القضارف: 15 أغسطس 2024

منتدى الاعلام السوداني: غرفة التحرير المشتركة

إعداد وتحرير: راديو دبنقا

“اضطررنا لأكل بليلة الفيتريتة وهي غير متوفرة حالياً، وطفلي ظل طريح الفراش في مستشفى الطنيدبة المجاور لمنطقة أبو رخم لتسعة أيام بسبب سوء التغذية، والدته أوقفت رضاعته بسبب عدم توفر الغذاء.. الوضع الآن يفوق الكارثة” يقول النازح محمد أحمد بمركز إيواء قرية حنان في منطقة أبو رخم بولاية القضارف لـ(راديو دبنقا).

مع استمرار الحرب في معظم أرجاء البلاد بين الجيش والدعم السريع، والأمطار الغزيرة والسيول التي تضرب أجزاء واسعة من البلاد، يتواصل تدفق النازحين من مناطق الحرب خاصة ولاية سنار إلى ولايتي القضارف وكسلا بشرق السودان وسط أوضاع إنسانية بالغة القسوة في مراكز الإيواء والطرقات.

وأعلنت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة عن نزوح 145 ألف أسرة، تضم أكثر من 725 ألف فرد، من ولاية سنار منذ اندلاع المعارك في يونيو الماضي.

ويبلغ العدد الكلي للنازحين في القضارف منذ اندلاع الحرب وفقاً لإحصائيات منظمة الهجرة الدولي نحو 765 ألف، في 12 محلية، في أكثر من 365 مركز إيواء.

وتسيطر قوات الدعم السريع على جميع محليات ولاية سنار عدا محلية سنار التي تشهد هدوءاً منذ أيام.

مطبخ أبو رخم أوضاع مأساوية

ويقول عز الدين دنكس عضو مبادرة القضارف للخلاص لراديو “دبنقا” إن النازحين من سنار إلى مدينة القضارف والمحليات المجاورة يعيشون أوضاع مأساوية، مشيراً إلى اكتظاظ مراكز الإيواء بالنازحين وارتفاع قيمة ايجارات المنازل، مما دفع بعضهم للعودة إلى سنار.

وتضطر بعض الأسر النازحة للإقامة في العراء بسبب تكدس مراكز الإيواء، يتوزع بعضهم في المساجد والمباني غير المكتملة بينما تفاقم الأمطار الغزيرة معاناتهم مع عدم توفر الغذاء والماء.

وأوضح دنكس إن مبادرة القضارف للخلاص فرغت، يوم الجمعة الماضي، من رحلتها الخامسة للمطبخ المتحرك لتقديم الوجبات الجاهزة إلى النازحين العالقين في الطريق بين القضارف وأبو رخم بجانب النازحين في مسيد أبو رخم، وقرية حنان بمنطقة أبو رخم التي تبعد أكثر من مائة كيلو متر من القضارف.

متطوعون بالمبادرة

وقال دنكس إن الأسر التي وصلت حديثاًمن ولاية سنار إلى مسيد أبو رخم تعاني من إعياء شديد بسبب مكوثها لفترة طويلة على الطريق مع الأمطار الغزيرة والطين والوحل، حيث استغرقت رحلتهم نحو أسبوع مع نقص في الغذاء وافتراش الأرض المبللة بمياه الأمطار لأيام، مشيراً لتسجيل حالة وفاة وسط النازحات بالمسيد.

ويأوي المسيد نحو الفي نازح معظمهم يواصلون رحلتهم إلى القضارف والمدن الأخرى.

وذكر إن النازحين مركز إيواء قرية حنان بأبو رخم يعيشون أوضاع إنسانية قاسية حيث انتشار أنواع سامة من الثعابين مع عدم توفر الغذاء والأدوية.

ويبلغ عدد الأسر النازحة بقرية حنان 248 اسرة، ويبلغ عددهم بالفرد 1761 نازح. والنازحون خليط من ولاية سنار وولاية الخرطوم.

سجلت مبادرة القضارف للخلاص ومطبخ ابو رخم المتحرك زيارة الى مركز ايواء قرية حنان بمحلية المفازة بولاية القضارف، صباح الخميس، واستمرت الزيارة لحوالي ساعتين ونصف الساعة وزع خلالها فريق المطبخ طعاما ودواء للنازحين.

