يمانيون/ صنعاء نص كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حول تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية الخميس 11 صفر 1446هـ 15 أغسطس 2024م.

أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْــــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَــنِ الرَّحِـيْـمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.


اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

لثلاثمائة وأربعة عشر يوماً، وللشهر الحادي عشر، والعدو الإسرائيلي يواصل جريمة القرن، في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بمختلف وسائل الإبادة الجماعية، وفي مقدمتها: المجازر الجماعية، التي بلغت (ثلاثة آلاف وخمسمائة وخمسة وثلاثين مجزرة)، منها في هذا الأسبوع فقط (خمسة عشر مجزرة) من أبشع الجرائم وأفظعها همجيةً، أسفرت عن استشهاد وجرح أكثر من ألف شهيدٍ وجريح، وكان أشنعها وأفظعها مذبحة الفجر في يوم السبت الماضي، حيث قام العدو الإسرائيلي باستهداف المصلين، في مصلى التابعين أثناء أدائهم لصلاة الفجر، استهدفهم بثلاث قنابل أمريكية كبيرة، تستخدم لتدمير التحصينات الإسمنتية، مستبيحاً بذلك حياة المدنيين، ومنتهكاً قدسية الصلاة والمصلى، ومتعمداً للإبادة لهم أثناء تجمعهم، في سياق عدوانه الذي يمارس فيه الإبادة الجماعية.
تلك الجريمة، وما أكثر ما سبقها من الجرائم الشنيعة، وأيضاً الحصيلة ليومٍ واحد من ثلاثمائة وأربعة عشر يوماً، كافية لأن يستفيق منها ضمير أي إنسان لم يطبع الله على قلبه، ولكن ردود الفعل في معظم الساحة الإسلامية، وفِي مقدمتها البلدان العربية، هي الحالة التي عبر القرآن الكريم عنها في قول الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ}[النمل:80]، وقوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ}[النمل:81]،
أين هي مواقف الحكومات والأنظمة والزعماء، المواقف العملية الجادة؟! فلا حرَّكتهم الجرائم الفظيعة، المتجددة يومياً من جهة العدو الإسرائيلي، ولا كذلك تحرَّكوا لحجم مأساة الشعب الفلسطيني، ولتلك المشاهد الدامية المؤلمة لكل إنسان بقي له ذرة إنسانية، بل مع ذلك، تتواطأ بعض الأنظمة، ويتباهى العدو الإسرائيلي بما يصل إليه منها من عشرات آلاف الأطنان من الفواكه والمواد الغذائية، في الوقت الذي يتضوَّر فيه الشعب الفلسطيني جوعاً، وهو محاصر، وهو يستنجد بهذه الأمة، وهو يستغيث، فلا يسمعون لاستغاثته، ولا يلتفتون إلى واقعه، وتذهب شاحناتهم المحملة بآلاف الأطنان من الفواكه والمواد الغذائية إلى العدو الإسرائيلي؛ ليستفيد منها.
وكذلك تتحرك أنظمة عربية بكل ما أوتيت من قوة، بهدف توفير الحماية العسكرية للعدو الإسرائيلي، والاعتراض لما يستهدفه من صواريخ أو طائرات مسيَّرة، وتتحول أيضاً وسائل إعلامية لأنظمة عربية إلى منابر لمجرمي العدو الإسرائيلي، يتحدثون عبرها، يبررون جرائمهم، ويفتخرون بما يفعلونه بالشعب الفلسطيني، ويوجهون لغة التحدي لكل الأمة الإسلامية، وإلى توجيهٍ معنوي لصالح العدو الإسرائيلي، هذا على مستوى الأنظمة والحكومات.
ثم أين هي مواقف النخب؟ وأكثرها في سبات، والبعض في نفس اتِّجَاه الأنظمة الي تحكمهم، علماء الدين، القليل منهم فقط لهم موقفٌ واضحٌ مساندٌ للشعب الفلسطيني، ومناصٌر لمظلومية الشعب الفلسطيني، والأكثر ليس لهم تحركٌ فاعلٌ جادٌ لتعبئة الأمة، وتحريكها للنهوض بمسؤوليتها الجهادية المقدسة، في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم.
أمَّا الذين يسمُّون أنفسهم بعلماء، وأحياناً بكبار العلماء، من رموز التكفير والفتنة الطائفية، فأين هو صوتهم؟ بلى لهم صوت، لكنه نهيقٌ يدعو دائماً إلى الفتنة الطائفية، ويسعى باستمرار لصرف أنظار الأمة عن القضية الحقيقية لها، وعن العداء لعدوها الحقيقي بنص القرآن الكريم، وبإثبات الواقع، يحاول أن يتجاهل ما يحدث على الشعب الفلسطيني، ويحاول أن يخذل الشعب الفلسطيني، ويدفع بالأمة إلى أن تخذله، وأن تتجاهله تماماً، وأن تتجه بكل عدائها في اتجاه الفتنة الطائفية، وكَثُرت أصواتهم في هذه الفترة، بقدر ما يتجه العدو الاسرائيلي لتصعيد جرائمه وعدوانه على الشعب الفلسطيني، يتجهون هم اتجاهاً آخر يخدم العدو الإسرائيلي بكل وضوح، وهذه مسألةٌ واضحة، فلا نسمع منهم إلا أنكر الأصوات، وأقبح الأصوات، أصوات مشحونة بالافتراء، بالفتنة، بالخدمة للعدو الاسرائيلي.
