واشنطن بوست: البنغاليون يخشون اختطاف الحرس القديم ثورتهم
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
أشاعت الإطاحة برئيسة وزراء بنغلايدش الشيخة حسينة واجد في انتفاضة شعبية قادها الطلاب في الخامس من أغسطس/آب الجاري الأمل في حدوث تغييرات جذرية، لكنه أمل مشوب بالخوف من تعرض الثورة للاختطاف، بحسب ما أوردته صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
وفي غمرة ابتهاجهم بنجاح ثورتهم قبل أكثر من أسبوع، قالت واشنطن بوست إن الخوف انتاب الطلاب بداية هذا الأسبوع من أن الشيخة حسينة تدبر للعودة بمساعدة حليفها الرئيس السابق للمحكمة العليا عبيد الله حسن، الذي استقال من منصبه يوم السبت الماضي رضوخا لمطالب المتظاهرين الذين أحاطوا بمقر المحكمة.
وفي تقرير لاثنين من مراسليها في بنغلاديش، أشارت الصحيفة الأميركية إلى أن نجاح الطلاب خلال الأسبوع الماضي غرس الأمل في جميع أنحاء العاصمة داكا بأن أعمال العنف المروعة، التي بلغت ذروتها في الإطاحة بحسينة، ستؤدي إلى تغييرات سياسية واجتماعية جذرية، بما في ذلك كيفية انتخاب قادة البلاد، وكيفية عمل حكومتها ومحاكمها ومؤسساتها وشرطتها لتنفيذها.
المظاهرات ستستمروقُتل في الاحتجاجات التي استمرت لأسابيع، حوالي 300 شخص، في واحدة من أعنف سنوات حكم الشيخة حسينة الـ15، اضطرت على إثرها إلى الاستقالة والفرار إلى الهند المجاورة.
ونقلت الصحيفة عن شيماء أختر -وهي متظاهرة قالت إن العديد من أصدقائها قتلوا على يد الشرطة خلال الاحتجاجات- القول إن المتظاهرين سيواصلون النزول إلى الشوارع "إذا اضطررنا لذلك"، مضيفة أن "هذا هو الوقت المناسب للتغيير الحقيقي".
غير أن مشاعر الأمل امتزجت بالخوف من قيام الحرس القديم باختطاف الثورة من خلال تقويض الحكومة الانتقالية برئاسة محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2006.
ووفقا للصحيفة، فهناك مخاوف أخرى من احتمال انزلاق البلاد في أعمال عنف عرقية، أو انهيار الأمن والنظام بعد رحيل الشيخة حسينة التي حكمت بنغلاديش بقبضة من حديد، فضلا عن القلق من تفاقم الأزمة الاقتصادية أكثر مما عليها الآن.
وحذر أستاذ الدراسات الدولية بجامعة داكا محمد تنظيم الدين خان، الذي أشرف على قادة الاحتجاجات الطلابية، من فشل هذه التجربة مثلما حصل في المرات السابقة.
فسادوذكرت واشنطن بوست أن محللين سياسيين يقولون إن حسينة تركت خلفها مؤسسات مسيسة وغارقة في الفساد، ودستورا طالته الكثير من التعديلات التي سمحت للقادة المنتخبين بإساءة استخدام سلطاتهم. ويقول الخبراء إن آخر انتخابات سليمة كانت تلك التي أجريت في عام 2008.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن الحكومة المؤقتة بقيادة يونس -الذي يعد أحد أشهر الاقتصاديين والمصرفيين في العالم- تركز أولا على استعادة الأمن والنظام، ثم في نهاية المطاف على الإشراف على انتخابات جديدة. ولكن العديد من معارضي الحرس القديم يطالبون بالقطيعة مع من حكموا البلاد مدة طويلة.
ويقدم المتظاهرون، الذين واصلوا الاحتجاج السلمي، مجموعة متنوعة من المقترحات مثل برلمان جديد مكون من مجلسين، وتحديد فترتين لعضوية الهيئتين التشريعيتين، ونظام جديد لتعيين القضاة.
ومع ذلك، يقول قادة الأحزاب السياسية التقليدية إن أعضاء الحكومة الانتقالية غير منتخبين وليس لديهم القدرة على إجراء مثل هذه التغييرات الكبرى.