متطوعون يقدمون وجبات للنازحين

وتفاقم الأمطار الغزيرة معاناة النازحين في قرية حنان حيث لا تقي “الرواكيب والكراكير” وهي مباني مشيدة من المواد المحلية، أمطار الخريف، وأظهرت مقاطع فيديو تحصل عليها راديو دبنقا لحظة هطول الأمطار في القرية وغمر الرواكيب بالماء من كل جانب.

ولفت دنكس إلى أن النازحين يضطرون لأكل بليلة الفيتريتة بسبب عدم توفر المساعدات الإنسانية مع عدم توفر فرص العمل في المنطقة. ونبه إلى أن بعض المنظمات توزع سلالا غذائية في فترات متباعدة لا تفي حاجة.

وقال منصور موسى فرج الله مشرف المركز إن آخر سلة غذائية وصلتهم من برنامج الغذاء العالمي كانت قبل شهر ونصف (45 يوماً).

وقال فرج الله إنهم يحتاجون الى مطبخ يقدم الغذاء للنازحين، كما شكا من تفشي رمد العيون وسط الأطفال. وأكد على حاجتهم الماسة للأدوية، كما أكد حاجتهم الى علاجات الضغط والسكري والملاريا. ودعا فرج الله إلى تنظيم يوم مفتوح كدعم نفسي للأطفال.

ويصف المتطوع بمطبخ المفازة محمود محجوب ان معاناة النازحين في مركز إيواء قرية حنان تفوق معاناة النازحين العابرين من ولاية سنار عبر ابو رخم، وعزا ذلك لضعف حضور المبادرات الى هذا المركز النائي.

ويشير عز الدين دنكس عضو مبادرة القضارف للخلاص إلى نقص في الأدوية في مركز إيواء قرية حنان مشيراً إلى أن منظمة أطباء بلا حدود توفر طبيباً في المركز.

مبادرة كلنا أهل “كلنا أهل” في القضارف

وفي ظل تردي أوضاع النازحين في مدينة القضارف، تنشط عدد من المبادرات لمساعدتهم، حيث بدأت مبادرة كلنا أهل بجمع الملابس في المدارس وتوزيعها على النازحين في مراكز الإيواء.

وقال أسامة آدم وهو معلم في مدرسة روينا المتوسطة بنين بالقضارف وعضو مبادرة ” كلنا أهل” لراديو دبنقا إنهم بالتعاون مع منظمة وعد نظموا حملة لجمع الملابس بدأت في مدرسة روينا.

وأشار إلى توزيع ملابس أطفال ونساء ورجال وأحذية للنازحين في مركز ايواء عمارة جهاز الأمن، مبيناً إن عدد المستفيدين أكثر من الفي شخص.

وقال إن النازحين في حاجة ماسة للغذاء والماء والغذاء، وإن معظمهم قدموا من الدندر والسوكي وسنجه.

ويضيف اسامة آدم أن هذا العمل يمثل تدشينا لتدخل المدارس الإنساني لإغاثة للنازحين، ووعد بان مدارس اخرى ستحذو نفس الحذو، ودعا المدارس والمنظمات للتعاون والتنسيق لدعم النازحين.

دعومات للنازحين

ومن ناحيته وصف عز الدين دنكس- ممثل مبادرة القضارف للخلاص- هذه الخطوة بضربة البداية لتدخل مدارس الولاية لمساعدة النازحين، وشكر المشرفين على مركز ايواء مبنى الجهاز على الدور الكبير الذي يقومون به.

وبدوره شكر محمد علي- ممثل النازحين في مركز ايواء عمارة الجهاز- مجتمع القضارف على تضامنه الكبير، ووعد بتوزيع الملابس على النازحين بالمركز بنفس الطريقة التي تم الاتفاق عليها.

ويبلغ عدد النازحين في مركز إيواء عمارة جهاز الأمن 2,150 نازح، حيث يفترشون الأرض لعدم وجود فرشات، كما أنهم يستخدمون حمامات مبنى الجمارك المجاور، وشكا النازحون من عدم وجود وحدة صحية، وإنهم يعانون من نقص الغذاء.

ووفقاً للإحصائيات الرسمية، فإن مركز إيواء معهد حاج الحسن الديني يأوي 2600 من النازحين من ولاية سنار غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن بالإضافة إلى حالات خاصة. كما يبلغ عدد النازحين في مركز إيواء صالة الميناء البري في القضارف 12520 وأشارت وزارة الصحة إلى تفشي الاسهالات والتهابات العيون وأمراض سوء التغذية.