أين هي النخب السياسية والأكاديمية؟ فالبعض منهم له صوتٌ وتحركٌ إيجابي، ينسجم مع انتمائه للإسلام، وقليلٌ ما هم، وقليلٌ ما هم!
أين هي الشعوب المسلمة، التي هي فوق المليار مسلم، وقد تصل إلى الملياري مسلم، أين هي؟ لماذا لا تتحرك بحجم المأساة وهول ما يحدث والمسؤولية تتعاظم؟ هل يمكن أن يكون لهم في يوم القيامة عذر، عذر لملياري مسلم؟! هل يمكن أن يعتذروا في ساحة القيامة بقلة العدد، أو بانعدام العدة؟ لا يمكن أبداً أن تلتمس عذراً لمئات الملايين من المسلمين المتخاذلين، الذين لو تحركوا كما ينبغي، وفق مسؤوليتهم الدينية والإنسانية والقرآنية، لكانت تلك الجرائم قد توقفت، ولكان واقع الشعب الفلسطيني قد تغير تماماً، فتخاذل الأمة هو إسهامٌ يخدم العدو الإسرائيلي، وإسهامٌ في مأساة الشعب الفلسطيني.
العناوين للمسؤوليات الدينية الكبرى، مثل: عنوان الجهاد في سبيل الله تعالى، وعنوان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعنوان نصرة المظلوم، ونصرة المستضعفين، وعنوان الوقوف بوجه الظلم والطغيان والإجرام، وغيرها من العناوين هي بكلها ذات علاقة وصلة بمسؤولية الأمة الإسلامية الكبرى في طولها والعرض، للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومناصرته، كل هذه المسؤوليات هي مسؤوليات مرتبطة بما يحدث، بما هو على الأمة، تجاه ما يحصل على الشعب الفلسطيني، حينما يقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ}[النساء:75]، ما هو جواب مئات الملايين من المسلمين على هذا الاستفهام الاستنكاري: (مَا لَكُمْ)، مَا لَكُمْ؟! أوليس ما يحدث في فلسطين، أوليست تلك المآسي الكبرى التي لا مثيل لها في كل أنحاء الأرض كافيةً في أن تدركوا مسؤوليتكم، واجبكم؛ لتتحركوا، لتقاتلوا، لتعملوا، لتتخذوا المواقف الجادَّة، العملية، المؤثِّرة على الأعداء، ليرى منكم الأعداء الجدَّ، والاهتمام، والتحرك الفاعل لنصرة الشعب الفلسطيني؟! (مَا لَكُمْ) هذه لا جواب للأمة عليها.
أمة بمئات الملايين من المسلمين، ليس لهم جوابٌ ينجيهم يوم القيامة عن تقصيرهم، وتفريطهم، وتخاذلهم، تجاه هذه المسؤولية المقدَّسة، حينما خاطبهم الله، خاطب الجميع، خاطبنا في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ}[التوبة:38]، (مَا لَكُمْ) كذلك هنا في هذا الموقع، هل هناك ما يبرر للأمة أن تتثاقل، أن تتخاذل، أن تتجاهل ما يحصل؟! ما يحصل هو شيءٌ فظيع، وشيءٌ كبير.
حينما قال رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم”: ((المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِم، لَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ لِمُصِيبَةٍ إِنْ نَزَلَت بِهِ))، أين هي الأخوَّة الإسلامية تجاه ما يجري على الشعب الفلسطيني، تجاه تلك المأساة الكبرى التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، في كل تفاصيلها المؤلمة جداً؟! ووسائل الإعلام هي تقدِّم تفاصيل كثيرة عمَّا يحصل على الشعب الفلسطيني؟
بياض الوجه، والشرف، والمجد، والكرامة، وفضل أداء الواجب المقدس، هو للإخوة المجاهدين الصابرين الثابتين في قطاع غزة، وهم يؤدون واجبهم الجهادي بصبرٍ وثباتٍ وتفانٍ واستبسالٍ منقطع النظير، وفي كل أسبوع نجد حصيلةً مهمة في عدد عملياتهم، وهي تكشف فشل العدو الإسرائيلي الذريع وخيبة أمله.
في هذا الأسبوع، نفَّذت كتائب القسام (ستة عشر عملية)، بينها: عمليات استهداف لآليات العدو الإسرائيلي، وعمليات قنص لجنوده المجرمين، وكمائن مركبة لاستهداف قواته الخاصة، وعمليات قصف بالهاون والصواريخ، من ضمن تلك العمليات: القصف بالصواريخ إلى ما يسميه العدو [تل أبيب]، إلى يافا المحتلة، في عملية لها دلالة مهمة جداً في هذا التوقيت بالذات، في الشهر الحادي عشر منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في الوقت الذي يتوقع فيه العدو الإسرائيلي، أو يفترض أنه قد أنهى كتائب القسام، وأوصلها إلى مستوى العجز في أدائها لمهامها الجهادية، ها هي حاضرة بمستوى كبير، وفاعل، ومؤثِّر على العدو، وإلى هذه الدرجة، الاستمرار بالقصف بالصواريخ إلى يافا المحتلة، التي يسميها العدو بـ[تل أبيب].
