عين ليبيا:
2025-05-03@03:29:01 GMT

من لشواطئنا؟

تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT

بعد فجر هذا اليوم، وبينما كنت أتريض على الشاطئ، تذكرت حادثة قديمة لم تفارق ذاكرتي، حدثت على شاطئ الليدو في طرابلس قبل عقود، كنا أطفالًا نلعب ببراءة على الرمال، وأتذكر كيف ركضت خلف قريبتي، التي وطئت على قطعة من الزجاج المكسور، فتناثر الدم من قدمها الصغيرة، حينها، تحملت اللوم من جميع الأقارب الحاضرين، بينما أفلت الجاني الحقيقي الذي ألقى بتلك الزجاجة على الشاطئ وتسبب في كل هذا الألم.

واليوم، وأنا أتريض على الشاطئ، شعرت بالألم نفسه وأنا أشاهد أكوام القمامة والزجاج والقنينات البلاستيكية والزجاجية المنتشرة في كل مكان، قطع الخشب المليئة بالمسامير الصدئة ملقاة هنا وهناك، لتتكرر قصص يفلت فيها الجاني المجهول من العقاب.

التلوث لا يقتصر على الإصابات والجروح، بل يمتد ليشوه جمال الشواطئ، محولًا إياها من مساحات طبيعية خلابة إلى مناظر قبيحة بفعل الإنسان، الزجاج المكسور، القنينات البلاستيكية، والأخشاب المتناثرة تخلق تلوثًا بصريًا يضر بمتعة المصطافين، ويشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة، المواد البلاستيكية تتحلل ببطء وتطلق سمومًا تؤثر على الحياة البحرية، كما تنتقل الأكياس البلاستيكية من الشاطئ إلى أعماق البحر، مما يهدد الكائنات البحرية ونظمها البيولوجية وقد يصل إلينا عبر السلسلة الغذائية، هذا بالإضافة إلى نفايات وقود بعض البواخر التي تترك بقعًا سوداء على الشواطئ، مضاعفة الأضرار البيئية والصحية.

من السهل أن يلوم المرء المصطافين على التلوث الذي يشوه شواطئنا، ورغم صحة هذا القول جزئيًا، إلا أن قائمة المسؤولين عن هذا التلوث طويلة.

البداية تكون من الحكومة التي تحتاج إلى خطط فعالة لمكافحة هذه الظاهرة، هذه الخطط تتطلب حلاً مستدامًا يبدأ من التوعية في البيت والتعليم في المدارس، مرورًا بوسائل الإعلام والمساجد، يجب أن تكون هناك حملات توعية متكاملة تشمل جميع فئات المجتمع، وتشجع على العمل التطوعي عبر مؤسسة قوية يقودها أفراد يؤمنون بأهمية العمل التطوعي وتأثيره.

كما يجب تفعيل دور شركات الخدمة العامة ومؤسسات حماية البيئة، بالتعاون مع الشركات والمصانع التي تسهم مخلفاتها في هذا التلوث، ينبغي على هذه المؤسسات تحمل مسؤوليتها البيئية، وتبني سياسات إنتاج تأخذ في الحسبان هذه الظاهرة.

بالإضافة إلى كل ذلك، يقع على عاتق البلديات دور حيوي في حماية الشواطئ التي تقع ضمن نطاقها، يجب عليها تطوير وتنفيذ برامج وخطط تسهم في الحفاظ على نظافة الشواطئ، بالتعاون مع مؤسسات الدولة والمصايف والمجتمعات المحلية القريبة من الساحل، يمكن تحقيق ذلك من خلال تخصيص ميزانيات محددة، وفرض نظام جباية تنفق عوائده على جهود تنظيف وحماية الشواطئ، كما ينبغي أن تشتمل هذه الخطط على اشتراط توفير أكياس قمامة للمصطافين، وتحديد أماكن مخصصة لرميها، وضمان وجود نظام فعال لتجميع النفايات بشكل منتظم للحفاظ على نظافة وجمال الشواطئ.

ولا يمكن إغفال أهمية التشريعات والقوانين في حماية البيئة، فهي تشكل الإطار القانوني الذي يلزم الجميع باحترام الشواطئ والحفاظ على نظافتها، لذا ينبغي أن تكون هناك قوانين صارمة تنظم التعامل مع النفايات ومخلفات المصانع والشركات، وتحدد عقوبات رادعة للمخالفين، فرض الغرامات على من يلقي القمامة في البحر أو يلوث الشواطئ يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من هذه التشريعات.

دور الحرس البلدي والمسؤولين عن حماية البيئة حيوي في تنفيذ هذه القوانين على أرض الواقع، فعليهم أن يتمتعوا بالصلاحيات اللازمة لمراقبة الشواطئ وضبط المخالفات، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد من ينتهك القوانين البيئية، وجود رقابة فعالة ومستدامة يضمن التزام الجميع بالقواعد، ويسهم في حماية البيئة البحرية بشكل أفضل.

باختصار، يجب أن تتضافر جهود الجميع، من الحكومة إلى الأفراد، لتحقيق شواطئ جميلة ونظيفة من جديد، لأن حماية البيئة البحرية هي مسؤولية مشتركة تتطلب التزامًا مستدامًا من جميع الأطراف.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: حمایة البیئة

إقرأ أيضاً:

البيئة تقدم أكثر من مليون دولار دعما للمشروعات الصغيرة

عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة اجتماعاً موسعاً مع الدكتور عماد عدلى رئيس المكتب العربى للشباب والبيئة ومدير برنامج المنح الصغيرة  للوقوف على الوضع الحالى للمرحلة السابعة من برنامج المنح الصغيرة و دراسة ما سيتم استهدافه فى المرحلة الثامنة من البرنامج ، وذلك بحضور  الدكتور على أبو سنه الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة ، الاستاذ تامر أبو غرارة مستشار الوزيرة للتعاون الدولى ، الاستاذة سها طاهر رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية والتعاون الدولى ، الاستاذة هدى الشوادفى مساعد الوزيرة للسياحة البيئية ، والمهندسة سماح صالح مدير وحدة التنمية المستدامة.