وأفاد متطوعون أن النازحين بالمركز يعانون من الامطار خاصة رشاش المطر والهواء من جنبات مظلة الميناء الجاف.

وتعلن حكومة ولاية القضارف إن عدد النازحين بالولاية يصل إلى مليوني نازح، فيما يبلغ العدد الكلي للنازحين في مختلف أرجاء البلاد منذ اندلاع الحرب أكثر من 10 ملايين نازح وفقاً لاحصائيات منظمة الهجرة الدولية.

ويتطلع النازحون إلى توقف الحرب وحلول السلام من اجل العودة إلى مناطقهم ومنازلهم وإنهاء فصل مرير من المعاناة.

* ينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات  المؤسسات  والمنظمات الإعلامية والصحفية  الأعضاء  بمنتدى الإعلام السوداني

#ساندوا_السودان

#Standwithsudan

منتدى الاعلام السوداني الوسومأبو رخم الجيش الدعم السريع السودان القضارف المفازة سنار قرية حنان مبادرة القضارف للخلاص مبادرة كلنا أهل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أبو رخم الجيش الدعم السريع السودان القضارف سنار مبادرة القضارف للخلاص مبادرة كلنا أهل النازحین فی مرکز الأمطار الغزیرة مراکز الإیواء من ولایة سنار فی مرکز إیواء مرکز ایواء کلنا أهل عدم توفر أکثر من

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع يستهدف سوق سنار ويخلف عشرات القتلى

استهدف الدعم السريع مدينة سنّار في جنوب شرق السودان اليوم الاثنين، بقصف مدفعي، لليوم الثاني على التوالي، وفق ما أفاد شهود عيان، بينما ارتفعت حصيلة القتلى جراء قصف مماثل طال سوق المدينة الأحد إلى 31 شخصا، وفق مجموعة حقوقية محلية.

 

 

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، دان «محامو الطوارئ»، وهي منظمة حقوقية مؤيدة للديمقراطية، في بيان ليل الأحد الاثنين «بأشد العبارات التصعيد الخطير للأعمال العسكرية واستهداف المدنيين في سنّار»، المدينة في الولاية التي تحمل الاسم نفسه.

 

الصحة العالمية: السودان بحاجة لمساعدات عاجلة لأكثر من 14.7 مليون شخص مقتل ١٠٠ جندى إثيوبي في الحدود مع السودان

 

وأضافت المنظمة أن «قوات الدعم السريع» «استهدفت سوق المدينة الرئيسي (..) بقصف مدفعي من أدى إلى وفاة 31 مدنياً وإصابة 100 آخرين».

 

وكانت مصادر طبية وشهود أفادوا لوكالة الصحافة الفرنسية الأحد بمقتل 21 شخصا وإصابة 67 بجروح جراء قصف استهدف سوق المدينة ونُسب إلى «قوات الدعم السريع».

 

المعارك في السودان

واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، و«قوات الدعم السريع» بقيادة حليفه ونائبه السابق دقلو المعروف بحميدتي.

 

وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى، وسط تقديرات بأن الحصيلة الفعلية أعلى وقد تصل إلى «150 ألف» قتيل.

 

ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب أرقام الأمم المتحدة. وتسببت المعارك بدمار واسع في البنية التحتية، وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.

 

ومنذ أواخر يونيو تسيطر «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء ولاية سنّار بما فيها عاصمتها سنجة. وتحاول السيطرة على سنّار، المدينة الوحيدة الخارجة عن سيطرتها في هذه الولاية.

 

وأدت المعارك في الولاية إلى نزوح نحو 726 ألف شخص، وفق المنظمة الدولية للهجرة التي تفيد بأن سنّار كانت تستقبل أساسا أكثر من نصف مليون نازح بسبب الحرب بين الجيش و«الدعم السريع».

 

وتربط سنّار بين وسط السودان وجنوبه الشرقي الخاضع لسيطرة الجيش.

 

سلاح الطيران في الجيش

إلى ذلك، أفاد «محامو الطوارئ» بأن سلاح الطيران في الجيش من جهته «شنّ غارة جوية على مدينة السوكي (بولاية سنّار) خلّفت أربعة قتلى بينهم أطفال».

