عين ليبيا:
2024-09-11@08:46:59 GMT

من لشواطئنا؟

تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT

بعد فجر هذا اليوم، وبينما كنت أتريض على الشاطئ، تذكرت حادثة قديمة لم تفارق ذاكرتي، حدثت على شاطئ الليدو في طرابلس قبل عقود، كنا أطفالًا نلعب ببراءة على الرمال، وأتذكر كيف ركضت خلف قريبتي، التي وطئت على قطعة من الزجاج المكسور، فتناثر الدم من قدمها الصغيرة، حينها، تحملت اللوم من جميع الأقارب الحاضرين، بينما أفلت الجاني الحقيقي الذي ألقى بتلك الزجاجة على الشاطئ وتسبب في كل هذا الألم.

واليوم، وأنا أتريض على الشاطئ، شعرت بالألم نفسه وأنا أشاهد أكوام القمامة والزجاج والقنينات البلاستيكية والزجاجية المنتشرة في كل مكان، قطع الخشب المليئة بالمسامير الصدئة ملقاة هنا وهناك، لتتكرر قصص يفلت فيها الجاني المجهول من العقاب.

التلوث لا يقتصر على الإصابات والجروح، بل يمتد ليشوه جمال الشواطئ، محولًا إياها من مساحات طبيعية خلابة إلى مناظر قبيحة بفعل الإنسان، الزجاج المكسور، القنينات البلاستيكية، والأخشاب المتناثرة تخلق تلوثًا بصريًا يضر بمتعة المصطافين، ويشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة، المواد البلاستيكية تتحلل ببطء وتطلق سمومًا تؤثر على الحياة البحرية، كما تنتقل الأكياس البلاستيكية من الشاطئ إلى أعماق البحر، مما يهدد الكائنات البحرية ونظمها البيولوجية وقد يصل إلينا عبر السلسلة الغذائية، هذا بالإضافة إلى نفايات وقود بعض البواخر التي تترك بقعًا سوداء على الشواطئ، مضاعفة الأضرار البيئية والصحية.

من السهل أن يلوم المرء المصطافين على التلوث الذي يشوه شواطئنا، ورغم صحة هذا القول جزئيًا، إلا أن قائمة المسؤولين عن هذا التلوث طويلة.

البداية تكون من الحكومة التي تحتاج إلى خطط فعالة لمكافحة هذه الظاهرة، هذه الخطط تتطلب حلاً مستدامًا يبدأ من التوعية في البيت والتعليم في المدارس، مرورًا بوسائل الإعلام والمساجد، يجب أن تكون هناك حملات توعية متكاملة تشمل جميع فئات المجتمع، وتشجع على العمل التطوعي عبر مؤسسة قوية يقودها أفراد يؤمنون بأهمية العمل التطوعي وتأثيره.

كما يجب تفعيل دور شركات الخدمة العامة ومؤسسات حماية البيئة، بالتعاون مع الشركات والمصانع التي تسهم مخلفاتها في هذا التلوث، ينبغي على هذه المؤسسات تحمل مسؤوليتها البيئية، وتبني سياسات إنتاج تأخذ في الحسبان هذه الظاهرة.

بالإضافة إلى كل ذلك، يقع على عاتق البلديات دور حيوي في حماية الشواطئ التي تقع ضمن نطاقها، يجب عليها تطوير وتنفيذ برامج وخطط تسهم في الحفاظ على نظافة الشواطئ، بالتعاون مع مؤسسات الدولة والمصايف والمجتمعات المحلية القريبة من الساحل، يمكن تحقيق ذلك من خلال تخصيص ميزانيات محددة، وفرض نظام جباية تنفق عوائده على جهود تنظيف وحماية الشواطئ، كما ينبغي أن تشتمل هذه الخطط على اشتراط توفير أكياس قمامة للمصطافين، وتحديد أماكن مخصصة لرميها، وضمان وجود نظام فعال لتجميع النفايات بشكل منتظم للحفاظ على نظافة وجمال الشواطئ.

ولا يمكن إغفال أهمية التشريعات والقوانين في حماية البيئة، فهي تشكل الإطار القانوني الذي يلزم الجميع باحترام الشواطئ والحفاظ على نظافتها، لذا ينبغي أن تكون هناك قوانين صارمة تنظم التعامل مع النفايات ومخلفات المصانع والشركات، وتحدد عقوبات رادعة للمخالفين، فرض الغرامات على من يلقي القمامة في البحر أو يلوث الشواطئ يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من هذه التشريعات.

دور الحرس البلدي والمسؤولين عن حماية البيئة حيوي في تنفيذ هذه القوانين على أرض الواقع، فعليهم أن يتمتعوا بالصلاحيات اللازمة لمراقبة الشواطئ وضبط المخالفات، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد من ينتهك القوانين البيئية، وجود رقابة فعالة ومستدامة يضمن التزام الجميع بالقواعد، ويسهم في حماية البيئة البحرية بشكل أفضل.

