بوابة الوفد:
2024-09-11@08:37:22 GMT

الكلام الباطل على منابر الحق

تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT

الكلمة بضعة أحرف عندما تخرج من فم الإنسان لا يستطيع ردها, ثم تكتب له أو عليه, وخير دليل على خطورة الكلمة أن الإنسان يدخل دين الله تعالى بكلمة، ويخرج من دائرته مع سعتها بكلمة، ويبنى بيتًا وأسرة ومجتمعًا بكلمة ، ويهدم بناء بيت ويفرّق جمع أسرة بكلمة، ويعانق الإنسان الجنة بكلمة، ويسقط فى حضيض النار بكلمة.

ومن حديث للأمام الحسين -إن صح عنه- مع الوليد حاكم المدينة المنورة يطالبه بمبايعة يزيد ابن معاوية.. الوليد يسأل الحسين: نحن لا نطلب إلا كلمة فلتقل بايعتُ، واذهب بسلام لجموع الفقراء، فلتقلها وانصرف يا ابن رسول الله حقنًا للدماء فلتقلها ما أصغرها إن هى إلا كلمة).

يرد الامام الحسين عليه السلام: كبرت الكلمة، وهل البيعة إلا كلمة؟ ما دين المرء سوى كلمة؟ ما شرف الرجل سوى كلمة؟ ما شرف الله سوى كلمة؟ أتعرف ما معنى الكلمة؟ مفتاح الجنة فى كلمة، دخول النار على كلمة، وقضاء الله هو الكلمة. الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور, بعض الكلمات قلاع شامخة.

يعتصم بها النبل البشري, الكلمة فرقان ما بين نبى وبغي, بالكلمة تنكشف الغمّة الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة, عيسى ما كان سوى كلمة أضاء الدنيا بالكلمات وعلّمها للصيادين فساروا يهدون العالم الكلمة زلزلة الظالم الكلمة حصن الحرية إن الكلمة مسئولية إن الرجل هو الكلمة شرف الرجل هو الكلمة شرف الله هو الكلمة). 

ولأن بضاعة خطباء المساجد هى الكلمة , فإن دورهم كبير فى توجيه المجتمع وإرشاده، حيث يعتمد الناس على خطبهم فى معرفة الأحكام الدينية والمواعظ , ولكن عندما يقوم بعض الخطباء بترديد أحاديث أو روايات ضعيفة أو منكرة، ينشأ العديد من المخاطر.

وهناك أسباب عدة لذلك منها قلة العلم الشرعي: قد يكون الخطيب غير مطلع بشكل كافٍ على علم الحديث، وبالتالى يروج لأحاديث غير صحيحة دون قصد, والاعتماد على مصادر غير موثوقة فبعضهم يعتمدون على كتب أو مواقع إلكترونية غير موثوقة تنشر أحاديث غير مسندة, أو يكون مصدره الأصلى سماعيا توراثه من أجيال الخطباء السابقين الذين بدورهم ورثوه ممن قبلهم, كذلك الرغبة فى إثارة الجماهير فبعضهم قد يلجأون إلى الأحاديث المثيرة أو العاطفية لجذب انتباه الجمهور، حتى لو كانت تلك الأحاديث ضعيفة, وهناك شيخ مشهور بنى رحلته الدعوية على الإثارة بأى طريقة فلوأن هناك إجماعا على قضية ما ثابتة وراسخة فى أذهان المسلمين من مئات السنين, ورأى وحيد ضد هذه القضية لجاء به وحسنه ليأتى بالجديد الذى لم يسبقه إليه احد ولا حول ولا قوة إلا بالله, وهناك أيضا نقل المعلومات بدون تحقق, فيمكن أن يتداول الخطيب الأحاديث من خلال النقل الشفهى دون التأكد من صحتها.

ومخاطر ترديد الأحاديث الضعيفة أو المنكرة, أو القصص المختلقة كثيرة، منها تضليل المجتمع وفهم خاطئ للدين وتبنى معتقدات غير صحيحة, كذلك إضعاف الثقة بالخطباء فعندما يدرك الناس أن الخطيب ينقل معلومات غير صحيحة، قد يفقدون الثقة فيه وفى المؤسسة الدينية بشكل عام, بالإضافة إلى تشويه صورة الإسلام، فقد يستخدم المعادون للإسلام هذه الأحاديث للتشكيك فى صدق الدين وشرعيته.

ولمواجهة هذه الظاهرة التى اسستشرت بصورة كبيرة لا بد من التثقيف المستمر للخطباء وخضوعهم لدورات تدريبية فى علم الحديث لتجنب نقل الأحاديث الضعيفة, والاعتماد على المصادر الموثوقة والمعتمدة فى نقل الأحاديث والتأكد من صحتها قبل إلقائها.

القضية خطيرة لأن بقاءها يضرب الحفاظ على نقاء الرسالة الدينية, ويشكك الناس فى دينهم خاصة إذا سمعوا أحاديث ورويات مخالفة لما سمعوه منذ الصغر, بالإضافة إلى تلقف ملوك «الميديا» وراغبى «التريند» هذه الأحاديث بهدف الحصول على الشهرة والمال.

وقانا الله جميعا شر الكذب عليه وعلى رسوله.

‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صلاح صيام ندى خطورة الكلمة هو الکلمة

إقرأ أيضاً:

كلمة للسوداني في الساعة السادسة من مساء اليوم

بغداد اليوم -  


مقالات مشابهة

  • هاريس: ترامب حال فوزه بالرئاسة سيجرم الحق في الإجهاض
  • نجلاء عبدالعزيز لمنتقديها : كثير ماتوا لما دلعت بيتي بكلمة قصر
  • الموقف الإثيوبى الصعب
  • كلمة وزير الإعلام في الندوة العلمية بمؤسسة الثورة بعنوان“الإستراتيجية الإعلامية للرسول الأعظم”
  • وصفها بـالملهمة.. إعلام عبري يحتفي بكلمة سفيرة السعودية في واشنطن
  • وصفها بـملهمة.. إعلام عبري يحتفي بكلمة سفيرة السعودية في واشنطن
  • عبد المسيح: الكلام عن عودة ملف الشغور الرئاسي إلى الواجهة مُخجل
  • قوة الكلمة الطيبة.. كيف يمكنها أن تغير العالم ؟
  • كلمة للسوداني في الساعة السادسة من مساء اليوم
  • برلماني: قانون العفو يمنح سرّاق المال العام الحق بارتكاب جرائمهم دون عقاب