أعلنت أوكرانيا مواصلة تقدمها في الأراضي الروسية وبسط سيطرتها على مدينة سودجا في مقاطعة كورسك، كما أعلنت إنشاء قيادة عسكرية في المنطقة، في حين أعطتها بريطانيا الضوء الأخضر لاستخدام أسلحتها داخل روسيا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منشور على تليغرام اليوم الخميس إن قائد الجيش الجنرال أولكسندر سيرسكي أفاد "باستكمال تحرير مدينة سودجا من أيدي العسكريين الروس"، وهو ما يعد أكبر انتصار للقوات الأوكرانية منذ بدء هجومها غير المسبوق على الأراضي الروسية في السادس من أغسطس/آب الجاري.

في غضون ذلك، أعلن قائد الجيش الأوكراني إنشاء مكتب للقيادة العسكرية في الجزء الذي استولت عليه قواته من منطقة كورسك غربي روسيا.

وقال في بيان عبر تليغرام "أنشأنا مكتب قيادة عسكرية لضمان الأمن وتلبية احتياجات السكان المحليين".

وأضاف أن القوات الأوكرانية تواصل التقدم وأنها توغلت قرابة 1.5 كيلومتر في الساعات الـ24 الماضية.

وأبلغ سيرسكي الرئيس الأوكراني في مقطع فيديو بأن القوات تقدمت 35 كيلومترا في كورسك منذ بداية الهجوم عبر الحدود.

وأعلنت كييف أنها ستنشئ منطقة عازلة في كورسك بعد اجتياحها.

أسلحة بريطانية

من ناحية أخرى، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الأوكرانية يمكنها استخدام الأسلحة البريطانية في عملياتها بالأراضي الروسية، لكن مع استمرار القيود على استخدام صواريخ "ستورم شادو" (ظل العاصفة) بعيدة المدى.

وقال متحدث باسم الوزارة اليوم "أوضحنا خلال عملية منح الأسلحة أنها يجب أن تستخدم بما يتماشى مع القانون الدولي".

ووفقا للندن، يمكن لأوكرانيا استخدام الدبابات البريطانية والصواريخ المضادة للدبابات وغيرها من المعدات العسكرية داخل الأراضي الروسية في إطار عملياتها الدفاعية.

وتستمر القيود المفروضة على صواريخ "ستورم شادو"، التي تقضي بمنع استخدامها إلا داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا.

وقالت موسكو إنها سترد إذا سمحت بريطانيا لأوكرانيا بضرب روسيا بأسلحة بريطانية.

وحث الرئيس الأوكراني الحلفاء الغربيين مجددا هذا الأسبوع على السماح باستخدام الصواريخ بعيدة المدى في ضربات على روسيا.

من ناحية أخرى، كثفت روسيا هجماتها على شرقي أوكرانيا معلنة مقتل نحو 200 جندي أوكراني خلال يوم واحد، في وقت تتواصل فيه عمليات إجلاء آلاف الروس من منطقة كورسك.

وقالت هيئة الأركان العامة في كييف إن الهجمات الروسية على المواقع الأوكرانية بالقرب من مدينة بوكروفسك، شمال غرب دونيتسك، كانت مكثفة بشكل خاص، حيث تم تسجيل 54 محاولة تقدم من قبل الوحدات الروسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

ما وضع القوات الأوكرانية في كورسك وهل تملك تنفيذ هجوم مضاد؟

تواجه القوات الأوكرانية في كورسك وضعا عسكريا بالغ الصعوبة، إذ لم تعد تسيطر إلا على جزء محدود من الأراضي التي كانت بحوزتها سابقا، بعد أن فقدت معظم مواقعها لصالح الجيش الروسي.

وتخوض هذه القوات قتالا عنيفا على أطراف الإقليم، وسط تفوق ناري روسي يمنعها من إعادة التمركز بسهولة أو الاحتفاظ بمعداتها الثقيلة.

