هيئة الفجيرة للبيئة تطلق كتاب “الحيتان والدلافين في الفجيرة والوطن العربي”
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، أطلقت هيئة الفجيرة للبيئة كتاب “الحيتان والدلافين في الفجيرة والوطن العربي”، الذي يجمع المعارف المستمدة من الأبحاث العالمية المتقدمة حول الحيتان والدلافين مع استعراض السمات الفريدة لهذه الثدييات البحرية في الفجيرة.
ويتناول الكتاب أيضاً علاقة الحيتان والدلافين بالبشر؛ ليس فقط من منظور الصيادين والبحارة الذين يصادفونها في رحلاتهم، وإنما أيضاً من منظور القضايا الأوسع لمصايد الأسماك، وصيد الحيتان، وأنشطة الشحن البحري والسياحة في واحدة من أسرع المناطق نمواً في العالم.
ويُعد هذا الكتاب الثالث ضمن سلسلة كتب التاريخ الطبيعي لإمارة الفجيرة التي أطلقتها هيئة الفجيرة للبيئة؛ وهو من تأليف روبرت بالدوين، الرئيس التنفيذي لشركة المحيطات الخمسة؛ وبالازس بوزاس، مستشار الحياة البرية، ويتضمن مجموعة غنية من الصور الفوتوغرافية والرسوم التوضيحية التي أعدها أوكو جورتر وصامويل بالدوين، بالإضافة إلى العديد من خرائط التوزع من إعداد إديث شوم، ويشكّل الكتاب حصيلة خمس سنوات من الأبحاث العلمية، بما في ذلك الدراسات الميدانية البحرية التي أجريت ضمن مشروع دراسة الحيتان والدلافين في الفجيرة.
ويُظهر الكتاب التنوع المذهل للحيتان والدلافين التي تعيش بشكل رئيسي في هذه البقعة غير المستكشفة كثيراً من المنطقة العربية، علاوة على ذلك، فإن الكتاب يعتبر إنجازاً آخر في مشاريع الأبحاث البيئية ومبادرات الحفاظ على البيئة البحرية التي يقودها سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة كجزء من رؤيته الطموحة للإمارة.
وفي بيان مشترك، أوضح مؤلفا الكتاب أن فكرة الدراسة التفصيلية للحيتان والدلافين في الفجيرة بدأت بعد حادثة حوت العنبر الذي تقطعت به السبل على شواطئ الإمارة في عام 2012.
وأشار المؤلفان إلى أن هذا الحادث كان من بين عدة سجلات للحيتانيات تم الإبلاغ عنها خلال المرحلة الأولى من تقييم القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة للثدييات البحرية في دولة الإمارات عام 2016. وقد كشف هذا الحدث أن الفجيرة تتمتع بأعلى تنوع للثدييات البحرية على مستوى الدولة نظرا لوجود العديد من المنحدرات القارية وموائل المحيطات المفتوحة التي تنفرد بها الفجيرة عن باقي الإمارات الأخرى.
علاوة على ذلك، أشار المؤلفان إلى أن النشاط البشري وحركة السفن الكثيفة في مياه الفجيرة يدعوان للاعتقاد بأنها تفتقر إلى الحياة البرية البحرية، ومع ذلك، كشفت الأبحاث التي أُجريت خلال السنوات الأخيرة عكس ذلك؛ إذ تُعتبر الفجيرة موطناً لمجموعة غنية ومتنوعة من الدلافين والسلاحف البحرية والثعابين البحرية والطيور البحرية، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الأسماك والأنواع البحرية الأخرى، كما تمر الحيتان الكبيرة بين الحين والآخر عبر مياه الإمارة.
وأكدت سعادة أصيلة عبدالله المعلا المدير العام لهيئة البيئة بالفجيرة، أن الحياة البحرية في إمارة الفجيرة تشكل جزءا مهما من طبيعتها حيث تتمتع الإمارة بموائل بحرية متنوعة مهمة للتنوع البيولوجي البحري الوفير بما في ذلك العديد من الأنواع، وتعتبر الدلافين إحدى أنواع الكائنات المهمة، ووجودها في البيئة البحرية دليل على نظافة البيئة وصحتها، ولذلك يأتي اهتمامنا بها باعتبارها من الأنواع النادرة التي يشكل وجودها إضافة للتنوع البيولوجي البحري، ويساهم في تعزيز سياحة البيئة البحرية كقيمة إضافية ومورداً للدخل المحلي للإمارة.