 

الخرطوم وشمال كردفان

في غضون ذلك، تتواصل المعارك في أنحاء مختلفة من السودان.

 

وصباح الاثنين أفاد شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية بأن «طيران الجيش قصف مناطق للدعم السريع في وسط العاصمة الخرطوم وشمالها في بحري».

 

وفي مدينة الأُبيّض عاصمة ولاية شمال كردفان «سقط مدني وأصيب 17 آخرون بجروح نتيجة القصف المدفعي العشوائي من قبل (قوات الدعم السريع)»، بحسب ما قال محامو الطوارئ في بيان.

 

والجمعة، دعا خبراء من الأمم المتحدة إلى نشر قوة «مستقلة ومحايدة من دون تأخير» في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان.

 

وخلُص الخبراء المكلّفون من مجلس حقوق الإنسان، في تقرير، إلى أنّ طرفي النزاع «ارتكبا سلسلة مروّعة من انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم يمكن وصف الكثير منها بأنّها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».

 

ورفضت السلطات السودانية قوة التدخل.

 

وفي بيان لها السبت، أكدت وزارة الخارجية السودانية أن «حماية المدنيين أولوية قصوى لحكومة السودان»، مندّدة بـ«استهداف الميليشيا الممنهج للمدنيين والمؤسسات المدنية» في إشارة إلى «قوات الدعم السريع».

 

وتحدثت الوزارة عن «تناقض غريب» يحمله تقرير البعثة، إذ استنكرت «التوصية بحظر السلاح عن الجيش الوطني (وبأن) توكل مهمة حماية المدنيين لقوة دولية لا يعرف متى ستشكّل».

 

أضافت: «ترفض حكومة السودان توصيات بعثة تقصي الحقائق جملة وتفصيلا»، ورأت أنها «تجاوز واضح لتفويضها وصلاحيتها».

 نزح أكثر من عشرة ملايين

ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، حسب أرقام الأمم المتحدة. وتسببت المعارك بدمار واسع في البنية التحتية، وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.

 

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس الأحد في مدينة بورتسودان إن «المجتمع الدولي يبدو أنه نسي السودان ولا يولي اهتماما كبيرا للنزاع الذي يمزقه أو عواقبه على المنطقة».

 

وأوضح المدير العام الذي وصل إلى بورتسودان السبت في زيارة رسمية أنّ «حجم الطوارئ صادم، وكذلك الإجراءات غير الكافية التي تُتّخذ للحد من الصراع».

 

وأشار إلى احتياج 14.7 مليون شخص في السودان إلى إغاثة عاجلة، موضحا أن التمويل المطلوب لهؤلاء يبلغ 2.7 مليار دولار «لم يتم توفير سوى أقل من نصفه».

 

ودعا المسؤول الأممي العالم «إلى الاستيقاظ ومساعدة السودان للخروج من الكابوس الذي يعيشه».

 

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش نددت في تقرير أصدرته أواخر أغسطس بإعدامات وتعذيب وتنكيل بالجثث من قبل طرفي الحرب في السودان، مشيرة إلى أن الانتهاكات تشكل «جرائم حرب».

 

 

مقالات مشابهة

  • مركز نور الإسلام للتعليم العربي الإسلامي بنيجيريا يعلن المشاركة مبادرة (خُلُقٌ عَظِيمٌ) لوزارة الأوقاف
  • الجماعات المنحدرة من غرب أفريقيا (الفلاتة) في ولاية القضارف
  • محافظ القليوبية: تنفيذ 93% من مشروعات مركز شبين القناطر ضمن مبادرة «حياة كريمة»
  • قوات الدعم السريع تقتل 31 شخص في مدينة سنار السودانية
  • تكوين لجنة جديدة لاستقبال وحصر وإيواء النازحين بولاية القضارف وإلغاء اللجنة السابقة
  • الدعم السريع يستهدف سوق سنار ويخلف عشرات القتلى
  • مدير شرطة ولاية القضارف يشهد تخريج الدورة التنشيطية لدورتى فض الشغب وحرب المدن
  • حكومة ولاية الجزيرة تشرع في إقامة “تروس” واقية لمنع تدفق السيول القادمة من منطقة جبل موية بولاية سنار
  • حنان ترك توجه نصيحة ذهبية لجمهورها
  • أصوات من غزة.. معاناة وخوف العيش في الخيم ليلا