وقد استمعت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة لعرضا تقديمياً من الدكتور عماد عدلى يوضح ملامح ومعايير المرحلة السابعة من برنامح المنح الصغيرة والتى وصل عدد المشروعات التى يتم تمويلها إلى 27  مشروعاَ بما يقدر بأكثر من مليون دولار ، ويجري تنفيذها في 7 محافظات موزعة على 4 أقاليم جغرافية، تشمل القاهرة والجيزة بإقليم القاهرة الكبرى، والإسكندرية والبحيرة بإقليم شمال الدلتا، وقنا والأقصر بإقليم جنوب الصعيد، بالإضافة إلى محافظة الفيوم، مُشيراً إلى تنفيذ عدد 4 استراتيجيات لكل إقليم جغرافى تتضمن استراتيجية لتضمين النوع الاجتماعي وتحقيق تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل في كافة المشروعات ، واستراتيجية المعرفة، لافتا إلى لجنة التسيير الوطنية التى تتضمن  ممثل وزارة البيئة ، ووزارتى التضامن الإجتماعى والخارجية ،كما تتضمن  
ممثلين عن عدد من الوزرات والهيئات و منظمات المجتمع المدنى ، والتى تحدد فيها المعايير الإرشادية الجديدة التى تبدأ مع كل مرحلة ، وقد قامت اللجنة بتنفيذ عدد 11 اجتماع، كما تم تكوين  منصات لأصحاب المصلحة تترتبط بفكرة الحوار المجتمعى مما يدعم الشفافية ويساهم فى حل المشكلات ، موضحاً أنه هناك ما يقرب من 400 جمعية استفادت  من برامج بناء القدرات ، وقد تم إنجاز  مايقرب من  20% من المشروعات المستهدف تنفيذها  من خلال البرنامج.

وأوضحت وزيرة البيئة أن العرض التقديمى تناول أيضا المشروعات التى ينفذها البرنامج والتى تبلغ عدد 19 مشروع حول تغير المناخ وعدد 4 مشروعات تنوع بيولوجى ، و 3مشروعات لمواجهة تدهور الأراضى ، بالإضافة إلى مشروع حول  إدارة المعرفة ، تركز جميعها على  رفع القدارت، والنوع الإجتماعى وتدعم الشراكات فى العديد من المجالات  البيئية ككفاءة إستخدام الطاقة والزراعة المستدامة ، الطاقة الشمسية ،إدارة  المخلفات ، وغيرها من المشروعات ، كما أوضح  أن المرحلة الثامنة من مشروع المنح الصغيرة سيقوم بإتاحة نسبة حوالى  30% لمشروعات يتم تنفيذها فى مناطق اخرى خارج الأقاليم الجغرافية المستهدفة ، و جارى التنسيق مع مشروعات أخرى تابعة للوزارة ، مثل شرم خضراء ، والغردقة خضراء و البرنامج الوطنى  للمخلفات ، موضحاً اهتمام المرحلة الثانية بتنفيذ عدد من المبادرات الاستراتيجية حول الزراعة المستدامة ، الأمن الغذائى ، إدارة المخلفات وغيرها من الموضوعات البيئية الهامة.

وأكدت وزيرة البيئة بعد استماعها للعرض التقديمى على ضرورة وضع مصفوفة بالمشروعات التى سيتم ربطها بمشروعات أخرى تتضمن أولويات عمل الوزارة وبرنامج الحكومة الجديد ، ويبرز إهتمام مصر بتلبية إحتياجات المواطنين  بالتوزاى مع سعيها فى تحقيق إلتزاماتها الوطنية.

ووجهت د. ياسمين فؤاد بضرورة متابعة الإدارة العامة الجمعيات الأهلية بالوزارة المشروعات التى تنفذ بالمحافظات محل تنفيذ البرنامج لمتابعتها على أرض الواقع، وعمل تقرير يوضح الإيجابيات و المعوقات التى تواجه التنفيذ، لافتةً إلى ضرورة إدراج موضوعات أخرى تحت نطاق عمل البرنامج كالصيد الجائر ، البلاستيك و الاقتصاد الأزرق والأقتصادى الدائرى.

طباعة شارك وزيرة البيئة ربطها بمشروعات الأمن الغذائى

مقالات مشابهة

  • وزيرة البيئة زارت جمعية الصناعيين.. اتفاق على التعاون
  • سقوط مروحية بشكل مروع قبالة سواحل أستراليا
  • البيئة تقدم أكثر من مليون دولار دعما للمشروعات الصغيرة
  • تحضيرا لموسم الاصطياف..بلاغ هام لاستغلال الشواطئ المسموحة بالسباحة
  • البيئة ترصد هطول أمطار في 8 مناطق
  • وزيرا البيئة والبترول يناقشان سبل خفض الانبعاثات الكربونية في مصر
  • وزيرا البيئة والبترول يناقشان سبل خفض الإنبعاثات الكربونية في مصر
  • وزير البيئة التركي يرد على مزاعم بيع مساكن للعرب
  • وزيرة البيئة تبحث التعاون مع جمعية حماية البيئة البحرية
  • وزيرة البيئة تلتقى مؤسسى جمعية حماية البيئة البحرية