وتم إصدار كتاب “الحيتان والدلافين في الفجيرة والوطن العربي” من قبل هيئة الفجيرة للبيئة بدعم ورعاية سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، استشعارا من الهيئة بأهمية هذا النوع من الكائنات البحرية وضرورة المحافظة عليه، إضافة إلى أهمية معرفة وفهم حالة البيئة البحرية وحمايتها وزيادة وعي الجمهور بالمحافظة عليها.
وأعربت المعلا، عن شكرها لكل من ساهم في تأليف الكتاب وإخراجه، باعتباره مصدرا قيما للتعريف بحياة الدلافين والحيتان والبيئة البحرية المتنوعة.
وأوضح الدكتور فؤاد المغاري، مدير مركز الفجيرة للبحوث، أن أهمية التعاون بين العلماء والباحثين والسلطات سيحسن فهمنا للبيئة البحرية وحمايتنا لها، مؤكدا أن هذا التعاون هو أساس تحقيق التقدم المستدام في الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري، ونوه إلى أن كتاب حيتان ودلافين الفجيرة والمنطقة العربية، هو مثال رائع لتجسيد توحيد الجهود والخبرات، وتمكيننا من تحقيق فهم أعمق للتحديات والفرص التي تواجه الحيتانيات في منطقتنا، مما يعزز قدرة الإمارة على حماية هذه الثروة الطبيعية الفريدة.
ويتألف كتاب “الحيتان والدلافين في الفجيرة والوطن العربي” من ثمانية فصول، تبدأ بمقدمة حول علم المحيطات والجغرافيا الحيوية وموائل الحيتانيات في الفجيرة، ويستعرض الفصل الثاني تنوع الحيتانيات الموجودة في الإمارة، بينما يتناول الفصل الثالث كيف يمكن لاختصاصات التصنيف أن تساعد في الكشف عن العلاقات بين الحيتان والدلافين، موفراً بذلك لمحة مفيدة عن أصولها بالنسبة للثدييات الأخرى، علاوة على ذلك، يسلط الفصل الثالث الضوء أيضاً على البحار العربية باعتبارها منطقة محورية في قصة تطور الحيتان والدلافين.
ويستعرض الفصل الرابع للكتاب 22 نوعاً من الحيتان والدلافين التي تم توثيقها رسمياً في المنطقة العربية، بما في ذلك 12 نوعاً معروفة في الفجيرة، في حين يستكشف الفصل الخامس تفاصيل أجسام الحيتانيات وأشكالها وسلوكياتها، أما الفصل السادس، فيقدم لمحة عامة عن الأبحاث التي أُجريت على الحيتانيات في الفجيرة، ويقدم الفصل السابع وصفاً مفصلاً للأنواع المعروفة في المنطقة العربية مع التركيز بشكل خاص على تلك الموجودة في الفجيرة، وتتناول الفصول الثلاثة الأخيرة الجوانب المتعلقة بالحفاظ على الحيتانيات، وسبل حمايتها من التهديدات التي تواجهها، وكذلك التحديات التي يتعين على البشر معالجتها لضمان الحفاظ على هذه الكائنات للأجيال المقبلة.
وبالحديث عن المبادرات البحثية التي دعمت هذا الكتاب، أشار بالدوين وبوزاس إلى أن البحث شمل دراسة محددة عن الحيتان والدلافين في المياه البحرية العميقة، وهو مجال لم يتم بحثه على نحو مكثّف في أي مكان آخر من المنطقة العربية؛ وقال المؤلفان بهذا الخصوص: حفزتنا حماسة الاستكشاف للغوص في أعماق الفجيرة، وتكللت جهودنا بتسجيل 12 نوعاً مختلفاً من الحيتان والدلافين تمثل حوالي 15% من أنواع الحيتانيات على مستوى العالم وأكثر من نصف الأنواع المعروفة في المنطقة العربية، وتعتبر هذه الأرقام قياسية بالنسبة لإمارة ذات شريط ساحلي قصير نسبياً، ومعطيات بالغة الأهمية فيما يخص الحفاظ على الثدييات البحرية.
وأشار بالدوين – عضو مجموعة العمل المتخصصة بالحيتان في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ومجموعة عمل الثدييات المائية في اتفاقية حفظ الأنواع المهاجرة، واللجنة العلمية التابعة للوكالة الدولية لصيد الحيتان، وفريق العمل المشترك للجنة العالمية للمناطق المحمية والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة – إلى أن مشروع أبحاث الحيتان والدلافين في الفجيرة، والذي تم إطلاقه في فبراير 2017 تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، لعب دوراً محورياً في هذه المبادرة؛ وقال : تبع ذلك سنوات عدة من الدراسات الموسعة شملت مسوحات بحرية وجوية باستخدام تقنيات مثل المسوحات المنهجية عن بُعد، ودراسات تحديد الهوية بالصور، وكذلك البحث الصوتي، وأخذ عينات الخزعة للتحليلات الجينية، وفي ختام فترة الدراسة، التي استندت إليها المعلومات المستخدمة في تأليف هذا الكتاب، تم افتتاح مركز الفجيرة للبحوث بدعم من هيئة البيئة، وهو الآن مسؤول عن مواصلة البحث.
