آخر التطورات حول مفاوضات الدوحة
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
وفي أول تعقيب بشأن مفاوضات الدوحة، وصف البيت الأبيض، الخميس، البداية بـ«المشجِّعة». ولفت إلى أن «ما تجري مناقشته، الخميس، هو كيفية التنفيذ، وليس نقاشاً عن إطار الاتفاق». وتوقَّع استمرار المحادثات حتى الجمعة، كاشفاً عن أن الجانبين اطّلعا على مقترح الاتفاق بشأن غزة، وقدَّما تغييرات عليه، وتجري مناقشة تفاصيل تنفيذه.
جهود مكثفة من قِبل الوسطاء للوصول إلى «صيغة توافقية» نحو هدنة تُوقف، ولو مؤقتاً، أطول حرب بين إسرائيل وحركة «حماس»، في ظل ضغوط أميركية لتفادي «أي عراقيل»، وتأكيدات مصرية «بأهمية الجدية لإبرام الاتفاق»، ووسط حديث من «حماس» عن فقدان الثقة في واشنطن بصفتها وسيطاً.
استمرار الحرب لم يعد ذا جدوى لإسرائيل
وفي تقرير للشرق الأوسط، قال خبراء، إن استمرار الحرب لم يعد ذا جدوى لإسرائيل، بعد أن حققت غايتها في قطاع غزة بتدمير غالبية قدرات «حماس»، ومن ثم «لا بديل عن اتفاق» يسهم في خفض التصعيد بالمنطقة بين إيران وإسرائيل، ووقف الحرب المستمرة لنحو 11 شهراً في غزة، عبر تنفيذ المرحلة الأولى، ضمن المقترح الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن في نهاية مايو الماضي.
وجَرَت، في الدوحة، الخميس، جولة مفاوضات جديدة غابت عنها «حماس»، وعدَّتها صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، «فرصة أخيرة محتملة للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب وتحرير الرهائن». وعزَّز ذلك التوجهَ أن وفد التفاوض الإسرائيلي، برئاسة رئيس الموساد، دافيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك»، رونين بار، نال «مساحة صلاحيات معقولة» من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق «هيئة البث الإسرائيلية»، وهو ما أكدته صحيفة «هآرتس»، و«القناة الـ13» الإسرائيلية، بأن «التفويض مرِن بشأن القضايا الأساسية بما يتيح تحقيق تقدم».
غير أن مصدراً من الفريق التفاوضي، لم يذكر اسمه، قال، لـ«القناة 12» الإسرائيلية: «لقد حصلنا على بعض المساحة الضئيلة للمناورة، قد لا تكون كافية لإبرام صفقة»، خصوصاً مع «ظهور نقطة خلاف» نقلتها القناة نفسها، الأربعاء؛ وتتمثل في أن إسرائيل تطالب بأن يكون جميع الرهائن الـ33 الذين سيجري إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من مقترح بايدن؛ الذي يضم 3 مراحل، على قيد الحياة، رغم أن المقترح يتضمن أن تشمل «أحياء ورفات بشرية».
تسريبات لوثائق
وينضم لذلك ما نشرته «نيويورك تايمز»، الثلاثاء، من تسريبات لوثائق قالت إنها «تُظهر أن نتنياهو هو الذي يُعرقل الصفقة»، أبرزها يتمثل في عدم الانسحاب من محور فلادلفيا والجانب الفلسطيني من معبر رفح، اللذين احتلهما الجيش الإسرائيلي في مايو الماضي.
أما «حماس»، التي وضعت شروطاً مسبقة بشأن المفاوضات غير المباشرة بالدوحة، فأشار عضو مكتبها السياسي، أسامة حمدان، في تصريحات، نشرتها وكالة «أسوشيتد برس»، الأربعاء، إلى أن «الحركة فقدت الثقة في قدرة الولايات المتحدة على لعب دور الوسيط». واشترط أن تكون المحادثات بشأن «آليات التنفيذ وتحديد المواعيد النهائية، وليس التفاوض على شيء جديد».
وإزاء «العراقيل والشروط المسبقة»، لم تتوقف جهود الوسطاء. وجدّدت مصر، خلال مفاوضات الدوحة، مطالبها للأطراف كافة بضرورة «إيجاد صيغة توافقية» للوصول إلى هدنة بشكل عاجل، وفق ما نقلته قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية عن مصدر وصفته بأنه «رفيع المستوى»، مؤكداً «وجود تعاون مصري-قطري-أميركي لتقريب وجهات النظر بين (حماس) وإسرائيل».
الخبير الاستراتيجي المصري، اللواء سمير فرج، أكد أهمية ما طرحه الوسطاء من السعي للوصول إلى صيغة توافقية بمفاوضات الدوحة مع الضغط الأميركي لإنجاز انفراجة قريبة، لافتاً إلى أن نتنياهو «يريد تعطيل ذلك التوافق، بشروطه المتكررة التي تسعى لتأجيل الأمور لما بعد وصول صديقه الرافض للدولة الفلسطينية، دونالد ترمب، للبيت الأبيض».