باختصار، يجب أن تتضافر جهود الجميع، من الحكومة إلى الأفراد، لتحقيق شواطئ جميلة ونظيفة من جديد، لأن حماية البيئة البحرية هي مسؤولية مشتركة تتطلب التزامًا مستدامًا من جميع الأطراف.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: حمایة البیئة

إقرأ أيضاً:

منتدى البحر الأحمر للشُعب المرجانية.. المملكة تحرص على حماية البيئات البحرية

أكدت المملكة حرصها واهتمامها البالغ بحماية الشُعب المرجانية، والحفاظ على البيئة البحرية؛ تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة، وترسيخًا لريادتها العالمية في مجال المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); جاء ذلك خلال افتتاح أعمال منتدى البحر الأحمر للشُعب المرجانية 2024، الذي تنظمه المؤسسة العامة للمحافظة على الشُعب المرجانية والسلاحف البحرية "شمس"، بمدينة جدة خلال الفترة من 9 إلى 13 سبتمبر الجاري، بالتزامن مع انعقاد الاجتماع الـ (38) للمبادرة العالمية للشعب المرجانية (ICRI)، بمشاركة واسعة لنخبة من الخبراء وعلماء البيئة المحليين والدوليين، إضافةً إلى صُناع القرار، وطلاب الجامعات، والمهتمين بالبيئة البحرية من مختلف أنحاء العالم.
أخبار متعلقة "خرسانة رغوية" و"ضمانات أعلى".. أبرز ملامح الدليل الجديد لحفر الطرق"دوريات المجاهدين" تقبض على مواطن لنقل 6 مخالفين لأمن الحدود بجازان .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أعمال منتدى البحر الأحمر للشُعب المرجانية 2024 أعمال منتدى البحر الأحمر للشُعب المرجانية 2024 var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });أبرز التحديات
أوضح الرئيس التنفيذي لـ "شمس" الدكتور خالد بن محمد جميل أصفهاني، أن انعقاد المنتدى يأتي في إطار الجهود المستمرة لحماية البيئات البحرية، وتعزيز الوعي بأهمية الشعب المرجانية، إلى جانب مناقشة التحديات التي تواجه الشُعب المرجانية في البحر الأحمر والاستراتيجيات الفعّالة لحمايتها.
كما يناقش ضرورة تطوير مشاريع مشتركة تسهم في تحقيق الاستدامة البيئية، وتعزيز الاقتصاد الأزرق، ورفع الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على البيئات البحرية؛ للإسهام في دعم الجهود العالمية لحماية الشعب المرجانية في البحر الأحمر والعالم.
وأضاف أن المملكة لديها القدرة على دفع المبادرات التي تعزز حماية البحر الأحمر؛ لتصبح نموذجًا لجهود الحفاظ على البيئة البحرية على مستوى العالم، من خلال رؤية قيادية في الحفاظ على البيئة، تسهم في الارتقاء بالمجتمع والبيئة معًا، مشيرًا إلى أن "شمس" تكرّس جهودها لحماية البيئة البحرية داخل المملكة، ويمتد طموحها إلى خارج الحدود، داعيًا إلى تعزيز العمل المشترك لحماية النظم البيئية البحرية في البحر الأحمر والعالم، والحفاظ على تراثنا الطبيعي وحمايته.إمكانات هائلة
أبان الدكتور أصفهاني، أن البحر الأحمر يمتلك إمكانات هائلة، ويمثل نموذجًا للتنوع البيولوجي، وأساسًا للمعيشة المستدامة للملايين من الناس، لافتًا إلى أنه، وفي ظل التهديدات والتحديات المختلفة التي تواجه العالم؛ يُعد ملاذًا مناخيًا حيويًا، يحمي الشُعب المرجانية والسلاحف البحرية، وكافة الأنواع التي تُشكل تنوعه البيولوجي الفريد.
يُذكر أن "منتدى البحر الأحمر للشُعب المرجانية 2024"، يعكس التزام المملكة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويعزز مكانتها كمركزٍ عالمي للبحث العلمي والحوار البيئي، كما يسلط الضوء على جهودها الرائدة في الحفاظ على التراث الطبيعي والاستدامة البيئية.

مقالات مشابهة

  • رزان المبارك: حماية البيئة تتطلب نهجاً تعاونياً
  • فيديكس تتطوع بمئات الساعات لمبادرات حماية البيئة
  • منتدى البحر الأحمر للشُعب المرجانية.. المملكة تحرص على حماية البيئات البحرية
  • شواطئ الإسكندرية خالية من المواطنين بسبب ارتفاع درجات الحرارة
  • "حماية المنافسة" يُفجر مفاجأة عن سبب ارتفاع بيض المائدة
  • وزارة الصحة الفلسطينية تعلن أماكن تقديم تطعيم ضد شلل الأطفال غدا
  • حماية المنافسة يكشف عن 3 قضايا كبرى في سوق بيض المائدة
  • مقتل مجند في الحزام الامني على يد زميله.. والقاتل لا يزال حرًا تحت حماية القيادة!
  • كلية العلوم تؤكد عدم وجود زبد البحر بكثافة على شاطىء بورسعيد
  • قرار بإصدار لائحة حماية حقوق المسافرين.. تعرف على التفاصيل