شارك في مشروع دراسة الحيتان والدلافين في الفجيرة عدد من الشركاء، منهم مركز الفجيرة للبحوث، وشركة المحيطات الخمسة، وميناء الفجيرة، وشركة أيروغولف للخدمات، بالإضافة إلى العديد من الشبكات والمنظمات المعنية بدراسة الحيتان والدلافين والحفاظ عليها، بما فيها شبكة حيتان بحر العرب، ومبادرة مشروع دولفين الإمارات، وهيئة الفجيرة للبيئة.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: سمو الشیخ محمد بن حمد بن محمد الشرقی ولی عهد الفجیرة هیئة الفجیرة للبیئة المنطقة العربیة البیئة البحریة الحفاظ على العدید من إلى أن بما فی
إقرأ أيضاً:
“زين” تطلق مبادرة The Masters لتمكين ذوي الإعاقة في جميع عمليات صنع القرار في بيئات الأعمال
أطلقت مجموعة زين مبادرة “The Masters” التي تمثل أول مجموعة موارد موظفين من ذوي الإعاقة (30 شخصا) لتمكين الأفراد من ذوي الإعاقة من إنشاء وقيادة وتشكيل تجاربهم في زين.
وأفادت زين الشركة الرائدة في الابتكارات التكنولوجية في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا أن مبادرة “The Masters” تأتي في إطار استراتيجيتها الشاملة لذوي الإعاقة، ستركز على أربعة مجالات تأثير رئيسية وهي، استراتيجية إدماج ذوي الإعاقة من خلال تنفيذ استراتيجية مشتركة تم وضعها لتوجيه الجهود في جعل زين مكان عمل أكثر شمولاً، وتسهيل إمكانية الوصول في عملية صنع القرار، إذ ستوفر الجهود لدمج إمكانية الوصول في جميع جوانب عمليات صنع القرار لدينا، مما يضمن تصميم منتجاتنا وخدماتنا وتجاربنا مع وضع الجميع في الاعتبار.
وذكرت أن هذه المجالات الرئيسية ستشمل أيضا تنفيذ برنامج “التعلم والقيادة” الذي سيساعد على تعزيز بيئة داعمة، حيث يمكن للأشخاص من ذوي الإعاقة من التواصل ومشاركة الخبرات والنمو في بيئة العمل، بينما المجال الرئيس الأخير سيعمل على الظهور وإيصال الصوت، من خلال تعزيز إيصال أصوات الأشخاص من ذوي الإعاقة، وضمان الاعتراف باحتياجاتهم ومساهماتهم وتقديرها.
وأشارت المجموعة إلى أن هذه المبادرة تبرز التزامها بمناصرة المبادرات التي تعمل على تمكين ذوي الإعاقة في بيئات العمل، مبينة أن إنشاء مجموعة موارد الموظفين يقودها أشخاص من ذوي الإعاقة من أجل الأشخاص ذوي الإعاقة، يؤكد على هدفها الرئيسي بأن يصبح الأفراد من ذوي الإعاقة من صناع القرار، والقادة، ومن المحفزين للتغيير، وهي في هذا الاتجاه أقامت شراكة استراتيجية مع Purplespace مركز التطوير المهني الوحيد في العالم لقادة شبكة الإعاقة، إذ تتطلع أن تساعدها هذه الخطوة في أن تتجاوز الممارسات التقليدية في مثل هذه المبادرات.
وقال نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في مجموعة زين بدر ناصر الخرافي “بصفتنا مؤسسة إقليمية مؤثرة، فإن إطلاق مبادرة The Masters بمثابة فرصة لتوجيه الدعوة للأشخاص من ذوي الإعاقة للقيام بأدوار قيادية وممارسة الأعمال”.
وأضاف الخرافي قائلا “إن مهمتنا في زين تتجاوز أهداف تقديم خدمات الاتصالات، إذ نركز على معالجة أوجه القصور والتحديات عبر نطاق عملياتنا، والعمل على توفير اتصال هادف يؤدي إلى تغيير منهجي عادل في جميع أسواقنا، وفي هذا الاتجاه، دائما ما نجدد عزمنا على عدم ترك أي شخص خلفنا، فهدفنا أن نساعد في بناء مجتمعات يشارك فيها الجميع”.
