وادي خيوت.. طبيعة خلابة تبهر السياح والهواة
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
كانت الساعة الثالثة مساء، عندما ترجلنا عن مركبتنا في المنطقة المطلة على وادي خيوت من الجهة الغربية، وشرعنا في المشي على الأقدام مستخدمين العصي للاتكاء عليها من الانزلاقات الطينية.
وقد رافق جريدة (عمان) سعيد بن أحمد بله تبوك ومسعود بن أحمد سقلات تبوك، وقد استغرقت الرحلة 4 ساعات مشيا على الأقدام، وتعمدنا المرور على جميع أرجاء وادي خيوت لالتقاط صور حية تعكس جمال الوادي وشلالاته الساحرة والمتدفقة بغزارة، ولإظهار الأماكن السياحية البكر في محافظة ظفار.
تقع عين خيوت في منطقة قيرون حيرتي بولاية صلالة بمحافظة ظفار وتبعد عن مركز الولاية بحوالي 20 كم باتجاه الشمال والوصول إليها عبر الطريق الرئيسي عقبة (حمرير). وأثناء نزولنا إلى الوادي برفقة الدليل والمعرف مسعود سقلات تبوك لكي يشرح لنا أهمية الوادي ومكوناته الطبيعية والتي يتميز بها عن غيره من الأودية، وبصحبة الشاب مسعود الذي استغل حبه في ممارسة الرياضة لاستكشاف المناطق السياحية ليكتسب المعرفة من حيث الثقافة الجغرافية ومعرفة المناطق السياحية والاستفادة من خلال احتكاكه بالزائرين وبحكم موقع منزلهم الذي يطل على وادي خيوت من الجهة الغربية، ليجمع بهذا بين الرياضة والمعرفة وتقديم المساعدة والعون للزوار والسياح.
فلما طلبنا منه النزول معنا لم يتردد، فقد أكد لنا انه معتاد على نزول الوادي بشكلٍ شبه يومي وخصوصا منذ دخول فصل الخريف، فالطريق شاق نوعا ما ويزداد صعوبة ومشقة في الخريف بسبب تبلل الطين وتفتت التربة وصعوبة المشي عليه، حيث الانزلاقات مؤكدة وقد تؤدي إلى إصابات ليست بالهينة، وكذلك يغشى الأرض الضباب وأحيانا لا تكاد ترى موضع رجلك من كثرة الضباب وشدة الظلام الذي يصاحبه، من هنا يبرز دور وأهمية وجود الدليل، حيث يقوم بقيادة الرواد إلى بر الأمان لخبرته في تفرعات الطرق ويحفظهم من التيه لعدم وضوح الرؤية.
وأثناء نزولنا للوادي - ورغم خبرتنا والحذر الذي استحوذ على أفكارنا - لم نسلم من الانزلاقات بسبب هطول الأمطار المستمرة طوال اليوم، ولله الحمد لم تنجم عنها أي إصابات قوية، فقط مجرد كدمات خفيفة، ولكن بالفعل الرحلة كانت جميلة وممتعة على ما فيها من تحد وإصرار.
وعلمنا أن الوادي يتميز بالعديد من الأماكن السياحية التي ما زالت بكرا، نظرا لعدم وصول المركبات إليها مما يساهم بكل تأكيد في المحافظة على طبيعته الخلابة. فلما وصلنا بطن الوادي استقبلتنا ما يشبه السواقي، إلا أنها عبارة عن ترع طبيعية متدفقة من عين خيوت وهي شبيهة بقنوات المياه الجارية، إلا أنها كثيرةُ العدد ومسطحة لا يظهر فيها أي قعر أو حوافٍ جانبية لتجميعها، وهو منظر يدهش الناظرين ويأخذ الألباب، وهذه الترع إن جاز تسميتها بذلك تمتد على طول الوادي إلى أن تصل قمة الشلال فتزداد تجمعا وكثافة وجمالية وكأنها تعزف أعذب الألحان بأصوات جمعت الكثير وغلب عليها خرير الماء الممزوج بنقيق الضفادع.
ومما لفت انتباهنا في هذه الطلعة القصيرة والمعبرة عن العديد من اللوحات الجمالية والتي يصعب رسمها أو التعبير عنها بحق، هو دخولنا لأحد الكهوف الملاصق لمنبع العين لكي نأخذ قسطا من الراحة وليقننا من المطر. وبمجرد دخولنا وقعت أنظارنا على صندوق موجود على أحد رفوف الكهف وبعد فتحه وجدنا فيه بعض المستلزمات التي يحتاجها المار من أكياس للشاي وسكر وتمر وإبريق وأكواب للشرب فقمنا بإحضار الماء وإشعال النار، فاحتسينا من الشاي ما يكفينا، وهذه من العادات التي تنتشر في معظم كهوف المحافظة والأماكن المنقطعة والتي يرتادها الهواة والسياح وذلك كرما للزوار وعونا لهم في التقليل من حمل الزاد.
