يمانيون:
2025-02-16@13:53:57 GMT

هيروشيما اليابان.. وهيروشيما فلسطين

تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT

هيروشيما اليابان.. وهيروشيما فلسطين

عبدالفتاح علي البنوس

أكثر من ٣٠٠ يوم من العدوان والحصار الصهيوني على قطاع غزة، وما تزال حرب الإبادة الجماعية مستمرة بحق المدنيين من الرجال والنساء والأطفال، وما يزال الإجرام والتوحش الصهيوني مستمرا بكل صلف ووحشية، وما تزال أمريكا تزود هذا الكيان الغاصب بأحدث وأفتك الأسلحة، أطنان من القنابل المحرمة، وأعداد هائلة من الصواريخ المدمرة، علاوة على الإسناد والدعم المالي والعسكري والسياسي واللوجستي والإعلامي والأممي والدولي، حيث تزامن تجاوز العدوان على غزة حاجز الـ ٣٠٠ يوم مع مرور الذكرى السنوية الـ ٧٩ لجريمة إلقاء أمريكا القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما اليابانية في السادس من أغسطس من العام ١٩٤٥خلال الحرب العالمية الثانية .

هذا التزامن بين كارثة هيروشيما اليابان مع هيروشيما فلسطين (غزة) والتي تعرضت وما تزال لحرب إبادة شاملة لا تقل في فداحتها وخطورتها وكارثيتها عن هيروشيما اليابان، والتي ارتكبتها السلطات الأمريكية بكل دم بارد مخلفة مئات الآلاف من القتلى والمعاقين والمشوهين، الأمريكي هو ذاته اللاعب الرئيسي والشريك المتغطرس في هيروشيما غزة، فهو وإن لم يكن المنفذ لكل تلكم المجازر والمذابح الوحشية التي يرتكبها جيش كيان العدو الإسرائيلي بحق أبناء غزة، إلا أنه هو الذي يزود السفاح الصهيوني بالقنابل المحرمة دوليا والتي يقدر وزن ما استخدمه منها خلال ٣٠٠ يوم من العدوان قرابة ٨٢ ألف طن من المتفجرات وهو رقم مهول جدا قياسا على حجم المساحة والرقعة الجغرافية المستهدفة، وهو ما يوازن قنبلة ذرية .

دمار وخراب شبه كامل لقطاع غزة، حرب إبادة شاملة، إهلاك للحرث والنسل، قضاء على كل مقومات الحياة، 7مقابر جماعية أقامها هذا الكيان الإجرامي داخل مستشفيات غزة التي قام باقتحامها وتدميرها، عثر فيها على ما يقارب ٥٢٠ شهيدا، علاوة على اختطافه لجثث القتلى، ومتاجرته بأعضائهم البشرية، واستباحته وانتهاكه لحرمات الموتى، بعد أن استباح وانتهك بكل صلف ووحشية حرمات الأحياء على مرأى ومسمع العالم أجمع، قنابل فراغية وعنقودية، استخدمت وما تزال الكثير منها تستخدم ولأول مرة في هيروشيما فلسطين (غزة)، مشاهد مرعبة لحالة الخراب والدمار الذي لحق بقطاع غزة، أحياء سكنية تم اجتثاثها من على وجه الأرض، وأحياء تحولت إلى أكوام من الخراب، تشبه إلى حد كبير مدن الأشباح والأرواح الشريرة التي كنا نشاهدها في مسلسلات الأطفال الكرتونية .

الصهيوني يقتل ويحاصر ويعربد، والأمريكي يدافع ويساند ويناصر ويبرر، رغم أنه يمتلك أدوات الضغط على هذا الكيان الكفيلة بإيقاف العدوان وإنهاء الحصار، ولكنه يتعمد المراوغة، وخلط الأوراق، واللعب على عامل الوقت لتمكين الكيان من ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح والجرائم، انحيازهم المفضوح للكيان الصهيوني دفع الأخير للعب بالنار، ظنا منه بأن أمريكا ستمنحه الأمان، ولن يكون هنالك رد على حماقاته وتصرفاته الرعناء خارج حدود فلسطين المحتلة، ولكنه لا يعلم بأن الجرح النازف في غزة سيشكل الطوفان الجارف له ولكيانه الغاصب الذي لا يمتلك أي صفة شرعية على الإطلاق، ولا يمكن أن تمر تلكم المجازر والمذابح الوحشية مرور الكرام دون أن يكون هنالك أي ردود مزلزلة عليها .

بالمختصر المفيد، كما كانت وما تزال هيروشيما اليابان شاهدة على الوحشية والإجرام والصلف الأمريكي، فإن هيروشيما فلسطين (غزة) ستكون هي الأخرى شاهدة على الوحشية والإجرام والصلف الصهيوني، وعلى النفاق والانحياز والإسناد الأمريكي، وعلى الخذلان والخنوع والخضوع العربي، وستظل حرب الإبادة الجماعية والحصار الصهيوني الغاشم على أبناء قطاع غزة بكل مآسيها وأحزانها وفواجعها هي الوقود الذي يمنح أبطال المقاومة الفلسطينية ومن خلفهم دول محور المقاومة روح الإصرار والعزيمة على الأخذ بالثأر، ورد الصاع صاعين، وتوجيه الضربات الموجعة لهذا الكيان الإجرامي الكفيلة بتأديبه، ومن ثم القضاء عليه بقوة الله وعونه وتأييده .

