الكلام الباطل على منابر الحق
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
الكلمة بضعة أحرف عندما تخرج من فم الإنسان لا يستطيع ردها, ثم تكتب له أو عليه, وخير دليل على خطورة الكلمة أن الإنسان يدخل دين الله تعالى بكلمة، ويخرج من دائرته مع سعتها بكلمة، ويبنى بيتًا وأسرة ومجتمعًا بكلمة ، ويهدم بناء بيت ويفرّق جمع أسرة بكلمة، ويعانق الإنسان الجنة بكلمة، ويسقط فى حضيض النار بكلمة.
ومن حديث للأمام الحسين -إن صح عنه- مع الوليد حاكم المدينة المنورة يطالبه بمبايعة يزيد ابن معاوية.. الوليد يسأل الحسين: نحن لا نطلب إلا كلمة فلتقل بايعتُ، واذهب بسلام لجموع الفقراء، فلتقلها وانصرف يا ابن رسول الله حقنًا للدماء فلتقلها ما أصغرها إن هى إلا كلمة).
يرد الامام الحسين عليه السلام: كبرت الكلمة، وهل البيعة إلا كلمة؟ ما دين المرء سوى كلمة؟ ما شرف الرجل سوى كلمة؟ ما شرف الله سوى كلمة؟ أتعرف ما معنى الكلمة؟ مفتاح الجنة فى كلمة، دخول النار على كلمة، وقضاء الله هو الكلمة. الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور, بعض الكلمات قلاع شامخة.
يعتصم بها النبل البشري, الكلمة فرقان ما بين نبى وبغي, بالكلمة تنكشف الغمّة الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة, عيسى ما كان سوى كلمة أضاء الدنيا بالكلمات وعلّمها للصيادين فساروا يهدون العالم الكلمة زلزلة الظالم الكلمة حصن الحرية إن الكلمة مسئولية إن الرجل هو الكلمة شرف الرجل هو الكلمة شرف الله هو الكلمة).
ولأن بضاعة خطباء المساجد هى الكلمة , فإن دورهم كبير فى توجيه المجتمع وإرشاده، حيث يعتمد الناس على خطبهم فى معرفة الأحكام الدينية والمواعظ , ولكن عندما يقوم بعض الخطباء بترديد أحاديث أو روايات ضعيفة أو منكرة، ينشأ العديد من المخاطر.
وهناك أسباب عدة لذلك منها قلة العلم الشرعي: قد يكون الخطيب غير مطلع بشكل كافٍ على علم الحديث، وبالتالى يروج لأحاديث غير صحيحة دون قصد, والاعتماد على مصادر غير موثوقة فبعضهم يعتمدون على كتب أو مواقع إلكترونية غير موثوقة تنشر أحاديث غير مسندة, أو يكون مصدره الأصلى سماعيا توراثه من أجيال الخطباء السابقين الذين بدورهم ورثوه ممن قبلهم, كذلك الرغبة فى إثارة الجماهير فبعضهم قد يلجأون إلى الأحاديث المثيرة أو العاطفية لجذب انتباه الجمهور، حتى لو كانت تلك الأحاديث ضعيفة, وهناك شيخ مشهور بنى رحلته الدعوية على الإثارة بأى طريقة فلوأن هناك إجماعا على قضية ما ثابتة وراسخة فى أذهان المسلمين من مئات السنين, ورأى وحيد ضد هذه القضية لجاء به وحسنه ليأتى بالجديد الذى لم يسبقه إليه احد ولا حول ولا قوة إلا بالله, وهناك أيضا نقل المعلومات بدون تحقق, فيمكن أن يتداول الخطيب الأحاديث من خلال النقل الشفهى دون التأكد من صحتها.
ومخاطر ترديد الأحاديث الضعيفة أو المنكرة, أو القصص المختلقة كثيرة، منها تضليل المجتمع وفهم خاطئ للدين وتبنى معتقدات غير صحيحة, كذلك إضعاف الثقة بالخطباء فعندما يدرك الناس أن الخطيب ينقل معلومات غير صحيحة، قد يفقدون الثقة فيه وفى المؤسسة الدينية بشكل عام, بالإضافة إلى تشويه صورة الإسلام، فقد يستخدم المعادون للإسلام هذه الأحاديث للتشكيك فى صدق الدين وشرعيته.
ولمواجهة هذه الظاهرة التى اسستشرت بصورة كبيرة لا بد من التثقيف المستمر للخطباء وخضوعهم لدورات تدريبية فى علم الحديث لتجنب نقل الأحاديث الضعيفة, والاعتماد على المصادر الموثوقة والمعتمدة فى نقل الأحاديث والتأكد من صحتها قبل إلقائها.
القضية خطيرة لأن بقاءها يضرب الحفاظ على نقاء الرسالة الدينية, ويشكك الناس فى دينهم خاصة إذا سمعوا أحاديث ورويات مخالفة لما سمعوه منذ الصغر, بالإضافة إلى تلقف ملوك «الميديا» وراغبى «التريند» هذه الأحاديث بهدف الحصول على الشهرة والمال.
وقانا الله جميعا شر الكذب عليه وعلى رسوله.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صلاح صيام ندى خطورة الكلمة هو الکلمة
إقرأ أيضاً:
المراهنات كلمة السر .. قصة موظف اختلس مليون جنيه
تباشر النيابة العامة في الشيخ زايد تحقيقاتها في واقعة اختلاس موظف بشركة لإدارة الصيدليات مبلغ مليون جنيه من عهدته، بعد خسارة أمواله في تطبيقات المراهنات.
بدأت الواقعة عندما اكتشفت الشركة وجود نقص في الأموال، وبعد مراجعة الحسابات، تركزت الشكوك حول الموظف المتهم وعليه، تقدمت الشركة ببلاغ إلى مديرية أمن الجيزة، التي باشرت التحقيقات وألقت القبض على الموظف.
وخلال استجوابه، اعترف المتهم بالاختلاس، موضحًا أنه لجأ إلى هذه الطريقة لتعويض خسائره في المراهنات، لكنه انتهى بخسارة كل شيء.
وتسلط هذه الواقعة الضوء على مخاطر الإدمان على المراهنات، حيث قد يدفع الطمع البعض إلى ارتكاب جرائم مالية، تنتهي بعواقب قانونية وخسائر فادحة.
ونستعرض المزيد من التفاصيل من خلال الفيديو جراف التالي.
https://youtube.com/shorts/T_aaFfJgK5o