وفي أسفل الوادي التقينا بشباب من منطقة قيرون حيريتي وهم ضمن فريق تطوعي يعمل تحت مظلة جمعية صون الطبيعة في ظفار وهي جمعية أهلية تطوعية قيد التأسيس ومن أهدافها إنجاح موسم الخريف وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة، فيقومون بتوجيه وتوعوية السياح وإرشادهم وتقديم كل أنواع المساعدات المجانية لهم كالمنشورات التي تحمل أنواعا من إرشادات الأمن والسلامة وغيرها من التوجيهات العملية، خدمة للبيئة والبلد والإنسان كائنا من كان طلبا للأجر والثواب وحفاظا على صحة وأرواح الزوار.
ورغم المشقة وصعوبة وطول الطريق، إلا أنها تجربة ثرية تنتاب الزائر إليها الكثير من المشاعر التي تربطه بمحيطه وتدفع من طموحه للمزيد من الاستكشاف، وترفع من منسوب تقديره ومحبته للبيئة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ترامب يكشف عن 3 مناطق لتهجير مواطني غزة إليها
#سواليف
كشفت القناة 12 الإسرائيلية مساء الأربعاء أن #الإدارة_الأمريكية تدرس خيارات لنقل مواطني قطاع #غزة إلى ثلاث مناطق #أفريقية و #عربية، وذلك في إطار خطط مُحتملة لإعادة تشكيل الواقع الديموغرافي والسياسي للقطاع بعد الحرب الدائرة فيه لصالح الكيان الصهيوني .
وأوضحت القناة الصهيونية أن المناطق المُقترحة تشمل “أرض #الصومال” و” #أرض_البنط ” (إقليما نزاع في الصومال) و #المغرب، دون إفادة بتفاصيل حول آليات التنفيذ أو موافقة الدول المعنية.
من جهته، أصدر البيت الأبيض توضيحاتٍ بشأن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أثار مواقفَ مثيرة للجدل خلال حديثه عن مستقبل القطاع. ونفت الإدارة الأمريكية التزام ترامب بأي خطة لنشر قوات أمريكية في غزة أو فرض سيطرة واشنطن المباشرة عليها، مشددةً على أن “الرئيس لم يُقدم ضمانات بذلك”. وأضاف البيان أن ترامب يعتزم التعاون مع “شركاء المنطقة” لمعالجة ملف إعادة الإعمار، مُستبعداً تمويل الولايات المتحدة لهذه العملية.
وفقاً للبيت الأبيض، أكد ترامب في تصريحات سابقة رفضه تحمّل الولايات المتحدة تكاليف إعادة بناء غزة، التي دُمّرت أجزاء كبيرة منها خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، قائلاً: “بلدنا لن يمول إعادة الإعمار، لكننا سنعمل يداً بيد مع الحلفاء لتحقيق الاستقرار”. كما توقع الرئيس الأمريكي من “شركاء استراتيجيين” – أبرزهم مصر والأردن – قبولَ استضافة الفلسطينيين “مؤقتاً” حتى إعادة بناء وطنهم، دون تحديدٍ لطبيعة هذا “الوطن” أو آليات تنفيذ الفكرة التي تواجه انتقادات حقوقية وسياسية. وهي في الواقع تهجير قسري مخالف للقانون الدولي والقيم الانسانية.
مقالات ذات صلةمن ناحية أخرى، أشار ترامب إلى استعداده لدعم إعادة إعمار غزة “بالشراكة مع دول المنطقة المحبة للسلام”، مُلمحاً إلى تعاون مُحتمل مع دول عربية تطوّع علاقاتها مع إسرائيل. إلا أنه لم يذكر كيف سيتم التوفيق بين هذا الموقف ورغبته في نقل مواطني القطاع إلى دول أخرى.
تساؤلات حول المقترحات وردود الفعل
أثارت التقارير عن نقل الغزيين إلى الصومال والمغرب استغرابَ مراقبين، لا سيما في ظل عدم وجود مواقف رسمية من الدول المُشار إليها. فالمغرب، التي تربطها علاقات تطبيع مع إسرائيل، لم تعلق على الخبر، بينما تشهد أرض الصومال وأرض البنط نزاعاتٍ داخلية منذ عقود، ما يجعل مقترح الاستقبال فيها غامضاً. من جهتها، لم تُصرح مصر أو الأردن – اللتان تُعانيان أصلاً من أزمات لاجئين – بأي رد فعلٍ علني حول طلب ترامب الاستضافة المؤقتة. الا ان البلدين رفضا اقتراح ترامب بالتهجير القسري جملة وتفصيلاً.
يُذكر أن تصريحات ترامب تزامنت مع تصاعد الحديث عن “مستقبل غزة” في الإعلام الإسرائيلي، حيث تطرح حكومة بنيامين نتنياهو بشكل متكرر فكرة “ترحيل السكان” كحلٍ ديموغرافي، وهو ما يُفرَض عليه رفض دولي واسع، بينما تُحذر الأمم المتحدة من أن أي خطوة كهذه قد تُعتبر “ترحيلاً قسرياً” يُنتهك القانون الدولي.