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: هیروشیما الیابان هیروشیما فلسطین هذا الکیان وما تزال

إقرأ أيضاً:

البديوي: دول مجلس التعاون كانت ولا تزال داعمًا رئيسًا للشعب السوري

أكد معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم محمد البديوي، أن دول مجلس التعاون كانت ولا تزال داعمًا رئيسًا للشعب السوري، ليس فقط من خلال تقديم الإغاثة الإنسانية العاجلة، ولكن أيضًا في تمسكها بموقف واضح تجاه الحل في سوريا، الذي لا يكون إلا عبر انتقال سياسي حقيقي، يحفظ سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، ويلبي تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار والعيش الكريم، وفقًا للمرجعيات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر باريس بشأن سوريا، بالعاصمة الفرنسية باريس، برئاسة معالي وزير أوروبا والشؤون الخارجية في فرنسا جان نويل بارو, وبمشاركة عدد من وزراء الخارجية وكبار المسؤولين بدول مجلس التعاون والدول العربية والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأميركية وتركيا والأمم المتحدة.
وأشار معاليه إلى أن المؤتمر يأتي في لحظة فارقة من تاريخ سوريا والمنطقة, ويعد خطوة مهمة لتنسيق الرؤى وتعزيز التعاون بين الشركاء، مؤكدًا استعداد دول مجلس التعاون الكامل للعمل مع الحكومة الانتقالية السورية، والشركاء الدوليين، لبناء مستقبل آمن ومزدهر لسوريا.
وجدد التأكيد على أن مستقبل سوريا، لا يمكن أن يُبنى في ظل وجود التدخلات الخارجية أو الفوضى، كما كان سابقًا، فلا يمكن لها أن تكون منطلقًا لأي أعمال إرهابية، أو أن تكون حاضنة للتنظيمات الإرهابية، أو نقطة لتهريب المخدرات إلى دول الجوار، وسببًا في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وأن مجلس التعاون بهذا الصدد، يؤكد التزامه الراسخ بوحدة سوريا وسيادتها، ويرفض أي محاولات لفرض واقع جديد عبر العنف أو الإرهاب أو التطرف.
وقال معاليه إن العمل المشترك هو السبيل الوحيد لتحقيق تقدم حقيقي لاستقرار سوريا، مشيرًا إلى أن المؤتمر يعد خطوة مهمة في توحيد الجهود الدولية، لدعم عملية انتقالية شاملة، تُفضي إلى واقع سياسي جديد يعبر عن تطلعات السوريين، ويعيد لسوريا استقرارها ودورها الفاعل في محيطها العربي والدولي.
وأعرب، عن موقف مجلس التعاون الثابت، بإدانته الهجمات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، بما في ذلك احتلال المنطقة العازلة على الحدود السورية، التي تعد انتهاكات صارخة للسيادة السورية، واتفاق فض الاشتباك المبرم في عام 1974م، مطالبًا المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته، لوقف الاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية، ومطالبة إسرائيل بالانسحاب الفوري من جميع الأراضي السورية المحتلة.
وأفاد بأن تحقيق الاستقرار في سوريا، يتطلب أيضًا تمكينها اقتصاديًا، ولا يمكن تحقيق ذلك، دون رفع العقوبات المفروضة عليها، التي تعرقل جهود إعادة الإعمار، وتثقل كاهل الشعب السوري، وتمنع الاقتصاد من استعادة عافيته، لذا فإن مجلس التعاون يدعو إلى رفع هذه العقوبات، بما يمكن سوريا من النهوض مجددًا، ولكي تتمكن المؤسسات المالية الدولية والصناديق التنموية من العمل بحرية، تمهيدًا لعودة اللاجئين إلى وطنهم بكرامة وأمان.
وأكد معالي الأمين العام لمجلس التعاون في ختام كلمته التزام دول المجلس بالعمل مع الشركاء الدوليين، والمنظمات الدولية، والشعب السوري، ودعم جميع جهود التعافي وإعادة الإعمار لضمان أن تنهض سوريا من هذه المحنة وتكون أكثر استقرارًا، وأكثر وحدة، وأكثر قدرة على تحقيق تطلعات شعبها، في الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار.

مقالات مشابهة

  • وسط دمار هائل ..العدو الصهيوني يواصل عدوانه على جنين وطولكرم
  • يعادل 100 ضعف قوة القنبلة النووية على هيروشيما .. حدث مُرعب ينتظر السودانيين
  • خلال الـ48 ساعة الماضية.. ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 48264 شهيداً
  • العدوان الصهيوني على مدينة ومخيم جنين يدخل يومه الـ26
  • خبير في القضايا الدولية: خطة ترامب للتهجير هي للتعويض على فشل الكيان الصهيوني
  • تدمير 470 منزلاً ومنشأة جراء العدوان الصهيوني على جنين
  • البديوي: دول مجلس التعاون كانت ولا تزال داعمًا رئيسًا للشعب السوري
  • أكثر من 380 معتقلاً منذ بداية العدوان الصهيوني على شمال الضفة الغربية
  • العدوان الصهيوني على مدينة طولكرم يدخل يومه الـ18
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 48,239 شهيداً و 111,676 مصاباً