ووفقا للخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، فإن الوضع الميداني يعكس تضييق الخناق على القوات الأوكرانية، حيث تفرض روسيا حصارا تدريجيا على وحداتها بالمنطقة، مع تكثيف الضربات الجوية لمنع أي انسحاب منظم.

وأوضح الخبير العسكري أن القادة الروس يصرحون بأن الانسحاب بالمعدات الثقيلة غير ممكن، مما يضع القوات الأوكرانية أمام خيارات محدودة.

وتأتي هذه التطورات في سياق استمرار المعارك المحتدمة على عدة جبهات، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط عشرات الطائرات المسيرة الأوكرانية، كما أكدت تحرير بلدتي روبانشينا وزاوليشينكا في مقاطعة كورسك.

وفي المقابل، أقر الجيش الأوكراني بالانسحاب من بعض المواقع لإعادة التموضع، بينما تستمر المعارك في خاركيف وسط ضغط روسي متزايد.

تخفيف الضغط

ويرى الفلاحي أن كييف كانت تراهن على معركة كورسك كوسيلة لتخفيف الضغط على خاركيف التي تتعرض لهجمات روسية مكثفة.

إعلان

ويشير إلى أن أوكرانيا دفعت قواتها باتجاه كورسك لإشغال الجيش الروسي الذي لم ينجر إلى المعركة، بل واصل ضغطه على الجبهات الأخرى مما أدى إلى تراجع الأوكرانيين.

وبحسب الفلاحي، فإن خسائر أوكرانيا في هذه المواجهات مرتفعة، إذ تشير تقديرات روسية إلى سقوط أكثر من 37 ألف قتيل وتدمير مئات الدبابات والآليات المدرعة الأوكرانية، كما أن نقص الإمدادات الغربية وعدم قدرة كييف على تعويض خسائرها يزيدان من صعوبة موقفها.

وفيما يتعلق بإمكانية شن هجوم مضاد، يؤكد الفلاحي أن الأوكرانيين يعتمدون على إستراتيجية الضربات الخلفية، مثل استهداف الجسور والمطارات وسكك الحديد، إلى جانب عمليات التوغل البري.

غير أن هذه التكتيكات لم تحقق نجاحا ملموسا بسبب القدرات الدفاعية الروسية المتفوقة، لا سيما في مجال الحرب الإلكترونية والتشويش على المسيرات والصواريخ.

وفي ظل توقف الدعم الأميركي، يروج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي،  لفكرة تطوير صواريخ محلية لكنه يواجه عقبات تقنية ولوجستية تجعل تنفيذ هذه الخطط في المدى القريب صعبا.

وفي هذا السياق، يرى الفلاحي أن أي هجوم مضاد واسع النطاق يحتاج إلى دعم عسكري كبير، وهو ما تفتقر إليه كييف حاليا.

مقالات مشابهة

  • القوات الأوكرانية تنسحب من منطقة كورسك الروسية بعد سبعة أشهر من القتال
  • أوكرانيا تنسحب من كورسك الروسية وزيلينسكي يقيل رئيس أركان الجيش
  • روسيا تخوض معركة لطرد آخر قوات أوكرانية من منطقة كورسك
  • عاجل. أوكرانيا تخسر سودزها أكبر مدينة كانت تحتلها في منطقة كورسك الروسية
  • روسيا تخوض معركة لاستعادة منطقة كورسك
  • بعد معارك عنيفة.. أوكرانيا تؤكد انسحاب قواتها من سودجا الروسية
  • "الدفاع الروسية": تدمير عدد من الآليات الأوكرانية في مقاطعة كورسك خلال 24 ساعة
  • ما وضع القوات الأوكرانية في كورسك وهل تملك تنفيذ هجوم مضاد؟
  • زيلينسكي يدلي بتصريح عن القوات الأوكرانية في كورسك
  • روسيا تعلن استعادة قريتين إضافيتين في كورسك من أوكرانيا