هذا إضافةً إلى عمليات سرايا القدس، والفصائل المجاهدة الأخرى، التي هي جنباً إلى جنب مع كتائب القسام، تجاهد وتتصدى للعدو الإسرائيلي في قطاع غزة.
وثبات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، رغم الإبادة الجماعية، والتجويع، والتهجير، والنزوح المستمر الإجباري القسري، الذي يمارسه العدو الإسرائيلي، للضغط على المجتمع في قطاع غزة، وتكرار إعلان المناطق عسكرية، هو درسٌ كبيرٌ لكل الأمة، هو من جانب مأساة كبيرة ومظلومية رهيبة، لكنه في الواقع أيضاً درسٌ كبير لكل الأمة، ذلك المستوى من الثبات، والتمسك بالقضية، ذلك المستوى من الصبر والتحمل في سبيل الله تعالى، هو درس للأمة التي تتخاذل حتى عن أبسط المواجب، عن أبسط الخطوات العملية، البعض من أبناء الأمة لا يريد أن يُكلِّف نفسه أي خطوة عملية، أو موقف عملي مساند للشعب الفلسطيني، ولو كان بسيطاً، ليس له أي إسهام، لا بالتبرعات، لا بالمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، لا بالمظاهرات والمسيرات، لا بالموقف الإعلامي، ولا أي إسهام، البعض ولا حتى ربما بالدعاء، قد لا يلتفت أصلاً إلى ما يحدث هناك، البعض أيضاً لهم مواقف هي مواقف الشامتين، أو مواقف المتواطئين، وهو ذنبٌ عظيم، يجعل الإنسان شريكاً مع العدو الإسرائيلي في جرائمه.
ثبات الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ثباتٌ عظيم، بالرغم أيضاً من حجم المعاناة هناك؛ لأن العدو الإسرائيلي يستهدف الفلسطينيين في قطاع غزة، الشعب الفلسطيني يستهدف هناك بكل وسائل الاستهداف: التدمير، القتل، الاختطاف… كل أنواع الجرائم يستخدمها العدو الإسرائيلي، بل وصل الحال إلى استخدامه هناك للطائرات لاستهداف الشعب الفلسطيني.
العدو الإسرائيلي يكرر بشكلٍ مستمر اقتحام المسجد الأقصى، وقام الصهاينة المجرمون في هذا الأسبوع باقتحام القدس، وهذا في سياق عدوانهم الشامل، المستهدف لكل شيءٍ في فلسطين، للشعب والأرض والمقدسات، والاستهداف للمقدسات والاقتحام للمسجد الأقصى الشريف، هو أيضاً تذكيرٌ للمسلمين جميعاً بمسؤوليتهم؛ لأن كل ذلك يعنيهم، تلك المقدسات هي مقدسات كل المسلمين، المسجد الأقصى والقدس هو من مقدسات المسلمين جميعاً في كل أنحاء الأرض، وعليهم جميعاً مسؤولية أمام الله تجاه تلك المقدسات المباركة، وأيضاً تجاه الشعب الفلسطيني الذي هو جزءٌ منهم، تجاه فلسطين بشكلٍ عام، التي هي جزءٌ من هذه الأمة في شعبها، وفي أرضها، وفي مقدساتها.
فيما يتعلق بجبهات الإسناد، الإسناد مستمرٌ من كل الجبهات، مسار الإسناد والعمليات المساندة للشعب الفلسطيني هي مستمرةٌ، والقرار أيضاً بالرد من المحور (محور القدس، محور الجهاد والمقاومة) القرار بالرد على الجرائم التي قام بها العدو الإسرائيلي، باستهداف شهيد الأمة، شهيد الأقصى، شهيد فلسطين، الشهيد القائد/ إسماعيل هنية “رَحِمَهُ الله”، والشهيد القائد الجهادي الكبير/ فؤاد شُكر، والاستهداف للحديدة، هذا التصعيد الذي أكدَّ كل المحور أنه لابدَّ من الرد عليه، الرد قادمٌ، والقرار حاسم، لا تراجع عنه أبداً، القرار بالرد هو التزامٌ إيمانيٌ، إنسانيٌ، أخلاقيٌ، هو التزامٌ صادقٌ من صادقين جُرِّبوا في صدقهم بالقول والفعل، وهو ضرورةٌ عمليةٌ لردع العدو، وكل واحد من هذه الاعتبارات كافٍ في اتخاذ قرارٍ بالرد، وفي أيضاً الإصرار على تنفيذ ذلك القرار، مهما كانت المساعي لاحتواء الرد، الأمريكي يبذل كل جهده لاحتواء الرد، خطوات سياسية، ومنها الخطوات التي يتحدث عنها هذه الأيام عن حوار ومفاوضات، والتحذير من الرد؛ لكي لا يؤثِّر عليها، وقد تعاملت حركة المقاومة الإسلامية حماس بحكمة تجاه هذا المسار السياسي، وقابلته بخطوة حكيمة، تفضح الأمريكي، وكذلك الخطوات على المستوى العسكري، الحشود الأمريكية لقطع بحرية، أو أيضاً المجيء بطائرات إلى قواعد عسكرية أمريكية في البلدان العربية، كل هذا لا يمكنه أبداً أن يوقف الرد، أو أن يكون ضاغطاً بإيقاف القرار، أو إلغاء القرار بالرد، الرد- كما قلنا- هو التزام إيماني، التزام أخلاقي وإنساني، وهو أيضاً قرار استراتيجي، وضرورة فعلية لردع العدو الإسرائيلي؛ لأنه عدوٌ مجرمٌ، لا مثيل لإجرامه، ولا لنزعته الإجرامية وعدوانيته وطغيانه في كل العالم، وأيضاً لئيمٌ جداً، متجرأٌ على ارتكاب الجرائم، لابدَّ من ردعه، ذلك النوع لابدٌ من ردعه، فمهما كانت مساعي احتواء الرد هي فاشلة، لا يمكن إلغاء هذا القرار، هذا القرار قرارٌ حتميٌ من كل جبهات الإسناد، من كل الجبهات في المحور، وهناك تصميمٌ عليه بكل تأكيد.
