الصهيوني لتدمير المساجد وانتهاك حرماتها، خرجت أصوات داخلية معارضة تقول: إن “الشعب المختار يجب ألا يفعل ذلك”، مُذكرة بأهمية “الحفاظ على التراث الثقافي خاصة المساجد التاريخية”.

وبهدف طمس الهوية الثقافية والدينية الفلسطينية، دمر جيش العدو الصهيوني نحو 206 مواقع أثرية وتراثية في قطاع غزة، من أصل 325 موقعًا، في إطار حرب الإبادة.. وهذا ما أكده إسماعيل الثوابتة، المدير العام للمكتب الإعلامي بقطاع غزة.. معتبراً أن هذه الاعتداءات على المواقع التاريخية تأتي ضمن محاولات العدو لطمس الهوية الفلسطينية، مُشددًا على تمسك الشعب الفلسطيني بإرثه وتاريخه.

ويُذكر أن العدو الصهيوني لم يترك أي معلم أثري وتاريخي خلال العملية العسكرية الواسعة على شمال قطاع غزة وبالتحديد مخيم جباليا ومدينة بيت لاهيا، سليما، حيث يعمل جيش العدو على تدمير ومحو المباني السكنية والمعالم التاريخية العريقة من مقابر ومساجد وكنائس، تعود جميعها للحقب التي سكنت فلسطين قبل آلاف السنين، وذلك بشكل متعمد وممنهج يهدف منه إلى طمس تاريخ فلسطين العريق، وتدمير أي إثبات يبرز أحقية الفلسطينيين بالأرض.

سبأ – مرزاج العسل

مقالات مشابهة

  • الكيان الصهيوني يعتقل أربعة مواطنين جنوب طولكرم
  • منها اقتحام عدة مدن فلسطينية.. الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على قطاع غزة 
  • إيرلندا تتقدم بطلب للانضمام إلى جنوب إفريقيا في دعواها ضد الكيان الصهيوني
  • تقارير: الكيان الصهيوني يقترح صفقة جزئية لتفادي شرط الانسحاب الكامل من غزة
  • الحرس الثوري الإيراني: العملية المقبلة ضد الكيان الصهيوني ستكون أكثر قوة وتأثيرًا
  • الحرس الثوري الإيراني: العملية المقبلة ضد الكيان الصهيوني ستكون أقوى وأشد
  • انخفاض السياحة في الكيان الصهيوني بنسبة 70%
  • “الأونروا” تدق ناقوس الخطر مع اقتراب سريان حظر الكيان الصهيوني نشاطها
  • الصين تسخرُ من الكيان الصهيوني بشأن مزاعم تزويدها اليمن بالسلاح
  • العدو الصهيوني يزيد من وتيرة هدم وتدمير المساجد وأماكن العبادة في فلسطين