يمانيون:
2024-09-11@08:38:04 GMT

خطاب الضمير ونموذج الجمع بين الوعظ والتطبيق

تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT

خطاب الضمير ونموذج الجمع بين الوعظ والتطبيق

عبد العزيز أبوطالب
بأسلوبه المتميز النافذ إلى أعماق الوجدان والمحاور للفطرة والعقل استعرض السيد القائد يحفظه الله في خطابه الأسبوعي ما يعانيه شعب عربي مسلم في فلسطين من ظلم لا تستوعبه العقول ولا ترضاه الفطرة الإنسانية من قتل لا يستثني طفلاً ولا امرأة ولا شيخاً كبيراً، من تجويع لشعب محاصر يمنع من وصول المساعدات أو العمل في أرض الله، من استهداف لإبادة جيل كامل إما قتلاً وتجويعاً أو بالأمراض تعمّد العدو نشر فيروساتها لتصنع جيلاً مشلولاً.


يتساءل السيد أسئلة استنكارية تثير كوامن العقول وتحرك عواطف القلوب، يسأل مئات الملايين من أمة الإسلام الذين يقرأون كتاب الله تعالى ألا تستثيركم هذه المشاهد؟
ألا  تحزنون لأطفال جوعى خائفين مرعوبين من صواريخ العدو الصهيوني؟
ألا تتحركون لاستغاثات النساء الثكالى وهن يخاطبن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “يا رسول الله لا تشفع لهم”؟
ما هو جوابكم أمام الله تعالى يوم القيامة حين يسألكم عن واجب النصرة؟
ألم تقرأوا قول الله تعالى: “وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا”
ألم تقرأوا قول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ”
ثم يحذرهم السيد القائد من عاقبة خذلان إخوتهم في فلسطين ونتائج مداهنة القتلة المستبيحين للأنفس المحرمة والمقدسات الإسلامية و ويذكرهم بقول الله تعالى: “إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.”، لأن التعاليم الإلهية عادة لا تقتصر عاقبة التفريط فيها على الآخرة بل إنها تبدأ من الدنيا كما تنص الآية الكريمة.
يناقش السيد القائد ما يمكن أن تكون أسباباً لذلك الإعراض والتخاذل والتعامي عن ما يحصل في غزة، هل هو الخوف من الأمريكان والصهاينة كما هو نراه ونلمسه من زعماء وشعوب مسلمة، وعلماء يدعون العلم؟
وهنا يذكرهم بالخوف الحقيقي وهو الخوف من الله والوقوف بين يديه يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً.
في لحظة جامعة بين الوعظ والتطبيق ينتقل السيد القائد من حالة الوعظ التي أدمن عليها بعض من يدعون العلم ولكنهم يتمحورون حولها معتقدين أنهم قد قاموا بما يجب وسقطت عنهم المسؤولية أمام الله، إلى حالة التطبيق عندما سرد قائمة بمساندة الجبهة اليمنية من عمليات عسكرية وأنشطة وفعاليات داعمة وإعداد تعبوي، ويذكر مساهمة الشعب اليمني في قافلة التضحيات من شهداء وجرحى في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” ضمن “محور القدس محور الجهاد والمقاومة”.
يحقق السيد مفهوم الانعتاق من حالة التمركز حول الوعظ إلى التطبيق العملي خوفاً من التهديد الإلهي لأولئك الذين يقولون ما لا يفعلون وكبُرَ عند الله مقتاً أن يقولوا ما لا يفعلون، وهنا يكرر السيد القائد الوعيد بأن الرد على الكيان الصهيوني آتٍ لا محالة، متجاوزاً كل الضغوط التي تمارس لمنعه أو احتوائه، لا يخشى ما جمعته أحزاب الشر من الأساطيل والطائرات واثقاً أنما ذلك تخويف من الشيطان لأوليائه، وهو ما لا ينطبق على الشعب اليمني المؤمن المجاهد، الذي تميز بالسمع والبصيرة حين صُمّ وعمي الآخرون.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السید القائد الله تعالى

إقرأ أيضاً:

العبادة الصامتة.. المقصود بها وفضلها في الإسلام

قالت نهاد رمضان المحاضرة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن هناك عبادة من العبادات المهمة في الإسلام ما يسمى بالعبادة الصامتة، وهي عبادة التفكر والتأمل في خلق الله عز وجل، وعظمته وقدرته.

 

مرصد الأزهر: لا غنى عن مكافحة حركة الشباب ميدانيًا وفكريًا مرصد الأزهر يختتم الدورة الثالثة من المعسكر التثقيفي للطلاب الوافدين

 

ماذا يقصد بـ "العبادة الصامتة"، وما علاقتها بالتأمل؟

وتابعت نهاد  خلال المحاضرة الثانية من البرنامج الصيفي "اعرف أكثر" (Know More) والتي جاءت بعنوان "رياضة التأمل في الإسلام"، أن العبادة الصامته هي عبادة قلبية، تحدث في باطن الإنسان ولا تظهر على أفعاله أو أقواله، فلا يستخدم بها لسانه ولا يده ولا جوارحه.

وأضافت نهاد أنه في القرآن الكريم آيات يمتدح الله – عز وجل – بها من أحيا عبادة التأمل في قلبه وتفكر في آيات الله، قال تعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).

 

أمثلة للعبادة الصامتة:


1- آيات الله الكونية. بأن يشاهد الانسان جمال روعة الجبال والبحار والأشجار والأنهار والسهول والطبيعة الخلابة ويلاحظ تعاقب الليل والنهار وجريان الشمس والقمر وفق نظام بديع لا يتخلف ولا يضطرب على مر الزمان. قال تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا).

2- الآيات الشرعية في آي القرآن بأن لاحظ بلاغة القرآن وفصاحته وحسن تنظيم الكلام و مناسبته لأغراض الكلام ومقام السياق وإعجازه وحسن عرضه لقضايا التوحيد والتشريع والسلوك والآداب. قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).

3- تكوين الانسان بأن يشاهد تنوع الأعضاء وحسن تنسيقها وبديع صنعها ودقتها وكبير فائدتها وانسجامها في العمل فيتأمل في القلب والشرايين والأعصاب ووظائف العقل وإعجاز حاسة النطق والسمع والبصر واللمس والذوق وما يجري في هذه النفس من الدم والماء والإنزيمات التي تضمن حياته وتؤثر على تصرفاته. قال تعالى: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ).

4- طبيعة النفس البشرية بأن يتأمل في نزعات النفس والرغبات التي خلقه الله عليها من حب الدنيا والرئاسة والتملك وحب الاعتداء والاستيلاء على ملك الغير وحب الخلود. ويتأمل في غريزة حب العمارة فلو كان جميع الخلق زاهدا لما عمرت الأرض. قال تعالى: (وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا).
 

مقالات مشابهة

  • القائد/ حيدرة السيد يحل مشكلة مزارعي الجبلين بأبين .!
  • السياسة والإدارة في الإسلام بين النظرية والتطبيق.. قراءة في كتاب (2من2)
  • عن مولد الرسول الأعظم
  • إِنَّا أرسلنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا
  • العبادة الصامتة.. المقصود بها وفضلها في الإسلام
  • السياسة والإدارة في الإسلام بين النظرية والتطبيق.. قراءة في كتاب (1من2)
  • السياسة والإدارة في الإسلام بين النظرية والتطبيق.. قراءة في كتاب (1 من 2)
  • الحكمة من فرض الله الحجاب على المرأة
  • فضل دعاء الأم في الإسلام
  • مصطفى حسني: اسم الله الضار لا يوجد في القرآن