مسألة التأخير، التأخير هو في سياق عملي، وبقصد أن يكون الرد موجعاً للعدو، وأيضاً في مقابل حالة النفير العام الأمريكية، التي تسعى لإعاقة هذا الرد، أو التقليل من تأثيره، وله تأثير عملي، يعني: حتى هذا التأخير له تأثير عملي على العدو غير مسبوق في واقعه، لم يسبق للعدو الإسرائيلي أن كان في مثلي هذه المرحلة من الخوف، من إلغاء الرحلات الجوية لكثيرٍ من الشركات، من الهلع والقلق الذي يعيشه المنتسبون إلى الكيان الإسرائيلي، من المستوطنين المغتصبين، ومن بقية الإسرائيليين المجرمين، الكل في حالة هلع وخوف غير مسبوق، وهذه مسألة واضحة، وحتى إعلامهم يتحدث عن ذلك، وحتى واقعهم يشهد على ذلك، فهناك تأثير فعلي حالياً؛ لأنهم في كل يوم يتوقعون الرد، وهم في حالة خوف مستمرة، وخوف مؤثِّر على وضعهم في كل المجالات، فهناك تأثير عملياتي حاصل على العدو وبشكلٍ واضح، والتداعيات قائمة، وحاصلة، وغير مسبوقة في واقع العدو، كل الجبهات وكل الجهات في المحور عندها هذا القرار الحاسم بالرد، وعملياً هي متجهة هذا الاتجاه، وبالرغم من الضخ الإعلامي المشكك من قبل الأعداء، فالرد آتٍ آتٍ آتٍ حتماً وبكل تأكيد، ولا ينبغي لأحد أن يلتفت إلى الضخِّ الإعلامي الهادف إلى التشكيك، وإثارة الضجيج حول مسألة التأخير، ولا لأن- ممن هو منتمٍ إلى هذه الجبهات- أن يكون لديه شك، أو أن يُصدِّق ما يسمعه من أبواق العدو الإسرائيلي، وأبواق أمريكا.
فيما يتعلق بجبهة الإسناد اللبنانية، هي مستمرة بقوة في عملياتها، عمليات حزب الله قوية، فاعلة، متصاعدة، مؤثِّرة على الأعداء، ويأتي على الجبهة الإعلامية، وفي المجال الإعلامي، تأتي المشاهد الفيديو التي تشهد بفعالية وتأثير تلك العمليات، التي هي كجبهة إسناد، وعمليات إسناد؛ أمَّا فيما يتعلق بالرد، فهناك خوف واضح من الإسرائيليين، وقلق كبير جداً، من رد حزب الله، يحسبون له ألف حساب يتوقعون له أن يكون رداً موجعاً ومؤثِّراً.
فيما يتعلق بجبهة الإسناد، في يمن الإيمان والحكمة والجهاد، في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، في جبهة البحار:
نُفِّذَت عمليات هذا الأسبوع بـ(خمسة عشر صاروخاً بالِسْتِيّاً ومجنحاً وطائرةً مُسَيَّرة)، واستُهدِفت المزيد من السفن، هذا على مستوى الإسناد، كعمليات مستمرة.
فيما يتعلق بما قام به العدو الإسرائيلي من اعتداء في محافظة الحديدة، فالرد آتٍ حتماً، له مساره، له تجهيزاته، له تكتيكه، له إمكاناته المخصصة لذلك.
من جانب الغارات المعادية، التي يُنَفِّذها الأمريكي في عدوانه على بلدنا، بلغت في هذا الأسبوع (عشر غارات)، ثمانٌ منها في الحديدة، وغارة في حجة، وغارة في صنعاء، وقد حظي بشرف الشهادة في سبيل الله، في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، ثلاثةٌ وسبعون شهيداً منذ بداية هذه المعركة، والجرحى مائة وواحد وثمانين مصاباً، وهذا من الشرف العظيم، أن شعبنا العزيز يُقدِّم التضحيات في سبيل الله، ويُقدِّم الشهداء في سبيل الله، مما يشهد له أنه لم يتخاذل، يوم تخاذل أكثر أبناء الأمة، وتفرجوا على مأساة الشعب الفلسطيني ومظلوميته.
فيما يتعلق بالوضع الداخلي للبلد، تم في هذا الأسبوع تشكيل حكومة التغيير والبناء، وكنا نأمل إنجاز هذه الخطوة في شهر محرم، كما تحدثنا في كلمة بداية العام الهجري، ولكن حصل التأخير لأسباب عملية.
تميَّز التشكيل الحكومي في حكومة التغيير والبناء بمعالجة التضخم، يعني: كانت في السابق كانت التشكيلة الوزارية بأربعة وأربعين وزيراً، اليوم تسعة عشر وزارة، وهذا هو أيضاً في بداية التصحيح، ومعالجة التضخم الإداري الكبير، وتميَّزت بفريق عمل نسأل الله أن يمده بالنجاح.
الخطوة هذه هي بداية، ومسار التغيير في الجانب الحكومي سيستمر؛ لتصحيح وضعه، وكذلك في مسار القضاء إن شاء الله. تحتاج هذه الحكومة إلى فرصة، تحتاج إلى أن تعطي الفرصة؛ لتستمر، ولتتحرك في أداء مهامها، لن يتغير كل شيء في لحظة واحدة؛ لأن عليها التزامات كثيرة، التزامات في الاستمرار في مسار الإصلاح الإداري، وتصحيح آلياتها في مجال المعاملات، والإجراءات… وغير ذلك، المسار الإداري مسار مهم جداً، في ما يتعلق به من تصحيح وتصويب، وأيضاً في مهامها التنفيذية والعملية من جهة، وفي ما تواجهه من صعوبة الظروف التي يعيشها شعبنا العزيز، فتحتاج إلى فرصة، وتحتاج أيضاً إلى تعاون، تعاون من الجميع، والنجاح هو في التعاون، تحتاج إلى الوقت، ولكن الثمرة- إن شاء الله- ستتجلى في الواقع.