ووفق تقدير المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، فإن العراقيل الإسرائيلية «لن تنتهي» على طاولة المفاوضات سوى بـ«صيغة توافقية ربما يكون المقترح النهائي للوسطاء الذين لوّحوا به، خلال بيانهم، قبل أسبوع، لاستئناف المفاوضات، لتجنب عراقيل نتنياهو المستمرة»، وعدَّ تصريحات «حماس» بشأن مسار المفاوضات «إعلامية للضغط، لا أكثر، خصوصاً وهي بالأساس موجودة بمكتبها السياسي في الدوحة».
وأعلن الوسطاء، في مقترح استئناف المفاوضات في 8 أغسطس الحالي، أن هناك إطار اتفاق مطروحاً حالياً على الطاولة، لا يتبقى فيه سوى وضع التفاصيل المتعلقة بالتنفيذ، استناداً لمقترح بايدن، مؤكدين «استعدادهم، إذا اقتضت الضرورة، لطرح مقترح نهائي للتغلب على الثغرات، وحل الأمور المتبقية المتعلقة بالتنفيذ وعلى النحو الذي يلبي توقعات كل الأطراف».
تهدئة التصعيد بالمنطقة بإبرام اتفاق
وربطت مصر، أحد أطراف الوساطة، في محادثات مع واشنطن بشأن الهدنة، تهدئة التصعيد بالمنطقة، بإبرام اتفاق، ودعا وزير الخارجية والهجرة ، الدكتور بدر عبد العاطي، في اتصال هاتفي تلقّاه، الأربعاء، من نظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى «ضرورة الانخراط بجدية وإرادة سياسية حقيقية في مفاوضات وقف إطلاق النار، وذلك باعتبارها السبيل الوحيدة لوقف التصعيد في المنطقة، واحتواء محاولات توسيع دائرة الصراع».
وعلى مدار نحو أسبوع، نشطت اتصالات وتحركات ومناشدات دولية لإثناء إيران عن توجيه ضربة لإسرائيل «المهتمة باغتيال رئيس المكتب السياسي لـ(حماس)، إسماعيل هنية، في طهران، نهاية يوليو الماضي»، إلا أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، رفض أي تراجع تكتيكي، وتمسَّك بالضربة، التي كان يأمل بايدن، وفق تصريحات، الثلاثاء، ألا تتم مع تمرير هدنة.
غير أن ثلاثة من كبار المسؤولين الإيرانيين ذكروا أن «السبيل الوحيدة التي قد ترجئ رد إيران مباشرة على إسرائيل، هي التوصل في المحادثات، المأمولة هذا الأسبوع، إلى هدنة»، وفق ما نقلت «رويترز»، الثلاثاء.
وإذا لم تترجم تلك التحركات في مفاوضات الدوحة لـ«صيغة نهائية وحلول لإبرام اتفاق»، يعتقد مطاوع أن «تلك المحادثات ستكون الأخيرة التي تستحوذ على اهتمام كبير في عهد إدارة بايدن، خصوصاً مع اشتعال معركة الانتخابات الرئاسية التي ستؤجّل أي جهود حقيقية». في حين يرى فرج أن الإدارة الأميركية ستواصل ضغوطها على إسرائيل، خصوصاً أن بايدن يريد إنجاز اتفاق هدنة غزة، ووقف الحرب في عهده؛ لاستعراضه بوصفه أحد إنجازاته، و«بالتالي سيواصل الجهود دون توقف، وربما تكون هناك انفراجة قريباً، ولن ينتظر قدوم الانتخابات»، مرجّحاً رغبة إيران أيضاً في وقف إطلاق نار بالقطاع؛ لتلافي أي تصعيد بالمنطقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مفاوضات الدوحة الوسطاء لإنقاذ هدنة غزة هدنة غزة البيت الأبيض مفاوضات الدوحة
إقرأ أيضاً:
جهود دولية وسط استمرار التصعيد.. هل ستشهد غزة هدنة قبل عيد الفطر؟
يشهد قطاع غزة تطورات مع تكثيف الجهود الدولية للوساطة في محادثات جديدة تهدف إلى التوصل إلى هدنة بين الأطراف المتنازعة، ويأتي ذلك في وقت حساس، حيث يترقب الجميع إمكانية التوصل إلى اتفاق قبل حلول عيد الفطر، وسط آمال كبيرة من حركة حماس بحدوث انفراجة قريبة، مع تزايد التحديات بسبب موقف إسرائيل الغامض من "الصفقة" وارتفاع وتيرة التصعيد العسكري على القطاع.
