خطاب الضمير ونموذج الجمع بين الوعظ والتطبيق
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
عبد العزيز أبوطالب
بأسلوبه المتميز النافذ إلى أعماق الوجدان والمحاور للفطرة والعقل استعرض السيد القائد يحفظه الله في خطابه الأسبوعي ما يعانيه شعب عربي مسلم في فلسطين من ظلم لا تستوعبه العقول ولا ترضاه الفطرة الإنسانية من قتل لا يستثني طفلاً ولا امرأة ولا شيخاً كبيراً، من تجويع لشعب محاصر يمنع من وصول المساعدات أو العمل في أرض الله، من استهداف لإبادة جيل كامل إما قتلاً وتجويعاً أو بالأمراض تعمّد العدو نشر فيروساتها لتصنع جيلاً مشلولاً.
يتساءل السيد أسئلة استنكارية تثير كوامن العقول وتحرك عواطف القلوب، يسأل مئات الملايين من أمة الإسلام الذين يقرأون كتاب الله تعالى ألا تستثيركم هذه المشاهد؟
ألا تحزنون لأطفال جوعى خائفين مرعوبين من صواريخ العدو الصهيوني؟
ألا تتحركون لاستغاثات النساء الثكالى وهن يخاطبن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “يا رسول الله لا تشفع لهم”؟
ما هو جوابكم أمام الله تعالى يوم القيامة حين يسألكم عن واجب النصرة؟
ألم تقرأوا قول الله تعالى: “وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا”
ألم تقرأوا قول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ”
ثم يحذرهم السيد القائد من عاقبة خذلان إخوتهم في فلسطين ونتائج مداهنة القتلة المستبيحين للأنفس المحرمة والمقدسات الإسلامية و ويذكرهم بقول الله تعالى: “إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.”، لأن التعاليم الإلهية عادة لا تقتصر عاقبة التفريط فيها على الآخرة بل إنها تبدأ من الدنيا كما تنص الآية الكريمة.
يناقش السيد القائد ما يمكن أن تكون أسباباً لذلك الإعراض والتخاذل والتعامي عن ما يحصل في غزة، هل هو الخوف من الأمريكان والصهاينة كما هو نراه ونلمسه من زعماء وشعوب مسلمة، وعلماء يدعون العلم؟
وهنا يذكرهم بالخوف الحقيقي وهو الخوف من الله والوقوف بين يديه يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً.
في لحظة جامعة بين الوعظ والتطبيق ينتقل السيد القائد من حالة الوعظ التي أدمن عليها بعض من يدعون العلم ولكنهم يتمحورون حولها معتقدين أنهم قد قاموا بما يجب وسقطت عنهم المسؤولية أمام الله، إلى حالة التطبيق عندما سرد قائمة بمساندة الجبهة اليمنية من عمليات عسكرية وأنشطة وفعاليات داعمة وإعداد تعبوي، ويذكر مساهمة الشعب اليمني في قافلة التضحيات من شهداء وجرحى في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” ضمن “محور القدس محور الجهاد والمقاومة”.
يحقق السيد مفهوم الانعتاق من حالة التمركز حول الوعظ إلى التطبيق العملي خوفاً من التهديد الإلهي لأولئك الذين يقولون ما لا يفعلون وكبُرَ عند الله مقتاً أن يقولوا ما لا يفعلون، وهنا يكرر السيد القائد الوعيد بأن الرد على الكيان الصهيوني آتٍ لا محالة، متجاوزاً كل الضغوط التي تمارس لمنعه أو احتوائه، لا يخشى ما جمعته أحزاب الشر من الأساطيل والطائرات واثقاً أنما ذلك تخويف من الشيطان لأوليائه، وهو ما لا ينطبق على الشعب اليمني المؤمن المجاهد، الذي تميز بالسمع والبصيرة حين صُمّ وعمي الآخرون.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السید القائد الله تعالى
إقرأ أيضاً:
بفضل الله تعالى.. جلالة السلطان يعود إلى أرض الوطن
مسقط- العُمانية
بفضلِ اللهِ تعالى ورعايتِه، عاد حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- إلى أرض الوطن بعد زيارةِ "دولةٍ" إلى روسيا الاتّحاديّة الصّديقة استغرقت يومين.
وأعرب حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- خلال لقائه بفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية عن شكره لفخامته، على الدعوة الكريمة لزيارة بلاده، وعلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
وقال جلالته- أعزه الله- إن مباحثاته مع فخامة الرئيس الروسي تركزت على بناء علاقات متينة طيبة بين البلدين خلال الفترة الماضية؛ حيث يكمل البلدان خلال هذه الأيام 40 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية، ويسعى البلدان في الوقت الراهن على جعل هذه العلاقات متميزة ومفيدة تخدم مصلحة الشعبين الصديقين.
وأشاد جلالةُ السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- بلقائه مجموعة من رجال الأعمال من روسيا الاتحادية، مؤكدًا أنه لمس اهتمامهم بتطوير هذه العلاقة في مجالات الطاقة والزراعة والتجارة، كما باشر العديد منهم تبادل الزيارات وفتح مكاتب تجارية، مُعربًا- أيده الله- عن تطلُع سلطنة عُمان لزيادة استثماراتها في روسيا الاتحادية، وقد باشر جهاز الاستثمار العُماني التواصل مع الجهات المعنية الروسية.
وأعرب جلالته في ختام حديثه عن شكره وتقديره للمسؤولين الروس الذين قاموا بزيارة سلطنة عُمان خلال الفترة الماضية، معبرًا- أعزه الله- عن أمله لمواصلة المسؤولين في سلطنة عُمان زيارة موسكو.
ورحب فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية بحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في العاصمة الروسية موسكو، شاكرًا لجلالته قيامه بزيارة "دولة" إلى روسيا الاتحادية.
وأكد فخامته أن جلالة السلطان المعظم قام بعدة زيارات إلى روسيا؛ حيث وقع جلالته في عام 1985 على الاتفاقية الخاصة بإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين، وفي هذه السنة يحتفي البلدان بالذكرى الأربعين عامًا منذ إقامة العلاقات.
وأضاف فخامته أن البلدين الصديقين يتقاسمان تاريخًا جيدًا وسجلا حافلًا من التواصل المستمر، مؤكدًا بلورة حزمة من الاتفاقيات التي من شأنها تشكيل زخم إضافي لتوطيد الأسس القانونية للعلاقات الثنائية.
وأشار فخامته إلى أن هناك الكثير من العمل لتطوير العلاقات التجارية بين البلدين، في مجال الاستثمارات المتبادلة، والترانزيت والنقل والزراعة، خاصة وأن روسيا تقوم بتصدير المنتجات الزراعية والأغذية إلى سلطنة عُمان.
وأكد فخامته على اهتمام الشركات الروسية لتطوير التعاون في مجالات الطاقة مع سلطنة عُمان، مشيرًا إلى مناقشة المسائل العملية خلال المباحثات أمس.
وأكد فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية على التعاون الوثيق بين وزارتي الخارجية في البلدين، مضيفًا أن بلاده بصدد تنظيم القمة الروسية العربية الأولى، التي تحظى بتأييد من الأصدقاء في العالم العربي.