الحكومة ستعمل- إن شاء الله- بصلاحياتها القانونية، ووفق برنامج عمل وأولويات محددة، وبحسب الظروف والإمكانات المتاحة، وبرقابة، ومن نجح من فريق العمل فله نجاحه، ومن ظهر عدم جدارته بالمسؤولية من خلال الواقع العملي سيتم تغييره، النجاح في التغيير ومسار التغيير هو في التعاون والتكامل ما بين الحكومة والشعب؛ لأنَّ هذا شيء ضروري للنجاح، لاسيَّما في ظل الظروف الصعبة للغاية، والحرب الشاملة التي تستهدف البلد، وبفهمٍ صحيحٍ للمسؤولية وتكامل الأدوار، وبتجاوزٍ للأنانيات، والحسابات الشخصية والحزبية والفئوية الضيقة، لابدَّ أن ننطلق من منطلق المسؤولية العامة، والذين سيتوجهون لإعاقة مسار التغيير، هم من حساباتهم ضمن المصالح الشخصية الضيقة، أو المصالح الحزبية الضيقة، أو الفئوية الضيقة؛ أمَّا من يريد الخير لبلده ولشعبه، فسيحرص على أن يكون مسهماً إسهاماً إيجابياً، متعاوناً بشكلٍ جيد، وبنصحٍ صادق، وبنفسٍ صافية.
فيما يتعلق بهذا الجانب أيضاً، هناك بفضل الله سبحانه وتعالى مَنَّ الله على بلدنا بالغيث، نعمة عظيمة من الله، ولكن لما يحصل عادةً من سوء تدبير، ومن سوء تخطيط، ومن إشكال في التخطيط، تحصل أحياناً أضرار في بعض المناطق، وهذا أيضاً مما يتطلب التعاون رسمياً وشعبياً؛ لتفادي الأضرار، للتقليل من الأضرار، ولإغاثة المنكوبين والمتضررين، هناك استجابة جيدة من البعض، هناك تحرك من الجانب الرسمي، وعلى المستوى الشعبي هناك استجابة لا بأس بها، يحتاج الموضوع إلى مزيد من الاهتمام، ومزيد من التعاون من الجميع.
ونسأل الله أن يَمُنَّ بالمزيد من واسع فضله، وبالغيث، ولابدَّ أن يتجه شعبنا للاستفادة من نعمة الغيث والأمطار فيما يتعلق بالزراعة، والاهتمام بالزراعة، وأيضاً الاهتمام فيما يتعلق بالمشاريع والمبادرات الاجتماعية، التي لها علاقة بالاستفادة من المياه، ولها أهمية حتى في تفادي الأضرار، من خلال إنشاء القنوات وتصريف السيول، وكذلك من خلال الحواجز والسدود، التي هي مفيدة في الاستفادة من الأمطار.
فيما يتعلق بالأنشطة الشعبية في إسناد الشعب الفلسطيني، فإن شعبنا العزيز- كما هو واضح- هو السبَّاق والمتصدر على مستوى كل الشعوب في بلدان العالم، وتميَّزت أنشطته، ومنها: المظاهرات، والمسيرات، والفعاليات، والوقفات، والندوات، والأمسيَّات، تميَّزت بكثافتها، وبزخمها، وأيضاً على مستوى المظاهرات والخروج المليوني بالاستمرارية، تميَّزت أيضاً بالاستمرارية، هذا من نعمة الله تعالى ومن توفيقه، ومن شواهد مصداقية الانتماء الإيماني، والقيم الإنسانية لشعبنا العزيز، فهناك مئات الآلاف من المسيرات، والوقفات، والفعاليات، والندوات، والأمسيات، وعلى مستوى التعبئة: أكثر من (أربعمائة ألف متخرج من الدورات العسكرية)، وهناك المئات من الأنشطة العسكرية، من العروض العسكرية، من المسارات العسكرية (المسير العسكري)، ومن العروض العسكرية.
وطالما استمر العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والحصار، سنواصل العمليات العسكرية، ونواصل الأنشطة الشعبية؛ لأننا في أداء مهمة جهادية مُقَدَّسَة، نُؤَدِّي التزاماً إيمانياً وإنسانياً وأخلاقياً، وواجباً مُقدَّساً؛ ولـــذلك فالثبات والاستمرارية جزءٌ من إيماننا، ومن وفائنا مع الله، ومن صدقنا مع الله سبحانه وتعالى.
كم يتمنى الأعداء، يتمنى الأمريكي، ويتمنى الإسرائيلي، ويتمنى البريطاني، ويتمنى عملاؤهم من المنافقين، بل وأكثر من التمني، كم عملوا وكم يعملون للضغط على شعبنا ليتوقف عن عملياته العسكرية، وعن أنشطته الشعبية، ولصرفه عن هذا الاهتمام المميَّز، والحضور الفاعل والكبير والمميَّز أيضاً، كم عملوا ويعملون، وكم يتمنون أن يحدث ذلك: أن تخلو الساحات، أن يَضعُف الموقف، ولكن هيهات هيهات.