هل ستحدث هدنة بعيد الفطر؟قال عبدالله نعمة، المحلل السياسي واللبناني، إنه أتى رمضان وشارفت أيامه على الانتهاء، ولم تدخل أي مواد غذائية إلى غزة ، بلا مبالغة ،جميع سكان غزة والقطاع لم يتذوقوا طعم اللحم او الفراخ طيلة الشهر الكريم، بسبب إغلاق المعابر، من قبل جيش الاحتلال الذي يدمر القطاع على رؤوس الناس ويرتكب المجازر يوميا وللأسف بغطاء أمريكي وللأسف أن حماس موقفها غير واضح.
وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن فهي تعطي نتنياهو الزريعة ، لارتكاب المجازر ، ومن عدة أيام بدأنا نرى ونسمع تظاهرات برفض حماس، من داخل القطاع ، والان يقترب العيد الجيوب فارغة ، والأسواق خاوية من جميع مواد الغذاء ومستلزمات الحياة ولا يوجد حتى الأكل، الحصار يشتد والجماعة تزداد ، وندعو الله الفرج القريب، نتضرع إلى الله عز وجل أن يخفف عن أهلنا في غزة وفلسطين وينتهي العدوان لتنتهي معاناتهم المستمرة، مع الاحتلال والعدوان الإسرائيلي، أن مسار الشجعان في غزة، ولا ننسى تعيش إسرائيل أياما مصيرية، بسبب المختطفين في غزة على وجه الخصوص ولا اعتقد ان الحرب ستتوقف على غزة من قبل إسرائيل.
وأشار نعمة، إلى أن في الوقت القريب ، الجانب الأمريكي والاسرائيلي يتجهان للتصعيد اكثر فأكثر بالمرحلة القادمة والقريبة وما نشهده يوميا بضرب اليمن ولبنان وسوريا ما هو سوى مقدمة لحرب كبيرة أمريكا سيدخل بها دول الخليج بصراع مع إيران وستشتعل منطقة الشرق الأوسط بأكملها وأن أمريكا تحشد قواتها العسكرية بشكل كبير وان المرحلة القادمة اذا لم تحل بالدبلوماسية الدولية ، ونحن قادمون على حرب تدميرية.
وتواصل الوساطات الدولية جهودها المكثفة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، حيث تشهد محادثات جديدة في الدوحة بين أطراف متعددة، من أبرزها مصر وقطر، بالتوازي مع الاتصالات المستمرة مع السعودية وتركيا.
ويرى الخبراء أن هذه المحادثات تمثل "آخر فرصة" قبل حلول عيد الفطر، الذي يتوقع أن يكون في يومي الأحد أو الاثنين المقبلين، لإبرام هدنة تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما تشمل احتمالية عقد صفقة لإطلاق سراح الرهائن والأسرى.
وتعتمد هذه المفاوضات على تعديلات مقترحة من المبعوث الأميركي خلال تصريحات له، ستيف ويتكوف، بالإضافة إلى المبادرات المصرية الجادة، وفي ظل ذلك، يترقب الجميع دورا أكبر للضغط الأميركي على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لرفع العقبات أمام التوصل إلى تهدئة تفضي إلى إنهاء التصعيد العسكري.
تفاصيل المفاوضات والصفقات المحتملةمن جانبها، كثفت كل من مصر وقطر تحركاتهما لإحياء المفاوضات وفتح باب الأمل في إمكانية الوصول إلى هدنة خلال عيد الفطر، وسط سعي لتأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وفي السياق نفسه، جرت محادثات بين وفد حماس ووسطاء من مصر وقطر في الدوحة، تم خلالها مناقشة مسألة وقف إطلاق النار المؤقت، ووفقا للمصادر الفلسطينية المقربة من حماس، فإن التركيز كان منصبا على إمكانية إعلان هدنة خلال عيد الفطر.
ومن ناحية أخرى، أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي أن واشنطن قد قدمت مقترحا جديدا لحركة حماس عبر وسطاء قطريين، يقضي بإطلاق سراح المحتجز الأمريكي الإسرائيلي، عيدان ألكسندر.
في مقابل بيان من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يدعو إلى التهدئة في غزة لمدة عدة أيام، واستئناف مفاوضات أوسع لوقف إطلاق النار
وبحسب المصدر، فقد اطلع المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، على المقترح الجديد.
ومن جانبه، أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن المقترح الذي تم تقديمه لـ"حماس" يعتبر خطوة حسن نية من الولايات المتحدة، وقد يُحدث فرقًا كبيرًا في التوصل إلى اتفاق أوسع وتحقيق التهدئة.
والجدير بالذكر، أنه يتضح أن جهود الوساطة في غزة تتسارع في محاولة للوصول إلى هدنة قبل حلول عيد الفطر، وسط تحديات كبيرة ومساعي للضغط على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق يشمل تبادل الأسرى ووقف العدوان.
وكما تشير المصادر، تبقى المفاوضات في مرحلة الدراسة من قبل الأطراف المعنية، وما يزال تحقيق اختراق ملموس في هذه المسألة معلقًا على تطورات جديدة، سواء من قبل الأطراف الإقليمية أو الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة.