«إذا جاء شخص ما ليقتلك، فانهض واقتله أولًا» بهذه العبارة من التلمود استوحى الكاتب الاسرائيلى رونين بيرجمان عنوانا لكتابه المثير للجدل» Riseandkillfirst» و الذى صدر 2018 عن التاريخ السرى للاغتيالات الاسرائيلية منذ الحرب العالمية الثانية، فقد قامت إسرائيل باغتيال أكثر من 2700 سياسى وعالم ومثقف فلسطينى وعربى بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
يختلف هذا الكتاب تحديدا عن كل الكتب الأخرى التى كانت تصنع من اجل البروباجاندا الرخيصة، فهو عمل صحفى استقصائى مهنى متوازن قدم مادة ثرية تؤرخ لحقبة زمنية طويلة، استغرق انجازه ثمانية أعوام كاملة توصل خلالها الى صناديق لا حصر لها من وثائق رسمية لم تنشر فى السابق سلّطت الضوء على بعض العمليات الغامضة وقد أجرى بيرجمان ألف مقابلة مع عملاء سابقين للموساد و الشاباك أمثال يهود باراك وايهود أولمرت ومئير داجان رئيس الموساد السابق واخرين كانوا جاهزين الآن للخروج عن صمتهم بعد ستين عاماً من انشاء إسرائيل «لقد وافقوا على التحدث معى لأنهم أرادوا أن يخبروا الناس بما فعلوه من أجل بلدهم».
يسرد الكتاب بمهارة فائقة قصصا مثيرة عن عمليات اغتيال تمت بوسائل مختلفة فيكشف بعض الحقائق الخطيرة مثل تفاصيل عملية أوليمبياد ميونيخ الشهيرة 1972 و التى أنتجت محطة HBOالأمريكية عنها فليماً دعائياً ضخم من قدرات الموساد فقد كان يعتقد بأن اسرائيل تعقبت وقتلت جميع الفلسطينيين المسئولين عن مذبحة الرياضيين الاسرائيليين فى ميونيخ هى مجرد خرافة، و على جانب آخر يشير الى هوس السفاح ارييل شارون بقتل ياسر عرفات الذى كان ينظر إليه على أنه «الوحش ذو الأرجل» لذا شكل قوة خاصة تسمى «مخلل السمك» حاولت أولا قتله خلال حصار بيروت لكنه نجا من هذه المحاولة وأيضا من محاولات أخرى لكن فى نهاية المطاف مات بمرض غامض 2004 يقول عنه برجمان إنه حتى لو كان يعرف الجواب، فإنه لا يمكن سرده بسبب الرقيب العسكرى الذى يمنعه من مناقشة هذا الموضوع الذى يعد من اسرار الدولة لكنه فقط يقتبس قول شارون «دعونى أفعل الأشياء على طريقتى» وهنا يلاحظ أن توقيت وفاة عرفات كان غريبا جدا، حيث جاء بعد فترة قصيرة جدا من اغتيال الشيخ أحمد ياسين.
يلفت بيرجمان النظر الى تصور راسخ للأجهزة الأمنية بأن ايديولوجيا حماس لا تزال تشكل تهديدا كبيرا لإسرائيل لاسيما بعد اغتيال زعيمها الروحى ورموزها الهامة عبدالعزيز الرنتيسى وغيره فقد طورت الحركة اتصالاتها مع إيران، التى كان يحظر الشيخ ياسين التعامل معها ويشير بيرجمان إلى نقطة جوهرية لها بعد سيكولوجى وسياسى كبير بأن قيام الموساد بعمليات اغتيال لاشخاص مصنفين كتهديد مباشر للأمن القومى الاسرائيلى قد يرسل رسالة اكبر من عملية الاغتيال نفسها مفادها اذا كنت عدوا لاسرائيل فاننا سنجدك ونقتلك اينما كنت. والجدير بالذكر ان اسرائيل نفذت 800 عملية اغتيال ضد حماس وعناصر لبنانية وسورية وإيرانية منذ 2008 الى 2014 أغلبها بالمسيرات وللمقارنة المدهشة فإن الولايات المتحدة بجلالة قدرها نفذت فى عهد جورج دبليو بوش 48 عملية اغتيال وفى عهد باراك اوباما نفذت 353 عملية مشابهة!!
يعتقد بيرجمان بان ربما قتل القادة المؤثرين يمكن ان يغير التاريخ ولكن فى كثير من الأحيان ليس بالطريقة التى تتوقعها، لذا يختتم كتابه بقول احد العملاء «تاريخ جهاز الموساد حلقة من سلسلة طويلة من النجاحات التكتيكية المثيرة للإعجاب، ولكن أيضا من الإخفاقات الإستراتيجية الكارثية، لأنه لا يوجد حل دائم إلا الحل السياسى والدبلوماسى».
بعد كل هذا التاريخ الأسود تخيل مجرد تخيل أن عملية اغتيال اسماعيل هنية قد تمت فى احد فنادق القاهرة وليس فى دار ضيافة تابعة للحرس الثورى الايرانى فكيف ستكون ردة فعل الجزيرة واخواتها بالتأكيد ستنصب مجالس الندب والعويل وسيقولون فى النظام المصرى كما قال مالك فى الخمر، لكن سيرة ايران الشريفة العفيفة ومحور مقاومتها الشامخ على رأى اللبنانيين «شى غير» لأنهم ليسوا كما يعتقد البعض جبناء يخشون عواقب الحرب الشاملة التى قد لا تبقى ولا تذر بعدما كشرت واشنطن عن انيابها وجاءت بالأساطيل من كل حدب وصوب وأظهرت درة التاج الطائرة الشبحية F22 التى تحظر تصديرها على اقرب حلفائها والتى سوف تدمر كل مصافى النفط الايرانية وتجعل نظام الملالى على وشك الإفلاس وبالتالى انهياره على الفور ولسوف تستغل تل ابيب تلك اللحظة المناسبة للإجهاز على الحلم النووى كما فعلت فى مفاعل تموز العراقى، اعتقد ان اشاوس الحرس الثورى سيكتفون بالرد المزلزل عن طريق الايميل فقط!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكاتب الاسرائيلى للاغتيالات الاسرائيلية الحرب العالمية الثانية
إقرأ أيضاً:
حتى الآن.. العين ثالثاً والأهلي المصري أولاً في تصويت "غلوب سوكر"
يحتل نادي العين المركز الثالث بنسبة 14.4%، بينما تصدر نادي الأهلي المصري قائمة "أفضل نادي في الشرق الأوسط" بعد أن حصل على 33.1% من إجمالي الأصوات في جائزة "غلوب سوكر" حتى الآن.
ويأتي الهلال في المرتبة الثانية بنسبة 30% من الأصوات، بينما جاء النصر السعودي رابعاً بنسبة 14.2%، والاتحاد السعودي في المرتبة الأخيرة بنسبة 5.3% .
ومن المتوقع أن تزداد حدة المنافسة بين الأندية حتى الإعلان الرسمي عن الفائز في حفل جوائز "غلوب سوكر"، الذي يُقام سنوياً في دبي، حيث تُمنح الجوائز تقديراً للأندية واللاعبين الذين حققوا إنجازات بارزة في عالم كرة القدم.
ومن المقرر أن تُقام النسخة الخامسة عشرة من الحفل في 27 ديسمبر (كانون الأول) خلال مؤتمر دبي الرياضي.