شعبُنا العزيز، بوفائه، بثباته، بقيمه، هو ينطلق من منطلق إيماني، من أجل الله سبحانه وتعالى، ومنطلق إنساني، هو شعبٌ له إحساسه الإنساني، يوم أن أصيب أكثر أبناء الأمة بالصمم، فلا يسمعون استغاثة الشعب الفلسطيني، ولا يسمعون لأوجاعه وآلامه، ويوم أن أصيب أكثر أبناء الأمة بالعمى، فَعَمِيَت قلوبهم، فلا تتفاعل، ولا تتأثر لما يحدث في شعب فلسطين، فإنَّا نرى أبناء شعبنا وهم يحضرون في الساحات، يحضر منهم ثلاثة أجيال: يحضر الجد، ويحضر ابنه، ويحضر حفيده، ونرى كم هو تفاعلهم، كيف مستوى تأثرهم واستعدادهم، كيف يتفاعلون بكل جِدِّيَّة، ومصداقية، وإيمان، وحرقة قلب، وأسف وألم لما يعانيه الشعب الفلسطيني، والمشاهد في الساحات مشاهد مؤثِّرة، مشاهد امتزج فيها أثر الإيمان والإنسانية، والشهامة الفطرية، التي يتحلى بها شعبنا العزيز، ومن يتأمل ذلك يتأثر كثيراً، ويرتاح كثيراً، كم هو هذا الشعب شهمٌ، كم هو شعبٌ ثابتٌ على قيمه، شعبٌ يمتلك الحياة بكل ما تعنيه الكلمة: حياة الإيمان، حياة القيم، حياة الأخلاق؛ ولـــذلك يحضر بكل هذا التفاعل، يحضر الكثير من الناس شيباً وشباناً، كما قلت لأجيال: الجَدُّ تراه في الساحة، وترى معه ابنه، وترى أيضاً حفيده، بكل تفاعل، وبكل اهتمام، هذا هو شعب اليمن، هذا هو الشعب الذي قال عنه رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ”: ((الإِيْمَانُ يَمَانٌ، وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ))، وهذا هو الإيمان، الذي نراه في شعبنا العزيز، وهو يحضر لله، وفي سبيل الله، ومن أجل الله سبحانه وتعالى، وبقيمه، وأخلاقه الإيمانية والإنسانية الفطرية.
لن تخلو الساحات بإذن الله، ما دام العدوان مستمرٌ على الشعب الفلسطيني، ما دامت تلك الجرائم والتي تتجدد أسبوعياً، والعدو يحرص على أن يقيس من خلالها واقع الأُمَّة الإسلامية في كل شعوبها، تحصل على مدى الأسبوع جرائم فظيعة، وانتهاكات متعددة، واقتحامات للمسجد الأقصى، ثم العدو الأمريكي والإسرائيلي، كل الأعداء يُقَيِّمُون: كيف هي ردة الفعل في شعوب هذه الأمة؟ هل أحدٌ منها سيغضب، أمام تلك المشاهد الاستفزازية جداً، لإخوان القردة والخنازير من الصهاينة المجرمين، وهم يدنسون باحات المسجد الأقصى، ويقتحمون باحات المسجد الأقصى؟ مَنْ مِن الأمة سيكون غيوراً، أَبِيّاً، حَيَّ المشاعر، قوي الإيمان، يُستَفَز تجاه ذلك، ويكون له موقف، يكون له صوت؟ عندما يرتكبون تلك الجرائم، باستهداف أبناء الشعب الفلسطيني من المدنيين، أثناء صلاتهم وتجمعهم للصلاة، من سيتأثر؟ المشاهد المأساوية جداً، للكبار وللصغار، للأطفال، مشاهد الجائعين الذين يَتَضَوَّرُونَ جوعاً من أبناء الشعب الفلسطيني، ما يحدث بحق الأسرى الفلسطينيين، ما يرتكبه العدو الإسرائيلي من جرائم ضدهم، جرائم فظيعة للغاية، هل هناك من لا يزال غيوراً من أبناء هذه الأمة، حيَّ المشاعر والإحساس، إنساناً بكل ما تعنيه الكلمة، أم أن الناس قد مُسِخُوا؟ فالعدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي والبريطاني يقيس عند كل ما يستجد من الجرائم، كيف هي ردة الفعل، وشعبنا العزيز يُبَيِّن ردة فعله كل أسبوع، وَأَنَّه لا يزال حيَّ المشاعر، يشعر بمسؤوليته، ويتحرَّك بكل ما يمكنه، وليس هناك أي تردد عند شعبنا العزيز في أي شيءٍ يستطيعه، لا حسابات سياسية، ولا أي اعتبارات، هو شعبٌ لا يكترث للأعداء، لا يخاف من أمريكا، التي خاف منها أكثر أبناء الأمة، خاف منها زعماء، خاف منها قادة، خافت منها حكومات، خافت منها نُخب، خاف منها علماء دين من أبناء هذه الأمة، فلم يجرؤوا على أن يقولوا كلمة الحق، ولا أن يقفوا الموقف الصادق، والموقف الصحيح، شعبنا لا يخاف من أمريكا، ولا من بريطانيا، ولا من عملاء أمريكا، وسيواصل موقفه، وهو ثابت على هذا الموقف، بهذا الزخم، بهذا الحضور الإيماني العظيم.
أدعو شعبنا العزيز للخروج المليوني يوم غد الجمعة إن شاء الله، في العاصمة صنعاء، وفي بقية المحافظات والمديريات، خروجاً مُشَرِّفاً، خروجاً جهاداً في سبيل الله، وابتغاء مرضات الله، وإسناداً للشعب الفلسطيني المظلوم.
أَسْأَلُ اللهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يُوَفِّقنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيهِ عَنَّا، وَأَنْ يُعَجِّلَ الفَرَجَ وَالنَّصْر لِلشَّعبِ الفِلَسْطِينِي المَظْلُوم، وَلِمُجَاهِدِيهِ الأَعِزَّاء، وَنَسْألُ اللهَ أَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء.
وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

