محمد نجيم (الرباط)
«الحنّاء» رافقت المرأة المغربية منذ القدم، فقد تزينت بها في حياتها اليومية وفي المناسبات العائلية والأعراس، وهي من مصادر الصحة والجمال، وارتبطت منذ قرون بالكثير من المعتقدات والأحاجي والقصص والموروث الشعبي المغربي والعربي، وإضافة إلى استعمالها في التجميل، فهي من وصفات الطب الشعبي، حيث يتم وصفها للمرضى الذين يعانون من آلام الرأس وضربات الشمس والصداع النصفي وتشقق القدمين، وعلاج الفطريات والأمراض الجلدية، كما تفضل المرأة المغربية استعمال الحناء لتقوية ومعالجة شعر الرأس نظراً لخلوها من المواد التي تلحق الضرر بفروة الرأس وبصيلات الشعر.
«النقّاشة»
ويعرف المغرب بطقوس خاصة بالحناء، حيث تزين العروس بالحناء يوم الخطبة وفي يوم زفافها، على يد متخصصة في النقش بالحناء ومتمرسة في هذا المجال لتزيين أيدي العروس والفتيات بالحناء برسوم ورموز نابعة من التراث المغربي الأصيل، كما دأبت الأسر المغربية على استقدام «النقّاشة»، وهي سيدة تمتهن تزيين العرائس بالحناء في ليلة الزفاف بعد عودتها من الحمام التقليدي.
ومن المعتقدات الشهيرة في المغرب أن العروس التي لا تخضب يديها وقدميها بالحناء مصيرها فشل زواجها وطلاقها، حيث يقول الباحث عبد المغيث جبران: «يبرز حضور الحناء أكثر في المجتمع المغربي في المناسبات الاجتماعية السعيدة، حيث لا تكاد تمر مناسبة الزفاف أو العقيقة مثلاً من دون أن تكون الحناء حاضرة لتزيين العروس، أو كفي المولود الجديد، وحتى الحاضرات المدعوات إلى هذه الحفلات».
«ليلة الحناء»
وفي الأعراس المغربية، يتم تزيين العروس بالحنّاء من طرف «النكّافة»، وهي السيدة المتخصصة في تجهيز الفتاة المقبلة على العرس وتزيينها بالحلي والأزياء التقليدية الجميلة، وتعمد هذه «النكّافة» إلى نقش أيدي العروس بالحنّاء مستخدمة رسومات باهية مثل الورود وأشكال هندسية بديعة، وتسمى ليلة التزين هذه بـ«ليلة الحناء»، ويُستدعى لها النساء فقط من أسرتي الزوجين معاً، ويتم خلالها الاحتفاء بالعروس، حيث تظل الفتاة جالسة فترة طويلة أمام «النقّاشة» التي تزين يديها وقدميها بتأنٍ واضح حتى يخرج الشكل الفني لزينتها بالحنّاء في أجمل صورة، لكونها ليلة العمر بالنسبة للعروس.
أهازيج الحنّاء
وتمتزج طقوس تزيين العروس بالحنّاء بأهازيج ومواويل غنائية من ترديد الفتيات والنساء الحاضرات، وأحياناً من طرف فرقة غنائية تحيي تلك الليلة إلى أن تنتهي العروس من تخضيب أيديها بالحنّاء، وفي الوقت ذاته تلقي الحاضرات قطعاً نقدية على أطباق الحنّاء التي تكون عادة بجوار قوالب السكر والبيض، والتي ترمز إلى التفاؤل بحياة سعيدة بين الزوجين.
وفي المدن المغربية يتم تخصيص أمكنة خاصة تجتمع فيها «النقّاشات»، لتزيين الفتيات والنساء وتخضيب أياديهن بالحناء، حيث تقول السيدة عائشة الغالي، «نقّاشة» في ساحة جامع الفنا بمراكش، إن الإقبال على النقش بالحنّاء من طرف الفتيات المغربيات يكون على مدار أيام السنة، كما نلاحظ أن المرأة الأوروبية تقبل أيضاً على الحنّاء المغربية لما تحمله من نقوش ورسوم مبهرة وساحرة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
تشيلسي.. «ليلة كوكوريا»!
لندن (رويترز)
سجل مارك كوكوريا، ونيكولاس جاكسون، ليقودا تشيلسي إلى الفوز 2-1 على ضيفه برنتفورد، ليكون صاحب الأرض على بُعد نقطتين من ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، بعدما حقق انتصاره الخامس توالياً في المسابقة.
وفرض تشيلسي سيطرته منذ البداية، وكانت له 15 محاولة على المرمى في الشوط الأول، لكنه انتظر حتى الدقيقة 43 ليسجل، عندما تقدم المدافع الإسباني كوكوريا نحو منطقة الجزاء، وقفز عالياً ليحول تمريرة عرضية من نوني مادويكي، ويضعها بضربة رأس في شباك الحارس مارك فليكن.
لكن ختام ليلة كوكوريا لم يكن سعيداً، بعدما تعرض للطرد في اللحظات الأخيرة، عقب حصوله على البطاقة الصفراء الثانية، بعد دفع كيفن شادة.
وتمكن جاكسون من تسجيل الهدف الثاني، قبل عشر دقائق من نهاية المباراة، عندما استقبل تمريرة طويلة من إنزو فرنانديز، ووضعها في الشباك بتسديدة في القائم القريب، محرزاً هدفه التاسع في الدوري هذا الموسم.
وكان برنتفورد خطيراً خلال تنفيذ الهجمات المرتدة، وسجل برايان مبيمو، أخطر لاعبي الفريق الزائر، هدفاً في الدقيقة 90، ليجعل المباراة أكثر إثارة قبل النهاية، لكن تشيلسي صمد ليفوز، ويتقدم بفارق أربع نقاط على أرسنال ثالث الترتيب.
وقال توماس فرانك مدرب برنتفورد «كان أداؤنا في الشوط الثاني رائعاً، وأعتقد أن الحظ لم يحالفنا بخروجنا دون نقاط».
ومع احتفال الجماهير الحاضرة في ملعب ستامفورد بريدج بالفوز، كان زملاء كوكوريا يشدون من أزره أثناء خروجه من الملعب.
وأكد إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي، إنه لا يشعر أن فريقه، ضمن المرشحين للفوز بالدوري، نظراً لأن منافسيه أكثر خبرة.
وقال «بغض النظر عن عدد الانتصارات التي نحققها، لا أعتقد أننا جاهزون، أحد الأسباب وراء ذلك أنني أعتقد أن الفرق تعرف كيفية المنافسة على الألقاب، لن تستقبل أهدافاً مثلما نفعل، لا يمكن أن تهتز شباكنا بهذه الصورة، ونمنح المنافس فرصة للعودة في المباراة».
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان يمكن لجماهير الفريق أن تحلم بالفوز بالدوري، قال «بالنسبة لي، لسنا مستعدين، لكنني سعيد بأن المشجعين يمكنهم أن يحلموا».