الجدير بالذكر أن مجموعة زين أنهت برنامجها الخاص بالتعلم والقيادة، حيث عقدت ورش عمل تدريبية على مدار ثلاث أيام لـ 15 خبيرا من جميع أسواقها، بالإضافة إلى مشاركين من شركة عمانتل، وتم إجراء هذا البرنامج التدريبي بواسطة The Butterflyوهي مؤسسة مقرها الإمارات تقوم بتنوير ودعم ومساعدة وتمكين ذوي الإعاقة في اتخاذ خيارات مدروسة، والوصول إلى الخدمات والمشاركة الفعالة في عملية صنع القرار في جميع القضايا التي تؤثر على حياتهم، وهي معروفة بتدريب ذوي الإعاقة.
وبينت زين أنه من المقرر أن يعود الخبراء إلى مهام أعمالهم بعد أن أنهوا البرنامج التدريبي الأخير، على أن يقوموا لاحقا بتقديم نفس مجالات التدريب للموظفين في الفترة التي تسبق وتلي اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يصادف 3 ديسمبر 2024، حيث يضع هذا البرنامج الأول من نوعه الإعاقة في إطار استراتيجية المجموعة الشاملة، بهدف تمكين الأفراد من ذوي الإعاقة من قيادة الجلسات، وسماع أصواتهم، والاعتراف بمساهماتهم.
ويحرص البرنامج الخاص بالخبراء على منح الفرصة للموظفين المكفوفين أو الصم أو ذوي الإعاقات الجسدية الفرصة لتدريب الآخرين في مجموعة زين وشركة عمانتل، والعمل على الدعوة المستمرة لأهداف هذه المبادرة، والقيام بالتوعية بالإعاقة، التمكين الذاتي، القيادة، التحدث أمام الجمهور، وتعلم مهارات العرض التقديمي، مما يمنحهم منصة تساعدهم على قيادة وتشكيل تجاربهم الخاصة.
من المتوقع أن يصل عدد الحضور في جلسات “التعلم والقيادة” للخبراء حوالي 1000 شخصا، ومن خلال هذه المبادرة، سيحصل جميع خبراء مجموعة زين وشركة عمانتل المستقبليين على فرصة للدعوة لأنفسهم وللآخرين، ومشاركة تجاربهم وأن يصبحوا قادة أينما كانوا، إذ تؤمن مجموعة زين بأن الجهود المبذولة من مبادرتها الرئيسية The Masters لن تعمل على تعزيز التزامها باحتواء الجميع والشمولية فحسب، بل ستضع أيضا معيارا في هذا المجال، خصوصا وأن هناك 30 عضوا من ذوي الإعاقة يمثلون مجموعة موارد الموظفين من دول عدة شاركت في هذه المبادرة بغرض تحقيق هدفا واحدا، وهو تحويل الأحلام إلى واقع.
وكانت مجموعة زين أطلقت مبادرة WE ABLE لذوي الإعاقة بهدف تأكيد التزامها بتطوير وتنفيذ برنامج مستدام يشمل الجميع، إذ تؤمن زين بحقوق ذوي الإعاقة في أن يتمكنوا من تقديم إسهاماتهم في قوة العمل، وفي المجتمع عموما، لذا تأتي هذه المبادرة كأولوية لتكون جزءاً من رؤية الاشتمال والتنوع والإنصاف الخاصة بأعمالها، وهي تعمل جنبا إلى جنب مع مؤسسات وشركاء من أصحاب الخبرة في هذا المجال سعياً إلى مواصلة تعزيز هذه الاستراتيجية
ويتبنى برنامج إدماج ذوي الإعاقة الذي تطبقه زين التزامات “الميثاق العالمي لشبكة الأعمال والإعاقة” التابع بمنظمة العمل الدولية، الذي يشجع على فتح قنوات جديدة لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة اقتصاديا وماليا كي يتمكنوا من الاستمتاع بعمل لائق ويتمكنوا من تحقيق الاستقلالية المالية، وهذا بدوره سيعني ضرورة خلق وظائف أكثر وأفضل، وتوفير حماية اجتماعية، وضمان توافر التدريب اللازم، وتسهيل الوصول إلى مكان العمل، وتعيين أشخاص من ذوي احتياجات خاصة.
المصدر بيان صحفي الوسومذوي الإعاقة زين