# السيد القائد# كلمةً#اليمنالسيد عبدالملك الحوثي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: على الشعب الفلسطینی الله سبحانه وتعالى العدو الإسرائیلی الإبادة الجماعیة للشعب الفلسطینی فی هذا الأسبوع المسجد الأقصى الفلسطینی فی شعبنا العزیز فی سبیل الله ة الإسلامیة إن شاء الله فی قطاع غزة فیما یتعلق الله تعالى هذه الأمة على مستوى ع ل ى آل من أبناء ما یتعلق ل الله س أن یکون التی هی ما یحدث ما یحصل هو شعب هذا هو أین هی التی ی بکل ما ا یحصل

إقرأ أيضاً:

النائب الحاج حسن: إسناد المقاومة لغزة دفاع استباقي عن لبنان

أشار رئيس "تكتل بعلبك الهرمل" النائب حسين الحاج حسن إلى أن "العدو وحلفاءه حاولوا أن يضغطوا بوسائل مختلفة من خلال التهديدات والموفدين والرسائل، ومن خلال القصف والإغتيالات والمجازر والعدوان على المدنيين وعلى القرى الآمنة، من أجل التأثير على المقاومة لتتراجع عن إسناد غزة ومقاومتها، ولكن المقاومة قالت كلمتها مرات عديدة نحن مستمرون في إسناد أهل غزة وشعبها ومقاومتها الباسلة والشريفة".

وقال خلال إحياء قطاع بعلبك أسبوع "الشهيد على طريق القدس" محمد حسن طه في حسينية الإمام الخميني في بعلبك: "نحيي احتفالا تكريميا للشهيد، وفي الحقيقة لسنا نحن من يكرمه بل هو الذي يكرمنا، يعلي رؤوسنا، يرفع جباهنا، يقوي قلوبنا، يشحذ هاماتنا، وعندما نستمع إلى وصيته نزداد إيمانا ورسوخا وعزيمة، لأنه كمن سبقه من الشهداء، لم يبدلوا تبديلا، ونحن كذلك لم ولن نبدل تبديلا".

وأضاف: "بدأنا بالشهر الحادي عشر من بعد طوفان الأقصى، ونتنياهو يتحدث عن نصر حاسم، وإن شاء الله لن يصل إلى النصر الحاسم، بل سيصل العدو الصهيوني إلى الهزيمة المحققة، في كيان اعتاد على الانتصارات قبل عصر المقاومة، اعتاد أن يتغول على الدول العربية والاسلامية، ففي حزيران 1967 تمكن من الانتصار خلال أيام قليلة، لأول مرة في تاريخ الكيان مضى على طوفان الأقصى 11 شهرا وإسرائيل عاجزة عن تحقيق النصر، أو حتى عن رسم صورة نصر، هذا دليل عجز عند جيش العدو وكيانه".

وأكد ان "إسرائيل أخفقت في تحقيق الأهداف التي وضعها قادته في الأيام الأولى، وهي القضاء على المقاومة، استعادة الأسرى، وإعادة احتلال غزة. الكيان الصهيوني اليوم مازوم فهو عاجز عن تحقيق النصر، وعاجز عن استعادة أسراه بالقوة، ومأزوم في أنه فشل في تحقيق هدف القضاء على المقاومة. أما نتنياهو وبن غفير فهما مأزومان على المستوى الشخصي بعد هزيمة طوفان الأقصى، وبعد 11 شهرا من الإخفاقات، لذلك هم يهربون إلى الأمام بمزيد من ارتكاب المجازر، وبدء الهجوم على الضفة الغربية، وإعادة إعلان الأهداف الحقيقية للمشروع الصهيوني من جديد، وهي إنشاء كيان عنصري خال من غير الصهاينه، يعني تهجير من تبقى من الفلسطينيين في الضفة وغزة، وللأسف أكثر ما صدر عن المسؤولين العرب بعد الهجوم على الضفة الغربية بيان إدانة".

وأردف: "أيها الرؤساء والحكام العرب، وبعض الشعوب العربية، الذين ما زلتم توكلون أموركم للأميركي، الأميركي منافق ومخادع وكذاب، لا بل هو شريك في كل عدوان إسرائيلي على فلسطين ولبنان والعراق وسوريا واليمن والأردن ومصر وعلى كل الأمة، والأميركي يكذب عندما يقول أنه يريد إنهاء الحرب على غزة، لأنه في نفس الوقت يرسل السلاح والذخائر إلى كيان العدو بعشرات مليارات الدولارات، ويضغط على المؤسسات الدولية لمنع ملاحقة المسؤولين في كيان العدو".

واعتبر الحاج حسن أن "الإعلام الأميركي والغربي في خدمة العدو في معظمه، والنخب والقيادات السياسية والعسكرية في الغرب والولايات المتحدة الأميركية في خدمة العدو، بل هم من يقود المعركة ويمولها ويديرها، الغرب والولايات المتحدة الأميركية لم يخرجوا يوما من عقلية الإستعمار والهيمنة".

ورأى أن "الإبادة في تاريخ الغرب ليست استثناء، كل تاريخ الغرب والجيوش الغربية إبادة، من فيتنام إلى كوريا والهند والصين واليابان والعراق وأفغانستان، إلى الهنود الحمر إلى السكان الأصليين في أستراليا، إلى أفريقيا وفلسطين، هذا هو التاريخ الغربي العسكري والسياسي في معظمه، إلا القلة القليلة من النخب الأكاديمية والجامعية والإعلامية والثقافية".

وأشار إلى أن "أي مستعمر لم يستطع أن يستمر في استعماره واحتلاله، كل المستعمرين خرجوا وهزموا، عندما تقف في مواجهتهم المقاومة تهزمهم، تطردهم، تمرغ أنوفهم في تراب الأرض العزيزة التي يحميها أبناؤها ويدافعون عنها".

