اللبان العُماني.. كنز وطني يثري الثقافة والأسواق
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
"رويترز": في جنوب سلطنة عمان، تقف شجرة اللبان شامخة لتقدم مادة عطرية كانت تقدر ذات يوم بما هو أغلى من الذهب.
وعلى مدى قرون تنتج أشجار وادي دوكة القديمة في محافظة ظفار مادة اللبان الثمينة لتغذي طرق التجارة التي تجاوزت شبه الجزيرة العربية.
ولا يزال اللبان يشكل إلى الآن جانبا مهما من الثقافة العُمانية ويعد تقليدا حيا يستخدم في الطقوس الدينية والبخور والعطور.
وقال محمد فرج خميس إسطنبولي رئيس العمال في محمية وادي دوكة "هذه الأشجار قديمة جدا وتتراوح ما بين الخمسة آلاف سنة ما قبل الميلاد، وكان الأشوريون والرومان من أهم مراكز تجارتهم مع الأشوريين والكنعانيين يتسابقون مع سفن الفراعنة إلى سلطنة عُمان وخاصة جنوبها، في محافظة ظفار ما فيه شك، وكما تعلم إنه كان في قديم الزمان ياخذوا هذا اللبان والذي أطلقوا عليه اسم اللبان المقدس ويستخدموه في أفراحهم وأتراحهم وجنائز الحكام والملوك في هذاك الوقت".
ومع بدء موسم الحصاد في يونيو، يُجمع اللبان من خلال عدة شقوق في جذع الشجرة ثم يُترك لفترة حتى يتصلب ويتشكل.
وأردف إسطنبولي قائلا "استخراج اللبان يبدأ من شهر يونيو، وتسمى الضربة الأولى "التوقيع" لأن الشجرة تكون متوقفة لثلاثة أشهر، فأول ضربة هي "التوقيع" وتترك لمدة 21 يوم ويستخرج منها اللبان، والضربة الثانية يخرج منها الإنتاج وتسمى "السعفة الأولى"، وبعدها تتوالى السعفات كل 21 يوما، وخلال هذه الفترة يبدأ اللبان بالتشكل شيئا فشيئا إلى أن يصل لمرحلة التكوين، وعندما نراه صلبا تبدأ عملية الاستخراج".
وفي سوق الحافة المزدحم، يعرض الباعة بكل فخر أجود ما لديهم من اللبان.
وذكر عوض سعيد عبده، وهو صاحب محل للبخور واللبان، بينما يتزاحم زوار متجره لشراء هذا الكنز الوطني بعناية بأن "الإقبال كبير من دول مجلس التعاون ومن أوروبا ومن جميع العالم، مبينا أن لبان صلالة أفخر لبان في العالم كله والناس تأتي لتشتري، لرائحته ومميزاته".
وقال الزائر عمر بن ناصر: "أتينا في جولة سياحية في صلالة لمدة أسبوع واحد، وتجولنا في جبل أتين وبعض الجبال مثل شعت وهذي المناطق الجميلة، واليوم هو آخر يوم لنا في صلالة وضيناه في السوق لشراء اللبان وبعض العطورات والمستلزمات، فالأسعار مناسبة جدا".
أما الزائر جمال بن طالب فأوضح أن "اللبان من التراث العماني، والناس تأتي لشراء الهدايا ومن بينها اللبان".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
جهاز الاستثمار العُماني يستثمر في مجال البوليمرات الحيوية
العُمانية: أعلن جهاز الاستثمار العُماني عن استثماره في شركة "تايدل فيجين" الأمريكية (إحدى الشركات الرائدة والمبتكرة في مجال البوليمرات الحيوية)، وذلك خلال مشاركته في الجولة التمويلية من السلسلة "بي" التي أجرتها الشركة ونجحت من خلالها في جذب مستثمرين استراتيجيين بقيمة إجمالية تجاوزت 140 مليون دولار أمريكي؛ حسب ما أعلنته الشركة مؤخرًا.
ويسعى الجهاز من خلال استثماراته الخارجية إلى توطين الحلول المبتكرة لتلبية احتياجات السوق المحلي.
وقد تأسست الشركة الأمريكية في عام 2014م، وتُعدّ إحدى الشركات الرائدة والمبتكرة في مجال البوليمرات الحيوية، حيث تركّز على تحويل الموارد الطبيعية المتجددة إلى مواد مُستدامة وصديقة للبيئة عبر تصنيع وتطوير حلول تقنية تعتمد على مادة "الكيتوسان"، وهي بوليمر حيوي طبيعي غير سام وقابل للتحلل البيولوجي يتم استخراجه من قشور القشريات مثل الروبيان وسرطان البحر لتطوير العديد من الصناعات.
ونجحت الشركة في إنتاج هذا البوليمر على نطاق تجاري باستخدام عملية استخراج خالية من النفايات، وتقديمه بجودة عالية وتكلفة منخفضة مقارنة بالمنافسين، كما تركز على الاستدامة من خلال إعادة تدوير المنتجات الثانوية للمصايد؛ مما يسهم في تقليل النفايات وتعزيز الاقتصاد الدائري.
ويمكن استخدام مادة (الكيتوسان) في تطوير حلول مبتكرة للعديد من الصناعات وتحديات التلوث والانبعاثات المناخية، خصوصًا في قطاعات المياه والزراعة؛ إذ يمكن استخدامها في تطبيقات متنوعة مثل الأقمشة، والأسمدة، ومعالجة المياه، لكونها بديلًا طبيعيًا للمواد الكيميائية التقليدية التي تُستخدم في هذه الصناعات مثل كبريتات الألمنيوم والفحم النشط والمبيدات والأفلام البلاستيكية وغيرها، بالإضافة إلى استخدامها في قطاع النفط والغاز لمعالجة المياه عالية الملوحة، خصوصًا أن العمليات الصناعية في هذا المجال تنتج حوالي 9 براميل من المياه عالية الملوحة لكل برميل نفط؛ ما يشكِّل تحديًا يتطلب معالجته بيولوجيًا، والتخلص منه بصورة آمنة، كما تمثل المادة فرصة للشركات الزراعية لتوفير حلول مبتكرة في مجال تغطية البذور والمبيدات الحيوية ما يُعزز الاستدامة في القطاع الزراعي.
يذكر أن الجهاز يستثمر عبر محفظة الأجيال في تقنيات ومنتجات عالمية مبتكرة وصديقة للبيئة، ويسعى من خلال استثماراته الدولية إلى توطين الحلول المبتكرة لتلبية احتياجات السوق المحلي، كما يحرص الجهاز على الاستثمار في شركات واعدة اقتصاديًا لتعزيز إيرادات المحفظة، بما يضمن تحقيق عوائد مستدامة تفيد الأجيال الحالية والقادمة.