ويدعي سجيب واجد -نجل حسينة التي كانت تتزعم حزب رابطة عوامي الحاكم- أن الحكومة الانتقالية "ليس لديها تفويض" على الإطلاق.
ويقول إن أي تغيير يحدث في أي وقت خارج نطاق القوانين الدستورية لن يكتب له الاستمرار، زاعما بأن من سيفوز في الانتخابات إما حزب رابطة عوامي أو الحزب الوطني البنغالي.
فترة انتقاليةوبدوره، شدد الحزب الوطني البنغالي على ضرورة انتهاء الفترة الانتقالية في أسرع وقت ممكن. وقال عبد المعين خان، الوزير السابق في الحزب، إن الحكومة الانتقالية مكلفة بمهمة محددة وهي "الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية".
لكن مستشارة البيئة في الحكومة الانتقالية سيدة رضوانة حسن تؤكد أن الحركة التي يقودها الطلاب اكتسبت حق القيادة بما قامت به من أفعال وما قدمته من تضحيات.
وتابعت "إذا لم تدرك الأحزاب السياسية فارق القوة بين مكانتها السياسية ومكانة الطلاب السياسية، فإنها تخطئ في حساباتها".
وأعربت واشنطن بوست في تقريرها عن اعتقادها بأن الحكومة الانتقالية قد تفقد شرعيتها إذا احتفظت بالسلطة مدة طويلة، في حين يقول بعض الطلاب إن تشكيل الحزب الجديد الذي يرغبون في رؤيته سيستغرق بعض الوقت.
ويحذر خبراء من أمثال عبد المعين خان من أن الأشهر المقبلة قد تنطوي على مخاطر عديدة، من بينها أن الأقليات في بنغلاديش قد تتعرض للاستهداف.
وبنغلاديش دولة ذات أغلبية مسلمة، ويشكل الهندوس حوالي 8% من السكان البالغ تعدادهم 170 مليون نسمة.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن الأقليات، لا سيما الهندوس، دعمت غالبيتها العظمى رابطة عوامي بزعامة حسينة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الحکومة الانتقالیة الشیخة حسینة واشنطن بوست
إقرأ أيضاً:
رباح الصادق تحذر برمة ناصر من الإنتحار وتكشف عن مخططات تقسيم من الإمارات وتأجيل موعد إعلان الحكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع
متابعات تاق برس- كشف رئيس الجبهة الثورية، الهادي إدريس، عن تأجيل توقيع الميثاق السياسي للحكومة المزمعة في مناطق سيطرة الدعم السريع إلى الثلاثاء المقبل 18 فبراير.
وأعلن مشاركة رئيس حزب الأمة القومي، فضل الله برمة ناصر، في التوقيع على الميثاق المؤسس للحكومة.
في الأثناء حذرت رباح الصادق المهدي القيادية في حزب الأمة، برمة ناصر من ما اسمته “الانتحار السياسي حال اقدم على هذه الخطوة.
وقالت رباح في منشور على حسابها على فيسبوك “إذا فعل اللواء ذلك فهو انتحار سياسي لشخصه ومحاولة لنحر الحزب، ولكن هيهات.
واضافت ” إن خياراته تخصه أما هذا الحزب فقد بنته مجاهدات واقيم على أسس ومبادئ ديمقراطية ومؤسسية ووطنية ولا يحق بل لا يستطيع أحد مهما كان منصبه أن يلقي بها في مثل هذه المزابل بمقاييس الحق والوطن والمبادئ، والحزب عن مثل هذا السقوط براء”
وشددت المهدي بالقول ” ينبغي أن تسارع المؤسسات قبل الأشخاص في مراجعته قبل أن ينتحر ، فإن أصر واستكبر فليذهب إلى مخططات التقسيم والتدجين التي ينفذها الدعم السريع للامارات العربية ومن خلفها. على حد قولها،
وزادت لتبقى راية الحزب في الدفاع عن الوطن ووحدته وديمقراطيته ومدنيته عالية خفاقة.
وشارك رئيس حزب الأمة المكلّف في عدة اجتماعات لترتيبات إعلان الحكومة الموازية، فيما نقلت تقارير صحفية ترشيحه لرئاسة مجلس السيادة.
برمة ناصرحكومة في مناطق سيطرة الدعم السريعرباح الصادق المهدي