وأردف: "76 سنة والإسرائيلي والأميركي والأوروبي والغربي يعملون لإبادة الشعب الفلسطيني، يرتكبون المجازر والإبادة والقتل والترهيب والتهجير، في المقابل نرى الصمود في غزة والمقاومة في الضفة، والشباب العربي الجاهز للشهادة، كما الشهيد الأردني صباح اليوم. لذلك لن يستطيع أحد أن يأخذنا بصورة الدمار ليثبط عزائمنا، أو بصورة القتل ليخيفنا، أو بصورة الجيوش ليرهبنا ويرعبنا. هذه الصور على مدى السنين لم تستطع النيل من عزيمة الشعب الفلسطيني ولا الشعب اللبناني ولا الشعوب العربية والاسلامية، بل على العكس المقاومة اليوم رغم الخلل الكبير في التوازن في القوى والمقدرات، صامدة، عازمة، مصممة، قوية، قادرة ومقتدرة، وستستمر إن شاء الله تعالى".

وأعلن: "نحن في لبنان بدأنا في 8 تشرين الأول بإسناد الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة، وإلى اليوم نحن مستمرون، وسنستمر في إسناد المقاومة الفلسطينية الباسلة والشريفة في غزة، وفي إسناد الشعب الفلسطيني إلى أن يتوقف العدوان على غزة وعلى الشعب الفلسطيني. لقد حاول العدو وحلفاؤه أن يضغطوا بوسائل مختلفة من خلال التهديدات والموفدين والرسائل، ومن خلال القصف والإغتيالات والمجازر والعدوان على المدنيين وعلى القرى الآمنة، وبكل الوسائل، ومعهم للأسف جيوش تلفزيونية وإعلامية وبعض السياسيين، ووسائل الإعلام والمؤثرين، وقوى في لبنان وفي العالمين العربي والإسلامي وعلى مستوى العالم، من أجل التأثير على المقاومة لتتراجع عن إسناد غزة ومقاومتها، ولكن المقاومة قالت كلمتها مرات عديدة نحن مستمرون في إسناد أهل غزة وشعبها ومقاومتها؛ نقدم الشهداء والشهداء القادة والجرحى، ونتحمل التضحيات، وأهل المقاومة يقدمون ويصبرون ويعرفون ان هذا الطريق هو الطريق الصحيح، وإن خلاف ذلك يعني تقصيرا وتخلفا ومساهمة في انتصار العدو لا سمح الله. وإن انتصار العدو يعني مخاطر حقيقية على لبنان، كما على كل فلسطين وسوريا والأردن والعراق ومصر وكل المنطقة".

وقال: "نحن لا نقوم فقط بإسناد غزة من منطلق الواجب وهذا ضروري، ولا من منطلق العقيدة وهذا ضروري، ولا من منطلق قومي وهذا ضروري، بل من منطلق وطني ومصالح وطنية لبنانية لدفع الأخطار الحقيقية التي يمكن ان تنجح في حال انتصار العدو في غزة أو في الضفة لا سمح الله، ومنها خطر التوطين، والمزيد من التهجير، وخطر المزيد من الإستقواء والإستعلاء الصهيوني في المنطقة، والخطر على الثروات وعلى الحدود والمياه والثقافة والتراث".

واعتبر أن "البعض لا يريد أن يسمع أو يرى، هم يتحدثون عن متطرفين في كيان العدو، هل يعني ذلك أن نتنياهو وبن غفير متطرفين، وان ليبرمان وشامير وبيغن وبن غوريون وجولدا مائير كانوا معتدلين، هؤلا جميعا طردوا الشعب الفلسطيني من أرضه وهجروه، هل كانوا حمائم سلام؟ كل الصهاينة هم متطرفون وقتلة وإرهابيون، لذلك هذه مسؤولية وهذا دفاع استباقي عن لبنان لو كان لبنان والدول العربية قاتلوا حقيقة عام 1948 لما وجد الكيان الصهيوني، ولما كان هناك لاجئين فلسطينيين مهجرين من أرضهم".

وختم الحاج حسن: "في ذكرى الشهيد السعيد محمد حسن طه، وفي ذكرى كل شهيد، نجدد تمسكنا وإيماننا ويقيننا وعهدنا مع الشهداء، ان الطريق الذي سلكتموه واستشهدتم فيه، سنكمله وسننتصر فيه بإرادة وعون من الله، وثقة ويقين بوعد الله، والله لا يخلف الميعاد".

مقالات مشابهة

  • مسيرات ضوئية في الحديدة تتويجا للاحتفال بالربيع المحمدي / صور
  • بمشاركة سلطنة عمان..وزراء الخارجية العرب يبحثون في القاهرة تدابير وقف العدوان على الشعب الفلسطيني
  • السامعي يتفقد مدرسة عائشة للبنات التي قصفها العدوان
  • كلمة وزير الإعلام في الندوة العلمية بمؤسسة الثورة بعنوان“الإستراتيجية الإعلامية للرسول الأعظم”
  • لقاء موسع للعلماء والخطباء بتعز في إطار إحياء المولد النبوي
  • إسقاط طائرة أمريكية نوع MQ_9 في صعدة
  • محلل سياسي: تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة هدف أساسي للاحتلال الإسرائيلي
  • حركة المجاهدين الفلسطينية تدين العدوان الصهيوني على سوريا
  • سفير مصر برام الله لـ رئيس الوزراء الفلسطيني: نواصل جهودنا لـ وقف العدوان على غزة
  • النائب الحاج حسن: إسناد المقاومة لغزة دفاع استباقي عن لبنان